RSS

Monthly Archives: جويلية 2019

لغز إنسحاب ميليشيات مصراتة من معركة طرابلس

b95bcaa1c54628b3633741c9a7e7215e_XL (1)

المرحلة الجديدة من عملية طرابلس بدأها الجيش 22 يوليو الجارى، تركزت على محورين: عين زارة ووادى الربيع.. تستهدف إقتحام العاصمة.. حفتر إستبقها بتعيين قائد جديد لعمليات المنطقة الغربية.. تغيير دماء مطلوب، لمعالجة بعض أخطاء المرحلة السابقة.. ميليشيات السراج شنت هجوماً مضاداً مباغتاً، لإسترداد مطار طرابلس، الا انه لم ينجح، والزخم الأول لهجوم الجيش إستهدف السيطرة على معسكر اليرموك، لكنه لم يوفق.. لازالت الحرب سجال، والمعارك لم تدخل مرحلة العد التنازلى.
السراج أعلن عن مبادرة سياسية، تتضمن عقد ملتقى سياسى، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبيل نهاية العام، بعثة الأمم المتحدة بادرت بالترحيب، وخالد المشرى رئيس المجلس الأعلى للدولة ابلغ البعثة إدعاءات تتعلق بإعداد فرنسا ومصر والإمارات خطة سرية للهجوم على طرابلس!!، لحسم المعركة، بإستخدام الطائرات والأسلحة النوعية!!.. محاولة إستباق من جانب حكومة الوفاق، بطرح تبريرات مسبقة حال خسارة المعركة، يتم التمهيد لها سلفاً، كأساس لحملة دولية سياسية مضادة، مايعكس إدراكها لإقتراب الهزيمة أمام الجيش الوطنى.. فما هو سبب ذلك الشعور؟
بمجرد بدء عملية طرابلس 4 ابريل 2019، دفعت مصراتة بتعزيزات عسكرية ضخمة لدعم ميليشيات العاصمة، فى مواجهة سعى الجيش لتحريرها من التنظيمات المسلحة والجماعات الإرهابية، الحرب بالنسبة للميليشيات ليست مقدسة، بل مقابل المنحة التى وزعها السراج بقرابة 2 مليار و484 مليون دينار، فازت منها مصراتة بنصيب الأسد، ثم فاجأت الجميع، بسحب تشوينات أسلحتها، ومغادرة معظم مقاتليها محاور القتال.. تطور إستراتيجى بالغ الأهمية، ينعكس على مسار العمليات، ومستقبل الحرب، ما يفرض التناول.
مصراتة معروفة بخصومتها مع الجيش، منذ تواطؤها مع الناتو لقتل القذافى، والسيطرة على مخازن الجيش، دعمت الفصائل الإرهابية التى حاولت التصدى لعملية تطهير بنغازى والمنطقة الشرقية منتصف 2014، وإستغلت إنشغال الجيش لتكسب معركة «فجر ليبيا» نهاية 2014، وتحتل العاصمة، وتعيد المؤتمر الوطني العام «الإخوانى» للواجهة، وتشكل حكومة موالية.. شكلت «قوة البنيان المرصوص» وحررت سرت من «داعش» 2016 بدعم الطيران الأمريكى.. إشكالية الأزمة الراهنة إذن لاتكمن فى ميليشيات طرابلس، فهى مجرد عصابات مسلحة إجرامية تتولى حماية السراج، ومنشآت العاصمة بالمقابل المادى، وتمارس البلطجة والإرهاب، بمجرد توقف التمويل ينفرط عقدها، ويسهل القضاء عليها.. المشكلة الحقيقية تتمثل فى أن ميليشيات مصراتة تثير الحزازات الجهوية والقبائلية، وتهدد بتفجير حرب أهلية، تنتهى بتكريس التقسيم، وإستحالة عودة الوطن الموحد.. مما يفسر عقد عدة لقاءات بينهم وبين الجيش بوساطة مصرية فى القاهرة، لتجنب ذلك.
ميليشيات مصراتة بدأت تخفف من تواجدها بطرابلس منذ منتصف يونيو، بعد توجه عدد من كتائب الجيش للتمركز فى راس لانوف.. ما خشيت معه ان يكون ذلك مقدمة للقفز على سرت، المحطة الأخيرة التى تفصلها عن مصراتة أقل من 250 كم، يمكن قطعها سريعاً بإستخدام الطريق الساحلى.. إنسحاب مليشيات مصراتة من طرابلس بدأ فعلياً عقب ثلاثة أيام من القتال المتواصل مع الجيش، تعرضت خلاله لقصف جوى كثيف، بصورة أكدت إستحالة صمودها طويلاً.. خاصة بعد أن فقدت الأمل فى أن يؤدى الدعم التركى، الى ترجيح كفتها، فالجيش نجح فى إمتصاص زخم الدعم، رغم خسارة بعض الأراضى المحررة، لكنه تمكن من الإحتفاظ بـ«طوق طرابلس»، وإستنزف الميليشيات، وقام بتصقية العديد من قياداتها.. تدمير غرفة العمليات العسكرية للمستشارين الأتراك بقاعدة معيتيقة الجوية، أدى الى إنهيار معنويات ميليشيات مصراتة.. عرضت على قيادة الجيش فى 9 يوليو الإنسحاب من العاصمة وتسليم أسلحتها، والعودة إلى مصراتة، شريطة بقاء قوة مسلحة بقوام لواء لحماية المدينة!!، وعدم ملاحقة أى فرد، والتعهد بعدم اقتحام الجيش لبلدتهم.. شيوخ القبائل والأعيان والحكماء توسطوا، لكن الجيش إشترط الإنسحاب الكامل، وتسليم كل الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وكل من ارتكب جرائم ومطلوب من المدعى العام والنيابة، وأكد ان تأمين طرابلس مسئولية الشرطة والأمن العام.. موقف حاسم، إنسحبت ميليشيات مصراتة على أثره، دون قيد أو شرط.. فما هى الأسباب والمبررات؟!.
السبب الأول: إعتماد الميليشيات خلال حرب طرابلس على كثافة النيران، لتعويض نقص الخبرة مقارنة بالجيش، ماأوقع بها خسائر فادحة، وصلت لأكثر من 1500 قتيل، بخلاف المصابين والمفقودين والأسرى، وخسائر الأسلحة والذخائر والآليات، و7 طائرات حربية واستطلاع، مما أدى لتذمر عائلات الضحايا، واحتجاجهم على الإستمرار فى الحرب.. الثانى: إنشقاقها الكتيبة 185 التابعة للسراج بطرابلس، وانضمامها للجيش بكامل أسلحتها، ومع بوادر التراجع فى الموقف العسكرى للميليشيات، صار كل قادتهم يخشون تكرار الإنشقاقات، وإنفراط عقد تماسك مقاتليهم القائم على المصلحة.. الثالث: تفاقم التنافسات والخلافات بين ميليشيات مصراتة بقيادة صلاح بادى، وميليشيات طرابلس، بزعامة هيثم التاجورى، حتى أن مقاتليه صاروا ينسحبون من محاور القتال التي يتواجد فيها مقاتلى مصراتة!!، وكذا إنتشار الشعارات المناهضة لتواجدهم فى كل أحياء العاصمة، هذه الخلافات أكدت ان التنافسات بينهم على السلطة والنفوذ والمصالح المادية أقوى من التحالف ضد الجيش.. الرابع: ان ميليشيات مصراتة تعبر عن إخوان ليبيا، وهى تخشى من أنها وهى تحارب معركة السراج فى طرابلس، ان يقدم هو على عقد تسوية مع الجيش، تطيح بها من المشهد، على غرار ماسبق الإتفاق عليه فى لقاءه مع حفتر بأبوظبى فبراير الماضى، بشأن دخول الجيش الى العاصمة، لكن الإخوان نجحوا فى إسقاطه، ما أشعل معركة طرابلس.
إنسحاب ميليشيات مصراتة من معركة طرابلس تزامن مع مؤشرات خلاف بين السراج وتيار الاسلام السياسى الذى يهيمن على الحكومة ومجلس الدولة، عبرت عنه إنتقادات عبدالرحمن الشاطر عضو المجلس لسوء معالجة السراج لتطورات الموقف سياسياً ودبلوماسياً، خاصة مايتعلق بقصور التعامل مع أزمة صواريخ جافلين الفرنسية بغريان.. كما تزامن مع دعوة حسين بن عطية عميد بلدية تاجوراء فى 16 بوليو، لأعيان وحكماء ونشطاء المجتمع المدني بالمنطقة الغربية الى إجتماع لبحث فصل الحكومة عن المجلس الرئاسى، والإطاحة ببعض المناصب الحساسة، وذلك فى مؤشر لقرب تهميش السراج، وتشكيل ما يطلق عليه «حكومة حرب» أو «حكومة ميليشيات».
فى الوقت الذى تجرى فيه هذه التطورات، أبدى قرابة 70 نائب من مجلس النواب الليبى الذين إجتمعوا بالقاهرة إستعداداً لتشكيل حكومة وحدة وطنية.. فارق كبير بين من يعدون لبدء مرحلة جديدة من تصعيد المواجهات، ومن ينشدون الوحدة الوطنية، والإستعداد لما بعد إنتهاء الحرب، وإستعادة الأمن.

