RSS

Monthly Archives: جويلية 2017

«داعش» وفتوى الهجرة إلى مصر!!

هجرة داعش لمصر

بعد غارات الطيران المصرى على معسكرات التكفيريين بمنطقة هون وودّان ومحيط الجفرة وسط ليبيا، لم تتوقف الاجتماعات فى صبراتة ومصراتة، للرد بعمليات داخل مصر، شارك فيها ممثلون عن إخوان ليبيا، والجماعة الليبية المقاتلة، ومن مصر أنصار بيت المقدس، وشباب الإخوان، إضافة لمندوبى المخابرات القطرية والتركية.. محاولات عديدة بُذلت للتسلل عبر الحدود، لكن الصقور أجهضوا الأولى 27 يونيو «12 سيارة دفع رباعى محملة بالأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة»، ودمروا المجموعة الثانية «15 سيارة» بنفس السيناريو 16 يوليو.. اليقظة توفر الدماء.

هزائم التنظيمات التكفيرية فى العراق وسوريا تثير قلق إسرائيل، الجنرال هرتسى هاليفى، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، حذر من ضعف داعش وتقلص «دولتها»، وأكد أن الجيش سيفعل ما فى وسعه ليمنع هزيمتها!!.. موشيه يعلون وزير الدفاع السابق كشف وجود اتصالات مع داعش، بشأن عملياتها فى سوريا، وأكد أنّها رفضت استهداف دولته أو أيّة أراض تقع تحت سيطرتها، وأنّ إطلاق النّار باتجاه الجولان تم بالخطأ واعتذرت عنه.. صحيفة «الباييس» الإسبانية كشفت تعاون إسرائيل مع داعش.. القوات الليبية ألقت القبض على إمام مسجد يدعى «أبوحفص»، بتهمة التجسس، وتبين من التحقيقات أنه ضابط إسرائيلى يدعى «بنيامين إفرايم»، ينتمى لفرقة المستعربين، المتخصصة فى العمل بالدول العربية، وتجيد لهجاتها وتقاليدها، وتعمل بالتنسيق مع الموساد، تسلل إلى ليبيا ضمن الدواعش، واستقر بالمنطقة التابعة لها ببنغازى، شكَّل جماعة مسلحة من 200 مقاتل، عُرفت بدمويتها، بعض أعضائها تسلل إلى مصر.

بعد تحرير الموصل، وتعرضهم لهزيمة نفسية، دعا مفتى داعش مقاتليه العرب للهجرة إلى «أرض الميعاد»، فى مصر وفلسطين، «فلسطين» يقصد بها قطاع غزة، لأن إسرائيل خارج أهداف داعش، وغزة معبرهم لسيناء، ضمن مسالك أخرى؛ الأول: التسلل من العراق، أو سوريا، أو لبنان، إلى جنوب الأردن، والانتقال إلى سيناء عبر خليج العقبة باستخدام القوارب، الثانى: من ساحل غزة إلى رفح والشيخ زويد والعريش، باستخدام القوارب أيضاً، الثالث: عبر الحدود الغربية مقبلين من ليبيا، الرابع: تسلكه العناصر المدرجة والمعروفة للأمن، تتجه لتركيا عبر المعابر المشتركة مع سوريا، ومنها بالطيران إلى السودان باستخدام جوازات سفر مزورة، السودان يعفيهم من التأشيرة، ويتسامح مع الوثائق المزورة، أجهزة المخابرات التركية والسودانية تتابعان عمليات التسلل لضمان مغادرة كل العناصر للدولة، وعدم بقائهم، من تركيا يتوجهون إلى السودان أو ماليزيا، ومن السودان إلى ليبيا جواً عبر المطارات التابعة للتنظيمات المسلحة، أو عبر الحدود البرية والممرات الصحراوية إلى مصر وليبيا، الخامس: من السودان إلى وادى العلاقى بين الشلاتين وأسوان، ومنها إلى ساحل البحر الأحمر وصولاً لمرسى علم عبر وادى أم الرشيد، أو إلى القصير عبر الفواخير، أو إلى سفاجا عن طريق المدقات والمرتفعات الجبلية، وصولاً إلى رأس غارب والزعفرانة والعين السخنة، أو باختراق المناطق الجبلية الوعرة، انطلاقاً من أبورماد والشلاتين، ثم الإبحار بالقوارب لسيناء.. عصابات التهريب والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، تلعب الدور الرئيسى فى تسهيل عمليات التسلل، يساعدها سماسرة يقدمون مختلف التسهيلات بما فيها الوثائق المزورة.. هذا المسار يعتبر الأشد خطراً، لأنه مصدر لقرابة 60% من العناصر المتسللة.. قبائل الرشايدة والعبابدة تحتكر عمليات التهريب عبر الحدود الجنوبية، والسواركة تتولاها فى سيناء، تورطها بلغ حد المشاركة بالرجال فى العمليات الإرهابية، مما أدى لقيام إسرائيل بتصنيفها كمنظمة إرهابية بعد تقارير موثقة أعدها الشاباك والموساد.

■■■

دعوة التنظيمات التكفيرية للتوجه إلى مصر تستكمل المؤامرة الدولية التى نتعرض لها، والأشد خطورة ما يجرى على ساحة هذه التنظيمات، من إعادة تموضع بدول المنطقة، والسعى لتذويب الخلافات، وتوحيد الجهود، خاصة فى ليبيا، مصدر التهديد لأمننا القومى، أيمن الظواهرى زعيم القاعدة استغل هزائم داعش ليحض كافة التنظيمات الجهادية على العودة إلى أساليب حرب العصابات، والتنسيق فيما بينهم، بعد أن أكدت التجربة خطأ استراتيجية الاحتفاظ بالأرض، وفداحة خسائر الاقتتال بين التنظيمات، طرح القاعدة يستهدف تشكيل إطار تنظيمى للتنسيق بين التنظيمات الجهادية، باعتبار مرجعها واحداً وهدفها واحداً وعدوها واحداً، «أنصار الشريعة» التابعة للقاعدة أفتت بجواز تعاون الجماعات الإسلامية مع داعش، مما وفر لها حرية الحركة، وبدأت ترتب أوضاعها؛ توطن المقبلون الجدد إلى ليبيا من سوريا والعراق، وتعيد تمركز مقاتليها فى مواقع جديدة، بعيداً عن المناطق الساحلية، وتحتمى بالصحراء، ضماناً لأمنهم.. حدة الصراع بين داعش والقاعدة تراجعت إلى حد كبير، وظهرت مؤشرات للتنسيق والتعاون فى بعض العمليات، حيث شاركا معاً فى الهجوم على الهلال النفطى مارس الماضى، واتفقا بقبول من قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق على عودة بعض قيادات التنظيم إلى سرت، والاتصالات تجرى لتشكيل تحالفات قتالية بين الجماعات الإسلامية والجهادية والميليشيات المسلحة لتحويل ليبيا إلى قاعدة رئيسية للجهاد العالمى.

داعش تقود مفاوضات بالمناطق الحدودية فى تونس والجزائر وليبيا للاتفاق على تشكيل «مجلس شورى الجماعات الجهادية»، يضم جند الخلافة (الجزائر) وبوكو حرام (نيجيريا) وتنظيم الدولة الإسلامية فى بلاد الحبشة والسودان الذى يتخذ من السودان مقراً له ويرسل العشرات من المقاتلين للتدريب فى ليبيا، وجماعات من تنظيم الشباب الصومالى، وحركات جهادية من السودان ومالى، مما يفسر أن معسكرات التدريب التى تديرها داعش أضحت تضم مقاتلين تنتمى لهذه التنظيمات.. فى نفس الوقت شكلت القاعدة «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» التى تضم عدة تنظيمات فى مالى «الطوارق بالشمال، جماعة أنصار الدين، وكتائب ماسينا»، وتنظيم «المرابطون» بقيادة مختار بلمختار.. اتجاه كل من داعش والقاعدة نحو توحيد التنظيمات الإقليمية الأقرب لها، تزامناً مع فتاوى ومفاوضات لتوحيد تحركهما، تمهيداً لإنشاء إطار تنظيمى يجمعهما، يشكل الرد العملى على ما تعرضا له من هزائم فى المشرق العربى، ويؤكد أن تحذير الخارجية الأمريكية لمواطنيها من السفر لمصر، لم يأت من فراغ، وإنما استند على متابعة دقيقة للتطورات على الساحة الإقليمية، تُفسر تصاعد موجة الإرهاب، وتعدد عملياته بمصر.. أمريكا تعرف ماذا تريد، أدرجت الجماعة الإسلامية ضمن الجماعات الإرهابية، بينما مصر لا تزال تعطى المشروعية لحزبها «البناء والتنمية»!!.. ولم تحذر رعاياها إلا ووقعت عملية إرهابية كبرى، أو أحبطتها قوات الأمن.. أمريكا صنعت المنظمات الإرهابية، ووظفتها لصالحها، لكنها لا تستطيع التقاعس عن تحذير مواطنيها ضد أنشطتها، وإلا وقع المسئولون تحت طائلة القانون.. مصر مطالبة بالمزيد من الاستعداد والتحفز والحذر، توفيراً للدماء، حتى نتجاوز التحديات الراهنة، كما تجاوزنا غيرها.

