RSS

Monthly Archives: أكتوبر 2013

لم يعد يكفى التطهير

New Image

      تفريغ التسجيلات التى نشرتها”الوطن” لإتصالات محمد مرسى واحمد عبدالعاطى قيل قيام الثورة بأيام ، حول تخابرهما نيابة عن الجماعة مع المخابرات الأمريكية والتركية ، وشبهات تتعلق بعلاقتهم بثلاثة أجهزة أخرى “الانجليزى – الألمانى – الإسرائيلى” .. فجرت هذه التسجيلات تساؤلات وقضايا ضمن الملفات العديدة “المسكوت عنها” ، فهى تمثل دليل ادانة موثقة لجريمة الخيانة العظمى لجماعة الإخوان ، وهذا الدليل كان فى حوزة الدولة منذ اليوم الأول لقيام الثورة – بغض النظر عن الجهة الأمنية التى كان فى حوزتها.

أين كانت الدولة عندما أعلن ترأس محمد مرسى لحزب الحرية والعدالة ؟!

اين كانت الدولة عندما تقدم مرسى بملف ترشحه للجنة العليا للإنتخابات وبه براءة ذمة وخلو من اية اتهامات او شبهات ، بما فى ذلك هروبه من وادى النطرون دون تسوية وضعه فيما بعد على اى نحو ؟!

اين كانت اجهزة الدولة عندما أفرج مرسى بقرارات جمهورية عن عتاة الإرهابيين ومهربى الأسلحة من السجون المصرية ؟!

اين كانت اجهزة الدولة عندما اوقف مرسى عمليات الجيش فى مواجهة الجماعات الإرهابية فى سيناء وعرقل كل جهود الجيش لسد ثغرات التسلل والتهريب عبر الحدود ؟!

اين كانت اجهزة الدولة عندما اذاعت اسرائيل تسجيلات بصوت مرسى التقطتها له أجهزة التنصت الإسرائيلية وهو يعقد اتفاقات مع خاطفى الجنود المصريين فى سيناء ؟!

اين كانت أجهزة الدولة والأجهزة السيادية فى مواجهة كل هذا ؟!

    لقد تجاوز “زنخ” الفساد الحد الذى يصلح معه التطهير .. مصر تتعرض لحرب فعلية تستهدف كيانها ووحدتها الوطنية .. ويتواطأ فيها المسئولين بارتعاشتهم وترددهم تاركين كل من يهدم يمر بفعلته .. واختلط الحابل بالنابل حتى لم يعد احد قادراً على ان يحدد ..”من مع من ، ومن ضد من” حتى من داخل النظام السياسى الحاكم نفسه ..والحل انه لابديل عن :

*  اجراء تغيير سياسى شامل .. للحكومة ، وقيادات كافة الأجهزة الأمنية ، والمحافظين ، ورؤساء الهيئات ، والإدارة المحلية ..

*  تعيين قيادات شابة نظيفة لم تتورط على اى نحو فى الحكومات السابقة

*  تعيين قادة عسكريين كمساعدين لكافة المسئولين .. فلولا الظروف الدولية والملابسات المصاحبة لثورة 30 يونية وماأثير بشان انقلاب الجيش من عدمه لكانت مصر فى اشد الحاجة لحكومة عسكرية حازمة تعيد السيطرة على الأوضاع التى انفلتت بالفعل واوشكت على الوصول للمرحلة التى قد لايتسنى معالجتها فيمابعد.

*  تشكيل لجنة سياسية امنية عليا لمراجعة موقف كافة وزارات ومؤسسات الدولة وتطهيرها من العناصر التى تثار حول ولائها للوطن الشكوك او الشبهات.

*  تشكيل لجنة قضائية عليا للتحقيق مع المسئولين الذين حكموا مصر بعد ثورة يناير ، وسلموها للإخوان ، وكذا مع أعضاء اللجنة العليا للإنتخابات.

  هذه الإجراءات لم يعد لها مفر او بديل .. والا فالموجة القادمة من ثورة الشعب .. لن تبقى ولن تذر !!