 
تعليق واحد

Posted by في 2019/07/29 بوصة غير مصنف

 

حول حل «الحشد الشعبي» في العراق

IMG14120984

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدى قرر إغلاق مقار الميليشيات المسلحة، داخل المدن وخارجها. وخيَّرهم بين الاندماج داخل الجيش، والخضوع للقيادة العامة، وقطع صلتهم بأي تنظيم سياسي، أو التحول لتنظيمات سياسية، تخضع لقانون الأحزاب، يحظر عليها حمل السلاح.
الميليشيات ردت بقصف مكثف بصواريخ الكاتيوشا للقصور الرئاسية بالموصل!

«الحشد» شكَّلَه المالكي منتصف 2014، بحجة تعبئة الجماهير للتصدي للغزو الداعشي، لكنه استهدف تشكيل قوة شيعية مسلحة، مثل الحرس الثوري.. توسعت بعد فتوى السيستانى، المرجع الشيعي الأعلى بالنجف، بوجوب «الجهاد الكفائي»، إلى 30 فصيلا، تضم 125.000 متطوع، بعضها مخلص؛ يؤدى خدمات الشرطة بالمناطق النائية. والآخر فاسد، يبتز المواطنين، وينتهك حقوق الإنسان، ما أشاع القلق لدى الطوائف الأخرى.

البعض رجح حصول المهدى على موافقة طهران المسبقة، لكن ردود الفعل الشيعية نفت ذلك. بعض زعماء الفصائل التزاموا بالقرار، مثل مقتدى الصدر، قائد «سرايا السلام»، وقيس الخزعلي، قائد «عصائب أهل الحق». والموالون لإيران «60.000 مقاتل» أعلنوا التحدي، بلوحات إعلانية بالعاصمة «الحشد عراقي.. الحشد باقي».

الصراع حاد في العراق بين أمريكا وإيران.. عقب إدراج واشنطن الحرس الثوري بلوائح الإرهاب، تقدمت الفصائل الموالية لطهران بمشروع قرار، صوت عليه البرلمان في مارس 2018، طالب الحكومة بوضع جدول زمنى لانسحاب القوات الأجنبية.. وخامنئي، المرشد الأعلى، حث المهدى على المسارعة بسحبها.. في المقابل بومبيو، وزير خارجية أمريكا قابل المهدى ببغداد في مايو، طلب وقف التبادل التجاري والمالي مع إيران، وحل «الحشد»، وحذر من نية الأخير استهداف المصالح الأمريكية.. تم تشديد الإجراءات الأمنية، وبدأت أعمال توسعة وتأمين قواعد «الحبانية»، و«عين الأسد»، و«سبايكر».. والخارجية الأمريكية سحبت موظفيها غير الأساسيين من السفارة ببغداد والقنصلية بأربيل.

العراق بين شقى رحى؛ في حاجة للبضائع والسلع وإمدادات الكهرباء والغاز من إيران، والأسلحة الحديثة وقطع الغيار من أمريكا، ولا يستغنى عن وجودها العسكري «7000 جندى»، الذى لعب دورا محوريا في حرب التحرير، ودورا أهم في إحداث توازن سياسي، يحول دون ابتلاع طهران لبغداد.

قرار الحشد صدر في تلك الظروف، المهدى يدرك أن الأوضاع لا تسمح برفض الطلب، كما لا تسمح بتنفيذه!، مجرد صدور القرار يحقق التوازن بين إرضاء أمريكا، وعدم إغضاب إيران.
***
قرار الحشد صدر لرفع الحرج عن الحكومة جراء تجاوزاته التي وصلت إلى حد دفع تشكيلات للحدود السورية تمركزت بالمواقع الاستراتيجية، المطلة على القوات الأمريكية، وعلى طرق تسمح بالتواصل البرى بين إيران وميليشياتها بسوريا.. دون التنسيق مع الدولة!

الجيش تدخل، وأجبره على الانسحاب، تولى تأمين المنطقة، وقام بتسليح أبناء 50 قرية عربية نائية غرب الموصل، للتصدي لهجمات بقايا «داعش» المفاجئة.

الأحداث تداعت مؤخرًا بشكل درامي.. قصف السفارة الأمريكية.. اقتحام السفارة البحرينية.. استهداف مواقع عمل شركات النفط الأمريكية بالجنوب، قصف قاعدة «بلد الجوية»، ومعسكر التاجي، التابع للجيش شمال العاصمة، حيث يتواجد مستشارون عسكريون أمريكيون.. وتم إحباط محاولة «الحشد» استهداف القوات الأمريكية باستخدام طائرات مسيرة.. وبدا بوضوح توظيف إيران له في مهام ضد واشنطن، على نحو اعتداءات الحوثيين ضد السعودية، ما أصاب الحكومة بالحرج، وطرح التساؤلات حول قدرتها على السيطرة على الأوضاع بالبلاد، لأن «الحشد» يخضع لقرار البرلمان في نوفمبر 2016، باعتباره ضمن المنظومة العسكرية للدولة، ويتلقى تمويلاً من ميزانيتها.
***
القرار واحد من أهم وأخطر ما تم اتخاذه في العراق خلال السنوات الأخيرة، لكن ذلك لا يعني قابليته للتنفيذ.
حيدر العبادي، رئيس الوزراء السابق، أصدر قرارا مماثلا مارس 2018، قضى بإدماج «الحشد» ضمن هيكلية مؤسسات الدولة. الفصائل اعتبرته اعترافا من الدولة، واستفادت مما كفله من تمويل، وتأمين صحي وتعويضات لعناصرها وضحايا عملياتها، لكنها رفضت الخضوع لسلطة وزارتي الدفاع والداخلية، وظلت دولة داخل الدولة، وامتد نفوذها السياسي إلى السيطرة على سُدس مقاعد البرلمان، وأصبحت قادرة على دفع وزراء للحكومة، والتدخل في عقود الأعمال العامة، وممارسة دورها كقوة ضغط لصالح إيران.

إشكالية «الحشد» من أخطر التحديات التي يواجهها العراق في تاريخه المعاصر.. ولد مع الغزو الداعشي، وتضخم وتمدد ليحل محله، ضمن مخطط إيراني لابتلاع المنطقة.. قرار المهدى بداية جيدة، يدعمها رفض شعبي لتجاوزات «الحشد» ضد المدنيين، وفساده، ويعززها توصية لجنة تقصي الحقائق التي شكلها البرلمان فبراير الماضي، بسحب تشكيلاته من الموصل وباقي مدن محافظة نينوي، وتسليم الجيش ملفها الأمني.. الفصائل الشيعية التي دعمت القرار توفر مبررا وطنيا يسمح للدولة بفرضه، لكن إيران لن تفرط بسهولة في مرتكز نفوذها الرئيسي بالعراق.

معيار نجاح الحكومة في تنفيذ القرار من عدمه سيتضح من خلال طبيعة الإجراءات التنفيذية.. الحل الأمثل لسرعة إذابة «الحشد» داخل الجيش هو إعادة تجنيد متطوعيه كأفراد.. أما إذا تم ضمهم ككيانات موحدة داخل تشكيلات الجيش، فإن ذلك يحمل مخاطر جمة، تتعلق بازدواجية ولاء الفصائل للدولة العراقية، ولولاية الفقيه.. والأخطر إذا ما تم منح منصب رئيس هيئة «الحشد» وضعا سياديا، أسوة بوزيري الدفاع والداخلية، في هذه الحالة سيصبح «الحشد» حصان طروادة الذي سيمكن طهران من تفكيك الجيش العراقي.

تتبع عمليات الأيام الماضية يؤكد أن الكيان الخاص للحشد لا يزال قائماً؛ تشكيلاته قامت بتطهير 12 قرية شمال بغداد، مسنودة بغطاء جوى من طيران الجيش والقوة الجوية ضمن عملية «إرادة النصر».. فرقة العباس التابعة للواء الحشد 26 تولت حماية طريق عرعر الحدودي، لتأمين سفر الحجاج إلى مكة.

طائرة مسيرة مجهولة المصدر قصفت معسكرًا تابعًا لكتائب حزب الله، ضمن قوات الحشد جنوب كركوك.. مديرية الإعلام التابعة له هاجمت العبادي، بسبب حديثه عن مخالفات الحشد خلال رئاسته الوزراء.. يبدو أن الأمر حتى الآن لم يتجاوز عملية التنسيق، ومن المبكر الحكم على مدى فعالية القرار في دمج الحشد بالجيش.
***

إشكالية الحشد الشعبي تمتد لتشمل الحشد العشائري، الذي شمله القرار، وكذا البشمركة الكردية التي لم ينص عليها! رغم أنها تمارس صلاحيات الجيش بالمناطق الكردية، وترفض الخضوع لسلطة بغداد، وتقوم بعقد اتفاقات تدريب وتسليح مع دول أجنبية.

معركة تحرير الأرض من داعش كانت تحديًا كبيرًا.. لكن مرحلة استرجاع سلطة الدولة على كل أراضيها هو التحدي الأكبر الذي نأمل نجاح السلطات العراقية في مواجهته.

 
تعليق واحد

Posted by في 2019/07/29 بوصة غير مصنف

 

هل وصل «أبوبكر البغدادى» الى ليبيا؟!

