RSS

Monthly Archives: جوان 2013

سقوط مرسى..وسيناريو نجاح الثورة

Image

رغم شعور طاغ بالملل اثناء بث خطاب مرسى ليلة 26/27 يونيو الجارى ، ووسط إصرار منه على الإطناب فى شرح كل جملة وردت فى النص المكتوب بالخطاب ، لفت نظرى ان هناك جمل محدودة للغاية إلتزم الرئيس بقراءتها بنصها المكتوب فقط .. تلك التى صاغها مكتب الإرشاد ، ووجه بعدم التصرف فى النص سواء بإعادة الصياغة ، او بالشرح ، واعرض هنا اربعة من تلك الجمل :

 *   ” لم يدخر اعداء مصر جهدا في محاولة تخريب التجربة الديمقراطية بل ووأدها بمنظومة من العنف والبلطجة والتشويه والتحريض والتمويل بل واللعب بالنار في مؤسسات شديدة الأهمية”

*   ” هناك معارضة وطنية لا نملك جميعا الا ان نتكاتف من أجل أن تقوي ويصبح لها وجود شعبي بحيث تقوم بأدوارها الأساسية في تداول السلطة والرقابة الديمقراطية وتقديم البدائل في الحكم والتنمية”.

*   ” نريد معارضة وفية وعندها رؤية ووجهات نظر ، الناس تنتخبها لكي تتبادل السلطة مع القائم عليها الذي انتخب من الشعب”

*   ” أحرص على تداول سلطة حقيقي وديمقراطي في مصر حتي لو كان غدا طالما أنه يتم طبقا لما احرزناه في مسيرة الديمقراطية من استقرار ودستور وسأحرص كي نعتاد على تداول السلطة بطريقة سليمة مثل العالم أجمع”.

وتحليل مضمون هذه الفقرات يعنى مايلى :

*   الإقرار بأن حكم الإخوان يتعرض لمحاولات جادة – وبمختلف الوسائل – لإسقاطه.

*   ان الإخوان ستدعم شعبية المعارضة الوطنية لتفعيل دورها فى الرقابة الشعبية .

*   ان هذه المعارضة وفية ، ولديها رؤية ، ووجهات نظر جديرة بإختيار الشعب لها ، كبديل ديمقراطى للحكم الحالى.

*   ان هذا الطرح يتسم بالجدية الى حد الإستعداد لتنفيذه فوراً ، فى إطار الدستور ، وبطريقة لاتسقط النظام الراهن.

وبشكل متزامن مع هذا الخطاب خرج عبدالمنعم ابوالفتوح رئيس حزب مصر القوية محاولاً تصدر المشهد بمجموعة متعاقبة من التصريحات التى تدافع عن الإخوان وتحمل محمد مرسى كامل المسئولية عن الفشل مؤكداً :

*   ان انشقاقه على الإخوان لم يكن خروجاً على عقيدتهم ، بقدر ماكان انفصال إدارى وتنظيمى ليتمكن من الترشح للرئاسة (وكأنه يؤكد انه لم ولن يكن شريكاً فى ضرب الإخوان او إسقاط نظامهم) .

*   ان فشل مرسى يرجع الى انه نادراً مايلتفت لبعض النصائح التى يقدمها له مكتب الإرشاد (وكانه لو التزم بهذه النصائح لنجح فى إدارة الدولة)

*   ثم انه شخصياً عرض على مرسى مساعدته بالأفكار والرؤى والنصيحة خلال مقابلته معه اواخر العام الماضى ، لكن مرسى لم يبد اى استعداد للتجاوب مع عرضه.

ولكن لماذا يلجأ الإخوان لأبوالفتوح فى تلك الظروف الصعبة التى تمر بها الجماعة؟!

1-   أن الإخوان تدرك ان سقوط مرسى قد اصبح مسألة وقت ، وان هذا الوقت لن يطول.

2-   ان ابوالفتوح من اكثر الموالين لفكر الجماعة ، وان تميز عن باقى قياداتها بانفتاحه ، حيث كان رائداً لجيل التجديد داخلها ،مايعنى انه قادر على اجتذاب قطاع من شباب الثورة.

3-   ان ابوالفتوح خلال ترشحه للرئاسة حظى بتأييد صريح من الشيخ القرضاوى ، كما دعمه العديد من التنظيمات والقيادات السلفية التى انقلبت حالياً على الإخوان.

4-   ان خسارة ابوالفتوح فى الجولة الأولى ترجع الى تفتيت اصوات التيار الإسلامى بينه وبين مرسى والعوا ، وتتصور الجماعة ان الإتفاق على دعمه فى اى انتخابات مقبلة يعزز من فرصه فى مواجهة تفتت القوى المدنية.

المفاجأة .. بروفة 30 يونيو اسقطت مرسى

لابد ان نقرر بداية وبقدر عالى من الثقة ان البروفة المبكرة لتمرد 30 يونيو ، والتى بدأها الشباب اليوم على نطاق واسع وعلى امتداد مختلف المحافظات قد أعطت مؤشرات بالغة الإيجابية دفعت مختلف القوى المؤثرة فى الموقف داخليا وخارجيا الى مراجعة مواقفها ، وذلك فى ضوء السقوط الحتمى لحكم الرئيس مرسى واهم مظاهرها:

1-  ماتردد عن دعوة قيادات التنظيم الدولى للإخوان التى اجتمعت فى بروكسل اليوم لمكتب الإرشاد بضرورة إقناع مرسى بسرعة التنحى ، والإعلان عن إجراء إنتخابات رئاسية مبكرة ، محذرة من ان استمرار تجاهل حالة الغضب الشعبى الراهنة يعنى انتهاء جماعة الإخوان فى مصر للابد.

2- بيان وزارة الخارجية الأمريكية الذى يحمل “مرسى” نتائج ما يجرى من أحداث ، ويؤكد دعم الحكومة الأمريكية للشعب المصرى فقط وعدم دعم نظاماً محدداً أياً كان ، فضلاً عن تاكيدها على حق المصريين فى التعبير عن آرائهم بحرية، وعلي الجنرال السيسي حماية هذا الحق.

3-  رحيل أمير قطر الداعم الرئيسى لمرسى والإخوان ، وبدء الأمير الجديد حكمه باستبعاد عدد من العناصر المحسوبة على الإخوان من المناصب الحساسة فى قطر ، فضلا عن تأكيده في اول خطاب له غداة تسلمه مقاليد الحكم ان بلاده ترفض الطائفية في العالم العربي ولا تحسب على تيار سياسي ضد آخر .

4- انقلاب العديد من القوى السياسية المحسوبة تقليديا على الإخوان بمافيهم أيمن نور وسلفيين حزب النور وعدد من قيادات الدعوة السلفيه والإستقالات الجماعية من حزب الوسط.

5- انخفاض الروح المعنوية للمحتشدين برابعة العدوية نتيجة بعدهم عن مقارهم السكنية بالمحافظات ، واحساسهم باتساع حجم الحشد الشعبى المضاد ، فى الوقت الذى تخلت عنهم قيادات الإخوان.

5-  التزام الشرطة بحيادها وعدم انحيازها للإخوان ، بل انها قد تدخلت فى عدة مواقف للقبض على عناصر تنتمى للجماعة لحملها اسلحة او اعتدائها على المتظاهرين.

6-  ترقب الجيش المصرى وصول معدلات الحشد بالقاهرة والمحافظات حداً تعتبره ساعة الصفر لإعلانها سقوط شرعية النظام وحقن الدماء.

