RSS

Monthly Archives: ديسمبر 2016

إعدام «حبارة» وردود فعلٍ كاشفة

%d8%a7%d8%b9%d8%af%d8%a7%d9%85-%d8%ad%d8%a8%d8%a7%d8%b1%d8%a9

عادل حبارة.. عندما جندته الجماعات الإرهابية وجهته للعمل كجزار، ضمن برنامج إعداد يبدأ باعتياد القتل واستسهاله، واستمراء الدماء، قبل تلقينه الفكر التكفيرى.. واحد من أخطر الإرهابيين الذين عرفتهم مصر، ارتكب عشرات الجرائم الكبرى، بدأت بتفجيرات طابا ودهب 2006، وكان أبرزها مذبحة رفح الأولى 6 أغسطس 2012، استشهد فيها 16 ضابطاً وجندياً، و25 بمذبحة رفح الثانية 19 أغسطس 2013.. المحكمة العسكرية هى قاضيه الطبيعى وفقاً للدستور، فضحاياه عناصر عسكرية، ومذابحه وقعت بمناطق تخضع لقانون الطوارئ، لكنه حوكم أمام محكمة مدنية، استغرقت أربع سنوات، رغم تفاخره بأنه «صاحب الـ25 شمعة منورة»، فى حديثه المسجل بتصريح من النيابة مع عمر الدمياطى الذراع اليمنى للبغدادى زعيم «داعش»، بعده بأيام تم القبض عليه، أقر فى التحقيقات بجرائمه، وقام بتمثيلها.. محاكمته كانت عبئاً على الجميع، حتى إنه كاد يفلت أثناء ترحيله يوليو 2014، جنايات الجيزة قضت بإعدامه 14 نوفمبر 2015.. محكمة النقض حددت 10 ديسمبر 2016 موعداً للنطق بالحكم فى الطعن، يوم 9 ديسمبر، تم تفجير نقطة الارتكاز الأمنى أمام مسجد السلام بشارع الهرم واستشهد 6 من عناصر الشرطة، فى تحذير صريح من تأييد الحكم، لكن النقض أيدته، ففجرت «داعش» الكنيسة البطرسية فى اليوم التالى 11 ديسمبر، واستشهد 25 من المصلين، نفس عدد شهداء رفح الثانية.. فى الأولى زرعوا عبوات ناسفة قبل ساعات من الموعد الأسبوعى «الروتينى» لوصول قوة الارتكاز الأمنية للتمركز بنفس المنطقة، دون تفتيش أو تعقيم.. وفى الثانية اقتحم الانتحارى البوابة مستغلاً انشغال القوة الأمنية بـ«إفطار جماعى».. متى نتخلص من حالة الطمأنينة وندرك أن «مصر فى حرب»؟!

بتأكيد الحكم، انتقلت الكرة لملعب رئيس الجمهورية للتصديق عليه، فوجهت «داعش» تحذيراً للرئيس من حساب «ذئاب منفردة» على الإنستجرام «إعدام حبارة سيشعل بركاناً من الجهاد عبر البلاد، ويفتح أبواب الجحيم على جنودك ومؤسساتك»، لكنه أظهر الحزم الواجب، وصدق فوراً على الحكم ليتم التنفيذ 15 ديسمبر، فى سرعة تعكس صلابة المواجهة مع الإرهاب، وتلوح بالردع.. فى اتصال تليفونى بأسرته قبل ساعات من إعدامه توعد حبارة بالرد، وعندما توجه لغرفة التنفيذ كان يحمل كتاب «المبايعة».. رد مستنكراً بعجرفة على استفسار وكيل النيابة عما إذا كان يريد شيئاً «ماذا أريد من طغاة مثلكم»، واشتبك مع الأمن مهدداً «حتتقتلوا انتوا كمان».. سلوك ينفى ما تردد عن تحذيره للمساجين من الطاعة العمياء للبغدادى، واستغفاره وندمه لقتل شهداء رفح، وطلبه السماح من أهاليهم.. احذروا الترويج لادعاءات تجميل صورته، لأنها لا تتناسب وتاريخه الإجرامى.

سرعة الدولة فى تنفيذ الحكم دفعت قادة «الإخوان» للاجتماع بتركيا بحضور عبدالرحيم الصغير منسق «حازمون»، وعاصم عبدالماجد، لاعتماد خطة تهريب قيادات الجماعة من السجون، فى ذكرى 25 يناير، اعتماداً على «اللجان النوعية» وتجمهر أهالى المساجين أمامها، فى نفس وقت إثارة المساجين للتمرد بالداخل، فى استنساخ صريح لخطة هرب ستة مساجين من سجن أبوصوير بالإسماعيلية أكتوبر الماضى، وكلفت بتكثيف التحرى والمعاينة وتجنيد عناصر الاختراق لتهريب تليفونات تتصل بالأقمار الصناعية والأسلحة للمسجونين.. أعلنوا إدانتهم الصريحة لتنفيذ حكم الإعدام، وصفوا المحاكمة بأنها لم توفر الضمانات الكافية لتحقيق العدالة، وحولت منصة القضاء لوسيلة تصفية حسابات مع الخصوم السياسيين، وانتهكت حقوق الإنسان، واعتبروا حبارة ناشطاً سياسياً!!

