RSS

Monthly Archives: أكتوبر 2012

الإخوان المسلمين .. وحقيقة التمسح بانتصارات اكتوبر 1973

الإخوان المسلمين .. وحقيقة التمسح بانتصارات اكتوبر 1973

1. خاضت ثورة يولية 1952 جولتين رئيسيتين فى مواجهتها مع الإخوان المسلمين.. الأولى : عام 1954 عندما كان مكتب ارشاد الجماعة يتحدث عن طرائق الإصلاح من داخل النظام فى محاولة للقفز على الثورة المصرية التى تنبهت وأصدرت قراراً بحل الجماعة وتجميد نشاطها ، واعتقال قياداتها .. والثانية عام 1965عندما اعتبر سيد قطب – من أوائل منظري فكر السلفية الجهادية – ان النظام الناصرى نظام جاهلى لابد من تغييره جذرياً فتم محاكمته وعدد من انصاره بتهمة التآمر على نظام الحكم وصدر الحكم بإعدامه .

2. ومع ادراك الإخوان لفداحة الضربة التى تعرضوا لها بادروا بالتحرك على محورين رئيسيين : –

       الأول : ممارسة عادتهم فى بيع كل من يتعارض مع مصالحهم الذاتية ، فتبرؤوا من سيد قطب ، بل أصلوا تلك التبرئة فكرياً فى كتابهم “دعاة لاقضاة”

       الثانى : تشجيع العمل على تشكيل جماعات اسلامية معارضة تعتمد على الشباب خاصة الجامعى ، بحيث تتحول هذه الجماعات الى كيانات تنظيمية تنبثق عن الإخوان عقائدياً ، الا ان صدامها مع السلطة – ان وقع – لايمس الإخوان تنظيمياً .

3. ومن هنا تأسست عدة خلايا من تنظيم الجهاد بدءاً من عام 1966 ، وان ظل نشاطها سرياً فإن أيمن الظواهرى يحكى فى مذكراته انه شارك فى محاولة قام بها التنظيم لتحريك مظاهرات ضد عبدالناصر عام 1968 الا ان الأمن تمكن من قمعها . كذلك ظهرت جماعات التكفير والهجرة بزعامة شكرى مصطفى الذى مزج بالفعل بين أفكار سيد قطب وأفكار الخوارج .

4. وفى عام 1968 ، وفى أعقاب صدور ماعرف بأحكام الطيران ، ثارت مظاهرات احتجاجية واسعة بين أوساط الشباب بالجامعات اعتراضاً على عدم تناسب الأحكام الصادرة ضد قادة القوات الجوية بالإهمال فى الحرب مع ماارتكبوه من جرم أدى الى ضرب سلاح الطيران المصرى بكامله على الممرات الجوية بالمطارات وداخل الدشم والهناجر دون ان يطلق رصاصة واحدة ، ويلاحظ ان اليسار المصرى والقوى الوطنيه كانت فى صدارة هذه الإحتجاجات التى لم تشارك فيها القوى والتيارات الإسلامية التى رأت فى الهزيمة رغم مرارتها فرصة لإضعاف نظام الحكم توظئة لمحاولة انقضاضها عليه .

5. ويلاحظ ان الإخوان ومختلف التيارات الإسلامية الإخرى قد استغلت هزيمة مصر عام 1967 فى محاولة إعطاء الدليل على فشل البديل القومى سواء الناصرى أو البعثى ، كما استغلوا الهزيمة ايضاً فى الهجوم على اليسار الماركسى والوطنى وكذا الأفكار والتوجهات الغربية والليبرالية بصفة عامة .

6. وقد ارتكب الرئيس السابق انور السادات خطأ جسيماً عندما أصدر تعليماته للأمن بترك فرصة العمل والنشاط للتيارات الإسلامية خاصة داخل الجامعات للعمل على معادلة ثقل التيار اليسارى والتصدى له ، وبالفعل ظهرت فى تلك الآونة حركة اسلامية طلابية أطلق عليها “شباب الإسلام” تؤمن بالتوفيق بين أفكار حسن البنا وسيد قطب . كذلك نشأت الجماعة الإسلامية التى حاولت ان يكون لها طابعها التنظيمى المستقل ، رغم ان ولاء أعضائها وتوجهاتهم الدينية والسياسية تتوزع بين الإخوان والجهاد والسلفيين . هذا بخلاف منظمة التحرير الإسلامى بقيادة صالح سرية التى نشطت فى مجال نشر الدعوة بين طلبة الكلية الفنية العسكرية والمعاهد العسكرية الأخرى.

8. وفى الوقت الذى كانت فيه كل الشواهد تؤكد ان مصر تتجه نحو حرب تحرير سيناء ، كانت الجماعات الإسلامية تستعد لإستغلال ملابسات تلك الحرب لصالحها خاصة وانها لم تكن متفاءلة بنتائجها قياساً على سابقتها ، حتى ان اجهزة الأمن كانت توزع ادواراً فيما بينها بحيث تتولى الأجهزة السيادية جمع المعلومات عن العدو وتامين التحرك المصرى بالخارج ، بينما تقوم أجهزة الأمن الحربى اضافة لمتابعة الأوضاع القتالية والتسليح تامين التشكيلات الحساسة ضد محاولات الإختراق العقائدى ، اما أمن الدولة فقد ركز على متابعة عمليات تكاثر التنظيمات والجماعات الجهادية والتكفيرية ومحاولة التعرف على خطط التحرك والتسليح والانشطة .