 
تعليق واحد

Posted by في 2017/07/30 بوصة غير مصنف

 

إشكاليات ما بعد تحرير الموصل

medium_2017-07-08-c5fdb85225

«العبادى» أعلن تحرير الموصل 10 يوليو، لكن سيطرة «داعش» عليها انتهت فعلياً قبلها بـ18 يوماً، بتفجير جامع النورى، الذى ظهر على منبره أبوبكر البغدادى لأول مرة منذ ثلاث سنوات، باعتباره خليفة «الدولة الإسلامية»، معارك التحرير لم تتوقف فى تكريت والرمادى والفلوجة، لكن الموصل الأكبر والأهم، لأنها رمز لدولة «التنظيم».. ما تبقى قليل؛ تلعفر «60 كم شمال غرب الموصل»، الحويجة «غرب كركوك»، وأخيراً غرب الأنبار والشريط الحدودى المحاذى لسوريا «القائم، راوة، وعانة».

أمريكا تقنن تقسيم العراق، وقعت بروتوكول الاتفاق العسكرى مع إقليم كردستان، قدمت بمقتضاه الدعم لقوات البيشمرجة، ونسقت فى عملية تحرير الموصل، الأكراد استثمروا وجود «داعش»، للحصول على الدعم، ما مكنهم من تحرير مساحات كبيرة من الأراضى، اعتبروها ضمن أراضى الإقليم الخاضع لهم، مستغلين ضعف السلطة المركزية.. «البرزانى» أعلن استقلال كردستان يونيو 2016، وحدد 25 سبتمبر موعداً للاستفتاء، غادر لبروكسل طالباً دعم البرلمان الأوروبى، ورئيس حكومة الإقليم لتركيا، لإثناء «أردوغان» عن دعوته لوقف الاستفتاء، والالتزام بوحدة أراضى العراق.

واشنطن توصلت لتسوية مع «الحشد الشعبى» وافقت بمقتضاها على مشاركته فى معارك القوس الممتد من الشرقاط جنوب الموصل حتى حمام العليل غربها، دون دخول الموصل، مقابل التغاضى عن القوات التركية فى بعشيقة شمال شرق المدينة، اتصالاتها بدأت عقب إقرار البرلمان لقانون اعتبر «الحشد» أحد مكونات قوى الأمن الداخلى، أخضعه للقانون العسكرى، وأتبعه للقائد العام للقوات المسلحة.. مقاتلوه يتجاوزون 60.000، شارك منهم بمعركة الموصل 35.000، ما يجعله قوة مؤثرة، قادرة على توسيع الدور السياسى للقوى والأحزاب الشيعية التى يمثلها.

تحرير الموصل بقدر ما يعكسه من بشارة، بقدر ما يحمله من مخاطر تفجير صراعات طائفية وخلافات عرقية تقترن بأهداف انفصالية.. تحالف القوى العراقية دعا لمؤتمر وطنى للقوى السنُّية 15 يوليو، برعاية سليم الجبورى، رئيس البرلمان، لبحث الترتيبات السياسية المتعلقة بإدارة الأقاليم التى تحررت من «داعش»، وفتح ملف المعارضة السُّنية، وتأسيس مرجعية سياسية سنية بدعم خليجى تركى، لمواجهة المرجعية الشيعية التى تدعمها إيران، تنظيم المؤتمر اعتمد وجود قاعتين تربطهما دائرة تليفزيونية؛ الأولى ببغداد، والثانية بأربيل، بحيث تضم الأخيرة الأقطاب المطلوبين للقضاء، لاتهامات تتعلق بالفساد «رافع العيساوى، وزير المالية السابق، أثيل النجيفى، محافظ الموصل السابق..»، أو لشكوك تتعلق بدعم الإرهاب «خميس الخنجر، رجل الأعمال..».. «السعودية والإمارات» تحفظتا على تصدر قيادات إخوانية للمؤتمر «الجبورى، الخنجر..»، و«العبادى» لم يبد ارتياحاً، فحدد 15 يوليو موعداً للعرض العسكرى احتفالاً بتحرير الموصل، إدارة المؤتمر أجلته لـ17 يوليو، فثارت حملة مضادة لتوافقه مع ذكرى ثورة البعث، وخالد الملا، رئيس جماعة علماء العراق، وصفه بالمحاولة لـ«تلميع الوجوه القبيحة» لسياسيين حرضوا على الطائفية، ووصفوا إرهابيى «داعش» بـ«الثوار».. الظروف اجتمعت لتأجيل عقده.

نورى المالكى، نائب الرئيس، دفع النواب والشخصيات المقربة للتحالف الوطنى الشيعى، ومن يعرفون بـ«سنة المالكى» لعقد مؤتمر «نحو دولة مواطنة لا دولة مكوّنات» 13 يوليو، برئاسة «المشهدانى»، رئيس البرلمان الأسبق، الذى طرح مشروعاً لاستيعاب المعارضة المتطرفة داخل النظام «جيش الطريقة النقشبندية، هيئة علماء المسلمين، الجيش الإسلامى، وجيش المجاهدين والراشدين»!!، وذلك من خلال «مؤسسة المصالحة الوطنية»، المؤتمر سادته الخلافات، بسبب ما تسرب عن دعم إيرانى، ومشاركة عدد من النواب الشيعة، وغياب الرموز السنية، ما دعا خمسة من شيوخ عشائر حزام بغداد ونينوى والأنبار للانسحاب.

التحالف الوطنى الشيعى يسعى لطرح ملف التسوية السياسية، بعد تحذيرات أطلقتها أطراف داخلية وخارجية من خطورة مرحلة ما بعد تحرير الموصل، فى غياب توافق وطنى على طبيعة إدارة المناطق المحررة، وفى ظل التعددية السياسية والقومية والطائفية، والتدخل الخارجى والدعم الإقليمى لأطراف الصراع المذهبى من الأحزاب الشيعية والسنية.. ضعف السلطة المركزية، والخيانات التى انتهت باحتلال «داعش» ثلث العراق، أسقط هيبتها وأفقدها ثقة الطوائف، انحيازها للشيعة «زاد الطين بلَّة».. العراق لا مستقبل له فى ظل مذهبية وطائفية تغذيها دول الجوار، وتوظفها كجزء من صراعاتها البينية، بغض النظر عن مصلحته، ووحدة أراضيه.

■■■

«ذوبان الإرهاب» واحد من أخطر الإشكاليات التى يواجهها العراق، الخبراء الأمريكيون نصحوا بحصار المدن واستنزاف الإرهابيين داخلها، وحذروا من أن اقتحامها السريع سينشرهم فى كل مكان، ليصبح التتبع الأمنى مستحيلاً، «داعش» احتلت الموصل، وهزمت أربع فرق عسكرية ببضعة مئات من المسلحين، مزودين بالأسلحة الخفيفة!!، سرعان ما ارتفع عددهم لقرابة 7000 نتيجة لعمليات التجنيد، والمصاهرة مع السكان، وقدوم أعداد من المتطوعين الأجانب، عندما اقتحمت القوات المدينة لم توقع أسرى، ولم تعثر سوى على بعض جثث متناثرة لانتحاريين، تقارير المخابرات العراقية أكدت انسحاب المقاتلين قبل بدء المعركة، تاركين قرابة 300 انتحارى للقتال «حتى الموت»، نفس التكتيك الذى اتبعته فى كل المناطق المحررة، ما يثير التساؤل عن مصير الدواعش؟!.. الأجانب بالطبع سيستهدفون مناطق أخرى، كدول الساحل وغرب أفريقيا «نيجيريا، الكاميرون، تشاد، النيجر، ومالى»، بينما يلجأ العرب المحليون إلى الحواضن الشعبية التى استقبلت التنظيم، ودفعته للنمو، والآن تساعده على الاختفاء، الحواضن تنشأ نتيجة التعرض للتمييز والظلم والسخط على النظام وفقدان الأمل.. إلخ، ما يفسر أسباب سيطرة «داعش» على الرمادى والموصل وصلاح الدين والفلوجة والمدن والمحافظات السنيَّة العراقية، بينما عجزت عن الاقتراب من كربلاء والنجف والكاظميَّة، وكذا سيطرتها بسهولة على حمص وحماة وحلب والرقة ودرعا، وأحياء من دمشق، بينما استعصت عليها اللاذقية والساحل، والمفارقة الطريفة أن «داعش» تطارد الحلاقين بداية احتلالها، وتلجأ إليهم كطوق نجاة لعناصرها بعد الهزيمة، التنظيم تحول من عدو عسكرى إلى تهديد أمنى، ونشاط الخلايا النائمة بين السكان لا يقل خطورة عن احتلال الأراضى، فهل تستطيع أجهزة الأمن مواجهته؟!.