 
تعليق واحد

Posted by في 2013/10/29 بوصة غير مصنف

 

مصر..بين أخطاء اوباما ، ومراجعات حلفاؤه

Image

لم يكن يقدر للولايات المتحدة خوض حرب تحرير الكويت1991على رأس تحالف من33دولة دون مشاركة مصر بقوة بلغت35الف مدربة على حرب الصحراء ، فتلك المشاركة اعطت الشرعية لحرب كان الشارع العربى يموج بتحركات رافضة لها.. من2001 ــ 2005 ابان غزو افغانستان والعراق قدمت مصر تسهيلات إستراتيجية للولايات المتحدة ، سمحت بعبور861بارجة حربية للقناة ، ومرور36553طائرة فى مجالها الجوى ، وقامت الفرقة الرابعة الأمريكية مشاة بعبور القناة بعد رفض تركيا دخولها العراق عبر الحدود ،عام2012فقط عبرت مجالنا الجوى2000مقاتلة ، اما السفن والغواصات النووية الأمريكية فلا تطبق عليها قواعد الإبلاغ قبل30يوما من موعد مرورها فى القناة.

       تلك التسهيلات الإستراتيجية تتم فى إطار العلاقات التى ربطت مصر بالولايات المتحدة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد بما رتبته من التزامات متبادلة ، ومن بينها دعم عسكرى لمصر “1.3 مليار دولار” واقتصادى “850 مليون دولار” سنوياً.

       نهاية 2007قرر الكونجرس الضغط على مصر باستخدام المعونة لإغلاق الأنفاق ، وتكرر التهديد فبراير2012خلال ازمة تمويل الجمعيات الأهلية بمصر ، اما بعد الهجوم على السفارة الامريكية بالقاهرة سبتمبر2012فقد صرح اوباما “بأن مصر لم تعد حليفا او عدوا” ، وذلك قبل ان يجمد المساعدات بعد التدهور الذى طرأ على العلاقات عقب الإطاحة بحكم الإخوان30يونية2013.

       والحقيقة ان الولايات المتحدة كانت تراجع هيكل المعونة العسكرية لمصر لخفض حجمها وإعادة هيكلتها ، فالمعونة منذ1979وحتى2012بلغت قرابة30مليار دولار ، تُرجمت الى ترسانة أسلحة ثقيلة (220مقاتلة F-16 فالكون و20 أخرى بلوك – 1125دبابة ABRAMS من بين4870دبابة قتال…الخ) وهو ماتراه واشنطن يتجاوز احتياجات الجيش العسكرية ، ولايتناسب وطبيعة التهديدات التى يتعرض لها ، والتى تفرض من وجهة نظرها دعم قدراته فقط فى مواجهة أمن الحدود والإرهاب ومزيد من برامج التدريب المتطورة ، غير ان الحقيقة ان تبوء الجيش المصرى المرتبة 13بين جيوش العالم من حيث العدد والقوة -وهو مالمسته بنفسها خلال المناورات المشتركة- كان يمثل هاجس لدى الولايات المتحدة من ان يؤدى مستقبلاً الى تهديد لأمن اسرائيل.

      لكن الولايات المتحدة لم تكن تتوقع ردود الفعل غير المؤيدة لقرار التجميد ، حتى من جانب حلفائها بالمنطقة ، والتى عكست حجم الأخطاء الفادحة التى وقعت فيها السياسة الأمريكية :

1- السعودية ودول الخليج:

         وجدت نفسها امام مخاطر جسيمة..فبعد غزو الولايات المتحدة لأفغانستان 2002 وللعراق 2003 اصبحت ايران القوة الإقليمية الوحيدة بالخليج..اما مصر – التى تصدت للمطالب العراقية فى الكويت61-1990وشاركت فى تحريرها1991 ، وتبنت مبادرة حماية عروبة الخليج فى مواجهة التغلغل الإيرانى ، وساعدت العراق ابان حربه مع ايران – فقد حكمها الإخوان منتصف2012وحركوا خلاياهم النائمة لقلب نظام الحكم فى الإمارات والكويت ، وحاولوا تطبيع العلاقات مع ايران ، ثم كشفت ملابسات المواجهة بين الشعب – مدعوماً بمؤسسات الدولة السيادية – والإخوان – مدعومين بالولايات المتحدة – عن مخطط لتفتيت الدولة ، واثارة الحرب الأهلية على غرار مايحدث فى سوريا ، شريكة مصر السابقة فى حرب تحرير الكويت ، والتى تحولت الى حليف لإيران ، مصدر الخطر الرئيسى على دول الخليج.