عمرو فراج مؤسس «رصد» أثنى عليه، هيثم أبوخليل شكك فى حيثيات الحكم ومبرراته، أحمد رامى متحدث «الحرية والعدالة» حث أعضاء التنظيم على التواصل مع أسرة المعدوم لدعمهم، ومحمود شعبان دعا لحملة عالمية للدفاع عنه، وعائشة الشاطر نعته.. مواقف لا تحتمل التأويل.. تباكى الإخوان رسمياً على حبارة لم يعكس فقط دعمهم الصريح لعمليات العنف والإرهاب، وإنما يؤكد أنه كان يعمل بالوكالة والتنسيق الكامل مع مخططاتهم، وأنهم بصدد تحول نوعى فى المواجهة مع الدولة، تفرض التعاون الصريح مع التنظيمات الإرهابية، لكسر الحصار الأمنى المفروض عليهم، وإجهاض محاولات تصفية التنظيم، بعد أن فشل الجناح العسكرى المنبثق عنهم فى تحقيق هذا الهدف، وتصفية زعيمه د. محمد كمال.. ارتباطهم العضوى يساعد على ذلك؛ الظواهرى كشف فى يناير 2015 أن أسامة بن لادن خرج من «الإخوان» التى أوفدته لباكستان بعد الغزو السوفيتى لتوصيل الدعم للجماعة الإسلامية، أبومحمد الجولانى أمير «النصرة» يونيو 2015، اعترف بأن الجبهة منبثقة من فكر حسن البنا، وتدرِّس لطلابها كتب الإخوان، خاصة مؤلفات سيد قطب.. يوسف القرضاوى أكد فى أكتوبر 2014 أن البغدادى زعيم «داعش» كان من «الإخوان».. هدف التنظيم من التصعيد هو فرض المصالحة، والعفو عن المساجين، ووقف مطاردة العناصر المطلوبة، مقابل حظر سياسى يتراوح بين 5/10 سنوات، ما يتيح فرصة رأب الصدع بالتنظيم، وإعادة بنائه.

تألق المتابعة الأمنية المصرية كشف شخصية الانتحارى يوم 12 ديسمبر، بعد 24 ساعة من العملية، وانتماءه السابق للإخوان، وفضح زيارة «مهاب مصطفى» قائد الخلية والرأس المدبر -المنتمى للإخوان أيضاً- لقطر، وإقامته قرابة شهرين، وقبضت على أربعة من أعضائها، «داعش» سارعت بإعلان مسئوليتها، لتبرئة الإخوان وقطر، دون أن تبث كعادتها التسجيل الخاص بإعلان الانتحارى عن العملية، وتصوير مراحل تنفيذها، الدوحة اعترفت بزيارته دون إشارة لأسبابها ومبرراتها، ولا مقر إقامته، وطبيعة نشاطه واتصالاته، ومدى علم السلطات بتفاصيلها، ووزير خارجيتها قام بزيارة مكايدة لأديس أبابا.. بيان مجلس التعاون انطوى على تهديد ضمنى لمصر، ما يعكس تضامنه القوى مع قطر.. تصعيد العمليات الإرهابية ضد مصر متوقع، لتصل ذروتها مع ذكرى يناير.. عمليتا «الهرم» و«البطرسية» تعكسان مستوى أكثر حرفية من الأداء الإرهابى، ما يشير إلى مستوى أعلى من التدريب، واكتساب خبرة تطعيم المعارك فى ميادين مفتوحة كالعراق وسوريا وليبيا، فضلاً عن ظهور ثقافة العمليات الاستشهادية، الجديدة على مصر.. شدة حصار الجماعات الإرهابية بسيناء، تدفعها للتسلل للوادى، والرد بتكثيف عملياتها، مستغلة بعض صور التراخى فى تأمين عمليات الدخول لمناطق التجمع، فى المولات والأندية والأسواق ووسائل المواصلات ما يفرض المزيد من اليقطة والمتابعة للحد من نزيف الدم.. المرحلة المقبلة قد تستهدف العمليات الإرهابية والاغتيالات رموز المعارضة لتوريط النظام، والإعلام، الرموز الدينية، والقضائية، قيادات الدولة، السياح الأجانب، السفارات المعتمدة، ما يفرض اليقظة، وسد الثغرات.. ولنتذكر أننا لن نقضى على الإرهاب طالما أننا نواجه أنشطة الجماعات الإرهابية، دون أن نمس جذور أفكارهم، التى تنطلق منه أفعالهم.. حمى الله مصر.

 
2 تعليقان

Posted by في 2016/12/26 بوصة غير مصنف

 

الدكتور «حبيب» الإخوان.. كفاك يا رجل وكفانا

shater-morsi-habib-2206

لا أتقبّل ما يدعيه بعض أعضاء الإخوان من الانشقاق عن التنظيم، فما بالك إذا كانوا من العناصر القيادية؟! ما يسمونه انشقاقاً أراه مجرد تعارض مصالح، أو توزيع أدوار، مثلما حدث فى استقالة عبدالمنعم أبوالفتوح ليتمكن من خوض الانتخابات الرئاسية، أو محمد كمال لينشئ جناحاً عسكرياً سرياً للتنظيم، وأحياناً يثور خلاف مرحلى فى الرؤى، يباعدهما ظاهرياً، دون أن يتردد أى منهما وقت الحاجة فى المبادرة بدعم الآخر.. كمال الهلباوى برر استقالته باعتراضه على تأخر التنظيم فى الانضمام لـ«ثورة يناير» رسمياً، وتركهم لها مبكراً، رغم أنهم لو استمروا لحكموا مصر منذ وقت مبكر!!، ما يعنى أن الأزمة لم تكن انشقاقاً بقدر ما كانت فرط إيمان بالتنظيم ودوره السياسى.. محمد حبيب بدوره يقوم منذ فترة بدور يفوق من حيث الأهمية دور إبراهيم منير السياسى، أو يوسف ندا التمويلى، فهو يؤرخ للتنظيم، وبرغم ادعائه التزام الصدق والأمانة فى استعراض تاريخ الفترة من 1985 حتى 2011 مستلهماً عنوانها من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم «قل الحق وإن كان مراً»، إلا أن هواه قد غلبه، وتحولت السلسلة إلى محاولة مقيتة لتجميل وجه التنظيم، وتسويقه.