ابوبكر البغدادى

أجهزة المخابرات الدولية فقدت أثر البغدادى في سوريا منذ فبراير 2019، عندما فر من آخر جيوب التنظيم ببلدة الباغوز، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل بعض معاونيه.. الفيديو الذى تم تسريبه بعنوان «فى ضيافة أمير المؤمنين» 29 ابريل، يؤكد أنه كان لا يزال موجودًا بالمناطق الصحراوية على الحدود السورية/العراقية، مرافقوه الثلاثة كانوا يرتدون نوعاً من الشماغ «غترة الرأس» التى تستخدم بتلك المناطق، والتسجيل تم داخل «مجلس عربى» مصنوع من القماش، على النمط المعروف بنفس المنطقة.

«ديلي إكسبريس» البريطانية ذكرت «12 مايو» ان الطائرات البريطانية والإيطالية والأمريكية، تنفذ طلعات جوية فوق ليبيا على مدار الساعة، بحثًا عن البغدادى، مشيرة الى رصد مكافاة «25 مليون دولار» لمن يقتله أو يحتجزه.. الربط بين الفيديو ومانشرته الصحيفة يرجح أن البغدادى قد إنتقل الى ليبيا خلال الفترة الواقعة بين تسجيل الحديث فى ابريل ونشر الخبر، وهى فترة قصيرة لاتتجاوز أسبوعين، لذا لاتسمح بالإنتقال عبر محطات وسيطة، خاصة فى ضوء حساسية وضع البغدادى، مما يؤكد نقله مباشرة الى ليبيا.. ومما يعزز ذلك، انه وجه رسالة إلى من وصفهم بأنصاره فى غرب أفريقيا، متوعدا بنقل المعركة إلى منطقة الساحل، التي تعتبر ليبيا قاعدة إمداد رئيسية لها، وإشادته بجماعة «أبو الوليد الصحراوى» فى ليبيا، الذى إختاره مسئولا عن التنظيم بأفريقيا، وتأسيسه لولاية جديدة بأفريقيا الوسطى، وقبوله مبايعة مجموعات فى بوركينافاسو ومالى.. كل الشواهد تؤكد إنتقال البغدادى الى ليبيا، لإتخاذها قاعدة انطلاق لأنشطة مشروع التنظيم بالمنطقة، ومن المرجح أنه يتنقل بمنطقة الهروج أقصى الجنوب، حيث تهيمن الجماعات المتطرفة، ويسود الإختلال الأمنى.

مصادر الجيش الليبى، رجحت وصول البغدادى الى ليبيا، طمعاً فى الإستفادة من البيئة الحاضنة للميليشيات وخلايا الإخوان.. تونس أعلنت الاستنفار الأمنى، ونسقت مع الجزائر لإرسال تعزيزات عسكرية لتأمين حدودهما مع ليبيا، ومنع تسلل الإرهابيين.. الغريب ان السراج، المحاصر بين مقر الحكومة فى العاصمة والسفينة التى يقيم فيها بميناء طرابلس، والذى لايمتلك اجهزة معلومات، هو الوحيد الذى نفى بحماس وصول البغدادى لليبيا، وتم الترويج بأن تلك شائعات روجتها فرنسا، لإثارة قلق تونس، حتى تغلق حدودها، لمنع تسرب العناصر الإرهابية، مما يضاعف من تذمر الليبيين، وبالتالى إسقاط نظام السراج.. والحقيقة ان نفى السراج يرجع الى إستفادته من هجمات التنظيم ضد الجيش الوطنى، التى تضاعفت منذ بدء عملية طرابلس 4 ابريل الماضى، تخفيفاً للضغط عن الميليشيات، ودعما لها.

غسان سلامة المبعوث الأممى، قدم إحاطة إلى مجلس الأمن «21 مايو» فى الجلسة المغلقة التى أعقبت الجلسة المفتوحة، بأن هناك معلومات استخباراتية تفيد باستعانة أحد طرفى القتال بمجموعات إرهابية من مدينة إدلب السورية، قاصداً بذلك حكومة السراج.. الرئيس بوتين ألمح إلى تركيا خلال زيارته الى روما «5 يوليو» عندما حذر من عمليات نقل تجرى لمجموعات إرهابية من إدلب في سوريا إلى ليبيا، وذلك قبل لقاء أردوغان والسراج بيوم واحد، ثم كرر تحذيره من خطورة تدفق هؤلاء المسلحين على الأوضاع فى ليبيا ودول المنطقة.. تقارير المخابرات الغربية تشير صراحة إلى ضلوع تركيا في تهريب البغدادى لليبيا.. لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب بطبرق قدمت معلومات موثقة للجنة الرباعية الدولية الخاصة بليبيا تؤكد قيام تركيا بنقل إرهابيين ينتمون لـ«جبهة النصرة» الإرهابية من مدينة إدلب السورية الى ليبيا لدعم ميليشيات السراج.

تسجيل الفيديو الذى نشره داعش لعشرات الإرهابيين يستقلون سيارات مدججة بالسلاح، وهم يبايعون البغدادى بمنطقة صحراوية يعتقد أنها جنوب ليبيا، ويتوعدون قوات الجيش الوطنى بقيادة خليفة حفتر، هذا التسجيل يؤكد كل ماتقدم من حقائق، فالمبايعون قادمون جدد، وهم لاينتمون الى داعش والا لكانت بيعتهم السابقة قائمة، وحضورهم الى ليبيا يتم ضمن مهام عديدة، على رأسها مواجهة الجيش الليبى، دعماً للميليشيات، وإشاعة للفوضى، وإفساحاً للميدان لتمديد نفوذ التنظيم، بحيث يسيطر على منطقة الصحراء الكبرى، بتضاريسها الوعرة، واتساع رقعتها «تسع ملايين كم2»، وحدودها الطويلة التى تعتبر مدخلاً لعدد من بلدان شمال وغرب القارة الأفريقية.

والحقيقة ان تركيا لم تكتف بتقديم الدعم العسكرى والفنى والمخابراتى لميليشيات طرابلس ومصراتة، بل قامت بالدور الرئيسى فى نقل مجموعات الإرهابيين من «إدلب» إلى ليبيا، لنشر الفوضى، لعرقلة محاولات فرض الإستقرار التى يقوم بها الجيش الوطنى، وفى نفس الوقت التخلص منهم وفاءً بإلتزاماتها المتعلقة بتخفيف التوتر بمحافظة ادلب السورية.. عمليات نقل البغدادى والإرهابيين الى ليبيا تمت من خلال أحد بديلين:

الأول: بمعرفة شركة طيران «الأجنحة الليبية» التى تقوم برحلات منتظمة من إسطنبول الى كل من طرابلس والدوحة، والتى يملكها عبدالحكيم بلحاج الإرهابى الليبى المطلوب دولياً، بإعتباره كان أميراً للجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة، والذى قام بنهب أموال الدولة خلال فوضى 2011، وتهريبها الى تركيا، وغسيلها بإنشاء شركة طيران وقناة فضائية، لدعم أنشطة المتطرفين فى ليبيا وشمال أفريقيا، ولعل ذلك يفسر اسباب حرص سلطات طرابلس على إستمرار تشغيل مطار معيتيقة حتى الآن، رغم كل مايتعرض له من غارات، حيث ان جزءاً كبيراً من الدعم الذى تقدمه تركيا للسراج، سواء بالعناصر الإرهابية المقاتلة، أو بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، يأتى عن طريقه.

الثانى: ماكشفه العقيد أبوبكر البدرى أحد ضباط العمليات في البحرية الليبية بتاريخ 20 مايو 2019، من أن الباخرة التركية «أمازون» التي نقلت شحنة الأسلحة التركية الى ميناء طرابلس وتسلمتها الميليشيات قبل ذلك التاريخ بأيام قليلة، كانت تحمل أعداداً كبيرة من الإرهابيين، بعضهم ينتمى لتنظيم «داعش»، وأغلب الظن أن البغدادى كان على متنها، للإبتعاد عن الرقابة الأمنية المتعددة للنقل الجوى.

معركة طرابلس ذات تأثير محورى على مستقبل الأوضاع بشمال أفريقيا ودول الساحل والصحراء، الجيش الليبى تمكن من تطهير الجنوب، لكن الدعم التركى، بالأسلحة والإرهابيين، أثَّر على معدلات تقدم القوات، فخفت قبضته على الجنوب.. أمريكا وروسيا ومعظم الدول الأوروبية باتوا على قناعة بأهمية إنتصار الجيش، لإعادة تطهير الجنوب، وإغلاق أبواب الهجرة والإرهاب المفتوحين على أوروبا.. إيطاليا وبريطانيا يدعمان السراج، الأولى لأن انتصاره سيعيد أمجادها كدولة مُستعمِرة، والثانية لأن السراج هو الأمل فى بقاء مشروع الإخوان قائماً بالمنطقة.. مُغفلين مخاطر مشروع البغدادى.. مايفرض الدعاء بالنصر للجيش الوطنى الليبى.

 
تعليق واحد

Posted by في 2019/07/19 بوصة غير مصنف

 

إخوان تونس، والمؤامرة على الرئيس السبسى

اخوان تونس

الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى «92 عاما»، تعرض لـ«وعكة صحية حادة» استوجبت نقله إلى المستشفى العسكرى 27 يونيو، وسط شكوك متعلقة بظروف حدوثها.. الدكتور سليم الرياحى الطبيب بالمستشفى، ورئيس حزب «الاتحاد الوطني الحر»، أعلن أنه تعرض للتسمم، ورغم نفى الناطقة الرسمية للرئاسة، الا انه لم يخرج تقرير طبى يفسر أسبابها.. وماتزامن معها من أحداث دفع البرلمان الى فتح تحقيق فى «شبهة محاولة انقلاب»!!.