التدمير لحق بـ60% من أحياء الموصل، و80% من بنيتها الأساسية، تحتاج 11 مليار دولار لإعادة إعمارها، من إجمالى 100 مليار لمشروع الإعمار الشامل، وهو عبء كبير على دولة مدينة بـ110 مليارات، وتلك إشكالية كبرى تضاف للإشكاليات السياسية العديدة، فهل ستتضامن الدولة، وتغض البصر عن المذاهب والأعراق لمواجهتها، أم ستستثمرها لتحقيق تطلعات نهايتها التقسيم والصراع؟!.

أخيراً.. العراق مطالب بإيجاد صيغة للمصالحة مع العشائر، بعضهم انضم لـ«داعش»، والآخر انقسم ما بين مؤيدين ومعارضين، تجربة بعث فكرة الخلافة، بكل ما صاحبها من تجاوزات، دغدغت المشاعر، ووفرت للسلفيين مادة خصبة للبناء عليها، وتفريخ دواعش جدد ولو بمسميات أخرى.. التصدى للفكر السلفى أصبح ضرورة حتمية، تجربة انطلقت من العراق، لكن الرسالة موجهة لقلب مصر.

 
تعليق واحد

Posted by في 2017/07/24 بوصة غير مصنف

 

قطر والمحور «الروسى/ التركى/ الإيرانى»

المحور الروسى

دول المقاطعة «مصر، السعودية، الإمارات، البحرين» تحاول تحجيم دويلة قطر.. شعبها 800 ألف نسمة، 1.2 مليون عمالة مهاجرة، ثلث إنتاج العالم من الغاز الطبيعى، 60 مليار دولار عائداً سنوياً، 355 ملياراً فوائض مالية، استثمرتها بكفاءة لتشترى النفوذ، تحولت لغرفة عمليات خاصة لأنشطة سرية ترتبط بمصالح القوى الدولية والإقليمية، بدأت لحساب الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، وانفتحت منذ 2013 ناحية روسيا خشية تراجع أهميتها لدى واشنطن بعد فشل «الفوضى الخلاقة».. حجم الاستثمارات القطرية فى روسيا بلغ 2.5 مليار «500 مليون سهم ببنك فى تى بى، 25% من مطار بولفوكو بمدينة بطرسبرج»، بالإضافة إلى 11.3 مليار قيمة شراء 20% من أسهم شركة روس نفط العملاقة ديسمبر 2016، و2 مليار من جهاز قطر للاستثمار لصندوق الاستثمار الروسى يناير 2017.

قطر لم توقف دعمها للإرهابيين بسوريا، إنما وسعت من نطاقه، بتقديم مليار دولار للتنظيمات الشيعية بالعراق، بحجة الإفراج عن رهائن الأسرة الحاكمة.. حققت تقارباً مع المحور الإيرانى الروسى، وفرضت نفسها كوسيط فى اتفاقات التبادل والتصالح، ما عزز نفوذها السياسى بسوريا، وخفف من مرارة رصيد عدائها لروسيا.. فقد دعمت المعارضة الشيشانية ضمن تنظيم القاعدة بداغستان الروسية تسعينات القرن الماضى، منحت الرئيس الشيشانى الانفصالى الأسبق، سليم خان يندرباييف، ملاذاً آمناً لمدة ثلاث سنوات، قبل أن تغتاله المخابرات الروسية بالدوحة 2004، اعتقلت المتهمين من داخل السفارة الروسية، وحكمت عليهم بالسجن المؤبد، ردت روسيا باحتجاز مصارعين قطريين بموسكو، لتفرج عنهم مقابل مسجونيها، انتهاء الأزمة لم يخفف حدة التوتر، السفير الروسى تعرض للضرب بمعرفة ضباط الجمارك بمطار الدوحة نوفمبر 2011، ما تسبب فى خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية، والمواجهة ظلت مستعرة بسوريا نتيجة دعم قطر للجماعات المسلحة، وانحياز روسيا للنظام، ناهيك عن التنافس بينهما على سوق الغاز، قطر أكبر منتج فى العالم «77 مليون طن/ عام»، اقتحمت سوق الغاز الأوروبية -التى تحتكرها روسيا- وخططت لمد خط أنابيب عبر سوريا وتركيا إلى أوروبا، لكن روسيا تصدت لطموحاتها.. سعت للقفز على السوق الصينية، فأحبطتها موسكو بتوقيع صفقة مع بكين بـ400 مليار دولار تمتد 30 عاماً، روسيا توقعت أن يؤدى الحصار العربى إلى الحد من قدرتها على تمويل الإرهاب، وعرقلة تصدير الغاز، ما يمكنها من الحصول على جزء من حصتها فى أسواق الغاز الدولية، وزيادة تصدير المنتجات الزراعية لها، لكنها فوجئت بالتقاء «تميم» بالرؤساء التنفيذيين لشركات الطاقة العملاقة «إكسون موبيل» و«رويال داتش شل» و«توتال» الفرنسية، وإعلان خطة لزيادة الإنتاج بمعدل 30%، اعتماداً على تنمية حقل الشمال، الذى تتقاسمه مع إيران.

تركيا أنشأت مجلساً للتعاون الاستراتيجى مع قطر ديسمبر 2014، ووقعت اتفاقاً للتعاون العسكرى أبريل 2016، سمح بإنشاء قاعدة خاصة لقواتها بقطر.. تشعر بالقلق من المقاطعة، وتراها تتعدى الخلاف الخليجى إلى محاولة رسم خريطة جديدة للمنطقة، فى وقت تشعر فيه أنها محاصرةٌ إقليمياً، نتيجة للتوتر المتصاعد فى علاقاتها بالدول الأوروبية، ألمانيا سحبت قواتها العسكرية من قاعدة إنجرليك، وأعادت نشرها بالأردن، أمريكا أهانت «أردوغان» ورفضت تسليم «جولن»، وفضلت الأكراد كحليف، وأمدتهم بالمال والسلاح، أنقرة فقدت نفوذها بالعراق، وانهارت علاقاتها بـ«الأسد والسيسى وحفتر»، وتستشعر أنها قد تتعرض فى مرحلة لاحقة لاتهامات ومقاطعة مماثلة لما تواجهه قطر، نظراً لعلاقاتها بالتنظيمات الإرهابية، ودعمها للإخوان وحماس، وتعاونها مع إيران، لذلك تحرص على دعمها بقوة لمنع سقوطها، وطمعاً فى الاحتفاظ بمعدل تدفق استثماراتها ودعمها المالى الكبير.

رغم حرص تركيا على تجنب إغضاب السعودية، إلا أن ذلك لن يضعف دعمها لقطر، لأنها تراهن على سلبية رد فعل الرياض، وانحيازها لمصالحها الاقتصادية، شركة «تكسان لوجيستك»، التى تنقل المنتجات من تركيا إلى قطر، كشفت عن مشاركة بعض الشركات السعودية فى بيع منتجاتها لقطر من خلال الشركة تحايلاً على الحظر، ما يفسر زيادة الطلب على خدماتها بنسبة 110% منذ اندلاع الأزمة فى 5 يونيو!!.. السعودية لم تفكر فى الضغط على تركيا، لأن عدد شركاتها العاملة بالسوق التركية «800»، يفوق أربعة أضعاف نظيره بالسوق السعودية «200»، برأسمال يتجاوز 600 مليون دولار، وحجم أعمال «17 ملياراً»، ومعدل تبادل 8 مليارات، لذلك تحول لأداة ضغط تخشاها، الخطوط الجوية التركية أطلقت رحلاتها الصيفية من السعودية إلى المقاصد السياحية التركية، دون اعتبار للأزمة.. «أردوغان» يوحى بالقيام بدور الوسيط، رغم أن تورطه مع قطر يجعله أبعد ما يكون عن ذلك.