فى مقال الجمعة 16 ديسمبر قدم «حبيب» المستشار المأمون الهضيبى، مرشد التنظيم منذ يناير 2003، باعتباره «آخر الرجال المحترمين»، نموذجاً فى الصدق والشفافية، والحرص على أن يظل التنظيم جزءاً من المجتمع المصرى، هدفه المحافظة على أمنه وأمانه واستقراره!!، واستشهد بمقولات «البنا»، باعتباره رسول التنظيم وحكيمه!!، وأشار فى السياق إلى تقدير الإخوان لأهمية اختراق التنظيمات المهنية «الأطباء، الصيادلة، المهندسين، العلميين، المعلمين، التجاريين.. إلخ»، وتكليفه بالإشراف عليها، على أن يكون للتربية نصيب فى الارتقاء بها، وهو اختراق عميق نعانى من تبعاته حتى الآن.. المقال يعج بالتبجيل والتعظيم لقيادات الإخوان، وتقديمها باعتبارها قيادات وطنية تتسم بالصدق والشفافية والحرص على مصالح الوطن وأمنه واستقراره، ومحاولة دؤوبة لتحسين صورة «البنا» وتنظيم الإخوان وإبراز دورهم الوطنى، وطبيعة التنظيم المؤسسية، واعتماده التعليم أساساً لتنشئة المواطن الصالح، والتدريب لإعداد الكوادر السياسية، واحترام التدرج الديمقراطى فى صنع القرار وتقدير فضيلة الاعتراف بالخطأ والاعتذار.

ما هذا يا دكتور حبيب؟! ليس هذا هو الوقت المناسب للتطوع بتقديم خلاصة تجاربك ونصائحك لإصلاح حال تنظيم فرَّخ لمصر والعالم أساطين الإرهاب ابتداء من أيمن الظواهرى، خالد شيخ محمد، محمد عطا المصرى، وعمر عبدالرحمن، وانتهاء بمحمد كمال.. تنظيم أفرز كل جماعات الإرهاب من الجماعة الإسلامية، مروراً بـ«ولع، مولوتوف، إعدام، أجناد مصر»، وانتهاء بـ«حسم، ولواء الثورة».. إخوانك يا دكتور هم من قرروا بعد 30 يونيو «عقاب الشعب» فأحرقوا الكنائس ونهبوا المتاحف وخربوا مقار المحافظات والنيابات، وأعلنوا «ثورة الظلام» بحرق أكشاك ومحولات الكهرباء وأبراج الضغط العالى، ثم أوتوبيسات النقل العام والقطارات والمحطات وخطوط السكك الحديدية، وقطعوا الطرق وسكبوا زيوت السيارات المستعملة لشل حركة النقل.. إخوانك هم من تحالفوا مع القاعدة بسيناء إبان حكم مرسيكم، ثم بيت المقدس وداعش، ليظل نزيف الشهداء مستمراً.

عملية التوثيق لتاريخ الجماعة ينبغى أن تشتمل على تلك الحقائق المشينة، حتى لا تتحول إلى عملية تجميل لوجه الإخوان، وتسويق لدورهم، ودعم لموقف من يتبنى فكرة المصالحة «المستحيلة»، فى وقت نشعر فيه بالتقزز مما مارسته من تخريب ضد الوطن.. أمن مصر يفرض تجنب البلبلة والاستفزاز، ما يجعل الصحف الجماهيرية ليست مكاناً لتناول مثل تلك الموضوعات، التى يمكنك تناولها فى كتاب لن يقرأه سوى المتخصصون، أما الشعب فكفاه ما قلته فى سلاسل مقالاتك من تمجيد لإخوانك، رغم ما عاناه منهم.. وكفاك.

 
تعليق واحد

Posted by في 2016/12/23 بوصة غير مصنف

 

الخليج «يستجير» ببريطانيا ومصر خارج الحسابات

tereza-may

مقدمة البيان الختامى لاجتماع قمة دول «مجلس التعاون الخليجى» بمشاركة تيريزا ماى رئيسة وزراء بريطانيا فى البحرين 6-7 ديسمبر، أشارت «لتاريخ» تعاونهما فى تأمين مصالحهما المشتركة، لكن التاريخ يسجل أنه منذ ١٨٢٠، وبامتداد قرابة 150 عاماً، كانت بريطانيا القوة الاستعمارية المهيمنة بالمنطقة.. الإحالة لتاريخ استعمارى، قبل إطلاق «الشراكة الاستراتيجية» بين «المجلس» وبريطانيا، ألقت بظلالها السوداء على مستقبل الأوضاع بالخليج، الذى اعتبرنا التزامنا تجاهه «مسافة السكة».

المستعمر البريطانى يعود من جديد، بمباركة أمريكا، بعد فشلها فى توظيف الإسلام السياسى، وسقوط مشروعها بمصر، ما فرض الاستعانة بمن صنع تنظيم الإخوان، وخطط لدورهم بالمنطقة.. بريطانيا التى قامت بدور رئيسى فى التوصل للاتفاق النووى، تسعى لسد الفراغ الناتج عن تغير أولويات الاستراتيجية الأمريكية، واتجاهها للتركيز على آسيا، لحصار العملاق الصينى، على حساب وجودها بالشرق الأوسط.. بريطانيا تحاول تهدئة واستغلال مخاوف الخليج مما أعلنه ترامب بشأن «مقابل الحماية»، فى عملية تحول تاريخية، تعيد المنطقة لمظلة الحماية البريطانية.. عودة بريطانيا للخليج تستهدف تعويض خسائرها جراء خروجها من الاتحاد الأوروبى، وذلك من خلال عدة محاور؛ التعاون فى المجال العسكرى والأمن الوطنى، والالتزام بأمن المنطقة وحمايتها!! توسيع التجارة مع الخليج، ثالث أكبر سوق للصادرات البريطانية.. امتصاص الودائع والاستثمارات التى أصابها قانون «جاستا» بالذعر.. تعظيم نشاط الشركات البريطانية بدخولها 15 قطاعاً بقيمة 30 مليار جنيه إسترلينى، على امتداد خمسة أعوام.. عقد صفقات عسكرية بتكلفة غير مسبوقة.. المردود السياسى سريع؛ تراجعت بريطانيا عن رؤية فيليب هاموند وزير خارجيتها السابق للحرب فى اليمن، القريبة من الرؤية الأمريكية، التى أدت لسحب 45 مستشاراً عسكرياً بعد إدانة واشنطن لما وصفته بجرائم الحرب السعودية، وتم إجبار بوريس جونسون وزير الخارجية الحالى على التراجع عن اتهامه للسعودية بإساءة استغلال الإسلام، وأنها وإيران تشعلان حروباً بالوكالة، وألزمته بالدفاع عنها.. نفى انتهاك الغارات لحقوق الإنسان، وبررها بالرد على هجمات الحوثيين!!