الترويج لوفاة السبسى
بمجرد إنتقال السبسى للمستشفى بادر قرابة 100 موقع على وسائل التواصل الاجتماعى بالترويج لوفاته، وسعى نواب حركة النهضة «إخوان تونس» فى البرلمان الى تأكيدها، محاولين تمرير بند «الشغور الرئاسى»، وعقدت كتلتهم البرلمانية إجتماعاً للبحث عن مخرج قانونى لسحب الثقة من «محمد الناصر» رئيس مجلس النواب الحالى، بحجة معاناته من بعض الأمراض التى تحد من نشاطه، ومحاولة تعيين نائبه الإخوانى عبد الفتاح مورو «نائب رئيس الحركة»، توطئة ليكون هو الرئيس المؤقت للبلاد حال غياب السبسى.

الدستور التونسى يقضى بتفويض سلطات رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة فى حالة العجز المؤقت للرئيس الذى يتراوح «بين 30 و60 يوماً»، أما إذا تجاوز شغور المنصب تلك المدة، بإستقالة الرئيس، أو وفاته، أو عجزه الدائم أو المؤقت، فقد خول الدستور للمحكمة الدستورية صلاحية تقدير مدى عجز الرئيس عن أداء مهامه، وطبيعة هذا العجز، مؤقت أو دائم، وتقوم بالتالى بإعلان شغور المنصب، ليتولى رئيس مجلس النواب «محمد الناصر» المنصب لمدة لاتقل عن 45 يوماً، ولا تزيد عن 90 يوما، يحظر عليه خلالها المبادرة باقتراح تعديل الدستور، كما يمتنع عن اللجوء إلى الاستفتاء أو حل مجلس نواب الشعب.

إشكالية المحكمة الدستورية
المشكلة ان تونس حالياً بلا محكمة دستورية، ولم يحدد الدستور جهة بديلة تتولى صلاحياتها.. خلافات السياسيين حالت دون تشكيل المحكمة، الدستور التونسى يقضى بتشكيلها من 12 عضواً، أربعة ينتخبهم البرلمان، أربعة يعينهم المجلس الأعلى للقضاء، أربعة يعينهم رئيس الجمهورية، هذا الملف تم تجميده منذ ثلاث سنوات، بسبب نجاح حركة النهضة فى عرقلة مهمة البرلمان فى انتخاب الحصة الممنوحة له، بالغياب عن الجلسات، على غير عادتهم.. بمجرد دخول السبسى المستشفى، دعت النهضة الى تعديل القانون، بما يسمح لـ«هيئة مراقبة دستورية مشاريع القوانين»، بتولى مهام المحكمة الدستورية، فى مناورة سياسية جديدة لتعطيل تشكيل المحكمة، وتجريد الرئيس من صلاحياته بشأنها.

العمليات الأرهابية
تأكدت المؤامرة عندما تزامنت وعكة الرئيس مع وقوع عمليتين إرهابيتين نفذتهما داعش يوم 27 يونيو، بتفجيرين انتحاريين بالعاصمة، الأول إستهدف سيارة شرطة بشارع شارل ديجول، والثانى بالقرب من مدخل مقر الوحدة المختصة بمكافحة الإرهاب فى القرجانى، وأسفر التفجيرين عن مقتل شرطى وإصابة اثنى عشر، أعقبتهما عملية إرهابية ثالثة وقعت فى حى الإنطلاقة بالعاصمة أيضاً يوم 2 يوليو، عندما فجّر الإرهابى المطلوب أيمن السميرى نفسه، بحزام ناسف، بعدما حاصرته الشرطة للقبض عليه، بعد أن أكدت التحريات أنه «العقل المدبر» للهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا قوات الأمن.. بعدها عثرت الشرطة على عشرة كيلوجرامات من المتفجرات مخبأة داخل ساحة مسجد الغفران بحي الانطلاقة غربn العاصمة، كانت معدة لتنفيذ عمليات أخرى.

دوافع المؤامرة
دوافع المؤامرة تتضح عند رصد ردود فعل الإخوان لتعديلات البرلمان على قانون الانتخابات التى تم إقرارها يوم 16 يونيو الماضى، أى قبل عشرة أيام من وعكة الرئيس والعمليات الإرهابية.. التعديل يقضى بإستبعاد المرشح فى الإنتخابات، حال عدم حصول حزبه او القائمة الإنتخابية التى يمثلها على 3% من إجمالى الأصوات، كما يتم إستبعاد كل من ثبت إستفادته من أى جمعية أو قناة تلفزيونية فى الدعاية السياسية، أو كل من مجّد الدكتاتورية، أو صدر عنه خطاب يدعو الى الكراهية أو العنف.. ورغم مساندة نواب حركة النهضة للقانون، الا انه اثار رفض قواعد الإخوان، لأنه سيؤدى الى إستبعاد العديد من المرشحين الأقوياء، سواء فى الإنتخابات الرئاسية او فى البرلمانية، كما أنه يعطى للأجهزة السيادية صلاحيات التدخل، بناء على ملفات المرشحين، وماهو مسجل لديها بشأنهم، لإستبعادهم بمبررات قانونية، كما اثار القانون رفض ممثلى الأحزاب الصغيرة، التى استشعرت انه يعوق وصولها للبرلمان، ويسمح بزيادة تغول الأحزاب الكبيرة عليها.

التعامل مع الأزمة
مجلس نواب الشعب عقد اجتماع طارئ لرؤساء الكتل النيابية، للتداول بشأن الوضع الصحى للرئيس السبسى، والتدهور الأمنى بالعاصمة، وسط مخاوف من حدوث فراغ دستورى، قبل موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة أواخر العام الجارى، وتم تنفيذ عدة إجراءات أهمها رفع درجة التأهب الأمنى للدرجة القصوى بين قوات الأمن التونسية.. إتخاذ إجراءات وقائية مشددة بمطار قرطاج الدولى.. التنسيق بين الوحدات الأمنية والسلطات الجهوية بولايتي أريانة وتونس، لتفعيل العمليات الأمنية الاستباقية، بالاعتماد على المعطيات الاستخباراتية المتوفرة بشأن التحركات المشبوهة للعناصر الإرهابية.. والإسراع بتدشين غرفة عمليات منظومة المراقبة الإلكترونية للحدود التونسية مع ليبيا، بمحافظة قابس جنوب البلاد، التى تتجاوز 500 كم، ووضع خطة لدعم الترتيبات العسكرية والأمنية بالمنطقة.

وتضم منظومة المراقبة الإلكترونية تقنيات ذات مستوى عال من الجودة، مثل آلات التصوير الحرارى، القادرة على مراقبة تحركات الأشخاص والمركبات، ونقاط المراقبة الثابتة، التى تمتد من المعبر الحدودي فى رأس جدير شمالاً إلى المعبر الحدودي الذهيبة-وازن بالجنوب، وأخرى متحركة ومتنقلة بين الذهيبة وبرج الخضراء.. المرحلتين الأولى والثانية من منظومة المراقبة الإلكترونية للحدود، الممتدة من رأس جدير إلى بئر الزار، قامت الولايات المتحدة وألمانيا بتمويلها، وتبحث السلطات التونسية حالياً عن مصادر لتمويل إمتداد المشروع، من المنطقة الممتدة من بئر الزار إلى برج الخضراء أقصى جنوب البلاد.

السفارات الكبرى من جانبها إتخذت عدة إجراءات إحترازية؛ السفارة الأمريكية أغلقت أبوابها، وألغت احتفالات 4 يوليو، السفارتين البريطانية والكندية وكذا الدول الأوروبية، حذروا رعاياهم من زيارة المناطق المزدحمة والمرافق الحكومية وشبكات النقل والشركات التابعة للمصالح الغربية والمناطق التي يرتادها المواطنون الأجانب والسائحون، بما فى ذلك المواقع السياحية جنوب تونس، وقرب الحدود الليبية.
إندلاع أحداث طرابلس منذ 4 ابريل الماضى كان ولايزال مصدراً للقلق والمخاوف الشديدة فى تونس، مما يفسر سرعة إجتماع مجلس الأمن القومى التونسى يوم 6 ابريل، وقراره بتمديد حالة الطوارئ، ودعم التشكيلات العسكرية بالمعبرين الحدوديين مع ليبيا «راس جدير والذهيبة»، وتشديد المراقبة على الحدود الجنوبية الشرقية، باستخدام الوسائل الجوية ومنظومات المراقبة الإلكترونية، ووضع خطة طوارىء تتعلق بإحتمال نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين الليبيين، فى حالة إتساع نطاق الحرب فى طرابلس، وذلك على غرار ماحدث عام 2011، دون إستبعاد إحتمال إندساس اعداد من الإرهابيين بينهم.