بمجرد نشوب الأزمة خرجت تسريبات من القصر الأميرى بالدوحة عن وصول وحدات من الحرس الثورى لحمايته، بهدف ردع السعودية عن التدخل العسكرى، لحين وصول القوات التركية، الجميع ابتلع الشائعة، وروجها رغم استحالتها، بسبب وجود القاعدة العسكرية الأمريكية بالجزيرة، وحساسية «ترامب» تجاه التدخلات الإيرانية بدول المنطقة.. إيران عوضت النقص فى المواد الغذائية بالأسواق نتيجة للحصار، واستغلت نفوذها لدى العراق ليتسامح مع دور قطر فى تمويل ودعم الإرهاب الذى يعانى منه، بهدف اجتذاب الدوحة لتجمع إقليمى يضم إيران وتركيا والعراق، التنسيق بين الدول الثلاث يتم تحت إشراف محسن رضائى، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيرانى، الذى يسعى لتصعيد القضية للمؤتمر الإسلامى.. والواقع أن اعتماد قطر على إيران سلاح ذو حدين، فهو من ناحية يمثل عنصر ردع لأى تهديد عسكرى، لكنه يخلق حالة استنفار ضد قطر بسبب التدخلات الإيرانية بدول المنطقة.. تفاقم الأزمة وتصاعدها إلى حد الصدام العسكرى قد يكون مستهدفاً، كأداة لتفعيل الحشد الذى يدعو إليه «ترامب» ضد إيران.. احتواء قطر داخل محور روسيا/ إيران/ تركيا يتم تحت إشراف موسكو، حرصاً على مصالحها مع مصر والسعودية والإمارات، وفى ضوء المكاسب الاقتصادية للزيارة المقررة لـ«سلمان» يوليو الحالى، والحاجة لتعاونهما فى إطار «الأوبك»، فضلاً عن تأثيرها على التوازن الإقليمى بين القوتين العظميين.. سيرجى شويجو، وزير الدفاع الروسى، التقى «أردوغان» فى إستانبول عقب زيارة وزير الدفاع القطرى، للتنسيق بشأن دفع التشكيلات التركية لقطر، و«أردوغان» يتابع الأزمة تليفونياً مع «بوتين».

قطر استثمرت مليار دولار لإنشاء القاعدة الأمريكية فى التسعينات كمرتكز لأمنها، لذلك لا تطلب مقابلاً إيجارياً من واشنطن، بل تتكفل بـ60% من تكلفة تطوير القاعدة، هذا الوضع لا يزال مستمراً، وأضافت إليه قاعدة تركية، وانتماء للمحور المضاد روسيا/ إيران/ تركيا، لتصبح الدوحة مرتكزاً للتوازن الدقيق بين القوى الدولية المتصارعة على المستوى الإقليمى.. بريطانيا تدير السياسة القطرية، فهل هناك أكفأ من تلك الإدارة؟!.

 
تعليق واحد

Posted by في 2017/07/19 بوصة غير مصنف

 

حوارى مع مجلة «صباح الخير».. الثلاثاء 18 يوليو 2017

إقترح الحوار وإشرف عليه طارق رضوان رئيس التحرير، أجرته شاهندة مقلد، وبريشة الفنانة مها أبو عمارة.

السياسة هى البندول الذى يتأرجح بين الفوضى والطغيان، وتغذيها بأوهام متجددة على الدوام… هكذا قال البرت أينشتاين، فالساحة السياسية دائما تمتلىء بالكثير من المستجدات، وهو ماجعل مصر فى بؤرة الأحداث العربية والإقليمية والعالمية.

حاورنا الدبلوماسى جمال طه الكاتب والباتحث فى شئون الأمن القومى، وقنصل مصر السابق بالعراق والجزائر، وسألناه عن أحداث رفح الأخيرة، واغتيال ضابط الأمن الوطنى، وعلاقة ذلك بمقاطعة قطروتنظيم الحمدين، وكيف يرى مستقبل العلاقات العربية الخليجية الإسرائيلية، ومصطلح الشرق الأوسط الجديد، وايضا تغلغل ايران فى المنطقة، وسألناه عن السبيل لإنهاء الأزمة السورية، وتقديره لتعامل مصر مع ملف سد النهضة، وكيفية بترها لجذور الإرهاب؟.. كانت تلك عين على الأحداث مع دبلوماسى وسياسى مخضرم.

1-هل ترى أن الأحداث الأخيرة من الهجوم على رفح واغتيال ضابط الأمن الوطنى لها علاقة بمقاطعة قطر؟وهل تتوقع التصعيد؟

الكويت سلمت «مصر، السعودية، الامارات، والبحرين» الرد القطرى 4 يوليو، وزراء الخارجية اجتمعوا بالقاهرة 5 يوليو، يوم الجمعة 7 يوليو تم تفجير دورية أمنية بمنطقة القطيف بالسعودية، الهجوم على نقطة الإرتكاز بمنطقة البرث بسيناء، واغتيال ملازم اول الأمن الوطنى ابراهيم العزازى.. التتابع الزمنى والارتباط الموضوعى يؤكدان ان تلك العمليات جزء من الرد القطرى، وهو رد مبدئى، ستعقبه عمليات تصعيد، لإثبات ان تصاعد العمليات فى ظل الحصار يعنى براءة قطر من الإرهاب، وعدم جدوى المقاطعة.

2-كيف ترى الموقف العربى الرباعى من قطر وتحديدا “نظام الحمدين”؟ وهل تعتقد أنها سترضخ فى النهاية؟

عندما ثارت الأزمة ترددت دعوات للتدخل والإطاحة بتميم، رغم أن تغيير الأنظمة والحكام حق للشعوب وحدها، وانتشرت توقعات برد عسكرى، رغم وجود قاعدتين أمريكيتين «العديد» الجوية، و«السيليه» العسكرية، قوتهما 12 الف جندى، وقاعدة تابعة لتركيا، عضو الناتو، بـ5000 جندى، مما يعنى ان التدخل يطرح احتمالات التورط فى مواجهات لايمكن تقدير نتائجها.. المواجهة العملية تفرض إحكام الحصار، وبحث تجميد عضوية قطر بمجلس التعاون الخليجى، والجامعة العربية.. تركيا تراهن على كسر الحصار، لتوقعها انه لو نجح فستكون هى الهدف التالى، نظرا لعلاقاتها بالتنظيمات الإرهابية.. حتى الآن لم نستخدم أدوات الضغط مع تركيا، رغم أهميتها؛ 30% من الاستثمارات الأجنبية بها خليجية، تجارتها مع الخليج تتجاوز 16 مليار دولار، شركاتها تنفذ مشاريع بالخليج بـ40 مليار، الخليج يستحوذ على 5 -7% من سوق الأوراق المالية، والمؤسف ماكشفته شركة «تكسان لوجيستك» التركية، التى تنقل المنتجات لقطر، عن بيع بعض الشركات السعودية لمنتجاتها لقطر رغم الحظر، وان الخطوط التركية أطلقت رحلاتها الصيفية من المملكة للمقاصد السياحية التركية، دون إعتبار للأزمة، فهل ننتظر رضوخ قطر لهذا التخاذل؟!.

3 – كيف ترى مستقبل العلاقات العربية الخليجية الإسرائيلية؟

مخططات تقسيم المنطقة، تنفذ وفق برامجها المعلنة.. وعمليات الهدم حولت دول الى أطلال وخرائب، إسرائيل هى المحرك الرئيسى، الخوف والقلق من المستقبل، ومناخ العداء والكراهية، يدفعها للتخلص من القيادات والدول التى تهددها «صدام العراق، بشار سويا، وقذافى ليبيا».. والسؤال، هل يستطيع العرب القضاء عليها؟ بالطبع “لا”.. هل يتقبل المجتمع الدولى المساس بها؟ أيضاً “لا”.. هل نتوقع تغيُر قدرة العرب واستطاعتهم، او تغير المناخ الدولى؟ بالعكس اوضاعنا تتجه للأسوأ، والواقع الدولى يتجه لمزيد من البراجماتية، لا موضع فيها للضعف والرعونة وفقدان الحكمة.. السادات خاض تجربة صناعة السلام وبناء الثقة، ولولاها لما واجهت مصر إرهاب سيناء بقوات واسلحة تتجاوز قيود إتفاق كامب ديفيد.. أمريكا «تشتغل» العرب؛ أوباما وقع اتفاق «الصفقة الشاملة» مع ايران لتحجيم طموحها النووى مقابل إطلاق يدها بالمنطقة، وترامب يستثمرها كفزاعة، ويدعوا لمواجهتها بإنشاء «ناتو» عربى يضم إسرائيل بصفة «مراقب»!!،  ماتيس وزير الدفاع الأمريكى ناقش التفاصيل خلال جولته ابريل الماضى، وترامب إستكملها فى الرياض، تفاعل العرب يبدو ايجابيا، والبحث يتعلق بتفاصيل حجم ونوعية القوات المشاركة، وأماكن تمركزها، ومعسكرات التدريب، ومقرات القيادة، والقواعد الجوية والبحرية التى ستخدمها.. اهتمام السعودية بتيران وصنافير يرجع لحرصها على التعلق بعربة السلام المعلن، دون دفع الثمن، ونصيحتى لهم «يستحيل القفز مباشرة لمرحلة التحالف، فلتبدأوا بتحدى السلام، وترسخوه لدى الأجيال، ولتستبدلوا التحالف بمشروع إنشاء القوات العربية المشتركة الذى أقرته قمة شرم الشيخ مارس 2015».