وفى مواجهة موقف كهذا لم يكن امام دول الخليج سوى اختيارين:

*  اما ان تقف متفرجة حتى تقسيم وسقوط مصر ، وآنذاك اما ان تتحول الى قواعد امريكية مثل قطر ، او تقع فريسة لإيران.

*  او تجرى تعديلاً استراتيجياً على سياستها الخارجية على نحو يسمح بدعم مصر واستعادتها لدورها القومى والتاريخى فى حماية الخليج.

     وقد اختارت السعودية والإمارات والكويت والبحرين بالفعل البديل الثانى وبادرت بضخ 12 مليار دولار كمساعدات أولية لدعم استقرار مصر ، وابدت استعداداها لسداد فواتير التسليح من مصادر بديلة ، وشاركتهم الأردن بعد شعورها بمخاطر تحرك الإخوانى و”القاعدة” على اراضيها.

2- اسرائيل:

         تدرك ان اتفاقيات كامب ديفيد للسلام1978تمر بمرحلة بالغة الحساسية نتيجة لمطالب الشعب المصرى بتعديلها ، وترجمة الجيش لتلك المطالب الى واقع عملى على الأرض فى سيناء ، كما تدرك انه حتى فى حالة نجاح الجيش فى القضاء على الإرهاب فإنه سيتمسك بالأوضاع الراهنة لقواته حتى لايعود من جديد ، ولذلك فإن اسرائيل ترى ان تجميد امريكا للمساعدات – وهى جزء لايتجزأ من الإتفاقية – فى تلك الظروف يعتبر “لعب بالنار”.

       والأخطر من هذا هو وجود مخاوف من ان تؤدى الحالة الثورية الراهنة فى مصر الى رد فعل وطنى يرفض المساعدات الأمريكية بكل أشكالها ، ويلغى اتفاقيات السلام ، ويطالب بإعادة صياغة الاتفاقيات الأمنية لضمان حقوق مصر فى تأمين حدودها ، وفى هذه الحالة لايمكن استبعاد المواجهة العسكرية بين مصر واسرائيل ، وهو ماقد يكون احد أهداف الإدارة الأمريكية خلال مرحلة من مراحل مواجهتها المتصاعدة مع مصر.

      وول ستريت جورنال حذرت من ان القاهرة تنظر فى تغيير بعض الاتفاقات مع الولايات المتحدة ، ومن بينها اولوية مرور سفنها عبر القناة ، اما يوفال شتاينتس وزير الشئون الدولية والإستراتيجية الإسرائيلى فقد اكد أنه طلب من أمريكا مواصلة دعمها لمصر ، وحذر من التسبب فى صدع قد لايمكن معالجته..وكتب أليكس فيشمان المحلل العسكرى “يديعوت أحرونوت” ان اسرائيل خاضت صراعا دبلوماسيا يائساً على أعلى مستوى مع الإدارة الأمريكية لمنع تجميد المساعدات لمصر..حتى الحليف الإستراتيجى للولايات المتحدة يحذر من خطأ حسابات اوباما وتداعياتها المحتملة.

3- تركيا:

         تعتبر الخاسر الأكبر من خطأ الحسابات الأمريكية..الرهان الأمريكى على الإخوان أدخلها فى حلم عودة الخلافة..تفتيت دول المنطقة فى إطار الشرق الأوسط الجديد معناه عودة النفوذ والهيمنة التركية عليها كـ”ولايات” فى إطار “دولة أردوغانية”..امتداد هيمنة التنظيم الدولى للإخوان على الحكم فى باقى الدول العربية ضمن دولة الخلافة يخلق كيان سياسى ضخم يغنى تركيا عن الإتحاد الأوروبى ، بل ينافسه اقتصادياً..اول رد فعل لفشل الحسابات الأمريكية سحب دولة الامارات مشروع استثمارى لصناعة الفحم الحجري بـ12مليار دولار كان سيخفف واردات تركيا من الطاقة بـ60مليار دولار ، ويسد العجز في ميزانيتها..حجم  التبادل التجاري مع الدول العربية بلغ50مليار دولار عام2012، تراجع منذ بداية2013بنسبة12%ومرشح للمزيد..توقف الغزو الثقافى للمنطقة من خلال الدرامة التركية..الشباب التركى فى ميادين تقسيم يقتدى بالشباب المصرى فى آلياته للتعبير عن رفض الإخوان والسعى للتخلص منهم.. والحكومة تتخذ اجراءات احترازية لمواجهة المخاوف من اقتداء الجيش بنظيره المصرى فى إنحيازه للإرادة الشعبية ، خاصة بعد رصد أجهزة الأمن نشاط واسع للتنظيم الدولى للإخوان على الأراضى التركية ، بخلاف ما ادت اليه سياسة تركيا تجاه سوريا من جلب لمجموعات ارهابية دولية تتسلل لأراضيها وتتعاون مع منظمات كردية معارضة..كل هذا ولم تفيق تركيا من وهم “حلم الخلافة”