ماذا نتوقع من تطورات خلال عملية سقوط مرسى؟!  

كل من شاهد مليونية الإخوان اليوم لاحظ ذلك التغيير الجوهرى فى لهجتها – لا للمتحدثين على منصتها فحسب – بل فى اوساط المحتشدين ، فلهجة الإستعلاء التقليدية تم استبدالها بتضرع الى الله واحساس داخلى عميق بالهزيمة امام الحشود التى فاقتهم على امتداد الجمهورية ، كما ساهم إحراق عدد من مقار الجماعة بالمحافظات ، واضطرار اعضاء الحرية والعدالة بالإسكندرية للإنسحاب – رغم استخدامهم للأسلحة على نطاق واسع – امام الكثرة العددية للجماهير الغاضبة ، وذلك يعنى انه لم يعد امام الإخوان سوى اللجوء لآخر الكروت ، وهو استخدام القوة والترويع.

مصادر الخطر..

 للعنف المتوقع ثلاثة مصادر رئيسية :

اولاً :     عناصر حركة حماس التى تسللت بالفعل الى القاهرة والإسكندرية وبعض المحافظات (يقدرون بحوالى 600 عنصر) والتى ترى ان استمرار حكم الإخوان يشكل عمقاً استراتيجياً لغزة ، وبالتالى فإن سعيها للحيلولة دون سقوط مرسى ، ثم عدم استقرار الأوضاع بالبلاد حال سقوطه ، سيتم من خلال عمليات التخريب والإغتيالات سواء بالإتفاق مع الإخوان او بدون هذا الإتفاق ، وقد تمكنت أجهزة الأمن والشرطة المصرية وقوات الجيش من القبض على أعداد كبيرة منهم فى القاهرة والإسكندرية على مدى الأيام الثلاثة الماضية.

ثانياً :      بعض قادة التنظيمات المتطرفة والتى ترى ان سقوط حكم الإخوان سيعرضهم للمساءلة الجنائية فى قضايا تتعلق بالأمن القومى للبلاد (حازم ابواسماعيل –  عاصم عبدالماجد – الظواهرى – مرجان …)

ثالثاً:    بعض القيادات والعناصر الدينية المتعصبة ، والتى ترى فى المواجهة السياسية الراهنة بين الحكم والمعارضة حرباً دينية تفرض الجهاد ولاتحتمل سوى النصر او الشهادة.

التأكيد على بعض الملاحظات والدروس مستفادة

الملاحظة الأولى :

         ان خطورة ماحققته بروفة 30 يونيو من نجاح يتمثل فى بث الطمأنينة فى نفوس الشعب الى نجاح الحشد المطلوب ، فتسود حالة من التراخى تنتهى بالفشل ، إذن  فالتراخى غير مسموح به لأى سبب من الأسباب ، كما لاينبغى استعجال النتائج.

الملاحظة الثانية :

         ضرورة تنظيم المتظاهرين لأنفسهم والسيطرة على الميادين على النحو الذى يحد من فرص التسلل اليها سواء لتنفيذ عمليات تفجير وترويع على نحو ماحدث ببورسعيد ، او للتحرش كما حدث فى التحرير لأن تلك الظواهر يتم تنفيذها بهدف الحد من مشاركة الجماهير فى المظاهرات

الملاحظة الثالثة:

         ان عملية الحشد إعتباراً من اليوم الثانى (1/7/2013) ينبغى الا تترك للمبادرات الفردية حتى لايصيبها الفتور ، بل ينبغى ان تبدأ النقابات المهنية والقطاعات الفئوية فى حشد أعضائها بالتناوب ، على النحو الذى تستمر معه زخم الحشود بما تحدثه من ضغط سياسى.

الملاحظة الرابعة:

        الحرص على تجنب الحشد حول الإتحادية قبل سقوط النظام..هذا الحشد له محاذير بالغة الخطورة..إعطاء الفرصة للمهيجين فى رابعة العدوية لتوجيه جماهيرهم الى هناك للصدام خاصة انهم لم يتجمعوا فى رابعة الا للصدام..كذلك اتاحة الفرصة للمندسين فى الهجوم على القصر ممايؤدى الى صدام مع الحرس الجمهورى والأمن المركزى..واخيراً تشتيت الحشود واستهلاك طاقة المشاركين فيها..ونذكر من جديد ان حشود المتظاهرين بميدان التحرير خلال الثورة قد أسقطت مبارك بالفعل قبل ان يصل متظاهر واحد الى قصر العروبة.

الملاحظة الخامسة:

        الرفض الكامل لمناقشة فكرة تداول السلطة التى سيطرحها الإخوان فى إطار البحث عن خروج آمن ..هذه الفكرة عبارة عن دفع بديل اخوانى لمرسى يكفل استمرار التنظيم فى عملية التمكين من حكم مصر والإستيلاء الكامل على الدولة ومؤسساتها.

الملاحظة السادسة:

         ضرورة ان يتم التوافق بين كافة المشاركين فى الثورة على ان نجاحها لايعنى تسليم مقاليد الأمور الى نظام مبارك ، او الى شفيق ، فمصر ينبغى ان تبدأ البناء على أسس جديدة تحررها من رصيد الماضى الذى يتسم فى مجمله بالألم والمعاناة.

                            ضعوا الأيدى على القلوب..وابتهلوا الى الله بالدعاء..قبل ان تنطقوها “مبروك لمصر”

 
14 تعليق

Posted by في 2013/06/29 بوصة غير مصنف

 

الفريق السيسى..بين إجترار الذاكرة..وتساؤلات الساعة

Image

       اقترن تعيين الفريق اول عبدالفتاح السيسى وزيراً للدفاع فى 12 أغسطس 2012 بتضارب فى التفسير بشأن ميوله وتوجهاته السياسية .. البعض رأى فيه واحداً من اعضاء الخلايا النائمة بالجيش ، وانه قادم لإحباط مؤامرة طنطاوى وعنان لإستغلال تحرك المعارضة المدنية فى 24 أغسطس – والذى كان قد دعا اليه محمد ابوحامد – فى الإنقلاب على حكم الإخوان ، ودللوا على ذلك بأن زوجته منتقبة ، وانه كثيراً ماشوهد مشاركاً فى ندوات المفكر الإسلامى محمد سليم العوا ، اما البعض الآخر فقد رفض هذا التوصيف تماماً مؤكداً ان وطنية الرجل وميوله السياسية فوق مستوى الشبهات ، وهو حاصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان فى مصر وبريطانيا ، كما انه حاصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا والأكاديمية العسكرية بالولايات المتحدة.

فى ظل الإختلاف فى وجهات النظر.. لماذا اختاره مرسى إذن ؟!

إختاره لأنه بحكم مناصبه (ابتداء من رئاسته لفرع المعلومات والأمن بالأمانة العامة لوزارة الدفاع وانتهاء بمدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع) يعتبر الأقدر على السيطرة على القوات المسلحة فى وقت تم فيه الإطاحة بالقائد العام ورئيس الأركان وخلت الساحة ممن يستطيع إحكام قبضته عليه.

هل شارك السيسى فى مؤامرة مرسى للإطاحة بطنطاوى وعنان ؟!

كلا لم يكن طرفاً فيها ، وانما نجح مرسى فى إقناعه بأنه قد توصل لإتفاق مع طنطاوى وعنان على تسليم قيادة الجيش له ، ولأنه يعلم ان طنطاوى كثيراً ماكان يردد ان وزير الدفاع المقبل هو السيسى أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة سناً فقد تقبل الفكرة. وعندما ادرك ثلاثتهم (السيسى – طنطاوى – عنان) ماتعرضوا له من خديعة اتفقوا على إبتلاعها إعلاء لصالح استقرار ووحدة الجيش وأمن الوطن ، خاصة ان هذا التعيين خطوة متفق عليها ، حتى وان جاءت قبل موعدها.

