الأولى : العملية تمت باستخدام سيارة مفخخة، لم يُذكر انه تم العثور على أى أشلاء بشرية بها، ولكن تم العثور على بطارية موبايل، مايشير الى ان التفجير تم عن بعد باستخدام المحمول.. من جديد، الى متى تقف الدولة متفرجة وعاجزة عن ايقاف شرائح المحمول مجهولة البيانات ؟ّ! ولماذا لم تستخدم سيارات التأمين أجهزة تشويش اثناء مرورها؟!
الثانية : تم العثور على جهازى لاسلكى بموقع الحادث.. ما يعنى انها أستخدمت فى التواصل بين عناصر المراقبة الميدانية، وقياداتها لتحديد لحظة وقوع سيارة الهدف فى نطاق تفجير السيارة المفخخة، وذلك لتجنب المراقبة التليفونية بالمنطقة.
الثالثة : ان استخدام سيارة مفخخة ثابتة يعنى انها وضعت فى هذا المكان منذ مساء اليوم السابق على العملية، حيث تتسم المنطقة بالإزدحام الشديد ويصعب على السكان ايجاد مكان لمبيت سياراتهم بالشارع.. فأين دوريات التفتيش لنطاق تأمين مقر إقامة النائب العام؟!
الرابعة : يترتب على ذلك نتيجتين.. الأولى ان الشهيد خضع لرقابة طويلة لم يستشعرها طاقم حراسته، حددت مسارات تحركه ومواعيده ونظام تأمينه…الخ، الثانية ان هناك روتيناً ثابتاً فى مسار حركة الشهيد ومواعيده، وتلك ثغرة أمنية ماكان ينبغى الوقوع فيها.
الخامسة : أن وقوع سيارة الشهيد وسياراتى الحراسة فى نطاق السيارة المفخخة يشير الى إعتماد خطة تأمينه على التأمين اللصيق، الذى قد يترتب عليه حماية الهدف ضد عمليات الإغتيال باستخدام الرصاص، أما فى حالة استخدام العبوات المتفجرة فإنه يؤدى للقضاء على الهدف وطاقم حراسته معاً، ولايعطى فرصة لعناصر إستطلاع فى المقدمة، كما لايترك مجال لعناصر المؤخرة لرصد أفراد المراقبة الميدانية والتعامل معها.. ومن المؤكد ان إعتماد الإرهابيين فى مصر على العبوات ما كان ينبغى معه إتباع أسلوب التأمين اللصيق.
السادسة : حجم العملية وأسلوب تنفيذها وكمية المتفجرات المستخدمة (نصف طن) ونوعها (C4) لايسمح بتنفيذها الا بمعرفة جماعة انصار بيت المقدس، ولعل هذا يفسر سحب حركة “المقاومة الشعبية بالجيزة” للبيان الذى أصدرته بمسئوليتها عن العملية من صفحتها على الفيس بوك بعد ساعات قليلة من نشره.
السابعة : على المسئولين الرسميين المعبرين عن موقف الدولة المصرية الحفاظ على المصداقية.. فلا يمكن قبول وصف وزارة الصحة للإصابة بأنها مجرد خلع فى الكتف، وجرح قطعى فى الأنف، ثم يتبين انها نزيف داخلى فى الصدر بسبب الموجات الانفجارية وكسور فى عظام الجمجمة والزراع الأيسر وشظايا بالبطن والصدر.. على ممثلى الدولة ان يقولوا صدقاً أو ليصمتوا، حتى لايفقدوا ماتبقى من ثقة الرأى العام.
الثامنة : لايمكن إغفال حقيقة الإنذارات الصريحة باستهداف رجال النيابة والقضاء، وتعرض بعض القضاة بالفعل لمحاولات إغتيال، والنجاح فى إغتيال ثلاثة من رجال نيابة شمال سيناء.. فهل نحن بحاجة للمزيد من المؤشرات حتى نحكم إجراءات تأمين “محامى الشعب” الأمين على الدعوة العمومية؟!
التاسعة : مسئولية الدولة تأمين وحماية القائمين على عملية إنفاذ القانون، إستناداً لحقيقة ان من يفتقدون لشعور الأمان لايمكن ان يكفلوا العدالة، وبالطبع فإن ذلك يفترض توافر أعداد كافية من الضباط وجنود الشرطة المدربين، فإن لم يتوافر ذلك فليتم تعبئة المتقاعدين للقيام بمهام الأعمال المركزية لإتاحة الفرصة لزيادة عدد الميدانيين، وإن ظل ذلك غير كافٍ فلتلجأ الدولة للتسكين الإدارى المؤقت للقيادات المستهدفة من سلك القضاء والأجهزة السيادية، وان يتم ذلك بدور القوات المسلحة والشرطة، على ان يتم تقاسم التكلفة، بينهم وبين جهات عملهم وبين الدولة.
العاشرة : المؤشرات تؤكد انه كلما زاد الضغط الأمنى على الإرهاب بسيناء تسربت عناصره الى الوادى، حيث الكثافة السكانية، والإزدحام الذى يسمح بالإختفاء، مايجعل المواطن البسيط مستقبلاً هو الهدف.. بالأمس عثر على قنابل مموهة داخل حصالات أطفال، لتكون مغرية لأبائنا، ونحن حتى الآن لم نلجأ لتوسيع دائرة المواجهة المهنية للإرهاب بشكل علمى.. فلماذا تأخرنا حتى الآن فى تنظيم مؤتمر للخبراء ومتخصصى الإرهاب، لوضع روشتات لمواجهة إجراءاته المتصاعدة، وماذا ننتظر؟!
إغتيال القاضى الخازندار مارس 1948 فتح شهية الإخوان لإغتيال النقراشى رئيس الوزراء ديسمبر 1948.. فلنتعلم درس التاريخ، ولنجعل إغتيال المستشار هشام بركات نقلة نوعية فى التناول الجاد لقضية الإرهاب، وإنضاج آليات مواجهته.