4- شركات انتاج الأسلحة الأمريكية:

          تمتلك امبراطورية صناعة الأسلحة فى الولايات المتحدة لوبى قوى داخل الكونجرس ، بدأ بالفعل فى الضغط لإلغاء قرار الحظر ، وزيرا الدفاع والخارجية يتحفظان على القرار لإدراكهما أهمية العلاقات مع مصر للإستراتيجية الأمريكية فى العالم ، وهوما عبر عنه “هاجل” رئيس الأركان صراحة عدة مرات.. الأضرار التى ستتعرض لها صناعة الأسلحة الأمريكية جراء هذا القرار جسيمة..مصنع General Dynamics لإنتاج الدباباتAbrams  الذى سيعمل حتى عام 2018 لتغطية احتياجات مصر ، سيضطر للتوقف فور صدور قرار نهائى بقطع المساعدات..شركة لوكهيد مارتن ستوقف انتاج 6 طائرات من انتاجها الحالى ، وستضطر لإغلاق خط انتاج مقاتلاتF-16عام 2017 ان لم تتلقى طلبات بديلة ، وهو غير محتمل نظراً للحظر على تصدير هذا الطراز للخارج..الحكومة الأمريكية ستضطر لسداد 3.8مليار دولار للشركات ، تمثل باقى قيمة طلبيات أسلحة لحساب مصر بإجمالى 8.5 مليار دولار منذ عام 2008 ، تسلمت منها ما قيمته 4.7 مليار دولار فقط..استنزاف مالى وإغلاق مصانع وتعطيل خطوط انتاج وتسريح عمالة..أضرار بالغة فى ظروف يتعرض فيها الإقتصاد الأمريكى لصعوبات جمة.

***

        رد الفعل المصرى تجاه تجميد الولايات المتحدة للمساعدات جاء متسماً بالرصانة ، فقيادة الجيش بنضجها الإستراتيجى قدرت مدى صعوبة والتباس الظروف الراهنة :

*   فمصر ينبغى ان تراعى فى حساباتها انها تتعامل مع أقوى دولة فى العالم.

*   هذه الدولة تمثل المصدر الرئيسى لتسليح الجيش ، وتغيير مصدر التسليح لايتم برعونة ، وانما بالتدريج وعلى امتداد فترة طويلة.

*  اننا فى حاجة لقطع غيار للأسلحة الموجودة حتى لاتخرج سريعاً من الخدمة.

*  ضرورة اتاحة الوقت الكافى للمفاوضات مع المصادر البديلة للتسليح ، ومع مصادر التمويل.

*  اهمية مراعاة ان التعامل مع المصادر البديلة لاتحكمه علاقاتها الثنائية مع مصر فقط ، وانما ايضاً علاقات التوازن الدولى.

*  حتمية عدم اقتصار عملية التنويع على دولة واحدة حتى لا نستبدل حالة من التبعية بأخرى مماثلة ، ولكن المصادر البديلة ينبغى ان تكون ثنائية ان لم تكن متعددة.

***

        ارتكبت السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط عبر العقود الماضية أخطاء عديدة..لكن اخطاء اوباما غير مسبوقة ، وهو ما يعرضه لانتقادات من داخل الإدارة الأمريكية والبنتاجون والخارجية والكونجرس..الفترة الرئاسية الثانية لأوباما هى الأخيرة ، لكنها ليست كذلك بالنسبة للحزب الديمقراطى..لذلك ، وفى تقديرى ، لو تمكنت الحكومة المصرية من إحكام سيطرتها وضبط الأوضاع فى البلاد ، فسوف تستند الإدارة الأمريكية على اى تطور ايجابى (قد يكون الإنتهاء من اقرار الدستور…) لتبرير تراجعها عن قرار التجميد ، والسعى لرأب الصدع فى علاقاتها مع مصر ، لأن البديل أزمة سياسية داخلية قد تؤدى لفتح ملف الإتفاقات الخاصة بين اوباما والإخوان ، وتهدد بالإطاحة به قبل استكمال مدة رئاسته الثانية.