ولأن السيسى أقدر من كان يدرك حجم القصور فى القوات المسلحة التى مضى على تواجدها بالشارع وفى خضم السياسة قرابة العام والنصف ، فقد ركز على التدريب والتفتيش لتعويض ذلك القصور ، ومع مرور الوقت ، ورسوخ أقدامه فى منصبه ، وإطمئنانه على الجيش ، كانت مخاطر الإخوان على الأمن القومى المصرى تتضح امامه بالوقائع المادية ..الحصول على الزى والرتب العسكرية للجيش والشرطة بأعداد كبيرة لتستخدمها ميليشيات الإخوان..تخزين الإخوان كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر..عرقلة جهود الجيش والشرطة والمخابرات فى القبض على مرتكبى جرائم قتل شهداء رفح وخاطفى الجنود السبعة والحيلولة دون إغلاق الأنفاق.. استمرار الإفراج الرئاسى عن الإرهابيين وتجار المخدرات والسماح بدخول عناصر ارهابية للبلاد للتمركز فى سيناء – الإعلان عن مشروع اقليم قناة السويس الذى يضر استراتيجياً بمصر…الخ.

غير ان السيسى الذى يعلم ان كرسى السلطة فى مصر يلعب مع صاحبه ، لم يكن قادراً على التصدى للإخوان قبل تحسين علاقة المؤسسة العسكرية بالشعب ، وهى العلاقة التى ساهم الإخوان فى إفسادها بشعاراتهم المضادة للعسكر ، ومن هنا بدأ السيسى فى رأب الصدع مع المجتمع المدنى ، فوجه مجموعة من الرسائل الإيجابية ، أعقبها فى ديسمبر 2012 بدعوة مختلف القوى فى مناسبة اجتماعية وطنية تجاوبت معها كافة الإتجاهات واعترضت عليها الرئاسة فى اول ازمة تطرح الشكوك بينهما ، ثم تلى ذلك فى نهاية ابريل مشاركة السيسى فى حفل عيد تحرير سيناء الذى شاركت فيه مجموعة كبيرة من الإعلاميين والفنانين وكانت فرصة لظهور دفء المشاعر التى تسود بين الجانبين ، وتلى ذلك فى منتصف مايو 2013 ولآول مرة دعوة عدد من الكتاب، وقيادات المؤسسات الصحفية، والفنانين لحضور “تفتيش حرب” للفرقة التاسعة المدرعة بدهشور بحضور وزير الدفاع ورئيس الأركان وقد احدثت هذه الدعوة حالة من التوجس لدى الرئاسة وقيادات الإسلام السياسى نظراً لعدم توجيه الدعوة لأى من ممثليهم للمشاركة ، ومع تصاعد التهديدات الموجهة للمعارضة المدنية من جانب قيادات الإسلام السياسى وبحضور الرئيس مرسى سواء فى مؤتمر نصرة الثورة السورية او مليونية “لا للعنف” خلال يونيو الجارى أفصح السيسى عن انحياز الجيش الصريح للشعب فى مواجهة مايتعرض له من تهديدات ودخل فى مرحلة مواجهة صريحة مع الرئاسة.

هل يمكن للرئيس ان يستخدم الحرس الجمهورى على نحو يدفعه للصدام مع قوات الجيش فى حالة انقلاب السيسى ؟!

من الناحية التنظيمية هذا امر وارد .. فالحرس الجمهورى يخضع لقيادته وليس لقيادة وزير الدفاع ، ومن خلال شخصية مرسى ورغبته فى التأكيد المستمر على انه القائد الأعلى للجيش فقد يكون أميل الى ذلك ، غير ان هناك عوامل تطمئننا من هذا الناحية ابرزها :

1-  ان الحرس الجمهورى ينتمى من حيث الإعداد والتدريب والعقيدة القتالية الى نفس مدرسة الجيش المصرى ، ولذلك لن يقفا فى مواجهة كل منهما للآخر تحت أية ظروف.

2-  ان مهمة قوات الحرس الجمهورى هى تأمين رئيس الجمهورية ، وقمع اى تمرد مضاد للنظام من جانب اى تشكيل عسكرى ، لكنه غير قادر على مواجهة الجيش المصرى مجتمعا.

3-  ان قوات المنطقة المركزية التابعة للجيش قد تسلمت اليوم مبنى الإذاعة والتليفزيون من قوات الحرس الجمهورى رغم ان هذا المبنى وفقاً لبروتوكول الدفاع عن الأهداف الحيوية فى الدولة يدخل ضمن اختصاص الحرس مما يشير للتفاهم والتوافق بينهما.

4-  ثم ان قيادة الحرس قد اعلنت أمس انها خلال احداث 30 يونيو ستدافع عن الإتحادية من داخل الأسوار مكتفية بالحواجز الخرسانيه بالخارج ، وانه فى حالة تجاوز المتظاهرين لتلك الحواجز فلن يستخدم الحرس سوى خراطيم المياه وإطلاق الأعيرة فى الهواء ، وهى إشارة طمأنه الى عدم استعدادها للتصادم مع المتظاهرين.

هل يستطيع مرسى عزل السيسى ؟!

  فى ظل حالة الإستنفار والتعبئة الراهنة بالقوات المسلحة ، والتى يعكسها وقوف وتصفيق قيادات الجيش التى استمعت لكلمة السيسى الأخيرة تأييدا له فى انحياز الجيش للشعب ، لايجروء الرئيس على اتخاذ مثل هذا القرار لأنه بذلك يدفع الجيش للإنقلاب الصريح على حكمه.

اذن ماهو البديل أمام مرسى للتعامل مع الموقف ؟!

لو فكرنا بمنطق مرسى فإن افضل الحلول السياسية بالنسبة له هو ان يكلف السيسى بتشكيل الحكومة ، اولاً ليفصله عن الجيش ، وثانياً ليورطه فى معترك السياسة ، وثالثاً ليحمله السخط الناتج عن التدهور الراهن فى الأوضاع الداخلية بالبلاد ، ورابعاً ليسهل عزله فى مرحلة لاحقة ، الا ان تقديرى ان السيسى اذكى من ان يقبل مثل هذا العرض.

***

     والخلاصة .. إن كل المؤشرات تعكس تفاقم حدة المواجهة بين الجيش والرئاسة الى الحد الذى يرجح معه ان التشكيلات التى خرجت من معسكراتها لن تعود لها قريبا ، وان الجيش سيكون هو الرقم الرئيسى فى المعادلة السياسية خلال المرحلة المقبلة ، بعد انتهاء حكم الإخوان .

 
6 تعليقات

Posted by في 2013/06/26 بوصة غير مصنف

 

مستقبل المواجهة بين الجيش والإخوان..والخلاف حول ثوابت أمن مصرالقومى

Image

لم يكن إفصاح وزير الدفاع الصريح أمس عن انحياز الجيش للشعب المصرى ضد الإخوان ، مجرد رد فعل للتهديدات التى وجهت للشعب فى مؤتمر دعم الثورة السورية بالصالة المغطاة ، ولا للتطاول على الجيش المصرى فى مليونية “نبذ العنف” ، ولكنه نتاج لتباين عميق فى الرؤى بين القوات المسلحة والإخوان ، حول الثوابت الرئيسية  للأمن القومى المصرى ، وهو التباين الذى بدأ وتعمق بحدة على مدى العام ونصف التى مضت منذ وصول الإخوان للحكم فى مصر.