الخلافات داخل الحركة
أحاديث المؤامرة إستندت على حقيقة ان الإخوان يخوضون إنتخابات 2019 وهم فى حالة إنقسام كبير؛ القيادة الرسمية للحركة من الحمائم «الغنوشى، مورو..»، قيادة تبدو عصرية ومرنة، تبنت مبدأ «الفصل بين الدعوة والسياسة»، حولت الحركة الى حزب سياسى، لتنخرط فى إطار منظومة الدولة، تحالفت مع القوى العلمانية، لتؤكد تمسكها بالمدنية، وأعطت ظهرها للسلفيين، لتدفع عن نفسها فكرة التشدد، وإنحازت للوطنية التونسية لتبرر انفصالها عن التنظيم الدولى، ونبذ فكرة الأممية، وفى الجانب القيمى، رفضت تجريم المثلية الجنسية، حتى لاتتأخر عن مواكبة حقوق الإنسان بمضامينها الأوروبية!!.. قواعد الحركة فى المقابل بالغة التشدد، تتمسك بالربط بين الدين والسياسة، تحافظ على ثوابت الحركة، وتؤمن بإستعادة دولة الخلافة، حافظت على سرية ودور الجناح العسكرى، وسمحت له بالتنسيق مع التنظيمات الإرهابية، وطورت دور اللجان الإلكترونية، ليمثل إعلام الحركة، وسلاحها ضد منافسيها.. الإنشقاق داخل الحركة، يضعف من دورها، ويؤدى الى خوضها للتنافسات الإنتخابية وهى ليست فى أفضل حالاتها، مايفسر تآمرها على الرئيس، وضد الدولة التونسية.

الإنتخابات المقبلة
من المبكر الحديث عن الإنتخابات المقبلة، التشريعية والرئاسية، لكن المؤكد انها لن تتم على أساس برامج اجتماعية واقتصادية متنافسة، بل على قاعدة أيديولوجية، تدعمها قوى دولية وإقليمية، بعضها يدعم «النهضة»، والآخر يستهدف تهميشها، وسيتركز الجهد الرئيسى لأعداء الإخوان فى الحشد على قاعدة التخويف من التشدد والتطرف، وعلاقته بالإرهاب، وهى حقيقة ينبغى أن يعيها الجميع.

بمجرد تماثله للشفاء أصدر السبسى أمراً رئاسياً بدعوة الناخبين التونسيين للاقتراع في كل من الانتخابات البرلمانية يوم 6 أكتوبر والرئاسية فى 17 نوفمبر المقبلين، ليقضى على هاجس الفراغ الدستورى، الذى كان يقض مضجع الجميع، نتيجة التخوف من إحتمال غيابه المفاجىء، قبل تنظيم الإنتخابات، مايؤدى الى إشكاليات دستورية بالغة التعقيد.. رغم ذلك، فإن رفض السبسى خوض غمار الإنتخابات، نتيجة لضغط عامل السن، وإستيعاباً لدرس بوتفليقة، فإن ذلك فى النهاية، وبكل إيجابياته، يترك الساحة التونسية مفتوحة لكل الإحتمالات!!.

 
تعليق واحد

Posted by في 2019/07/19 بوصة غير مصنف

 

أردوغان وتركيا تحت حصار الأزمات

 

غلاف صباح الخير 7-8-2019

أردوغان يتعامل بعدوانية شديدة فى قضية إستكشافات الغاز شرق المتوسط، ومحاولات التمدد على حساب التراب الوطنى السورى، والعراقى، والتدخلات المباشرة لدعم الميليشيات ومحاولة دفع الإخوان للسلطة فى ليبيا.. حتى تعاملاته مع اوروبا وامريكا تتسم بالعصبية.. عدوانية اردوغان رد فعل للضغوط والهزائم التى يتعرض لها، نتيجة لسوء تقديره، مما وضع تركيا تحت حصار محكم.

أولاً: أزمة الـ«إس 400» والـ«إف 35»

تركيا تمسكت بصفقة نظام الدفاع الصاروخى «إس-400»، وإعتبرتها «مسألة منتهية»، لا تقبل المراجعة.. الولايات المتحدة أوقفت تدريب الطيارين الأتراك بقاعدة لوك الجوية بولاية أريزونا.. ومشروع الميزانية العسكرية تضمن فرض حظر كامل على توريد مقاتلات«F-35»  وملحقاتها لتركيا، حال تسلمها نظام الدفاع الجوى الروسى، رغم إستثمارها مليار و400 مليون دولار كشريكة فى المشروع، وكان مقدراً حصولها بمقتضاه على 116 طائرة.. تركيا حاولت إقناع واشنطن بأن المنظومة الروسية لن تؤثر على الطائرة، واقترحت تشكيل لجنة عمل لتقييم ذلك، لكن واشنطن رفضت، لتخوفها من كشف أسرار الأنظمة الخاصة بمقاتلة الجيل الخامس الأمريكية، ما سيجعلها ضعيفة أمام الدفاعات الروسية.. أمريكا قررت إستمرار العلاقة الاستراتيجية مع تركيا، ومواصلة التدريبات المشتركة لقوات الدولتين، وأبرزها مناورات «نسر الأناضول»، ولقاء ترامب أردوغان فى قمة العشرين بأوزاكا، فتح الباب لتفاهمات تتعلق بوقف تشغيل المنظومة، مقابل زيادة الصادرات التركية للسوق الأمريكى، ليرتفع التبادل التجارى من 75 مليار دولار الى 100 مليار.

ثانياً: التورط فى أدلب

محافظة أدلب السورية يجتمع فيها الإرهابيون من مختلف التنظيمات، تشترك فى الحدود مع لواء الأسكندرونة الذى تحتله تركيا، وتطل على اللاذقية حيث القواعد العسكرية الروسية، ومركز النشاط الإقتصادى، أختيرت كمنطقة خفض تصعيد، وأسندت مسئوليتها لتركيا، لإنشاء منطقة منزوعة السلاح على خط التماس بين المسلحين والجيش السورى، وفصل المعارضة السورية المسلحة القادرة على الاتفاق والمستعدة للانخراط في العملية السياسية، عن عناصر التنظيمات الإرهابية الذين يرفضون الإتفاق، لكن أنقرة لم تتمكن من ذلك، بل أتاحت لجبهة النصرة السيطرة على المحافظة، الـ12 نقطة مراقبة التى أنشاتها تركيا بالمحافظة أضحت أماكن آمنة، يتسلل الإرهابيون الى حرمها لقصف القوات السورية والقواعد الروسية، وعند الرد على مصدر النيران، تبدأ تركيا الشكوى والضجيج.

أدلب أصبحت مكانا لتضارب المصالح، بين الحكومة والمعارضة، بين المقاومة الكردية والجيش التركى، بين روسيا فى حربها ضد الإرهاب، وتركيا التى تدعمه.. تركيا فى حالة عداء مع فرنسا بسبب دعم باريس لـ«قوات سوريا الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية.. المحافظة تشهد منذ 25 أبريل معارك بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، أدت الى مقتل المئات، وفرار قرابة 300 ألف باتجاه الحدود التركية، الأمم المتحدة ترجح نزوح قرابة مليونى لاجئ حال إتساع نطاقها.. سوريا متمسكة بخروج كل القوات الأجنبية المتواجدة على أراضيها بصورة غير شرعية، والقضاء على التنظيمات الإرهابية فى ادلب، روسيا تدعم سوريا، وتدعوا لإلتزام الجميع بسيادتها ووحدة أراضيها.. والصدام أقرب من التفاهم.

ثالثاً: الأزمة مع العراق

تركيا كعادتها لاتحسن علاقة الجوار.. إطلقت عملية «المخلب» العسكرية شمال العراق، ضد مواقع منظمة «بي كا كا» التابعة لحزب العمال الكردستانى 27 مايو، لتبنيه دعاوى الإنفصال عن تركيا، وذلك أثناء وجود الرئيس العراقي برهم صالح فى أنقره، ما أوقعه فى حرج بالغ، ودعاه لتأكيد رفض العراق لأي عمل عسكري أحادي الجانب يتجاوز حدود بلاده.. تركيا مستمرة، وتعول على نتائج العملية، ما يفسر إشراف خلوصى أكار وزير الدفاع شخصيا على تنفيذها، القوات الخاصة التركية تقوم بعملية تمشيط دقيق لمنطقة «هاكورك» بجبال شمال العراق محافظة دهوك، لتصفية خلايا الحزب بشكل كامل.. العراق وسط أزماته الحادة، آثر الصمت، والرد بالتجاهل، فمشاكله أعقد من ان تحتمل إضافة المزيد.. لكن المستقبل لايحمل الكثير من الود لعلاقات حسن الجوار بين البلدين.

رابعاً: أزمة شرق المتوسط

أنقرة منذ مايو الماضى دفعت بالسفينة «الفاتح» و3 سفن مساندة لوجستية للبحث والتنقيب عن الغاز والنفط على بعد 80 كم غرب بافوس على السواحل الجنوبية الغربية لقبرص، وداخل منطقتها الإقتصادية الحرة.. بدأت الحفر العميق، دون أن تأبة بالمعارضة الأمريكية والأوروبية، ثم دفعت سفينة الحفر الثانية «ياووز» 20 يونيو، لتوسع الحفر فى نفس الحقل.. تركيا تبحث عن إنجاز سريع يسمح بفرض وجودها كأمر واقع على دول المنطقة.. قبرص هددت بإعتقال طواقم سفن التنقيب التركية، بإعتبارها تمارس أنشطة غير قانونية وتنتهك سيادتها، أردوغان توعد بالرد، وهدد بأن القوات البحرية والجوية سترد على أي تحرك ضد السفن التركية في المتوسط.. الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون دعا تركيا، للتوقف عن أنشطة التنقيب غير القانونية قبالة السواحل القبرصية، لكن أردوغان تطاول خروجاً على أدبيات التخاطب بين رؤساء الدول وتساءل مستنكراً «نحن لدينا سواحل مطلة على المنطقة، ولكن ماذا تفعل انت؟ ما هي صفتك؟ ليس لديك أي مبرر للوجود هناك».