 
تعليق واحد

Posted by في 2013/10/26 بوصة غير مصنف

 

وجهة نظر بشأن مشروع قانون تنظيم الحق فى التظاهر

Image

الإشكالية الرئيسية بشأن اللغط الدائر حالياً بشأن هذا القانون ان الحكومة الراهنة تعبر عن نظام ثورى جديد فرضته الجماهير باستخدام الحق فى التظاهر وبالتالى لايجوز لها ان تقع فى شبهة تقييد هذا الحق.

الإشكالية الثانية ان الحكومة تجد عذرها فى الوقوع فى هذا التناقض نتيجة لما تواجهه من تظاهرات يومية للإخوان تستهدف فى الأساس شل قدرتها على الإنجاز ، واتعاس حياة المواطنين

..فيما يتعلق بالتعديلات التى طرحتها بعض القوى الشبابية وارى انها مقبولة هى

تعديل تعريف التظاهرة من 5 افراد الى 10 افراد – اقرار الحق فى التجمع فى الأماكن المغلقة والخاصة (شريطة ابلاغ الشرطة حتى تتولى تامينه) – حق وزير الداخلية او مدير الأمن فى الإلغاء او التأجيل ينبغى ان يقيد بالضرورة القصوى المسببة – الغاء النص الخاص بحق الإعتصام (شريطة وضع ضوابط صارمة له بحيث لايعطل طرق او مرافق او منشآت او مصالح عن العمل) – ضرورة تناسب اجراءات الفض مع مدى المخاطر التى تمثلها سلوكيات المتظاهرين.
..اما الضوابط التى وردت بالقانون وينبغى التمسك بها فهى
حظر التظاهر او الإجتماع السياسى بدور العبادة – حظر حمل اى اسلحة – حظر ارتداء اقنعة او اغطية تخفى ملامح الوجه تتساوى فى ذلك المنقبة مع البلاك بلوك مع الإرهابى الملثم وعلى المنقبة ان تلزم بيتها – حظر تعطيل مصالح الموطنين – حظر تعطيل حركة المرور او التأثير على الخدمات والمرافق العامة – التمسك بوجود حرم للمنشآت والمؤسسات والمقرات السيادية والرسمية

 
أضف تعليق

Posted by في 2013/10/22 بوصة غير مصنف

 

خطة الترويج والتسويق.. وإعادة دوران عجلة السياحة

Image

التخريب اليومى المنظم الذى يمارسه الإخوان يستهدف دون أدنى شك هدم دعائم الاقتصاد القومى ووصوله إلى مرحلة الانهيار الكامل كوسيلة لإسقاط النظام. استمرار التظاهرات وبعض الاعتصامات، محاولات تعطيل المرافق والخدمات الأساسية، خنق الطرق.. تصب جميعها فى هذا الاتجاه. أما السياحة، تلك الصناعة بالغة الحساسية، التى تمثل عصب الاقتصاد المصرى، فقد نجحوا منذ 30 يونيو وحتى بدايات أكتوبر الجارى فى شل قدرتها على تحقيق أية عائدات. ففى أعقاب الاضطرابات وأعمال العنف التى شنها الإخوان على أثر فض اعتصامى «رابعة» و«النهضة»، منتصف أغسطس الماضى، بادرت الولايات المتحدة بدعوة رعاياها لمغادرة مصر وفرضت حظراً على السفر إليها، أعقبها معظم دول العالم المصدرة للسياحة إلى مصر.. شركات السياحة والطيران الرئيسية العاملة على السوق المصرية (تيوى – توماس كوك – كونى – دير – جيت إير – إير برلين – نيكرمان…)، توقفت عن قبول حجوزات جديدة قبل أن تضطر إلى توجيه عملائها الحاجزين للسفر إلى مصر إلى مقاصد بديلة.