4-مصطلح “الشرق الأوسط الجديد “هل تراه يتحقق الآن؟

منذ استخدام اصطلاح «الشرق الأوسط الجديد» 2006، ظهرت العديد من خرائط التقسيم، تناولت سوريا والعراق واليمن، وبعضها أشار للسعودية وليبيا.. وبالفعل تبلورت فى سوريا أربع قوى ومناطق رئيسية؛ النظام إستعاد السيطرة على محيط العاصمة، والشريط الساحلى، ومراكز المجمعات الصناعية الممتد حتى حلب.. الأكراد أعلنوا وثيقة «النظام الاتحادى الديمقراطى» مارس 2016، وانبثق عنها «المجلس التأسيسى للاتحاد الفيدرالى الديمقراطى لشمال سوريا» ويضم «عفرين، كوبانى، والجزيرة».. والمعارضة المدعومة أمريكيا واسرائيليا وتركيا أصدرت «وثيقة حوران»، تدعو لإقليم مستقل جنوب سوريا، يضم درعا وجبل الدروز والقنيطرة.. والنصرة وأحرار الشام تسعيان لإعلان كيان مستقل فى إدلب.. العراق أعلنت فيه الدولة الكردية، وفرض الشيعة واقعاً سياسيا فى الجنوب، وتبقى المنطقة الوسطى والغربية فى مراوحة بين فرض السلطة المركزية أو انشاء اقليم سنى يرتبط بالاردن.. الشمال والجنوب اقليمان فرضا نفسهما على ساحة الصراع باليمن، وربما تصبح صعدة اقليما ثالثا ضمن التسوية مع الحوثيين.. الأمور لم تُحسم بعد فى ليبيا، وآمل ان يتمكن البرلمان والجيش الوطنى بمساعدة مصر ودعم الاتحاد الاوروبى فى فرض سلطة الدولة ووحدتها.

5 – لقد تحدثت سابقا عن الانقلاب السعودى، ماذا تقصد به؟

الملك سلمان ورث تركة خارجية مثقلة: غياب المملكة عن الإقليم.. تسكين النزاعات أياً كانت خطورتها.. حصار ايرانى يتمدد بثبات.. وتورط يقترب من الغرق بالمستنقع السورى، وتهديدات من «داعش» و«القاعدة»، وتسلل وهجمات لاتتوقف على المراكز الحدودية مع العراق، ومن الحوثيين فى الجنوب بعد سيطرتهم على اليمن.. التغييرات الداخلية التى أجراها سلمان يمثل كل منها انقلاباً.. الإطاحة بمقرن ولى العهد ومتعب فائد الحرس، تكريس السلطة فى أيدى السديريين، تغيير قيادات الجيش ودفع ضباط موالين، تهميش دور هيئة البيعة، ماسمح بالإطاحة ببن نايف وتعيين بن سلمان وليا للعهد.. الحد من التورط بسوريا كان انقلابا على سياسات الأمير بندر.. شن «عاصفة الحزم» كان انقلابا على اساليب التسكين، ورفضاً للتكيف مع الواقع المُر.. والحقيقة اننى تحمست لمعظم هذه الانقلابات، الا اننى أرى ان هناك مصدرين للخطر ينبغى على العاهل السعودى التنبه لهما، الأول: هو التبويبات المقيتة لبطون العائلة المالكة، ومحاولة رهن مستقبل الأمة بسلالة أحد أبناء الملك عبد العزيز وتهميش الآخرين.. الثانى: ضرورة ان تكون إدارة الدولة ومؤسساتها وسياساتها بحجم التحديات الجسام التى تواجهها، والا تعتمد على الفرد مهما بلغ تقدير موقعه، ومستوى خبراته.

6-كيف ترى تغلغل إيران فى المنطقة العربية؟

ايران احد ركائز السياسة الأمريكية، أمريكا لم تكن قادرة على إسقاط نظام طالبان أفغانستان 2001 دون تعاونها، خلال الغزو الأمريكى للعراق 2003، دفعت ايران الميليشيات الشيعية لدعمه، وحرّمت الحوزة الدينية بالنجف الأشرف التعرض لقوات الاحتلال، إسقاط نظام صدام وتفكيك الدولة السورية ودعم حزب الله سمح لإيران بالتمدد لساحل المتوسط.. حاولت السيطرة على اليمن من خلال الحوثيين، ولولا البحرية المصرية لأحكمت حصارها على باب المندب.. الاخوان ساعدوها فى التغلغل خلال حكمهم، مستغلين حب المصريين لآل البيت، وعدم وجود حساسية تجاه المذهب الشيعى، خطورة أنشطتها أنها تتم تحت غطاء دينى أو خيرى، بتمويلات ضخمة تغرى بالتعاون، ودعوات المشاركة فى المؤتمرات والفعاليات السياسية تستخدم غطاء لتجنيد قيادات حركية، يمتد توظيفها للتجسس.. العراق واجهها بالحرب، فخسر الطرفان، وعلينا تجربة التعاون.

7-ما السبيل من وجهة نظرك لإنهاء المشكلة السورية؟

المشكلة السورية فى طريقها للتسوية، الإلتزام بوقف اطلاق النار يعتبر مُرض بمعظم المناطق، باستثناء التى تستكمل فيها معارك التحرير ضد داعش، التركيز حاليا ينصب على التفاوض بين النظام والمسلحين لإنهاء إتفاقيات التبادل بين المناطق المحاصرة، وتحقيق المصالحة مع من فضلوا تسليم السلاح وتسوية أوضاعهم، للأسف ترتب على الحرب بعض النتائج السلبية، اخطرها الفرز الجيوسياسى، وتقسيم الدولة لمناطق نفوذ طائفى، شيعى، سنى، كردى، ودرزى.. تثبيت وقف اطلاق النار، يسمح بالبدء فى اصلاح البنية التحتية، واعادة اللاجئين.. استعادة الدولة لقوتها، والمؤسسات لفاعليتها، سيسمح بالقضاء على ماتبقى من جيوب للتنظيمات المسلحة، لكنها ستحتاج لعقود للتخلص من الوصاية الروسية.

8- هل ترى مصر فشلت فى مفاوضات سد النهضة؟

سد النهضة واحداً من الملفات التى سيتناولها التاريخ بالحساب، بدءاً بزيارات وفود «الدبلوماسية الشعبية» لأديس أبابا، مروراً على فضيحة بث الجلسة السرية للحوار الوطني التي عقدها مرسي مع رؤساء الأحزاب والشخصيات العامة، وانتهاء بتوقيع إعلان المبادئ بالخرطوم مارس 2015.. المشكلة انه فى الوقت الذى قررت فيه اثيوبيا استغلال انشغال مصر بـ«تداعيات هوجة يناير 2011»، تم نقل ملف السد من الجهات السيادية، ليتوه بين دهاليز وزارتى الخارجية والرى، وعندما أفقنا واجهنا الواقع المرير.. الإعلان أعطى الشرعية للسد بمواصفاته الإثيوبية، ألغى الحصص التاريخية، واعتمد مبدأ الاستخدام المنصف والمناسب، وفق معايير لا يسهل تطبيقها، لم يُحدد إجراءً قانونياً حال مخالفة مبادئه، ولم يتضمّن تحديداً لقواعد اللجوء إلى آليات التقاضى الدولى، وجعل أقوى آليات التسوية للمنازعات إحالة الأمر إلى عناية الرؤساء!! أعطى إثيوبيا حق ضبط قواعد التشغيل، دون ضوابط تتعلق بمصالح الأطراف الأخرى!! لم يتضمن التزام الأطراف بنتائج وتوصيات الدراسات الفنية والاستشارات العالمية، واكتفى بالإشارة إلى احترامها!!.. مصر ستدفع ثمناً فادحاً لقصور التعامل مع الأزمة.