مجلس التعاون يواجه إشكاليتين.. الأولى: افتقاده الرؤية المتعلقة بالربط بين اجتماعات القمة وحسم القضايا الاستراتيجية ذات الارتباط المباشر بمصالح الأمن القومى لدوله، ليس أدل على ذلك من مشاركة الرئيس الإيرانى السابق أحمدى نجاد فى القمة 28 بالدوحة 2007، رغم المخاوف المتعلقة بالنووى الإيرانى، وعدم تسوية مشكلة الجزر، ثم ما تلا ذلك من تناقضات سياسية إيرانية مع مصالح وأمن دول الخليج.. الرئيس الفرنسى أولاند شارك فى قمة الرياض مايو 2015، قبل أقل من أسبوعين من استدعاء أوباما لقادة الخليج لاجتماع كامب ديفيد، استناداً إلى أن فرنسا كانت أكثر القوى تشدداً فى مفاوضات النووى، حتى إنها انسحبت للضغط عدة مرات، وكانت أول دولة غربية تعترف بالمعارضة السورية، وتؤيد إسقاط نظام الأسد بالقوة، وإيجاد مناطق آمنة، إضافة لتعويل الخليج على قدرتها فى إقناع روسيا بتنفيذ «جنيف1»، وتأييدها للشرعية فى اليمن، اللجوء لفرنسا رفضته أمريكا، ما يفسر التسريب المتعمد لفضائح ويكيليكس عن السعودية، وما أعقبه من توقيع الاتفاق النووى مع إيران، الذى سلم بمصالحها وأطلق يدها بالمنطقة.. دول المجلس وجدت فى دعوة أوباما للمشاركة فى قمة الرياض أبريل 2016 اختياراً مفروضاً لاحتواء غضبه، لكن ذلك تم بينما كان مجلس الشيوخ يعد لإقرار قانون «جاستا» فى مايو، ليصبح سارياً فى سبتمبر بعد إقرار مجلس النواب!! كل محاولات الاقتراب من «المجلس» التى قامت بها الدول الغربية بدعوى توفير الدعم والحماية استهدفت فى الأساس استنزاف أرصدته النقدية الضخمة؛ فى استثمارات وودائع، أو مقابل خدمات تقدمها الشركات، أو كسوق لتصريف بضائعها، بخلاف المشتريات العسكرية الضخمة التى تعجز جيوش الخليج صغيرة العدد عن استيعابها.. الثانية: هى أن العلاقات البينية بين دول الخليج تشوبها خلافات عميقة، أبرزها تفرد السياسة العمانية بمواقف مخالفة ومنفردة فى الملفات الإقليمية والدولية، خاصة دورها كوسيط فى مفاوضات الاتفاق النووى مع إيران، ورفضها المشاركة فى التحالف العربى باليمن، ومعارضتها للتوجه السعودى بتطوير المجلس «من التعاون إلى الاتحاد».. الخلاف القطرى الإماراتى حول الملف الليبى.. والتنافس القطرى السعودى على الاضطلاع بالمسئولية الرئيسية عن الملف السورى.. والخلاف السعودى الإماراتى بشأن الملف اليمنى.. خلافات عميقة تحت السطح تهدد مستقبل المجلس.

البحث عن مظلة أمنية أدى لتحول الخليج إلى قاعدة عسكرية دولية متعددة الاستخدامات والجنسيات، السعودية مقر للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية، البحرين مقر للأسطول الخامس، قطر مقر للقيادة الجوية، القاعدة العسكرية الفرنسية تم تدشينها بأبوظبى مايو 2009، قاعدة إسناد البحرية البريطانية اُفتتحت بالبحرين نوفمبر 2015، أول مقر إقليمى لحلف الناتو أنشئ مؤخراً بالكويت، وضمن متابعة «التايمز» للتغيرات الاستراتيجية بالخليج، أشارت إلى أن مدمرة البحرية الملكية البريطانية «HMS Ocean» تولت لأول مرة عملية القيادة من حاملة الطائرات الأمريكية «USS Eisenhower» بمنطقة الخليج، لسبع قطع بحرية أمريكية وفرنسية تغطى عملياتها 2.5 مليون ميل بحرى.. بريطانيا تتولى تدريب الحرس الوطنى السعودى، من خلال بعثة عسكرية دائمة، وتنفذ برنامج تطوير أنظمة التسليح والاتصالات والمراقبة الإلكترونية لطائرات «التورنيدو» السعودية، وتدريب الأطقم الفنية والجوية عليها، «الأوبزيرفر» أشارت إلى أن بريطانيا توفد 20 فريق تدريب للسعودية سنوياً، وماى كشفت عزمها ضمان وجود دائم لقواتها بكافة دول المجلس، وإنشاء قواعد تدريب، يتمركز بها 30.000 جندى بعائلاتهم حتى 2030، وتوقع الخبراء تجاوز تكلفة إجراءات الحماية البريطانية لدول الخليج 100 مليار دولار!!

ضمن رحلة البحث عن كفيل أمنى، عُقدت قبل القمة الخليجية البريطانية بيوم واحد قمة أخرى خليجية بمشاركة العاهل المغربى الملك محمد السادس، انضمام المغرب والأردن للمجلس كان موضع ترحيب بقمة الرياض مايو 2011، ودعاهما الأمين العام للمجلس حينئذ، لاستكمال الإجراءات، إلا أن الأمر توقف، ويبدو أنه ما زال موضع مراجعة.. أما مصر فقد أشار البيان الصادر عن القمة الخليجية البريطانية باقتضاب إلى أن «الجانبين يدعمان التعاون بين صندوق النقد الدولى ومصر»، الأمر الذى يعكس تخلى «المجلس» رسمياً عن دعم مصر، اكتفاءً بدور المنظمات الدولية المعنية.. التورط السعودى فى اليمن فتح المجال لدور قطرى مضاد لمصر داخل مجلس التعاون، والخلاف السعودى مع مصر أدى لاستبعادها من الحسابات الأمنية، ومصر لم تحسن تقديم نفسها كـ«حليف ومنفذ»، فتمكن أعداؤها من تصويرها كـ«عالة».. لم يعد أمن الخليج جزءاً من أمن مصر كما اعتادت عبر التاريخ، إنما أصبح جزءاً من أمن المستعمر القديم «الذئب البريطانى».