قبرص واليونان أعضاء فى الإتحاد الأوروبى، لكن رد الفعل السياسى للإتحاد إتسم بالضعف منذ بداية الأزمة، حيث إكتفى ببيانات المناشدة والشجب، لكن الدولتان تسعيان لتطوير ذلك الموقف على نحو يعكس مساندة جدية لموقف قبرص فى مواجهة ماتتعرض له من إنتهاكات تركية لحقوقها.. المجلس الوزارى للاتحاد الأوروبى الذى عقد 18 يونيو كلف المفوضية الأوروبية ومفوضة السياسة الخارجية والأمن للاتحاد بصياغة إجراءات للرد على الأنشطة التركية بالمنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.. وتركيا رفضت البيان الصادر عن القمة السادسة لدول جنوب أوروبا في مالطا، بشأن بحر إيجه وشرق المتوسط وقبرص.

خامساً: الأزمة الإقتصادية

التدخلات الخارجية التركية خاصة فى سوريا والعراق وليبيا، والحرب ضد حزب العمال الكردستانى أضرت بإقتصادها، وكالة فتش منحت تركيا تصنيف BB بنظرة مستقبلية سلبية.. النمو الاقتصادى فى حدود 1.5%، وهو معدل غير جاذب للاستثمار.. الاحتياطات النقدية الأجنبية إنخفضت إلى 27 مليار دولار.. ونسبة التضخم تجاوزت الـ20%.. أداء الليرة التركية خلال 2019 كانت الأسوأ بين عملات الأسواق الناشئة، بعد البيزو الأرجنتيني، إذ تراجعت بنحو 9% أمام الدولار خلال الشهور الأولى من 2019، فيما فقدت نحو 28% من قيمتها عام 2018.. تدهور الوضع الإقتصادى بدأ ينعكس على الإستثمارات، حتى ان المستثمرين القطريين الذبن هبوا لدعم تركيا فى مواجهة الأزمة بتوجيه من تميم أغسطس الماضى، قاموا بسحب استثمارات تقدر بنحو 800 مليون دولار من بورصة إسطنبول خلال الأشهر الخمس الأولى من العام الجارى.

سادساً: أزمة انتخابات استانبول

إستانبول كبرى المدن التركية، إنتخاباتها البلدية يشارك فيها 10.5 مليون ناخب، حزب العدالة والتنمية يعول عليها كثيراً، لأنها كانت المحطة التى أوصلت أردوغان للرئاسة، وهى العاصمة الإقتصادية للدولة، ومركز التمويل الرئيسى لأنشطة الحزب، مايفسر ترشيح «بن على يلدريم»، رئيس الوزراء السابق، لإنتخابات رئاسة بلديتها 31 مايو الماضى، لكنه خسر بأغلبية ضئيلة «13 ألف صوت» أمام أكرم أوغلو مرشح حزب الشعب الجمهورى المعارض، بسبب تراجع شعبية الحزب نتيجة للوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به تركيا.. أردوغان إعترض، وفرض بالتحايل إلغاء الإنتخابات.. يلدريم من أصل كردى، لكن الكتلة التصويتية الكردية الضخمة باسطنبول «15% من الأصوات» صوتت عقابياً ضده، لإنتماؤه الى العدالة والتنمية، مما دعا الزعيم الكردى عبد الله أوجلان مؤسس «حزب العمال الكردستانى» الى مناشدة أنصاره بالتزام الحياد فى التصويت!!، لكن حزب «الشعوب الديمقراطى» المؤيد للأكراد رفض التخلى عن دعمه للمرشح المعارض، مبرراً بأن وجود أوجلان بسجن إمرالى يسمح بتعرضه لضغوط توجه مواقفه بما يخدم أجندات سياسية معينة!!.. أردوغان نجح فى الوقيعة بين أوجلان وشعبه.

إنتخابات الإعادة تمت 23 يونيو، خسرها مرشح أردوغان بقرابة 775 الف صوت.. خسارة حزب العدالة والتنمية بمدينتى اسطنبول وأنقرة، أكبر مدينتين في البلاد، اللتين سيطر عليهما طوال ربع قرن، يؤشر لـ«بداية النهاية» للأغلبية الراهنة للحزب.. ويبشر بصحة مقولة أردوغان «من يحكم اسطنبول يحكم تركيا».. وصف أردوغان لمحمد مرسى «بالشهيد»!!، وأقامته صلاة الغائب على روحه بمسجد الفاتح مرتين!!، كان مزايدة داخلية، ودعماً للحملة الإنتخابية لـ«يلدريم».. تشبيه أكرم أوغلو بالرئيس السيسى كان يهدف للترهيب من إنتخابه، وهو تصرف أرعن، غير محسوب، تجاهل كل المؤشرات التى تؤكد تراجع شعبية العدالة والتنمية، وضعف فرص يلدريم، وبالتالى لم يتحسب سوى لفوزه، فجاءت الهزيمة مزدوجة، لمرشح الحزب أمام مرشح المعارضة، ولأردوغان فى معركته التى يفتعلها مع الرئيس المصرى.

وسط تعدد الأزمات، كل المؤشرات تؤكد أن إخوان تركيا قد يغادرون السلطة خلال الإنتخابات القادمة.

 
تعليق واحد

Posted by في 2019/07/08 بوصة غير مصنف

 

معركة طرابلس.. والتدخل التركي

1280px-Tripolitanian_Front-final-ar.svg

العاصمة الليبية (طرابلس) تقع على البحر مباشر. عملية الجيش الوطني لتحريرها انطلقت من 3 محاور:

الأول من الجنوب الشرقي، عبر مدينتي سرت وبني وليد.

والثاني من صبراتة على الطريق الساحلي الغربى إلى صرمان، ومنها في اتجاه الزاوية إلى العاصمة.

والثالث والأخير من الجنوب، عبر مدينتى الأصابعة وغريان.

المحور الأول مستقر. قواته تعرف طبيعة المنطقة. وإمداداته منتظمة اعتمادًا على ترهونة «90 كم» جنوب شرق طرابلس، مرورًا بسوقي الأحد والخميس، لكنه حتى الآن لم ينجح في اختراق الطوق الدفاعي للعاصمة.

المحور الثاني اعتمد على قوات معظمها من الشرق، لا تعرف جيدا طبيعة المنطقة، توقفت عند الزاوية «45 كم» غرب طرابلس، وعجزت عن دخولها.

قوات المحور الجنوبي دخلت غريان دون قتال، رغم أهميتها باعتبارها المدخل الجنوبي للعاصمة، وموقعها على جبل نفوسة بارتفاع 1000 متر فوق سطح البحر. تم اتخاذها مقرًا لغرفة العمليات الرئيسية، ومركزًا لتوزيع الرجال والأسلحة والمؤن والوقود على محاور القتال.

الجيش تسامح مع المسلحين في غريان؛ بمجرد إعلانهم الولاء، شجعه ترحيب الأهالي بدخوله، فقام بدفع كل القوات إلى محاور القتال، مكتفيا بالقوة التي تؤمن الحماية لغرفة العمليات.

معظم المسلحين بالمدينة ينتمون لميليشيات «فجر ليبيا»، انتظموا في مجموعات للعمل ضد الجيش، واشتبكوا معه، في الوقت الذى تسللت فيه إلى المدينة تشكيلات إرهابية مسلحة، تحركت بالتنسيق مع الجناح العسكري لحركة النهضة، قادمة من تونس، ونجحت في إسقاط غريان.

تزامن العملية مع التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا بالعاصمة التونسية استهدف تشتيت اهتمام الأمن التونسي عن عملية التسلل، وتغطية العناصر التي سهلته.

سقوط غريان قطع محور الإمداد البري من بنغازي مرورا بالجفرة، ومنها لمناطق تمركز القوات حول طرابلس، وهذا صعَّب الأمور، خاصة بعد إغلاق ميليشيا الوفاق لطرق الإمداد عبر محور وادي الربيع وعين زارة.

الجيش الوطنى حاليا يسيطر على الأصابعة وترهونة وعين زارة ووادي الربيع، والشقيقة ومزدة، وصبراتة وصرمان.

ميليشيات السراج تسيطر على مطار طرابلس ومعظم مناطق طوق العاصمة الغربي، من الزاوية إلى غريان، مرورا بالسواني والزهراء والعزيزية والقواسم، وتشن هجمات مكثفة باتجاه معسكري اليرموك والتكبالي، الخاضعين للجيش في الوقت الذى بدأ فيه الجيش هجوما لاسترداد غريان.

استهداف قاعدة تمنهنت الجوية 700 كم جنوب طرابلس بهجوم بري يعكس تخطيطًا عالي المستوى، يبرر اتهام الجيش لتركيا بالتورط في العمليات؛ لأن هذه القاعدة رغم بعدها عن مسرح العمليات، فهي تلعب دورًا رئيسًا في الدعم اللوجيستي للقوات المقاتلة بالميدان.

***

فور بدء عملية تحرير طرابلس التقى وزير الخارجية التركي بنظيره القطري، واتفقا على دعم السراج، لمنع الجيش من استكمال السيطرة على ليبيا وهزيمة الإخوان، وبالتالى فقدان مصالحهما.

أردوغان تعهد بتسخير كل إمكانات بلاده لدعم السراج، ودفع مجموعات إرهابية قادمة من سوريا عبر أراضيه إلى ليبيا.