9-كيف تقضى مصر على الارهاب؟

أخطر مافى الإرهاب توافر البيئة الحاضنة، مجموعات من البدو والعائلات استوطنت الشريط الحدودى مع غزة، ارتبطت مصالحها بالتهريب «سلع، بضائع، مخدرات، بشر، وسلاح»، إغلاق الأنفاق وإخلاء الشريط الحدودى عطل مصالح بالمليارات، ما دفعهم للإنحياز للإرهابيين، سعياً لإستعادة الفوضى، وإستئناف أنشطتهم.. إنتقالهم للعريش بعد الإخلاء، وطّن الإرهاب بالمدينة، لاحل سوى التهجير المؤقت للسكان الى معسكرات إيواء داخل سيناء تجنباً لإنتقال الإرهاب للقناة والوادى، ما يسمح بتمشيط المدينة، وكشف الأوكار والأنفاق، وإعادة فرز الأهالى لتحديد المندسين.. نجاح تجربة الإخلاء بالشيخ زويد يشجع على تكرارها.. المناطق التى يتم تطهيرها ينبغى إحكام السيطرة على مداخلها ومخارجها، بالأسوار، أو الأسلاك الشائكة والألغام، لتجنب تسلل الإرهابيين.. سد منافذ التسلل من الخارج بالحواجز الإلكترونية لوقف حفر الأنفاق، والسيطرة على المسالك من جنوب الأردن لخليج العقبة، ومنه بحراً للساحل الشرقى لسيناء عبر القوارب، أو من الحدود الغربية عبر ليبيا، أو من السودان ووديان الصحراء الشرقية.

 
تعليق واحد

Posted by في 2017/07/18 بوصة غير مصنف

 

عملية البدرشين والردود القطرية

18764175881500034670

قلنا ان قطر ترد على دور مصر الريادى فى كشف دورها الارهابى، ونجاحها فى إحكام الحصار عليها، بعمليات إرهابية للإنتقام لمحاولة إجبارها على  التراجع عن سياستها الراهنة، الرد بدأ الأسبوع الماضى بالهجوم على كمين العياط والتمركز الأمني أعلى المحور، واغتيال ضابط الأمن الوطنى بالجبل الأصفر، والهجوم على تمركز القوات بمنطقة البرث، واليوم بعملية نوعية جديدة نجح فيها ثلاثة ارهابيون فى نصب كمين ببلدة ابوصير بالبدرشين قرب أحد المطبات الصناعية والإيقاع بكمين شرطة متحرك أستشهد عناصره الخمسة، وحادث الطعن لسبعة سائحين بالغردقة.. وهناك بعض الملاحظات:

  1. ان مناطق أطفيح، العياط، البدرشين، الحوامدية بمحافظة الجيزة تشكل قوس تطرف بالغ الخطورة على أطراف العاصمة.
  2. ان هذا القوس يتكامل مع مستطيل الفقر والتطرف فى كرداسة، ناهيا، اوسيم، نكلا، وردان، جزاية، ابوغالب..الخ مما يحول المحافظة الى مصدر تهديد بالغ الجدية للقاهرة.
  3. جهود جهاز الشرطة داخل قوس التطرف نجحت فى القاء القبض على خلية من 8 عناصر مايو 2016، تورط بعض عناصرها في مذبحة حلوان، التي راح ضحيتها ضباط و7 أمناء شرطة،والهجوم على كمين “المرازيق” عدة مرات.
  4. كما نجحت الشرطة فى إسقاط خلية من 10 عناصر فبراير 2015، اغتالت أمينى شرطة بسقارة، وفجرت خط غاز البدرشين، واستهداف مدرعات الامن المركزي في احتفالات الذكرى الرابعة لـ«هوجة يناير».
  5. ويعنى ذلك اننا بصدد بؤر ارهابية كامنة على أطراف العاصمة.
  6. عملية اليوم تطور نوعى بالغ الخطورة، لأن الإرهابيون الثلاثة نجحوا فى نصب كمين ببلدة ابوصير بالبدرشين قرب أحد المطبات الصناعية، والإيقاع بكمين الشرطة المتحرك الذى أستشهد عناصره الخمسة، قبل ان يتم الإستيلاء على أسلحتهم وملابسهم، والهروب بدراجة نارية.
  7. والملاحظ من الفيديو الخاص بالعملية ان الارهابيون تعاملوا بثبات يعكس قدر عال من التدريب، وخبرة فى مجال العمليات، سواء بسيناء، او عائدون من سوريا.
  8. ان أهم ماتعكسه العملية هو الحاجة للمزيد من البحث والتحرى والتمشيط لضواحى محافظة الجيزة، لكشف الخلايا المتسترة وسط المدنيين، وإجراء بعض المراجعات الأمنية وأهمها.. التشدد فى منع استخدام أكثر من فرد لدراجة نارية واحدة.. تعديل نظام دوريات الشرطة بتلك المناطق بحيث يتم الإعتماد على السيارات المدرعة.. وتشكيل كل دورية من سيارتين تتولى كل منها تأمين التغطية والحماية للأخرى.. الإهتمام بالتهيئة النفسية لعناصر الشرطة، حتى يصبحوا جاهزين للإشتباك فى اى لحظة، وحتى لايتحولوا خلال تنقلاتهم الى اهداف سهلة آمنة يسهل اصطيادها.. إجراء تحريات واسعة على مل العناصر المتواجدة بغرف عمليات الشرطة بالاقسام والمراكز، لان وقوف الجماعة الارهابية امام المطب، وانتظارها لسيارة الدورية، كتم بناء على معلومات دقيقة تتعلق بتوقيت خروج الدورية ومسارها وعدد ارفراد والتسليح،وهى معلومات من قلب غرفة العمليات، سرعة تعميم كاميرات المراقبة على نطاق واسع.      
  9. ان حادث الغردقة هو الاول من نوعه فى مصر، وهو يمثل شهادة كفاءة لقطاع أمن البحر الأحمر للحيلولة دون تسرب أسلحة او متفجرات، ما دفع الارهابى للجوء للطعن.. وهذا يفرض اجراء عمليات مراجعة دقيقة لمبررات التواجد بالمناطق السياحية، او التى يتردد عليها السائحون، على الا يقتصر ذلك على الافراد بل يشمل السيارات أيضاً تحسباً للقيام بعمليات دهس ارهابية لضرب الحركة السياحية التى بدأت فى الانتعاش.

حصار قطر أصابها بالجنون، وردود أفعالها تعكس ضراوة فى استخدام أدواتها الإرهابية وعملائها، ضد اهداف ستحاول ان تكون موجعة ومتعددة لتشتيت السلطات المصرية ودفعها للإنكفاء على مشاكلها الداخلية.. فهل نحن منتبهون؟!

 
أضف تعليق

Posted by في 2017/07/14 بوصة غير مصنف

 

هل يفعلها الجيش فى ليبيا؟!

get_img

عندما ذبحت داعش 21 مصرياً «فبراير 2017»، دعا السيسى لتدخل دولى لمواجهة الإرهاب بليبيا أسوة بالعراق وسوريا، لكن الدول الغربية رفضت، وأحجمت عن رفع الحظر على توريد السلاح للجيش الوطنى، لتمكينه من مواجهة الإرهاب.. عدد سيارات الدفع الرباعى التى دمرتها مصر بما تحمله من أسلحة وإرهابيين تجاوز 3000، ليبيا تحولت إلى ملجأ للمتطرفين، حيث تتوافر معسكرات التدريب والإعداد.. كانت مركزاً لتجهيز ودفع المقاتلين لسوريا والعراق، وأضحت معبراً للعائدين، معظمهم يتجه لمصر، لا يوجد بلد فى العالم يسمح بأن يكون ظهيره الخلفى مصدراً للتهديد على هذا النحو.. السيسى -بحضور الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند- أبريل 2016، ألمح إلى إمكان التدخّل العسكرى حال عدم رفع الحظر وتوفير الدعم للجيش الليبى.. عملية دير الأنبا صموئيل 26 مايو التى سقط فيها قرابة 30 ضحية كانت مبرراً كافياً لتفعيل المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التى تكفل لمصر حق الدفاع عن النفس.