 
تعليق واحد

Posted by في 2016/12/20 بوصة غير مصنف

 

عملية «درع الفرات» والمأزق التركى

%d8%af%d8%b1%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b1%d8%a7%d8%aa

السياسة الأمريكية بالمنطقة تتسم بالتخبط والعشوائية.. بعد التدخل الروسى فى سوريا نهاية سبتمبر 2015، وفشل برنامج التدريب العسكرى للمعارضة، تشكلت مليشيات «سوريا الديمقراطية» بناء على طلبها، رغم انها تضم أغلبية تنتمى لحزب «العمال الكردستانى»، الذى تدرجه حليفتها تركيا على قائمة الإرهاب، وتنظيمات عربية حارب بعضها بصفوف داعش والنصرة، وقاتل الآخر لصالح  النظام.. الدعم الأمريكى مكنها من طرد داعش من بعض قرى وبلدات الحسكة، وتل أبيض شمال الرقة، وعين العرب كوبانى بريف حلب الشمالى، والمشاركة فى إعلان «النظام الفيدرالى» شمال سوريا مارس 2016، كخطوة على طريق انشاء دولة كردية، رغم ذلك أقنع أوباما أردوغان بدعم عملية تحرير مدينة «منبج» التى نفذها الأكراد فى مايو، بوعد انسحابها بعد العملية الى شرق الفرات، لكن ذلك لم يتم، وظل التمدد الجغرافى الكردى، وانشاء كيان سياسى يدعمه، حلماً يتجسد على الأرض، وبدعم أمريكى.

تركيا نفذت عملية «درع الفرات» داخل الحدود السورية 24 أغسطس، لإقامة منطقة غربى الفرات، تمتد من جرابلس إلى إعزاز، بطول «70 كم»، وعمق « من 20 لـ40 كم»، خالية من التواجد الكردى، واستبقتها بتقنين السماح بازدواج الجنسية، ومنح الجنسية التركية لثلاثة ملايين لاجيء سورى، لتوطينهم بالمنطقة، تحت حمايتها.. العملية فرضت واقعاً جديداً على أمريكا، دفعها لتقديم الدعم العسكرى واللوجيستى، ونشر عناصر من القوات الخاصة، والضغط على الأكراد للإنسحاب من غرب الفرات، وذلك لموازنة حالة الجفاء التى ألمت بعلاقاتها مع تركيا، نتيجة لموقفها من الإنقلاب الفاشل، ورفض تسليم فتح الله غولن.. تركيا طورت العملية بهدف إحتلال «الباب»، المدينة الإستراتيجية شمال شرق حلب، وقطعت الطريق نحو «منبج»، لمنع التقاء قوات النظام مع «سوريا الديمقراطية»، مادفع أمريكا لإيقاف الدعم، والتبروء من العملية!!.. ووفر النجاح للوساطة الروسية فى التقريب بين «سوريا الديمقراطية» والنظام، والتنسيق بينهما لخوض معركة «الباب».

أمريكا تدرك ان تركيا لم تكن قادرة على شن «درع الفرات» دون تطبيع علاقاتها مع موسكو، وإقامة تنسيق استراتيجى معها رغم التناقضات الجذرية بين مصالحهما فى سوريا، وأزعجتها بشدة مؤشرات إستعداد تركيا لتخفيف حدة العداء لرأس النظام السورى.. الغارة الجوية التى قتل خلالها 7 عسكريين أتراك بينهم ضابطين، كادت ان تؤدى لصدام عسكرى مباشر بين أنقرة ودمشق، لولا جهود التهدئة التى قامت بها روسيا على مستوى القمة.. بعد اتصالين -خلال أقل من 48 ساعة- نجح بوتين فى إقناع أردوغان بعدم مسئولية روسيا او سوريا عن الغارة، بعدها بعدة ساعات وقع انفجاراً هائلاً بقاعدة تدريب عسكرية يشرف عليها البنتاجون بالقرب من مدينة تل تمر بمحافظة الحسكة قرب الحدود التركية؛ حيث تقوم منذ سنوات القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية بتدريب المقاتلين الأكراد، ما تسبب فى سقوط ضحايا عديدة بين القوات الأمريكية والبريطانية والمتدربين، الصحافة التركية اعترفت بأن الإنفجار انتقام تركى من الأكراد!!.

تركيا تواجة مأزقاً حقيقياً فى إدارة تحالفاتها الخارجية؛ أمريكا لم تستجب لإلحاحها على إنشاء منطقة حظر جوى على الحدود داخل سوريا، ومنعتها من شن عمليات حربية مباشرة نسقت بشأنها مع السعودية، وتورطت فى شبهات تتعلق بالإنقلاب الفاشل، وتبرأت من إستهداف الأتراك لمدينة «الباب».. المفوضية الأوروبية اتهمت تركيا، بإهدار الحقوق وحكم القانون، بعد القبض على رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، ثاني أكبر أحزاب المعارضة، وثالث أكبر الأحزاب في الدولة، وتسريح قرابة 100.000 عامل وموظف، مدنى وعسكرى، وإغلاق 107 وسيلة إعلامية، واعتقال نحو 37.000 شخص.. والبرلمان الأوروبى قرر تجميد محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبى إحتجاجاً على «التدابير القمعية المفرطة»، وإدخال عقوبة الإعدام إلى الأحكام الصادرة من قبلها، في ظل حالة الطوارئ التي فرضتها انقرة منذ محاولة الانقلاب.. اردوغان رد بالتهديد بفتح أبواب الهجرة الجهنمية على أوروبا، خلافاً لإتفاقه مع الاتحاد الأوروبي في مارس الماضى، على غلق الحدود مقابل تمكين المواطنون الأتراك من دخول دول الاتحاد دون تأشيرة.. معالجة للأزمة تتسم بالغطرسة والعنجهية.. روسيا تعطى أولوية مطلقة لمصالحها فى سوريا، لذلك ستظل أقرب للنظام ورؤيته، مهما طورت من تعاونها الإستراتيجى مع أنقرة.. ايران رغم قلقها من إتساع نطاق نفوذ الأكراد السوريين، وحجم الدعم الأميركي المتزايد لـ«الديمقراطى الكردستانى»، الا انها طرف محارب فى نفس خندق النظام، ولن تسفر محاولات مولود جاويش وزير الخارجية التركى وهاكان فيدان رئيس مخابراتها فى إحداث أى تغيير استراتيجى فى موقفها.. السعودية تستشعر القلق من مرونة السياسة التركية تجاه إستمرار نظام الأسد، وعدم التنسيق معها فى عملية درع الفرات رغم ان الطائرات السعودية ترابط بقاعدة انجيرليك فى انتظار العمل المشترك ضد النظام، وتدرك المملكة ان هاجس المفاضلة التركية بين صديقيها اللدودين، ايران والسعودية، يميل دائماً لصالح الأولى، بسبب إعتمادها على النفط الإيرانى، مايفسر مساعدتها لطهران فى التحايل على العقوبات الدولية، إبان فترة المقاطعة والحظر.. هذا الخلل يدفع السياسة التركية نحو عزلة ستدفع ثمنها من مصالحها بالمنطقة لسنوات قادمة.