 مقدمة لازمة حول مفهوم الأمن القومى للدولة

    يشتمل مفهوم الأمن القومى للدولة على منظومة متكاملة من المفاهيم والإجراءات تكفل فى النهاية مايلى :

1- تأمين سيادة الدولة .. والحفاظ على كيانها السياسى ، من خلال تحديد ورصد مايمكن ان يتعرض له أمنها الوطنى من تهديدات ومخاطر خارجية وداخلية ، وتوفير القدرة على مواجهتها ، بوضع خطط الطوارىء ، وتوفير الأدوات اللازمة ، وتحديد الإجراءات المناسبة .

2- دعم تماسك الجبهة الداخلية بتوفير الأمن للمواطنين ، وتنمية الشعور بالإنتماء والولاء ، وتعزيز روابط الوحدة الوطنية ، والتوافق المجتمعى ، وحماية الفكر والمعتقدات ، والمحافظة على التراث فى تواصله مع التطور المعاصر.

3- توفير وكفالة إحتياجات المواطنين وإزدهار الدولة ، بتعزيز خطط التنمية والتقدم والرفاهية ، وتوفير وحماية الخدمات والسلع الأساسية.

***

      الأمن القومى بهذا المعنى وفى أبعاده المختلفة يفترض وجود وحدة فى القيادة ، وانسجام فى الإدارة .. لكن مؤسسات الدولة المصرية منذ ان تولى الإخوان الحكم فى يوليو 2012 تعانى من ظاهرة التباين فى الرؤى تجاه القضايا الرئيسية المرتبطة بالأمن القومى المصرى..مؤسسة الرئاسة فى اتجاه .. والمؤسسة العسكرية والمخابرات العامة فى اتجاه آخر .. بينما مؤسسة الشرطة فى حالة تردد ، غالبا ماستنتهى بها – تحت ضغط الضباط الشباب – فى نفس الصف المخالف للرئاسة .

***

اولاً: الإخوان وسيناء..إسقاط نظرية الأمن القومى!!

رغم وصول الإخوان للرئاسة فى يوليو2012 الا ان افتقادهم للثقة فى قدرتهم على الإستمرار دفعهم للبحث عن منطقة يمكن لهم اللجوء اليها بعيداً عن مطاردة السلطات الجديدة فى حالة خروجهم من الحكم ، وبالطبع فإن سيناء هى أفضل اختيار يحقق هذا الهدف فى ظل توافر عدد من الإعتبارات الموضوعية :

*   ان طبوغرافية المنطقة تسمح بالتمركز الآمن ، وتوفر انذار مبكر قبل التعرض لأية ملاحقات أمنية .

*   ان اتفاقية كامب ديفيد تفرض قيوداً على تواجد القوات المسلحة وعلى حركتها على النحو الذى يحد من كامل سيطرتها على المنطقة.

*   ان المنطقة مفتوحة من كل الإتجاهات .. أنفاق غزة .. ساحل البحر المحيط بشبه الجزيرة .. انفاق وكبارى ومعديات قناة السويس .. الأمر الذى تمارس معه كافة صور التهريب للأفراد والأسلحة والمعدات والمواد بما يوفر كافة سبل الدعم لقاطنيها.

 ولذلك فقد شجعت جماعة الإخوان المسلمين الجهاديين المصريين بالخارج على العودة للبلاد مرة أخرى ، كما سمحت بدخول العناصر المتطرفة دينياً من مختلف الجنسيات بما فى ذلك المدرجين قوائم منع او ترقب وصول بمعرفة أجهزة الأمن ومن بينهم  عناصر تنتمى الى تنظيم القاعدة ، حيث اتجهوا للتمركز بسيناء التى تحولت تدريجياً الى مركز تجمع وتدريب لقرابة (30) من التنظيمات الإرهابية والتكفيرية ابتداء من “التوحيد والجهاد” و”أنصار السنة” و”التكفير والهجرة” وانتهاء “بالقاعدة”

***

 وقد كشف تقرير للمخابرات الألمانية نشرته صحيفة “هيرالد تريبيون” الأمريكية  أن مصر تتصدر الأماكن المفضلة للميلشيات المسلحة للتدريب، على مستوى العالم بعد أن كان إقليم “وزيرستان” بباكستان هو المقصد المفضل لدى هذه الجماعات.

وأعربت المخابرات الألمانية عن قلقها الشديد إزاء النمو المتزايد لعناصر المتشددين الإسلاميين في مصر معتبرة إياه تعزيزا لموقف أنصار هذه الميليشيات في أوروبا، لافتة إلى أن هذه الجماعات سريعة النمو ولها تأثير كبير على باقي الجماعات المتطرفة في العالم. ولاشك فى ان استغلال مثل هذه الظاهرة ضد مصر يمكن ان يشكل تهديداً لوضعها الدولى وموقف المجتمع الدولى منها خاصة فيما يتعلق بإدعاء وجود تهديدات محتملة لقناة السويس وعمل ترتيبات دولية لحماية الممر الملاحي الدولي.

***

    وقد تفاقمت تلك المشكلة بقيام الرئيس مرسى بالإفراج عن العشرات من الأرهابيين الجهاديين والمتطرفين من مهربى السلاح إلى سيناء على عدة دفعات كان آخرها 19/5/2013 حيث تم الإفراج عن 14 مسجون (3 فى قضية اغتيال ضابط – 3 فى قضية اغتيال مبارك – 2 فى قضية أحداث مسجد الإيمان بالسويس – 1 فى قضية إمبابة – 2 فى قضية العائدون من البانيا واغتيال مدير أمن اسيوط الأسبق – 1 فى أحداث تفجيرات الزهر 2005 – 2 محكوم عليهم بالمؤبد فى قضايا مخدرات) ، وللأسف فإن معظم هؤلاء يتجهون للإنضمام للجماعات الإرهابية المتمركزة فى سيناء.

***

ومما يزيد من خطورة تلك الظاهرة على الأمن القومى المصرى اندساس أعداد كبيرة من عملاء الموساد وسط هذه الجماعات ، حيث يأتمرون بأوامر تل ابيب وعلى استعداد تام لتنفيذ كل ما يطلب منهم  ، فضلاً عن وجود عناصر أخرى تنتمى لمنظات فلسطينية تعادى حركة حماس فى غزة ويهمها قطع حبال الوصال بين حكومة حماس فى غزة والحكومة المصرية.

 ***

وقد حاولت بعض القيادات السلفية التوسط وإجراء مصالحة بين السلفية الجهادية فى سيناء والدولة ، ونجحت فى ذلك بالفعل ، وخرج الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية فى منتصف ابريل 2013 ليؤكد إن الدعوة السلفية توصلت بالفعل لاتفاق مع الجماعات المسلحة بسيناء لتسليم أنفسهم وأسلحتهم بشرط حسن المعاملة ، لكنه عندما تم عرض الاتفاق على رئاسة الجمهورية ردت: “إحنا هنتصرف”!!

***

ونتيجة ذلك فى مجمله ان تكررت حوادث الأرهاب والخطف والقتل للجنود المصرين فى عهد مرسى بصورة زادت عن 12 حادث أرهابى إلى جانب حوادث خطف السياح والحوادث القبلية

الحادث الأبرز كان “مذبحة رفح ” التى وقع ضحيتها 16 جندى مصرى فى 18 أغسطس  2012 ، ورغم ان القوات المسلحة قامت بشن العملية “نسر”  وتمكنت من القبض على 7 مسلحين من بينهم أحد المشاركين فى المذبحة “محمد ابو شيته” وقتل 11واعتقال 32 من العناصر الإجرامية ، الا ان  العملية توقفت بتعليمات الرئاسة.