الميليشيات والتنظيمات الإرهابية جزء من معادلة التوازن الداخلى فى ليبيا، كوبلر المبعوث الدولى السابق دفع حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج للاعتماد عليهم لتثبيت سلطتها، فى مواجهة الجيش، والإبقاء على حالة الانقسام والتناحر، فتحولت إلى قوة فاعلة على الأرض، توجه الأحداث.. منذ أن توصلت القوى السياسية الليبية لـ«إعلان القاهرة» منتصف فبراير 2017، والتنظيمات الداعمة للسراج تدرك قرب تسوية للأزمة، وتحاول إفسادها، أو إعادة ترتيب الأوضاع على الأرض، بحيث تأتى التسوية لصالحها، حاولت احتلال موانئ التصدير وحقول الإنتاج بالهلال النفطى مارس 2017، نجح الهجوم بسبب عنصر المباغتة، لأنه انطلق من الجنوب، لكن زخم الهجوم المضاد السريع لقوات حفتر، أدى لاستردادها، التشكيلات المهاجمة انسحبت بأقل قدر من الخسائر، لتوافر العمق الاستراتيجى، ومساحات المناورة الشاسعة بالجنوب.. المشكلة أن المحاولة قابلة للتكرار، بمزيد من الاستعداد، فى اتجاه بنغازى ذاتها، طالما استمرت ميليشيات السراج فى إحكام سيطرتها على الجنوب.. ما يفرض نزعها.

الغنوشى جمع السراج وعلى الصلابى وعبدالحكيم بلحاج -المدرجين بلائحة الإرهاب- فى تونس فبراير 2017، لبحث دمج الحرس الرئاسى التابع لـ«الوفاق» مع الحرس الوطنى التابع لـ«الإنقاذ»، لتهدئة الأوضاع فى طرابلس والتفرغ لاستكمال السيطرة على الجنوب.. قطر استقبلت السراج آخر مارس، بعد أسبوعين من زيارة السويحلى، لإطلاق «عملية الأمل الموعود» بالمنطقة الجنوبية 9 أبريل، التى تم تطويرها إلى «غضب الصحراء»، لطرد القوات الموالية لحفتر من كل المواقع التى تتمركز بها، ما يفتح الطريق دون قيود للدعم العسكرى والبشرى المقبل للميليشيات براً من السودان.. الطائرات القطرية نقلت الأسلحة لقاعدة الجفرة بالجنوب، أما المتجهة إلى مطار معيتيقة قرب طرابلس فقد أسقط الجيش إحداها، وأسقطت الأخرى طائرة أمريكية تابعة للناتو، والمجهولة أغرقت سفينة نقل.. العملية دعمتها تركيا، وشاركت فيها السودان.

مصر لعبت الدور الرئيسى فى التقريب بين حفتر والسراج، وإتمام لقائهما بأبوظبى مطلع مايو، أهم ما اتفقا عليه تهدئة المواجهات العسكرية بين قواتهما بالجنوب، الهدوء ساد أسبوعين، بعدها ارتكبت الميليشيات التابعة للسراج مذبحة براك الشاطئ لإفساد الاتفاق، ضحاياها 141 شهيداً، بعدها بأيام قليلة قادت عناصر إرهابية مقبلة من ليبيا مذبحة المنيا، لعقاب مصر على دورها السياسى.. الرد المصرى بدا فورياً، امتد من درنة بالشمال، حتى الجفرة بالجنوب، كل المؤشرات تؤكد الاتجاه نحو معركة فاصلة.. السراج قرر إنشاء 7 مناطق عسكرية «طرابلس، بنغازى، الوسطى، الغربية، سبها، طبرق، والكفرة»، وتضمن التقسيم حوافز تشجع ميليشيات مصراتة على دعمه فى المعركة الفاصلة، بوضع الهلال النفطى تحت سيطرتها، دون اعتبار للحدود التاريخية للأقاليم ولا للامتدادات القبلية.. الجيش نسق مع قبيلتى «القذاذفة والمجارحة»، واجتاح بلدات ودان وهون وسوكنة، وسيطر على قاعدتى «تمنهنت» الجوية و«الجفرة»، طرد ميليشيات مصراتة، وسرايا الدفاع عن بنغازى، ومقاتلى المعارضة التشادية، وأحكم سيطرته على الجنوب.

مصر أدركت أن عقابها للإرهابيين الذين ذبحوا الأقباط 2015 لم يكن كافياً، لأن الاجتراء أتى بهم ليذبحوهم فى عقر دارهم «المنيا 2017»، فتعاملت معهم بصورة أكثر شمولاً؛ حصار قطر، تأمين موافقة أمريكا، وقبول روسيا، وعدم ممانعة أوروبا على الاستهداف المباشر للبؤر الإرهابية، والتعامل بدبلوماسية مع مواقف دول المحيط العربى، من واقع إدراكها أن تونس تدعم حكومة الوفاق، والجزائر ترتبط بصلات قوية مع قادة الإسلام السياسى، والدولتان تسعيان لمنع مصر من أداء دور مؤثر فى الترتيبات المتعلقة بتسوية المشكلة الليبية.. خطورة الأزمة، وتأثيرها المباشر على أمن مصر القومى، فرض إطاراً خاصاً للتعامل، إدارة الأزمة لا تتم من خلال الخارجية، ولا الرئاسة، ولا المخابرات، اللجنة الوطنية المصرية المعنية بليبيا يرأسها الفريق محمود حجازى رئيس الأركان، لأن الجيش يتولى مسئولية الملف، يديره بكفاءة، ويحقق نتائج مبهرة، «إعلان القاهرة» عكس اتفاقاً حول النقاط الرئيسية للحل، وأهمها التعديلات المتعلقة باتفاق الصخيرات، والمؤسسات المنبثقة عنه، والتعديلات الدستورية اللازمة لتضمين الاتفاق فى الإعلان الدستورى، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية قبل فبراير 2018، استمرار المعارك على الأرض لا يجهض احتمالات التسوية، ولكنه قد يغير من حجم المكاسب التى يحققها كل طرف، فى ضوء ما حققه من مكسب أو خسارة.

حفتر يستعد للسيطرة على بنى وليد شمال غرب الجفرة، للقفز منها على العاصمة، يراهن على ولاء «جيش القبائل» جنوب العاصمة وقبائل ورفلة، وبعض كتائب الزنتان، والإسناد الجوى من قاعدة «تمنهنت»، وساطة الغنوشى لم تؤت ثمارها، والوضع بطرابلس لا يزال محتقناً، الجماعات الموالية للسراج بقيادة هيثم التاجورى وعبدالرؤوف كارة تستعد لمواجهة الجماعة الليبية المقاتلة بقيادة صلاح بادى وخالد الشريف وعبدالحكيم بلحاج المؤيدين لحكومة الغويل، مما يوفر فرصة نجاح سريع للجيش الوطنى حال تقدمه، لتبقى مصراتة المحطة الأخيرة لمواجهة دامية، نظراً لسيطرتها على معظم مخازن أسلحة الجيش، وتحولها إلى مجموعة من الكتائب المسلحة التى تسعى للعب دور -يتناسب وثقلها العسكرى- فى المستقبل السياسى لليبيا.. حجازى دعا وفداً رسمياً يضم نواباً عن البرلمان وأعياناً ونشطاء ورجال أعمال ينتمون لمصراتة، وصلوا القاهرة مطلع يوليو الحالى، لمحاولة تجنب المواجهة بين الجيش وكتائب مصراتة، حقناً لدماء الليبيين، والحفاظ على المخزون الليبى من الأسلحة والذخائر، والتوحد لمواجهة الإرهاب، نجاح مهمة الوفد يمكن أن تنهى معركة طرابلس قبل أن تبدأ، بحكم ثقل مصراتة السياسى والعسكرى فى الأزمة.. فهل يفعلها الجيش على الصعيد السياسى والدبلوماسى مع أركان وقادة القبائل والأقاليم الليبية، بعد أن فعلها عسكرياً مع البؤر الإرهابية؟!