تركيا فى إنتظار إعصار خلل أمنى غير مسبوق.. نتيجة للتصعيد الكردى المستمر منذ الغاء حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار، وتجميد عملية التسوية، ودعوته لحمل السلاح يولية 2015، والعداء الكردى لـ«درع الفرات»، ومقاومتهم الشرسة للعملية.. التسويات التى تجريها الدولة السورية للسماح للمسلحين وأسرهم بالإنسحاب من مناطق تقدم الجيش الوطنى، أدت الى توجه مجموعات إرهابية لمناطق سورية لاتزال تخضع لهم، بينما أدركت مجموعات أخرى إقتراب الحرب من نهايتها، فأسرعت بالتسلل لتركيا، قبل السيطرة على الحدود.. ناهيك عن إنعكاسات تراجع قوة الإقتصاد، الذى مثل صمام الأمن لمواجهة التحديات السياسية بالداخل والخارج.. صندوق النقد الدولى توقع إنخفاض معدلات النمو لـ2.9% هذا العام، مقارنة بالتوقعات السابقة للحكومة «4.5%»، نتيجة لتراجع حركة السياحة وارتفاع ديون الشركات، وتراجع الاستهلاك بنسبة 2%، والانتاج الصناعي بنسبة 3.1% خلال سبتمبر، وزيادة البطالة لـ11.3%، مايعني تراجع النشاط الاقتصادى،  للمرة الاولى منذ 2009، والليرة فقدت نحو 50% من قيمتها خلال عامين، فى حين ارتفع الدولار بـ16% خلال 2016، بخلاف التزايد المستمر لمعدلات التضخم وارتفاع الأسعار.

تطلعات أردوغان للخلافة باتت أحلام يقظة، وتركيا تتراجع بثبات نحو عصر «الرجل المريض»، والإلتفاف الشعبى حول سياسات إخوان «العدالة والتنمية» الذى تباهوا به عقب الإنقلاب، إنفض من حولهم، فمتى تراجع الدولة التركية رهاناتها السياسية؟!.

 
2 تعليقان

Posted by في 2016/12/14 بوصة غير مصنف

 

أبعاد تفجير «مسجد السلام» ومراجعات أمنية واجبة

2016_12_9_12_53_52_961

على ضوء ما تسرب من نتائج للمعاينة والتحريات بخصوص التفجير الذى وقع قرب مسجد السلام بالهرم صباح اول أمس الجمعة 10 ديسمبر 2016 نشير الى مايلى:

  1. منفذى الحادث عناصر إرهابية تنتمى لنفس خلية «حسم» الإرهابية التابعة للإخوان والتى حاولت اغتيال الدكتور على جمعة.
  2. الخلية إستأجرت إحدى الشقق المطلة على موقع الكمين بمنطقة المريوطية بشارع الهرم، للمساعدة فى دراسة روتين الكمين، ومتابعة تحركه، وإصدار الأوامر بالتفجير لحظة وصوله، وتصوير العملية، كما ترددت عناصرها على المنطقة عدة مراراً بحجة الصلاة بالمسجد لإستكمال عمليات المتابعة والمعاينة ووضع الخطة.
  3. الكمين الأمنى الذى تم استهدافه «غير ثابت»، وانما يتمركز عادة بجوار مسجد السلام بشارع الهرم «كل يوم جمعة«،مايجعله قوة إرتكاز أمنية، لكن موقعها ثابت، ويعلم كافة الأهالى انه لم يتغير منذ شهرين، مايسر استهدافها.
  4. عناصر الكمين تكاد تكون ثابتة، حتى انها ارتبطت بصداقات وعلاقات مع أهل المنطقة، والتجار القريبون من الموقع، مايوفر الفرصة أمام العناصر الإرهابية للإقتراب منهم، ضمن جهودها لجمع المعلومات الكفيلة بإنجاح العملية، وربما دعمها!!.
  5. العبوة التي تم استخدمها في التفجير تزن 4 كيلو جرام، تحتوي علي مواد شديدة الانفجار، قامت عناصر الخلية بزرعها داخل فتحة بالسور الخاص ببدروم أحد العقارات المهجورة بالقرب من الموقع، وذلك قبل عدة ساعات من وصول الكمين الأمنى، الذى لم يقم بأى محاولة لتفتيش الموقع، ولم يستدعى خبراء المفرقعات والكلاب البوليسية لتمشيط المكان للبحث عن أى مواد يشتبه بها حتى يتم تعقيمه قبل التمركز به!!.
  6. بمجرد وصول قوة الكمين والتمركز بالموقع تلقى أحد عناصر الخلية المنفذة إشارة من عنصر المراقبة بالشقة المطلة عليه، استقل ميكروباس من ميدان الجيزة فى اتجاه الهرم، وعندما تيقن من تمركز القوة بالموقع المستهدف، فجر القنبلة التى تم إعدادها للتفجير عن بعد فى التاسعة صباحاً.
  7. ان استجابة الشرطة والإسعاف لنجدة عناصر الكمين المستهدف إستغرقت 15 دقيقة، وهو بطء مبالغ فيه، لايتناسب وحساسية الظروف الراهنة، ممادفع المواطنون -الذين يفتقدون لخبرة التعامل، وطريقة حمل المصابين- الى نقلهم بمعرفتهم لسرعة إسعافهم بالمستشفيات.
  8. لم تعد القضية تتعلق بالإختيار بين الكمائن الثابتة والكمائن المتحركة، ولا الإعتماد على تغيير موقع نقاط الإرتكاز الأمنية أو تثبيتها، القضية الرئيسية تتعلق بتفاصيل الخطة الأمنية الموضوعة، وماتتضمنة من ضوابط حماية وتأمين، وإجراءات سابقة للمأموريات ومتزامنة معها، ولاحقة لها، ودور كل عنصر مشارك، وعمليات التفتيش والمراقبة المستمرة التى تكفل دقة تنفيذها، وأداء كل المشاركين للأدوار المحددة لهم ضمن منظومة واحدة، والصرامة فى المتابعة والحساب، ووجود خطط ومواقع بديلة يتم اللجوء اليها بصورة عشوائية، ونشر المزيد من كاميرات المراقبة على خطوط سير الكمائن وقوات الإنتشار وعناصر الإرتكاز، وتزويد هذه الكمائن بأجهزة تشويش على الإشارات، مايمنع تفجير اى شحنات تقع فى النطاق المؤثر عليها، وحددوا حرم لكل كمين امنى لايسمح بتجاوزه، على ان يقتصر التعامل والإحتكاك مع الجمهور او السيارات المارة على عنصر واحد من الكمين، يبتعد بمسافة آمنة عنه، على نحو يسهل تأمينه، ويمنع إستهداف باقى عناصر الكمين.