والغريب ان ثانى ابرز تلك الحوادث – وهو اختطاف الـ6 مجندين مصريين من قوات الأمن المصرى واحد العسكريين يوم 16 مايو – أشارت كافة الدلائل الى تورط أقارب ابوشيته فى تنفيذه بهدف الإفراج عن المذكور ، وقد أصرت قيادة الجيش على سرعة التحرك وشن عملية عسكرية خاطفة ضد الإرهابيين، الا ان الرئاسة طلبت وقتاً للوصول الى حل غير عسكري من منطلق “الحرص على سلامة الخاطفين أسوة بالمخطوفين على حد قول الرئيس” ، وكان لافتاً تأييد جهاز الأمن الوطني لمقترح الرئاسة ، في حين أيدت المخابرات العامة اقتراح الجيش ، وانتهت العملية بسيناريو بالغ الغموض أفرج بمقتضاه عن المخطوفين ، ولم يتم القبض على الخاطفين ، بل ان ضابط الأمن الوطنى “الرائد محمد ابوشقرة ” الذى اوفد الى العريش لتتبع الخاطفين قد تم إغتياله فور وصوله فى كمين نصب له ، وسط شكوك حول تورط مسئولين بالرئاسة فى تلك العملية!!

اما حوادث الاعتداء على الجنود والدوريات المصرية فى سيناء، واختطاف السائحين فقد تزايدت على نحو غير مسبوق .. فى وادى فيران جنوب سيناء 19 يونيو 2012.. العريش أول يوليو 2012.. الشيخ زويد يوم 19 يوليو 2012-العريش فى 23/11 ، بل انه بعد وصف الرئيس محمد مرسى فى خطابه بجامعة أسيوط يوم 2/11/ 2012 الجماعات الإرهابية فى سيناء  بأنهم أبناء الوطن هاجموا فى اليوم التالى دورية شرطة بالعريش وقتلو ثلاثة جنود واصابوا أخرين..اما كمين الريسة الذى يضم قوات الجيش والشرطة بشرق العريش فقد تعرض يوم 14 مارس 3013 وللمرة الثامنة والثلاثين على التوالى للهجوم تذكرة لقواته بأن تلك حدود تواجدهم وان 60 كيلو من الأراضى المصرية تفصل بينه وبين المعابر هى حرم لقطاع غزة لايجوز لهم التواجد به !!

***

وفى محاولة لتجفيف منابع الإرهاب والسيطرة على منافذ تهريب العتاد والسلاح والأفراد بدأت القوات المسلحة فى إطار العملية “نسر” فى تدمير وإغلاق الأنفاق التى تربط قطاع غزة بمصر ، الا ان الرئاسة وبضغط من حماس قامت بوقف هذه العملية ، واضطر الجيش الى استخدام اسلوب آخر فى محاولة لتحقيق هدف الإغلاق دون مخالفة تعليمات الرئاسة وهو يعتمد على إغراق هذه الأنفاق بالصرف الصحى فيصعب الإنتقال داخلها وربما تهدم جدران بعضها .. واقعة غير مسبوقة فى التاريخ ان رئاسة الدولة تلعب ضد شعبها وتتخذ من الإجراءات مايمس الأمن القومى .. ألا تكبرون ؟!

ثانياً: الإخوان وإقليم القناة..”فصل سيناء عن الوادى”

يدرك الإخوان ان نجاحهم فى استثمار أموال الجماعة فى مشاريع تجارية ناجحة هو الذى كفل للتنظيم الإستمرار رغم ماتلقاه من ضربات وماتعرض له من ملاحقات على مدى يزيد عن 80 عاماً ، ومع مايتوقعونه من خروج سريع من السلطة ، فقد طرحوا مشروع الصكوك الإسلامية بمجرد وصولهم للحكم ، وهو المشروع الذى يرهن أصول الدولة ويبيح بيعها للعرب والأجانب ، مما عرضه لهجوم واسع خاصة من الأزهر الشريف ، لكنهم اعتمدوا على حشد أغلبيتهم فى البرلمان لتمريره بعد نزع صفة الإسلامية عن اسمه لإبطال معارضة الأزهر ، وكانت تلك مقدمة ضرورية لطرح مشروع اقليم قناة السويس الذى يحقق للإخوان عدة أهداف هامة نذكر منها هنا مايلى :*

1- تحقيق الإستقلال لإقليم قناة السويس عن الدولة المصرية..وتحويله إلى ملكية خاصة لأعضاء الهيئة العامة لتنمية الإقليم التى تتشكل من عناصر إخوانية ، ويتمتع فيه رئيس الجمهورية بسلطات مطلقة بعيدًا عن أية رقابة ، على النحو الذى يعتبر محاكاة لنموذج الشركة العالمية لقناة السويس للملاحة البحرية – قبل تأميمها عام 1956 – من حيث استقلاليتها عن الدولة المصرية ، وماتتمتع به من إمتيازات وحصانات ، وماتمارسه من نفوذ وتأثير يجعلها تتحكم فى الدولة المصرية.

2- وبقدر مايحقق ذلك من إستفادة ونفوذ اقتصادى هائل للإخوان على مستوى التنظيم وعلى المستوى الشخصى ، فإنه يضمن لهم الإستفادة من الأهمية الإستراتيجية لإقليم قناة السويس بحكم سيطرته على أهم ممر مائى تجارى فى العالم ، بالإضافة الى انه يفصل سيناء عن باقى الأراضى المصرية ، ويوفر للمسيطر عليها إمكانات التحكم والتأثير فى الأوضاع داخل سيناء حتى لو لم يكن الإخوان المسلمين مستمرين فى حكم مصر.

3-  ويعنى تنفيذ هذا المشروع نجاح الإخوان فى فصل سيناء عن الوادى فى خطوة تعيد الى الأذهان سيناريو فصل حماس لقطاع غزة عن السلطة الفلسطينية ، ومما لاشك فيه ان الولايات المتحدة واسرائيل ستدعمان فصل سيناء عن الوادى من خلال هذا المشروع نظراً لتجاوب الإخوان الكامل مع مصالحهما (قبول اقامة اجهزة تنصت على الحدود – انهاء الأعمال العدائية لحماس ضد اسرائيل …) ولأنه يبعد الجيش المصرى نهائياً عن الحدود مع اسرائيل ، كما يضعف بل ويفتت الكيان السياسى لمصر، وينهى دورها السياسى بالمنطقة.

 *  للمزيد من التفاصيل ارجع الى مقالنا “اقليم قناة السويس..وأهدافه الخفية” فى 13 مايو 2013

ثالثاً: الإخوان وهدم اسس سياسة مصر الخارجية

قام الرئيس مرسى بتهميش المؤسسات التى تدير سياسة مصر الخارجية وعلى رأسها وزارة الخارجية والمخابرات العامة ، وفوض الدكتور عصام الحداد فى تلك المهمة رغم افتقاده لأية خبرة فى هذا المجال ، ولذلك فإنه خلال عام واحد نجح الإخوان فى هدم الأسس التى تقوم عليها سياسة مصر الخارجية وأمنها القومى منذ عشرات السنين .. فيمايلى بعض الأمثلة :

1-  الدعوة للجهاد ضد سوريا ، وتنظيم إرسال المتطوعين والأسلحة اليها، رغم ان أمن مصر تاريخياً يتكامل مع أمن سوريا ، كما لايمكن إغفال حقيقة المؤامرة الدولية لتقسيمها طائفياً إستكمالاً للمخطط الإقليمى الذى بدأ بالعراق.