 
تعليق واحد

Posted by في 2017/07/09 بوصة غير مصنف

 

يحيى راشد و«العداء» لقطاع السياحة

80635

السياحة إحدى أدوات التنمية، لكنها صناعة هشة، لا يجوز أن نرهن اقتصادنا عليها، فقد استهدفها الإرهاب منذ اعتبرناها قاطرة للتنمية، مهمة القطاع تحقيق حد من التشغيل يضمن الحفاظ على المنشآت والمرافق، ويسمح باستمرار عمليات التطوير والتنمية، ويوفر عائدات تغطى متطلباته، ورواتب العاملين، إلى أن يتحسن المناخ.. لكن إدارة الوزير كارثية، تفتقد الرؤية.. وافق على الاستعانة ببيت خبرة عالمى لهيكلة هيئة التنشيط، رغم أن الهيئة لديها دراسة أجراها بيت خبرة عالمى من النمسا!!.. أغلق مراكز التدريب، متعللاً بملاحظات المركزى للمحاسبات بشأن مكافآت مسئوليها، لو أغلقنا كل مؤسسة يديرها فاسد، لأهدرنا الاستثمارات والأصول، وما كنا بحاجة لمسئولين شرفاء للإصلاح.. أغلق المكاتب الخارجية عشوائياً، شكاوى العمالة المحلية قد تؤدى للحجز على أرصدة المكاتب، وربما السفارات، لتحصيل التعويضات والغرامات والضرائب المستحقة، والأسوأ إغلاق مكتب نيويورك الذى يغطى أسواق الأمريكتين الواعدة، وترك مكتب موسكو مفتوحاً «مرتباته 26.000 دولار شهرياً»، والسماح بمشاركته فى المعارض السياحية، رغم أن الحظر الروسى «نوفمبر 2015»، يمنع الدعاية والترويج!!.. أبدى الاهتمام بالسياحة الخضراء، وطرد مستشاره للطاقة النظيفة من مكتبه أمام الجميع!!.. أصدر لائحة الغرف والاتحاد رغم اعتراض القطاع، واضطر لتعليق العمل بأحكامها بعد أقل من شهر، بسبب ما بها من عوار ومخالفات قانونية .ودستورية، وأعاد العمل باللائحة القديمة «216/1990».. الوزير يفتقد مهارات الإدارة

على المستوى المهنى.. غاب عن مؤتمر «مصر والسياحة العلاجية» بشرم الشيخ 23 مارس 2017، واستعان بخبراء نمساويين، أعدوا مقترحات لا تخرج عما أوصى به الخبراء المصريون!!.. غاب عن المؤتمر السنوى لشركات السياحة الإيطالية «200 شركة» بشرم 28 مارس، ليشارك بعدها ببورصة ميلانو فيرفض ممثلو الشركات لقاءه.. يتعامل مع الجناح المصرى بالمعارض الدولية كملكية خاصة، يطرد من يشاء من منظمى الرحلات، يحرم من أراد من الشركاء المصريين من اللقاءات المهنية، ويرفض حضور بعض وسائل الإعلام للمؤتمرات الصحفية!!.. أوقف الحملات المشتركة مع منظمى الرحلات بالخارج، ففقدوا الحافز، واتجهوا لدول أخرى.. وزادها بالفشل فى إدارة ملف الشارتر، ما أهدر 67 مليون دولار.. أعطى أولوية للترويج لمسار العائلة المقدسة رغم تحذير الدول المصدرة للسياحة من استهداف الكنائس، وأن الجاهز للزيارة سبع نقاط من 32 تشكل المسار.. اهتم بتسويق مصر إلكترونياً، خلافاً لما تفرضه الأوضاع من أفضلية تحرك السائحين فى أفواج من خلال المنظمين ضماناً لأمنهم.. وتجاهل احتفال الأقصر بأكبر اكتشاف أثرى، وإزاحة الستار عن .رمسيس الثانى بعد ترميمه، رغم الاهتمام الدولى بالحدث.. الوزير يهدر أدوات التنشيط السياحى

الشكوك فى الشركة المسئولة عن الحملة الترويجية « J.W.T» كانت تفرض الحذر، سمحت للإخوان باختطاف حملة «هى دى مصر This is Egypt»، وتكريسها للإساءة لمصر، أنتجت برنامجى باسم يوسف وأبلة فاهيتا، وموظفوها وزعوا الواقى الذكرى بالتحرير، الشركة واجهت الانتقادات بالاتفاق مع الوزير على تخصيص جزء من مخصصات الحملة لتغطية تكاليف سفر الصحفيين إلى المعارض الدولية، بالمخالفة لقرارات الرئاسة والحكومة للترشيد ومنع الفساد.. المهنيون بالقطاع، والمختصون بالوزارة يقدرون أن الشركة لم تؤد الدور المطلوب فى الترويج، بدليل تغاضى الوزير ورئيس الهيئة عن عدم إجرائها دراسات للسوق، رغم تضمينها بالتعاقد، وإخفاء نتيجة تقييم وتوصيات منظمة السياحة العالمية للحملة، لأنه يعكس فشل الشركة، ويوصى باستبدالها، ويستاءون من اصطحاب الوزير للقائمين عليها لعرض الخطة على البرلمان بدلاً من قيادات الوزارة، ومن عقابه لمن يرفض من قيادات الهيئة سداد مستحقاتها دون مستندات حقيقية، إلى حد إنهاء خدمة رئيسة مكتب لندن، ما يؤكد فداحة المخالفات.

كل الدول رفعت حظر السفر الذى فرضته على مصر، باستثناء روسيا، وبريطانيا «بشكل جزئى على شرم الشيخ»، إلا أن الأزمة لا تزال متفاقمة، تقرير مجلس السياحة والسفر التابع للأمم المتحدة، أكد أن السياحة المصرية، هى الأكثر تدهوراً فى العالم 2016، بمعدل تراجع 80% مقارنة بـ2010، والعائدات تراجعت بـ45%، الوزير يدعى تحقيق زيادة 51% خلال الربع الأول من 2017، لأنه يقارن بمعدلات 2016، الأسوأ فى تاريخ السياحة المصرية!! الدولة تتحمل ثمن إخفاقه، والمستثمرون ضحية سوء إدارته، وخرَّب مئات الآلاف من بيوت العاملين.. مصر تجاوزت تداعيات مذبحة الأقصر 1997 فى أقل من ستة شهور، ما يؤكد تدنى قدرته على إدارة الأزمة الراهنة.. تضرر القطاع دفع رواده للتمرد، اجتمعوا كجمعية عمومية «8 يونيو» واستعرضوا ما ألحقه الوزير بالقطاع من أضرار، مناشدين الرئيس التدخل لحمايته من الانهيار، بعدها قدم ثلاثة من أعضاء لجنة الغرف السياحية استقالاتهم، احتجاجاً على أداء الوزير، والمحكمة الإدارية أحالت دعوى بإلزام مجلس النواب بسحب الثقة من الوزير لهيئة المفوضين.

مجلس النواب استدعى الوزير بـ14 طلب إحاطة وسؤالاً تدور حول فشل الوزارة فى التنشيط، والافتقاد لخطة عمل متكاملة، وشبهات الفساد فى مناقصة حملة 2013/2016 التى تم إلغاؤها، بالمخالفة لقانون المناقصات 89، حتى لا تطيح بشركة «J.W.T»، ومناقصة 2015/2018 التى طرحت نفس كراسات الشروط والمواصفات الفنية من حيث الأسواق ووسائل الإعلام، إلا أن عرض «J.W.T» انخفض إلى 22 مليون دولار/عام، بعد أن كان 37 مليوناً فى مناقصة 2013، رغم تمسك الشركات المنافسة بعروضها المالية تقريباً، ما كان يفرض الشك فى أسباب ذلك التراجع، ومدى انعكاسه على قدرة الشركة فى الالتزام بمتطلبات الخطة.. الوزير يتعامل مع الأزمة بالسعى لمزيد من مساندة مراكز التأثير؛ عين أشرف ربيع عبدالعال نجل الشقيق الأكبر لرئيس البرلمان، مديراً عاماً لمركز تدريب السائقين التابع للاتحاد بمرتب 30.000 جنيه، رغم أنه حاصل على ماجستير فى العلوم التربوية (رياض أطفال)، ويملك شركة سياحة متعثرة، فشل فى فرضه على الاتحاد كمستشار إعلامى، أو كمسئول بغرفة الفنادق، فاتجه نحو تعيينه مساعداً للوزير.. رئيس الوزراء حاول تخفيف المواجهة بين المستثمرين والوزير، بتشكيل لجنة مشتركة للتسويق «14يونيو»، تضم ممثلى جمعيات الاستثمار السياحى، وكلف الأجهزة الرقابية بالتواصل مع المستثمرين وقيادات القطاع لبحث مسببات الأزمة، وآليات تجاوزها.

لا موضع للتحامل على الوزير، فكل الحقائق والمؤشرات تنفى أهليته للمنصب، ربما له عذره، فقد كان «مديراً مالياً»، بعيداً عن مهنية التسويق والترويج، وعندما تولى إدارة مجموعة الخمسة فنادق التى يمتلكها «الخرافى» بمرسى علم، اضطر لبيع ثلاثة منها خلال ثلاث سنوات، نتيجة للخسائر الفادحة.. إيرادات السياحة 2010 جاوزت 12.5 مليار دولار، لو حققها، لاستغنينا.. 15 شهراً من التعثُر، وتقطيع أوصال التعاون مع القطاع.. فإلى متى تصبرون عليه؟!

 
3 تعليقات

Posted by في 2017/07/01 بوصة غير مصنف