خوض الجيش معركة تحرير طرابلس أدى إلى استنفار كل الميليشيات، وتوحدهم خلف السراج، وتحركت تركيا لدعمهم، ومنع سقوط العاصمة.

حاولت إشراك الوحدات البحرية القليلة التابعة للسراج في مناورات «ذئب البحر 2019» مايو الماضي، لكن رئيس أركان البحرية لم يتحمس؛ خشية إغراق طيران الجيش لها عند خروجها لعرض البحر.

شحنات الأسلحة التركية للميليشيات ضمت مدرعات كيربي من إنتاج شركة BMC التي يمتلك صندوق الاستثمار القطري 50% من أسهمها، وسيارات هجومية مصفحة «تيوتا سيراليون»، وسيارات رباعية الدفع، وآلاف من المسدسات «بيريتا»، وملايين الطلقات، ومواد متفجرة، وطائرات مسيرة متقدمة بيرقدارTB2 .

إيران حليف تركيا والإخوان قامت بتهريب شحنة صواريخ ضخمة عبر إحدى السفن المملوكة للحرس الثوري.

تركيا أنشأت غرفة عمليات بمصراتة، وأخرى في طرابلس، تضم عددا من ضباط الجيش الأتراك، لتدريب عناصر الميليشيات والمجموعات الإرهابية على استخدام الأسلحة والمدرعات الجديدة، وأطقم فنية لتشغيل الطائرات، ما انعكس على التوازن العسكري.

كما امتد الدعم إلى استقبال مستشفيات ترکيا لجرحى الميليشيات للعلاج.

دعم ميليشيات السراج من تركيا يستهدف الحفاظ على مصالحها بشمال أفريقيا؛ فهي تدرك أن نجاحها في تثبيت حكمهم، ومعظمهم إما ينتمي للإخوان أو متعاون معهم، يعنى قدرتها على تصدير عدم الاستقرار لدول الجوار (مصر وتونس والجزائر ودول الساحل والصحراء) وإمكانية ترحيل كل العناصر الإرهابية التي أنهت مهمتها في سوريا والعراق إليها.

أما سيطرة الجيش على طرابلس، فتعني انهيار مشروعها بالمنطقة، لذلك تزامن التصعيد التركي في ليبيا مع تنشيط لعمليات تسلل الإرهابيين لشمال سيناء، خاصة عن طريق البحر، وحثهم على مهاجمة الأهداف المدنية السهلة، لإحداث أكبر قدر من التأثير، وفى نفس الوقت استئناف العمليات الإرهابية في تونس؛ وذلك ضماناً لتقييد ردود فعل دور الجوار الليبى.

تركيا تستخدم كل الأدوات لتقنين دورها في ليبيا، وقّعت بروتوكول تعاون مع السراج لتدريب أفرد الشرطة الليبية، وتسعى لتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك وإدخالها حيز التنفيذ، بما يسمح بدفع تشكيلات تركية لدعم السراج وحكم الميليشيات وإعادة إحياء دور الإخوان.

عقب سقوط غريان، أعلن الجيش الوطني التعبئة العامة ضد التورط التركي في المعارك، وقرر استهداف السفن والطائرات التركية في المياه الإقليمية والمجال الجوي، وكذا مصالحها على الأرض.

أردوغان رد بأن بلاده ستتخذ التدابير اللازمة لمواجهة ذلك. تصعيد بلغ حد إعلان الحرب. أعقبته تهديدات تركية بتدخل عسكري، بعد احتجاز 6 من مواطنيها. سرعة الإفراج عنهم كانت إجراءً رصينا، فكل دولة مخولة بالدفاع عن أمن وسلامة مواطنيها.

مصر نفسها مارست ذلك الحق من قبل، بالتنسيق مع السلطات الليبية، في درنة وبعض المدن الأخرى، لذلك ينبغي تجنب ما من شأنه توفير مبررات للتدخل التركي المباشر؛ لأنه يربك كل الحسابات والتوازنات بالمنطقة.

أما الحظر الذي تم فرضه على النقل البحري والجوي فهو إجراء ضروري، لأن هناك قرابة 50 شحنة أسلحة ومعدات عسكرية تركية وصلت للميليشيات، خلال الأسابيع الأخيرة، ناهيك من عمليات نقل الإرهابيين من مطارات تركيا إلى مطار مصراتة، على متن خطوط جوية مدنية مملوكة للإرهابي الليبي (عبد الحكيم بلحاج)، ثم إن تركيا تستخدم ليبيا كقاعدة استهداف لدول المنطقة، ما يعنى أن هذا الحظر بمثابة إغلاق للأبواب أمام أنشطة تركيا الهدامة بالمنطقة.

والحقيقة أنه لم يعد هناك من بديل سوى تحرير طرابلس، لأن المواجهة أوغرت الصدور وأضحت التفاهمات السياسية بين حفتر والسراج شبه مستحيلة، وهذا قد يعنى تكريس تقسيم الدولة الليبية.

السراج يمهد لذلك، مستندا إلى تمثيله للعاصمة، واحتفاظه بالاعتراف الدولي، ما يفسر عقد اجتماعات ما يدعى أنه البرلمان الليبي بطرابلس، مستخدما نوابا منشقين على البرلمان الشرعي، كمحاولة لاستكمال مؤسسات السلطة، بعيدا عن شرعية برلمان طبرق، الذى لم يمنحه الشرعية حتى الآن.

تفاهمات السراج مع تركيا صارت مصيرية، بعد تأكيده تفعيل اتفاقات التعاون العسكري القديمة مع تركيا، وتفاهماته مع مصر أضحت مستبعدة، بعد أن اتهم الناطق باسم المجلس الرئاسي مصر بتلميحات صريحة دون ذكرها بالاسم، بإمداد الجيش بالأسلحة والمعدات، ما يعنى المواجهة المباشرة بين مصالح تركيا في ليبيا وأمن مصر القومي في خاصرته الغربية،

هذا الموقف يفرض التعامل بقوة، خاصة أن الجميع يترقب نتيجة تلك المواجهة تحديدا، ليحدد مواقفه في ضوء نتائجها، ولعل ذلك يفسر تأخر زيارة حفتر للبيت الأبيض، وترقب أمريكا لما سيسفر عنه ذلك التصعيد؛ لأنها تتصور أنه قد يصب في مصلحة تمرير صفقة القرن.

روسيا لا تزال حريصة على أن تظل على مسافة متساوية من حكومتي بنغازي والسراج.

والتنافس الفرنسي الإيطالي احتفظ بنفس حدوده السابقة، تجنبا لمزيد من التورط غير المرغوب فيه، ما يدعونا للتأكيد على أن نتيجة معركة طرابلس والمواجهة مع تركيا على الساحة الليبية ستغير الكثير من التوازنات الاستراتيجية على مستوى المنطقة.

 
تعليق واحد

Posted by في 2019/07/05 بوصة غير مصنف

 

القمة الأمنية بالقدس، وإشكاليات الخروج الإيرانى

قمة أمنية

أمريكا وروسيا وإسرائيل عقدوا أول قمة أمنية فى القدس الغربية 25 يونيو 2019، شارك فيها مستشارو الأمن القومى؛ الأمريكى جون بولتون، الإسرائيلى مائير بن شبات، وسكرتير مجلس الأمن الروسى نيكولاى باتروشيف، وترأسها نتنياهو!!.. القمة إستهدفت بحث قضايا الأمن الإقليمى على نطاق شامل، خاصة فيما يتعلق بإيران وسوريا والقضية الفلسطينية.. اللقاءات الأمنية على هذا المستوى الرفيع لايتم عادة الإعلان عنها، ولا عن مضمونها، إلا إذا كان ذلك الإعلان يحمل رسائل أو يعكس دلالات.. أهمها هنا: أن اللقاء مبادرة أمريكية، ضمن إجراءات ترامب لتشديد العقوبات وإحكام إجراءات المقاطعة والحصار ضد إيران.. تمثيل ريتشارد بولتون لأمريكا، يكتسب أهمية خاصة، لقيادته تيار الصقور المعادي لطهران بالإدارة الأمريكية.. الترويج الإعلامى الواسع للقاء، يوجه رسالة صريحة لطهران مؤداها؛ إتفاق عدوها الأمريكى مع حليفها الروسى على ضرورة وضع الترتيبات الكفيلة بتقويض دورها فى سوريا، ووضع نهاية للحرب السورية، وللمواجهات بالمنطقة.

نتنياهو أكد عزم إسرائيل على الإستمرار فى إستهداف المواقع الإيرانية في سوريا، ضمن جهودها لمنع طهران من التموضع عسكرياً، وتعهد بمنع القوات الإيرانية من التواجد قرب مناطق الحدود.. باتروشيف رد بأن الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا غير مرغوب فيها، لأن روسيا لإعتبارات سياسية ومراعاة للتوازن، تضع مصالح ايران في الاعتبار، وربط بين أمن إسرائيل والأمن فى سوريا، ليؤكد حتمية إحلال السلام.. بولتون بدوره أكد ان إيران سيتم إجبارها على القبول بالتفاوض تحت ضغط العقوبات والحصار، وذلك بهدف القضاء على برنامج الأسلحة النووية الإيرانى بشكل كامل و«أبد الدهر»، وعلى نحو يمكن التحقق منه، وكذا على أنظمة إطلاق الصواريخ الباليستية، وإيقاف دعمها للإرهاب الدولى، وبالتالى يتم وقف تهديداتها لإسرائيل ودول الخليج.