2- محاولة قلب نظم الحكم بمنطقة الخليج (الإمارات – الكويت …) عن طريق تنشيط الخلايا النائمة التابعة للتنظيم الدولى للإخوان ، متجاهلين ان دعم مصر لهذه الأنظمة فى مواجهة محاولات التغلغل الإيرانى يمثل حائط صد للنفوذ الفارسى بالمنطقة ، فضلا عما تمثله هذه النظمة تاريخياً من مصدر دعم اقتصادى لمصر.

3- الحرص على تأكيد البعد الطائفى فى سياسة مصر تجاه المنطقة العربية .. فالعلاقات المصرية السعودية من وجهة نظر الإخوان تنطلق من انتماء مشترك للمذهب السنى – الوهابى بالطبع – وعداء الإخوان لسوريا وحزب الله ينطلق من موقف مضاد للشيعة ، دون مراعاة ان هذا المنظور هو الركيزة الأساسية التى يتم على أساسها إشعال الصراعات بين ابناء الوطن الواحد لإستكمال مخطط تقسيم المنطقة.

4- إهمال البعد الإفريقى فى سياسة مصر الخارجية مما ادى الى ان اثيوبيا – التى تعهد رئيس وزرائها بعدم اتخاذ اى إجراء يتعلق بسد النهضة حتى تكتمل مؤسسات مصر السياسية المنتخبة بعد الثورة قد بدأت فى تنفيذ السد بعد ان مر عام على وصول مرسى للحكم دون اتخاذ اى خطوة لبحث الموضوع على المستوى الثنائى او حتى الجماعى.

5- تحويل مصر الى دولة راعية للإرهاب ، ومصدرة للقلاقل سواء من خلال جماعات الإرهاب المتمركزة فى سيناء والصحراء الغربية ، او عن طريق فروع التنظيم الدولى للإخوان بالخارج.

رابعاً: لماذا يتنازل الإخوان عن حلايب وشلاتين؟!

 ذهب مرسى الى السودان فى 4 ابريل 2013 وفى ذهنه انها اكثر الدول المهيأة لتكون شريك مصر الأول فى دولة الخلافة الإسلامية .. فالسودان خاضت اول تجربة إقامة دولة دينية بالمنطقة ، لكنها دفعت لذلك ثمنا باهظاً .. إذ تمرد الجنوب المسيحى وأعلن استقلاله .. وتتمرد دارفور وهى فى طريقها للإنفصال .. والشعب فى حالة تذمر رغم القهر والعنف الذى يمارسه نظام البشير الملاحق قانونيًا والمطلوب القبض عليه، لاتهامه من قبل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.

ولاشك فى ان عرض مصر “الإخوان” للوحدة فى إطار “دولة الخلافة” على السودان قد يمثل خروجاً بها من ازمة الإنحسار الإقليمى التى عاشها ويعيشها حالياً .. لكن ذلك من وجهة نظر الإخوان يفترض التلويح بورقة يستحيل على السودان مقاومة إغرائها .. ومن هنا جاء وعد مرسى “بدراسة تسليم السيادة الإدارية على حلايب وشلاتين للسودان “.

وتزامن مع ذلك تعديل حزب الحرية والعدالة لخريطة جمهورية مصر العربية التى ينشرها على جريدته وفى موقعه الإلكترونى وكذا بالقناة الفضائية التابعة له بحيث أخرج منطقة حلايب وشلاتين من داخل حدود الدولة المصرية المقررة طبقًا لاتفاقية 1899وفقاً لخط العرض 22 شمال خط الاستواء وضمها للسودان.

وعندما واجه الشعب المصرى ، والقوات المسلحة المصرية هذا التنازل المقيت عن السيادة الوطنية بالرفض القاطع ، خرجت تصريحات من الرئاسة تنفى قيام مرسى بتقديم مثل هذا الوعد ، إلا ان مساعد الرئيس السوداني، موسى محمد أحمد كذب تلك التصريحات مؤكداً إن الرئاسة السودانية تلقت “وعداً قاطعاً” من الرئيس المصري، بإعادة مثلث حلايب إلى حاله قبل العام 1995.

هذه الواقعة تؤكد فى حقيقة الأمر انه فى إطار مخططات الإخوان لاموضع للإهتمام بحدود الدولة الوطنية ، ولاسيادتها على أراضيها ، بقدر الإهتمام بدولة الخلافة المزعومة ، بل انهم على قناعة بأن دولة الخلافة لن تقوم الا بعد تفكيك وإضعاف الدول الوطنية وهو مايفسر العديد من السياسات والإجراءات التى يتطلع الرأى العام المصرى لها حالياً بدهشة دون ان يتفهم ماوراءها من ابعاد.

***

     الموضوعات الأربعة السابق الإشارة اليها أمثلة تعكس حجم التباين فى الرؤى بين مؤسسة الرئاسة ومؤسسات الدولة السيادية فيمايتعلق بالمفاهيم الأساسية المتعلقة بالأمن القومى للدولة ، وغيرها الكثير على المستوى الداخلى خاصة مايتعلق بالتمييز الجنسى والطائفى على النحو الذى ادخل المجتمع فى حالة من الإستقطاب التى يهدد تفاقمها بالحرب الأهلية.. ان اى خبير او محلل سياسى او عسكرى عندما يتعرض بالتقييم لتحديات الأمن القومى الراهنة التى ينبغى على القوات المسلحة والمخابرات العامة التعامل معها ومواجهتها ، فإنه يضع موقف مؤسسة الرئاسة المصرية ضمن هذه التحديات الهدامة ، وهو موقف بالغ الخطورة كان ينبغى منذ فترة طويلة وضع حد فورى له حفاظاً على كيان الدولة..وقد حسمت القوات المسلحة المصرية موقفها أخيراً لصالح ثوابت أمن مصر القومى وهو مايعنى المواجهة الصريحة بين الجيش والإخوان .. ربما كلفنا ذلك بعض الضحايا ، والدماء .. وأعمال تخريب .. وربما إغتيالات .. ولكن المشاركة الواسعة للشعب فى التحرك المعارض للإخوان والرافض للرئيس يدعم موقف القوات المسلحة .. ويعزز من تماسكها دفاعاً عن الشعب ، ولامجال للقلق من احتمال حدوث مواجهة بين الحرس الجمهورى الذى يخضع لقيادة مرسى ، والجيش الذى يقوده السيسى ..فالعقيدة العسكرية المتعلقة بالولاء للشعب ووحدة القيادة تحول دون اى مواجهة بينهما ..وسرعان ماتسيطر القوات المسلحة والشرطة والمخابرات على الموقف ، ونستعيد مصرنا التى نعرفها ونحبها ..قلوبنا تخفق لها شوقاً

على الشعب ان يعلى كلمته فى 30 يونيو 2013

https://twitter.com/gamaleldintaha

https://www.facebook.com/gamal.taha

 
10 تعليقات

Posted by في 2013/06/24 بوصة غير مصنف

 

“تقدير مستحق لقارئى مقال”تمرد 30 يونيو..الفرص..الإحتمالات..سيناريوالمواجهة

Image

كتبت هذا المقال بتاريخ 15 يونيو وحاولت فيه استخدام بعض الخبرات التى اكتسبتها عبر تاريخ مهنى طويل فى إلقاء الضوء على السيناريوهات المتوقعة لواحد من اخطر الأحداث التى نعد لها – ربما فى تاريخنا المعاصر- وهو تمرد 30 يونيو 2013 ، الذى يهدف لتحرير مصرنا – التى نعرفها ونعشقها – من إحتلال القوى الظلامية المتمسحة بالدين ، وذلك على النحو الذى يسمح لكل القوى والجهات الوطنية شعبية ورسمية بالتحسب لما يتم إعداده من مؤامرات لإجهاضه .