الإجراءات الأمنية الراهنة بعضها يتصف بـ«الترهل»، فهل يدفعنا نزيف الدماء، وأرواح الشهداء للإستيقاظ والمراجعة والتصحيح؟!.

 

 
أضف تعليق

Posted by في 2016/12/11 بوصة غير مصنف

 

متى يتحول «الذهب» لمشروع قومى؟!

%d8%b9%d8%b5%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%87%d8%a8

هيئة المساحة الجيولوجية كانت تتبع وزارة الصناعة، تعاقدت مع شركة «سنتامين» الإسترالية للبحث عن الذهب فى جبل «السكرى» جنوب غرب مرسى علم، بمساحة 58.000 م2، الخلاف حول تنفيذ العقد، دفع د. على الصعيدى وزير الصناعة آنذاك لسحب الأرض وإلغاء التعاقد.. إجراء غريب، كان رد فعله أشد غرابة؛ تم عزله، الغيت الهيئة، حلت مكانها «هيئة الثروة المعدنية»، ونقلت تبعيتها لوزارة البترول 2004، التى وسعت مساحة الإمتياز لـ90.000 م2، ثم لـ160 كم2، دون العرض على البرلمان!!.. بعض الجيولوجيون يدعون لإستقلال «الهيئة» تحت إشراف مجلس الوزراء، لإفتقاد «البترول» لخبرة الكشف عن الذهب وإنتاجه، أو إدارة المناجم والمحاجر، ماأوقعها فى مشاكل مهنية، ودفعها للإستعانة بوسطاء محدودى الخبرة، وطرح مناطق التنقيب بالصحراء الشرقية للمزايدة 2009، للإستفادة من خبرة الشركات الدولية، وهى ثمانية.. «سنتامين» بالسكرى، «الكسندر نوبيا» الكندية بأبومروات وفطيرى، تستعد للإعلان عن منجم «الحمامة» بقطاع الأقصر، «ماتز هولدينجز» القبرصية بـ«حمش»، غرب مرسى علم، بتقديرات إنتاج 15.000 أوقية/عام، «جيبسلاند» الإسترالية بوادى العلاقى جنوب شرق أسوان، «ثانى دبى» الإماراتية بواديى هودين وكريم، إحتياطيات تقدر بنصف مليون أوقية، «زد جولد» بـ«بكارى وأم سمرا»، «ميكا ستار» بالشاذلى وأم الروس، «فيرتكس» بالبرامية‏.‏

الصحراء الشرقية بها 500 موقع صالح للتنقيب، منها 120 بإحتياطيات مؤكدة.. ومناطق واعدة بحلايب وشلاتين، المثلث الذهبى بين سفاجا والقصير، الفواخير وحمامة بقنا، جبل العوينات بالصحراء الغربية، وبعض مناطق سيناء «أم زريق…».. رغم ذلك فالإنتاج الوحيد المنتظم حالياً يقتصر على «السكرى»، ثامن اكبر منجم فى العالم، لكنه تعبير مثالى عن قصور إدارة الموارد الإقتصادية للدولة.. ينتج قرابة 15 طن سنوياً، تصدَّر لكندا بمعدل 300 كجم اسبوعياً، بحجة تحويلها لسبائك نقية، وختمها بـ«بنك أوف إنجلند»، ولاتعود ابداً لمصر!!، مصر لاتحصل سوى على ٣% فقط من العائدات حتى يسترد الشريك الأجنبي نفقاته كاملة!!، ثم يُقتسم العائد بعد خصم مصاريف التشغيل«نهاية 2017»!!، التقاعس عن مراقبة نفقات المنجم، سمح للإدارة بالمبالغة فى حساب النفقات.. وانفرادها ببيع الذهب، دون مشاركة مصرية، أمر يثير الريبة.. ومنح الإتفاقية إعفاء جمركى للصادرات يحرم الدولة من حقوقها!!، ناهيك عن إكتفاء الهيئة بحضور مندوبها لعملية الصهر والصب والوزن، دون متابعة مراحل النشاط الأخرى، خاصة حصر الكميات المستخلصة، ومحتوى النفايات.