9. وماأن انتهت حرب اكتوبر رسمياً فى 24 مارس 1974 باتفاق الهدنة ، حتى قامت منظمة التحرير الإسلامى بالهجوم على الكلية الفنية العسكرية بهدف السيطرة على المدرعات والناقلات الموجودة بها والتحرك فى اتجاه مبنى الإتحاد الإشتراكى والإذاعة والتليفزيون لإعتقال رئيس الجمهورية وقيادات الدولة والإعلان عن قلب نظام الحكم ، الا ان قوات الجيش قد تمكنت من التصدى لها واحبطت المخطط .

10. وفى 3 يوليه 1977 قامت جماعة التكفير والهجرة باختطاف الشيخ الذهبى وزير الأوقاف وقتلته .

11. كما اصدر الشيخ عمر عبدالرحمن إمام الجماعة الإسلامية فتوى بقتل السادات رغم دوره الوطنى وخوضه حرب التحرير ، أعقبها بفتوى اخرى تشجع على سرقة وقتل الأقباط واستباحة أموالهم وممتلكاتهم لتمويل عمليات الجهاد .

12. وينتهى ذلك الفصل غير الوطنى من التاريخ المعاصر للإخوان والجماعات الجهادية والتكفيرية والسلفية باغتيال الرئيس الراحل انور السادات فى نفس ذكرى حرب اكتوبر المجيدة واثناء استعراضه لتشكيلات من القوات المصرية التى شاركت فيها عام 1981.

قصة مختصرة .. لكنها تجسد موقف الإخوان والجماعات الإسلامية من هزيمة 1967 ومدى استثمارها لها ، وكذا تنمرها للإستفادة من نتائج حرب 1973 دون اى مشاركة ايجابية فيها ، وعندما انتهت الحرب الى غير مايشتهون ، كان قرارهم باغتيال قائدها فى نفس ذكرى الحرب التى خاضها دفاعاً عن الوطن ، ويغيب قادة الحرب ومن يمتون لهم بصلة من الاحتفالات بينما يتصدرها قتلة السادات .

 
أضف تعليق

Posted by في 2012/10/07 بوصة غير مصنف

 

الأوسمة:

هل تستدرج قطر مصر الى المستنقع السورى ؟

محاولة قطر جر مصر لمستنقع تدخل عسكرى بسوريا هو تنفيذ لمخطط امريكى اسرائيلى منذ عهد كيسنجر وذلك لتغيير طبيعة التوازن الاستراتيجى بالمنطقة كالتالى:
1.خلق حالة من الشقاق التاريخى بين دول الجوار الجغرافى لإسرائيل تستحيل معه استعادة التنسيق السياسى والعسكرى ضد اسرائيل على نحو ماحدث عام 1973
2.اكساب الخلافات العربية بين دول النطاق الجغرافى العربى المحيط بإسرائيل بعداً طائفياً يسهل ترجمته لدويلات متناحرة سنة شيعة أرمن دروز أكراد …
3.انهاء كامل لدور مصر الريادى والقيادى بالمنطقة لصالح دويلات وانظمة قزمية تؤتمر بتعليمات واشنطن
4.استنزاف قدرات مصر على التعافى إقتصادياً بعدما تحقق من تراجع كنتيجة جانبية للإحداث المترتبة على الثورة المصرية
5.تزامن ذلك مع مخطط داخلى تشارك فى تنفيذه السلطة عن جهل يستهدف فصل سيناء عن مصر وتحويلها الى منطقة عازلة بينها وبين أسرائيل دعما لأمنها..فهى تدير بالتفاوض غير المهنى وبمعرفة من هم غير المتخصصين او من لديهم معرفة بآليات تناول القضايا المتعلقة بسيادة وهيبة الدولة ، وبروتوكولات التعامل مع تهديدات وضغوط الإرهاب المسلح الممثل فى التكفيريون والخلايا العربية المرتبطة بتنظيم القاعدة والمتمركوة بقوة فى سيناء.
6.كما يتزامن معه أيضاُ مخطط تقف امامه السلطة سلبية أمام إعادة تهجير المسيحيين من بعض المناطق المستهدف اجراء تعديلات جغرافية ذات طابع طائفى عليها وآخرها رفح حيث القفزة القادمة لسيادة التكفيريون
7. ويتزامن ايضا مع مشروعات تنفذها السلطة بالتعاون مع حماس تدور حول مناطق حرة على الحدود ومشاريع استثمارية مشتركة فى الظاهر لكنها فى الحقيقة ستار لتقنين التواجد الفلسطينى السكانى والإقتصادى على ارض سيناء كمقدمة لتنفيذ مخطط اعادة التوطين لهم بسيناء والمدعوم من جانب اسرائيل
8.وللأسف فإنه لاموضع لقياس البعض على تدخل جيش مصر بالكويت لأن مصرشاركت خلال هذه الحرب فى تحرير شعب عربى تعرض لغزو دكتاتورية مجاورة ولم يستهدف تغيير نظام حكم..والأجدر هنا ان يقارن باستدراج مصر للتورط فى حرب اليمن والذى كان بداية لأعباء إقتصادية اضعفت قدرة مصر على اعادة البناء والتنمية ، بل انها كانت مقدمة لهزيمة 1967 بعد ان الهت مصر عمايحاك لها من مؤامرات على حدودها لجرها الى نكسة عسكرية كبيره.
والخلاصة التى ينبغى ان نعيها وان نضغط من اجل تحقيقها بشتى الوسائل هى ان الربيع العربى لايتحقق إلا بأيدى ابناء الشعب العربى نفسه شباب الياسمين ..اما التغيير من الخارج حتى لو بأيدى جيش عربى آخر فهو الأتون العربى المستعر

 
 

الأوسمة: , , , ,