وقد فوجئت بتجاوب رائع من جانب قراء مدونتى الكرام الذين وصل عددهم الى خمسة آلاف قارىء ، على نحو دفع موقع wordpress.com  الى وضع المدونة منذ بداية اليوم فى المرتبة الخامسة من بين أهم مائة مدونة عربية على مستوى العالم ، وهو الترتيب الذى يعتمد على عدد القراء ومدى تجاوبهم من خلال مايسجلونه من تعليقات ووجهات نظر، وفى وسط النهار كان ترتيب المقال قد تقدم الى المركز الثالث نتيجة لإستمرار الإقبال على المقال والمدونة ، وقبل انتهاء اليوم وصلت الى المرتبة الثانية بعد إقتراب قراء المقال خلال ذلك اليوم من الألف قارىء إضافة الى عشرات التعليقات الإيجابية .

أردت ان أسجل هذا مقترنا بشكر موصول وعرفان لقارئى المدونة الكرام داعياً الله ان يكون جهدى هذا مجرد مشاركة محدودة فى الدفاع عن مصرنا الحبيبة ، واسترداد الوطن من براثن الخونة .

 
تعليق واحد

Posted by في 2013/06/18 بوصة غير مصنف

 

تمرد30يونيو..الفرص..الإحتمالات..سيناريوالمواجهة

Image

نعيش حالياً اجواء كالسابقة على 25 يناير2011 بفارق رئيسى هو اتساع نطاق الإتفاق الشعبى على اسقاط حكم الإخوان نتيجة لفشلهم فى إدارة الدولة ، والشكوك المتزايدة حول مدى حرصهم على مصالح الوطن ، وهذا الإتفاق الشعبى لم يكن متوافراً بنفس الدرجة عام 2011 ، وهو ماإنعكس فى مظهر الشعور بالثقة الذى يسود لدى الرأى العام المصرى حالياً فى قدرته على التغيير .

      وإذا كان نظام مبارك قد فوجىء باتساع دائرة الرفض الشعبى له الى الحد الذى عجزت امامه كل أدوات الردع والمساومة المتاحة ، فإن النظام الراهن يدرك جيداً حجم ماهو قادم من أحداث ، ومن المؤكد انه يتحسب له ، ويعد عدته أملاً فى إفشاله .

وفى ظل ذلك الموقف الحساس فإن محاولة استشراف الفرص والإحتمالات والتعرف على سيناريو المواجهة ربما يساعد فى تعزيز فرص نجاح التمرد الشعبى ، وإجهاض المخططات المضادة ، الأمر الذى قد يجنب الوطن مزيداً من نزيف دماء ابناؤه .

***

تشير حالة القلق التى تنتاب الإخوان المسلمين حالياً الى إدراكهم لجدية المخاطر التى يتعرضون لها نتيجة لإتساع نطاق الرفض الشعبى . الأمر الذى يفسر إتجاههم للتنسيق مع المنظمات والجماعات التى نشأت من داخل الجماعة خلال الستينات والسبعينات ، خاصة الجهاد والجماعة الإسلامية .. بل ان هذا التنسيق قد شمل منظمات تنتمى الى السلفية الجهادية ، واخرى “منظمة التحرير الاسلامى” سبق لها التورط فى الهجوم على الفنية العسكرية عام 1974والتى ينتمى قائدها “صالح سرية” فى الأصل الى الإخوان المسلمين ، وقد تجسد هذا بشكل واضح فى المؤتمر والذى أطلق عليه “مؤتمر مياه النيل” الذى عقدته الرئاسة يوم 10/6 بمركز المؤتمرات.

ونشير هنا الى محاولة الإخوان توظيف دور هذه المنظمات فى مواجهة 30 يونيو المقبل على النحو التالى :

   *  ان يمثل حشد هذه التنظيمات المعروفة بتشددها وامتلاكها ميليشيات مسلحة نوعاً من التهديد والتلويح بالقوة لإرهاب المدنيين ومحاولة ردعهم عن النزول فى 30 يونيو .

   *  صدور عدد كبير من التصريحات المتزامنة من قاده هذه التنظيمات “ابوسمرة – الظواهرى – ابواسماعيل …” تتفق فى مجملها على انه فى حالة نجاح المظاهرات فى الإطاحة بالرئيس مرسى فسوف يقومون بثورة اسلامية للسيطرة على الحكم ، وتلك رسالة ترهيب ليست موجهة للداخل فقط بل ايضاً الى الخارج ، على النحو الذى قد يدفع فى تصورهم لتبنى فكرة الإبقاء على مرسى فى الرئاسة باعتباره نموذجاَ أقل تشدداَ واكثر اعتدالاً من البدائل الإسلامية الأخرى المطروحة على الساحة .

  *  التهديد باحتلال الميادين ومحاصرة الإتحادية “بدعوى حمايتها” إعتباراً من 28 يونيو ، والإعتصام حتى 30 يونيو لمنع نزول المتظاهرين .

والسؤال المطروح هنا .. ماحجم تأثير تلك العوامل على حركة الشارع المصرى وحشوده المعارضة للإخوان يوم 30 يونيو القادم ؟

أولاً :    بداية فإنه من المؤكد انه بإفتراض نجاح جماعة الإخوان المسلمين فى حشد كل أعضائها ومنتسبيها ، فإن العدد الإجمالى لن يتجاوز وفق اكثر التقديرات مبالغة الـ 600 الف ، أما باقى أعضاء ومريدى التنظيمات والجماعات الدينية الأخرى المتحالفة معهم فهم يقدرون بالمئات ، خاصة مع تخلى حزبى النور والوطن والسلفيين عن المشاركة فى اية فعاليات تتعلق بدعم الرئيس الإخوانى ، أما ماكان يحدث من حشد يعتمد على مواطنين بسطاء مقابل بعض المواد التموينية او ببدل نقدى محدود فذلك لم يعد واردا على نطاق مؤثر لابسبب فقدان الإخوان لشعبيتهم حتى فى المناطق العشوائية والريف ، بل ايضا لإدراك هؤلاء البسطاء ان الأمر لم يعد مجرد تظاهرة وحشد فى صورة احتفالية ، بل اصبحت المشاركة فيه تعرض صاحبها لإشكاليات وربما اعتداءات لاتتناسب واستفادته المحدودة . وبالطبع فإنه لاموضع للمقارنة بين أقصى مايمكن ان يحققه الإخوان من حشد وحجم التظاهرات الشعبية المتوقعة ضد الرئيس والذى قد يتجاوز وفق تقديرات الجهات السيادية الـ 10 ملايين مواطن .. كل هذا دون ان نضع فى الإعتبار ان الإخوان لايمكن ان يخاطروا بحشد أعضائهم بالمحافظات وتسفيرهم للقاهرة كالمعتاد وسط اجواء الشحن الراهنة التى تعرضهم لإعتداءات خلال انتقالهم ، وتعريض سياراتهم للحريق ، فضلا عن تعريض مقراتهم بالمحافظات لإعتداءات مماثلة ، ولذلك فإن قرار حشد الإعضاء والأنصار من المحافظات وتوجيههم للقاهرة قرار خاطىء لاأتصور ان يقدم الإخوان على إتخاذه ، إلا لو كان إختيارهم “الإنتحار السياسى والتنظيمى”. إذن مواجهة الحشود المعارضة بالحشود المؤيدة آلية لم يعد ممكنا للإخوان الإعتماد عليها .