القصور فى استراتيجية الذهب تُرجعه شركات التعدين الدولية لتمسك وزارة البترول بنظام تقاسم الإنتاج -أسوة بقطاعى النفط والغاز- وهو لايناسب طبيعة التعدين، الوكالة الأمريكية أكدت إبتعاد التيسيرات والحوافز فى التشريع المصرى عن المعايير الدولية، وعجزها عن جذب المستثمرين، بيرو والمكسيك فرضا رسوم امتياز متواضعة، وضريبة على الإنتاج، الدول الأفريقية طبقت نظام الضرائب والاتاوات، الا ان الحقيقة ان تلك الأنظمة تمكن المستثمر من الثروات الوطنية، دون مبرر، لأن الطبيعة الجيولوجية بمصر، وتواجد المعدن بالطبقات السطحية، وتوافر معلومات كافية للإستثمار الآمن لدى «الهيئة»، يتيح فرصاً مؤكدة، تنعدم معه مخاطر التنقيب.. الذهب يسهم بـ1% من إجمالي الناتج المحلي، والحكومة تريد رفعه لـ5% خلال عشرة أعوام، وذلك لن يتسنى تحقيقه بإستراتيجيتها الراهنة؛ قانون التعدين الجديد 2014 لم يجتذب المستثمرين كما كان متوقعاً.. قرار إنشاء شركة شلاتين للإشراف على التنقيب بالصحراء الشرقية ديسمبر 2015، لم يوفر فرص عمل للشباب، ولم يسيطر على الإستنزاف العشوائى والفردى لثرواتنا الوطنية.. لأنه أعطى للفرد حق الإمتياز للتنقيب عن الذهب مقابل 75 ألف جنيه، وتخصيص 20% من الإنتاج لصالح الشركة!! وبالتالى قنن إهدار الثروة الوطنية، وأخل بحق المساواة بين من تسمح ظروفه بالحصول على الإمتياز، ومن لم يتسنى له ذلك.. ورغم ذلك لم يرض قبائل البشارية والعبابدة، وطالبوا بإلغاء ايه اشتراطات أو قيود على نشاطهم!!.. هناك توجهات وطنية للإستثمار.. شعبة المصوغات باتحاد الغرف التجارية كلفت مستشاريها بدراسة انشاء شركة مساهمة مصرية للتنقيب عن الذهب، وتعتزم الإستعانة بخبراء أجانب لإعداد كوادر مصرية فى مجال الحفر والتنقيب، أما استخلاص الذهب من الخامات المستخرجة فستعتمد على الخبرات الوطنية المتوافرة.. ورجل الأعمال نجيب ساويرس التقى المسئولين بوزارة البترول لبحث ضخ استثمارات جديدة في مجال التنقيب عن المعادن والذهب.. مبادرات مطلوبة، ولكن لايمكن الإعتماد عليها، لصدورها تحت إغراء الإستفادة من حالة تسيب فى قطاع يحقق ثروات طائلة تغرى باقتحامه.

التشكيلات الإجرامية، والعصابات الدولية المتسللة من السودان وأثيوبيا، تقوم بنهب ثروتنا الوطنية من الذهب، بمعدلات سريعة.. افرغت مناجم “عتود والبرامية” جنوب البلاد، وإتجهت شمالا لوادي قنا طريقى «قفط/القصير»، و«قنا/سفاجا»، والعلاقى، أجهزة الإستكشاف «جيبا» يتم تهريبها من السودان، ويسوقها السماسرة حتى فى القاهرة، بمبالغ تتراوح من 12.000 جنيه لـ80.000، وخرائط الأقمار الصناعية أصبحت سلعة رائجة، والمختصون فى مجال المناجم والمحاجر، وتحديد عروق الذهب يعرضون خبراتهم لمن يدفع، أنشئت معامل متخصصة لإستخلاص الذهب الخام مقابل 25% منه، وتجار الذهب أقاموا محلات بجوارها، ما أدى لإغراق أسواق الصعيد بكميات هائلة من الذهب غير المطابق للمواصفات، بخلاف كميات تقدر بالاطنان سنويا تصل للصاغة بالقاهرة.

الذهب قضية أمن قومى بحكم مايمثله من ثروة وطنية، تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، وبما يجتذبه من عصابات تستغل عائداته فى انشطة إجرامية وإرهابية، وما يمثله من دافع لتحريك قضية النوبة.. تحويل الذهب لمشروع قومى لن يتحقق بالإعتماد على الشركات الأجنبية لأنها لم تف بالتزاماتها، ولم تبلغ منهم مرحلة الإنتاج سوى شركة واحدة همها الرئيسى الإستئثار بالعائدات.. طبيعة مواقع التنقيب بالصحراء والمناطق الحدودية تفرض تنفيذه تحت إشراف مباشر من الجيش، «السكرى» بما يستخدمه من تكنولوجيا متقدمة يعمل به قرابة 4000 عامل، تقسيم العمل بتشكيل مجموعات يكلف كل منها بقطاع محدد، تتاح لكل منها عدد من أجهزة «جيبا»، يوفر فرص عمل لأضعاف هذا الرقم بكل موقع، مايسمح بتوظيف شباب البدو، ومئات الآلاف من المحافظات، تخصيص نسبة مئوية من العائدات لتغطية يوميات مجموعات العمل يولد حافزاً لمزيد من الإنتاج، وإستغلال الطاقات الإنتاجية الزائدة بمنجم السكرى يسمح بتكسير وطحن صخور المشروع مقابل نسبة ولتكن 30%، الذهب المستخرج ليس بحاجة للتصدير للخارج لتنقيته، لأنه يخرج فى حالته العضوية الأصلية «عيار 24»، أما مايتعلق بختمه ليتسنى تداوله بالأسواق العالمية، فيمكن مخاطبة «بنك أوف إنجلند» لفتح فرع للبنك بمصر.. المشروع نستبق به التشكيلات الإجرامية، بنفس أدواتها، حفاظاً على ثروتنا الوطنية.. فمتى نشرع فى تنفيذه؟!

 
2 تعليقان

Posted by في 2016/12/05 بوصة غير مصنف