التفاهمات الإستراتيجية

قمة القدس تأتى تنفيذا للتفاهمات التى تمت بين بوتين وترامب فى هلسنكى يوليو 2018، والتى وعد خلالها الرئيس الأمريكى بالتسامح مع الوجود العسكرى الروسى فى سوريا، شريطة إلتزام موسكو بمراعاة أمن إسرائيل.. بوتين تعهد بذلك، ونفذه، لا فيما يتعلق بمنع التهديدات الموجهة لإسرائيل من سوريا، بل أيضا بتقييد رد الفعل السورى والإيرانى تجاه الغارات الجوية والقصف الصاروخى اللذان شنتهما إسرائيل ضد سوريا، على إمتداد الشهور الماضية.. القمة أيضاً إنطلقت من حتمية التنسيق والمقايضة لوضع أسس ومراحل التسوية، وإنعقادها عكس قدراً من توافق المصالح بين الدول الثلاث.. وكانت بداية لوضع آلية جديدة للتنسيق الأمنى، لمواجهة العقبات الطارئة التى تواجه عملية التسوية.. والحيلولة دون وقوع صدامات بين جيوشهم، خاصة في المجال الجوى السورى.. وضمن هذا الإطار يمكن تحجيم الدور الإيرانى، بإلزامه بالقيود التى يتم التوافق عليها، وقد يمكن الزام إسرائيل بها.. وأخيراً تمت القمة فى سياق التحضير للمحادثات المزمع عقدها بين بوتين وترامب على هامش «قمة العشرين» المقبلة بمدينة أوزاكا اليابانية.

التسريبات المتعلقة بصفقات

إتساع التركيز الإعلامى على التسريبات المتعلقة بعقد صفقات ضمن عملية التسوية السياسية للمشكلة السورية، فرض على أطراف اللقاء التعليق؛ جيمس جيفري المبعوث الأمريكي الخاص بالشئون السورية، نفى مايتم تداوله بشأن وجود صفقة تعترف الولايات المتحدة بمقتضاها بشرعية الرئيس الأسد، مقابل تقويض روسيا للوجود الإيرانى بسوريا، أو أن بلاده تسعى لتغيير النظام السورى، مؤكداً ان «دور الأسد فى مستقبل بلاده يقرره الشعب السورى».. مايك بومبيو وزير الخارجية حاول نفى التسريبات، فأكدها، عندما أبدى إستعداد بلاده للتفاوض مع طهران «دون شروط مسبقة»، إذا ما قبلت أن تكون «دولة عادية»، والمقصود هنا تخليها عن سياسة تصدير الثورة لدول المنطقة، والإنكماش داخل حدودها، وفقط.

المتحدث باسم الرئاسة الروسية نفى صحة مايتردد من تسريبات، سيرجى فيرشينين نائب وزير الخارجية نفى وجود صفقات مع واشنطن أو تل أبيب بشأن سوريا، كما نفى المتاجرة بأوضاع دول المنطقة وسيادتها ووحدة أراضيها.. والحقيقة ان موقف روسيا كان بالغ الوضوح منذ البداية، فعلى الرغم من ان ايران هى التى بادرت بطلب التدخل العسكرى الروسى فى سوريا سبتمبر 2015، الا ان موسكو لم تتدخل إلا بعد التفاهمات التى تمت بين بوتين وكلا من نتنياهو وباراك اوباما، وتضمنت تعهد روسيا بالمشاركة فى ضمان أمن إسرائيل.. والملفت، إستمرار ذلك الإلتزام حتى بعد إسقاط إسرائيل لطائرة عسكرية روسية فى سبتمبر 2018، بسبب ما إدعت انه مناورة خاطئة قامت بها المقاتلات الإسرائيلية.. بوتين يدرك انه بغض النظر عن التفاهمات السابقة مع أوباما وترامب، فإن أمريكا لديها أوراق هامة للضغط، أهمها وجود قواتها شرق الفرات، ومشاركة فرنسا وبريطانيا وألمانيا في التحالف الدولى الداعم لذلك الوجود، إضافة إلى قدرة واشنطن على «عرقلة» أى جهود لتطبيع دول المنطقة للعلاقات مع دمشق، أو لإعادة إعمار سوريا، مما يفرض على موسكو مراعاة جدية طلب واشنطن الخاص بتقويض الدور الإيراني فى سوريا.

التوافق على الخروج الإيرانى

علي أصغر خاجي نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، أكد أن «طهران لن تستسلم للتجاوزات الأمريكية – الإسرائيلية، لأنها تثق فى موقف موسكو الذي يميل لصالحها فيما يتعلق بوجودها العسكرى في سوريا»، لكن ذلك تبرير أخلاقى، لاموضع له فى السياسة ولا علاقة له بالمصالح، التى تحكم الموقف الروسى، لذلك فإن تصريح خاجي يعكس القلق، أكثر مما يستهدفه من بث للثقة، وهو محاولة لإستثارة الحليف الروسى للتعرف على ردود فعله الحقيقية، أو نواياه فى ضوء هذه التسريبات.

والحقيقة، أن إجبار إيران على مغادرة سوريا مطلب تتفق عليه كل القوى التى يمكن التعويل على دورها فى إعادة إعمار سوريا، خاصة الإتحاد الأوروبى، ودول الخليج والسعودية، كما أنه مطلب روسيا نفسها؛ عبر عنه بوتين صراحة خلال إجتماعه بالأسد فى سوتشى مايو 2018 مؤكداً «عند إنطلاق المرحلة النشطة من العملية السياسية، يبدأ إنسحاب القوات الأجنبية من الأراضي السورية».. ألكسندر لافرنتيف المبعوث الروسى لسوريا أوضح ان «المقصود بذلك القوات الإيرانية وميليشيا حزب الله والقوات التركية والأميركية».. روسيا قادرة عملياً على تقويض النفوذ الإيرانى فى سوريا، حتى لو إضطرت للإحتكام لقوة الردع التى تملكها، سواء من خلال تشكيلات القوات المسلحة السورية التى أسستها ودربتها وسلحتها وترتبط بها، وأبرزها «اللواء 130 مشاة محمول، والفيلق الخامس إقتحام»، أو تشكيلات الشرطة العسكرية الروسية، ولكن العائق لتنفيذ ذلك سياسى فى الأساس، يتعلق بحرصها على علاقات التحالف مع طهران، وتجنب إغضاب دمشق.

النظام السورى لأسباب سياسية وطائفية متمسك بإستمرار الوجود الإيرانى، لأن هناك إتفاق رسمى يكسبه الشرعية، وهو أكثر مصداقية فى دعم حكم الأسد، من الوجود الروسى، الذى قد تثور حوله الشكوك، بشأن ماقد تفرضه المصالح عليه من مواءمات، ربما تضحى بالرئيس السورى نفسه.. روسيا تستشعر الحرج من مطالبة إيران بالمغادرة، تجنباً لتأزم علاقاتها بالنظام السورى، مما يفسر تراجع بوتين بتأكيده فى أكتوبر 2018 «روسيا ليست مسئولة عن إخراج القوات الإيرانية من سوريا».. توالى الغارات الإسرائيلية الكثيفة ضد القوات الإيرانية يستهدف مضاعفة تكلفة وجودها، وإجبارها على الرحيل، ورفع الحرج عن روسيا، وإقناع النظام السورى بأنه صار يدفع ثمناً فادحاً لذلك التواجد، مايجعله أكثر إستعداداً لتقبل مبدأ التخفف من تبعاته.

التسوية السورية

تصعيد التوتر فى الخليج.. وتوسيع العقوبات ضد إيران، يدخل أيضاً ضمن محاولة إحكام حلقات الحصار عليها، لإنهاء تواجدها فى سوريا، بحكم تأثيره المباشر على أمن إسرائيل، تمهيداً لإستهداف تواجدها بالعراق واليمن، ودور حزب الله والحوثيين كأذرع رئيسية لها.. مهمة صعبة، ولكنها ليست مستحيلة.. الحرب السورية قاربت على الإنتهاء.. القمة الأمنية إستهدفت الإتفاق على اسس التسوية، موسكو تسعى لإعتراف أمريكا بنظام الأسد، والإنسحاب من شمال شرق سوريا، والمشاركة فى إعادة الإعمار، وهى تعتمد فى توازن القوى بالمنطقة على المحور الثلاثى الذى تلعب فيه دولتا الأطراف إيران وتركيا دوراً رئيسياً.. أمريكا بعد فشلها فى إنشاء كيان للدولة الكردية تسعى الى فرض إسرائيل كعنصر توازن قوى من قلب المنطقة، ديميترى بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية، كشف التوصل لعدد من الاتفاقيات الهامة بشأن سوريا، لكنه لم يفصح عن اى تفاصيل.. لاخلاف على ان الحرب السورية تقترب من محطتها الأخيرة، لكن ذلك لايعنى التسوية، لأن إيران بما تمتلكه من عناصر قوة، رفضت فكرة التفاوض تحت تهديد العقوبات.. مما يعنى أنه لازال فى الساحة متسعاً لضغوط، وتوترات، وتصعيد متبادل.. وهى أدوات التفاوض.. ووسائل صياغة شروط التسوية.

 
تعليق واحد

Posted by في 2019/07/02 بوصة غير مصنف