ثانياً :  البديل الآخر أمام الإخوان لمواجهة الحشود هو العنف الجماعى الموجه لجمهور المتظاهرين إعتماداً على الميليشيات التابعة لهم وللجماعات المؤيدة ، واستخدام هذا البديل فى الواقع أمر محفوف بالمخاطر .. فهو يشكل تحفيزاً لزيادة الأعداد المشاركة فى التظاهرات من الشباب تحديداً ، ولجوئهم للعنف المضاد ، لاضد من يواجهونهم فقط ، وانما ضد المقرات والمنشآت والممتلكات التابعة لهم ، فضلاً عن ان تجاوز حدوداً معينة فى التصعيد قد يوجد مبرراً لتدخل القوات المسلحة وانقلابها على النظام القائم..إذن فإن مواجهة الحشود المعارضة باستخدام العنف اعتماداً على الميليشيات يصعب للإخوان أيضاً الإعتماد عليه.

ثالثاً :    أما مصدر الخطورة الحقيقى فهو عمليات العنف الإنتقائى او الفردى ، المتوقع انتشارها على نطاق واسع بالقاهرة والمحافظات التى ستغطيها المظاهرات ، ومن المتوقع ان يبدأ حال وضوح جدية المتظاهرين فى استمرار إعتصامهم الى ان يرحل الرئيس ، ويمكن ان يتخذ هذا العنف صوراً متعددة أبرزها :

*  عمليات إغتيال وقنص موجهة لبعض القيادات الحركية والميدانية والإعلامية بالتظاهرات

*  عمليات تفجير سواء بمناطق تجمع المتظاهرين او ضد أهداف حيوية بالدولة

*  استدراج المتظاهرين للتعرض للمساجد سواء بالحصار او الإقتحام بارتكاب أعمال عنف والإحتماء بها .

*  استهداف بعض المساجد بالتخريب وتوجيه الإتهامات للمسيحيين

*  تخريب بعض المرافق والشبكات بمايؤثر على انتظام الخدمات الأساسية للمواطنين (المواصلات العامة – المياه – الكهرباء – الغاز..)

*  وقف إمداد محطات الخدمة بالوقود (بنزين – سولار ..)

*  القيام بعمليات تخريب او تعرض ضد أهداف عسكرية وشرطية (كمائن – مركبات – منشآت –  أفراد ..)

هذه العمليات سيقوم بتنفيذها عناصر ومجموعات تنتمى الى التنظيمات التالية :

*  الذين استفادوا من القرارات الرئاسية الخاصة بالإفراج او العفو فى قضايا “الإرهاب”

*  من صدرت توجيهات رئاسية بحفظ التحقيقات المتعلقة بارتكابهم لبعض الجرائم وعلى رأسها إغتيال 16 جندى مصرى فى رفح رمضان الماضى

*  خاطفى الجنود المصريين السبعة الذين حرصت الرئاسة على تأمين سلامتهم أسوة بمن خطفوهم

*  التنظيمات والجماعات المسلحة التى تقطن وتتدرب بسيناء دون التعرض لهم بتعليمات رئاسية

*  المنتمين الى حماس ويحملون الجنسية المصرية بحكم جنسية والدتهم او بتزوير بطاقات رقم قومى

 ومن المؤكد ان من تم تكليفهم بمهام خلال أحداث 30 يونيو المقبل لن ينتظروا الى ماقبل ذلك الموعد بثلاثة أيام ليعبروا من سيناء الى الوادى التزاماً بخطة التأمين التى أعلنت عنها سلطات الأمن المصرية ، ولكن المؤكد انهم يتمركزون حالياً بالقرب من الأهداف المكلفين بالتعرض لها .. يخططون ويرتبون لتوفير أدوات الجريمة ، وتسهيلات تنفيذها .

وتستهدف هذه العمليات :

*  إحداث حالة من الإرتباك بين صفوف وعناصر القوات المسلحة والشرطة تنتهى بتحييد دورهما فى فرض الأمن وحماية المتظاهرين والتأثير على التوازن السياسى فى غير صالح الرئيس

*  الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين وتوسيع حالة العداء ضدهم

*  إرهاب المدنيين ودفعهم للإنسحاب من الميادين ، وردع غيرهم عن النزول

*  ايجاد مبرر لإتخاذ إجراءات استثنائية يمكن من خلالها السيطرة على الأوضاع فى البلاد (أحكام عرفية – حظر تجوال – فرض قيود صارمة على الإعلام …)

رابعاً :   غير ان المشكلة التى قد تواجه تحقيق تلك المظاهرات الحاشدة لأهدافها هو سوء حسابات الرئاسة ، وضعف قدرتها على اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب ، مما يؤدى الى غياب الرئاسة عن المشهد ، وعجزها عن اتخاذ أى قرارات او طرح أية مبادرات للتعامل مع الموقف سواء بالتهدئة ، او التصعيد ، او الإنسحاب تماما من السلطة ، وهذا الفراغ قد يدفع مكتب الإرشاد للتضحية بالرئيس ، وتسليم السلطة للجيش ، مقابل تعهده بضمان إنسحاب آمن من السلطة ، وعدم الملاحقة القضائية ، مع احتفاظهم بحق المشاركة والتنافس السياسى مستقبلاً ، لكن حدوث ذلك لايمثل – فى تقديرنا – سوى خطوة لنزع فتيل الأزمة ، تعقبه تعديلات جذرية ولازمة  ، أبرزها حل الأحزاب السياسية التى قامت على أسس دينية او طائفية ، لكن ذلك موضوع آخر ربما عدنا لتناوله لاحقاً .

واخيراً .. دورس مستفادة ينبغى الا نغفلها

   لاشك فى ان الحرص على تحقيق أهداف التحرك الوطنى بأقل قدر من الدماء ينبغى ان يكون على رأس اولوياتنا خلال المرحلة المقبلة الأمر الذى ينبغى معه ان نعيد التذكير بدرسين تعلمهما الشعب المصرى خلال أحداث ثورة 25 يناير

الدرس الأول هو ان من بالسلطة لايسلمها قبل ان يستنفذ كل المحاولات والمناورات الممكنة فى محاولة منه لإجهاض الثورة والإستمرار فى الحكم ، لذلك لاينبغى استعجال النتائج خاصة وان الإخوان يصفون انفسهم بـ”ذوى الجلود السميكة”

الدرس الثانى والأهم هو ان حشود المتظاهرين بميدان التحرير خلال الثورة قد أسقطت مبارك بالفعل قبل ان يصل متظاهر واحد الى قصر العروبة ، ولذلك لاينبغى التوجه للإتحادية ، او محاولة إقتحام أياً من المقرات الرئاسية ، لأن ذلك سيكون مبرراً للصدام مع الجهات المسئولة عن تأمين هذه المقرات ، كما سوف يشكل مبرراً للموالاة للنزول الى الشارع فى مواجهة المتظاهرين ، بما يحول الموقف الى صدام يوقع من الخسائر ما قد يحد من مشاركة المزيد من المدنيين فى التظاهرات .

                            ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد

 
10 تعليقات

Posted by في 2013/06/15 بوصة غير مصنف