***

ومع انخفاض معدلات العنف فى البلاد اعتباراً من منتصف سبتمبر، بدأ وزير السياحة المصرى بمصاحبة وزير الخارجية أو بدعم من وزارته رحلات مكوكية استهدفت فرنسا وألمانيا وروسيا وإنجلترا، وهى أكبر الدول المصدرة للسياحة إلى مصر.. شارك فى عدد من المعارض السياحية الدولية، والتقى اتحادات شركات السياحة ومنظمى الرحلات ووكلاء السفر، جهود مضنية أثمرت عن رفع معظم الدول حظر سفر رعاياها إلى مصر. «توماس كوك» و«دير» استأنفتا رحلاتهما بالفعل، «تيوى»، أكبر شركات السياحة فى أوروبا، ستستأنف إرسال أفواجها السياحية فى النصف الثانى من أكتوبر، شركات السياحة الإيطالية بعد أن خسرت 80 مليون يورو تضغط بشدة على وزارة الخارجية الإيطالية حتى تسمح لها باستئناف رحلاتها إلى مصر. أما السياحة الروسية -التى تتصدر قائمة الدول المصدرة للسياحة إلى مصر بـ2.8 مليون سائح عام -2010 فإن عودتها إلى معدلاتها الطبيعية لا تتوقف فقط على رفع روسيا للحظر، وإنما ترتبط بالموقف التركى، إذ إن 90% من السائحين الروس يتجهون إلى مصر عن طريق شركات السياحة التركية.

وهكذا بدأت وببطء وحذر عودة السياحة الدولية للغردقة وشرم الشيخ، بعد أن بلغت الخسائر خلال شهر أغسطس وحده قرابة المليار دولار. وقبل مرور عدة أيام يعبر الإخوان عن إصرارهم على ضرب اقتصاد الوطن، فيفجرون سيارة مفخخة فى مديرية أمن جنوب سيناء بمدينة الطور، ويهاجمون دورية عسكرية بالإسماعيلية، بخلاف استهدافهم محطة الأقمار الصناعية بالمعادى -داخل العاصمة- ناهيك عن افتعالهم اشتباكات السادس من أكتوبر، التى أوقعت 51 قتيلاً ومئات الجرحى، لتلوح من جديد مؤشرات الأزمة فى قطاع السياحة.

خطورة أزمات السياحة أن تأثيراتها لا تقتصر على تراجع معدلات التدفق السياحى، وبالتالى انخفاض معدلات الإشغال الفندقى، وإنما أيضاًً تمتد لتشمل تدنى نوعية السائح القادم فى مناخ الأزمات، وهبوط مستوى إنفاقه، ما يضطر المنشآت الفندقية إلى التدنى بأسعار خدماتها، وتلك مشكلة تظل ممتدة لفترة طويلة حتى ما بعد عبور الأزمة.

أيضاً خلال الأزمات تضطر المنشآت السياحية إلى تسريح العمالة أو منحها إجازات بمرتب أساسى محدود أو دون مرتب، ما يؤدى إلى هجرة القطاع المهنى المدرب ذى الخبرة منها، أو انتقاله إلى أعمال بديلة، الأمر الذى يسبب خسائر كبيرة للمنشآت، كما ينعكس على تدنى مستوى الخدمات فيها إزاء اضطرارها إلى الاستعانة بعمالة جديدة.

إلى متى يظل التدفق السياحى رهينة لأى عملية إرهابية أو أعمال عنف تقع فى أى بقعة من البلاد؟ وما الحل؟

***

فى حياة الأمم، عندما تدهمها الأزمات، تجتر ذكرى آبائها المخلصين، وروادها الملهمين، والسياحة المصرية -من حيث التنشيط والتسويق- لها أب واحد؛ الدكتور ممدوح البلتاجى، شفاه الله وعافاه! كادر إعلامى محترف، تم إعداده وتدريبه جيداً، 1974 – 1982 كان وزيراً مفوضاً إعلامياً بالسفارة المصرية بباريس «عاصمة النور»، عام 1982 عين رئيساً للهيئة العامة للاستعلامات، وظل بها إلى أن عين وزيراً للسياحة عام 1993، عينته منظمة السياحة العالمية بعد أزمة السياحة الدولية -التى اعقبت أحداث 11 سبتمبر فى الولايات المتحدة- رئيساً للجنة إنعاش السياحة الدولية مدى الحياة، للاستفادة من خبراته فى تجاوز الأزمات قبل أن تعصف بصناعة السياحة ككل، التى تجلت بوضوح بالغ فى تمكنه من عبور الأزمة المترتبة على مذبحة الأقصر بنجاح، وإعادة تحريك عجلة السياحة لتضخ عائداتها فى الاقتصاد المصرى. «البلتاجى» حول السياحة إلى صناعة ترتبط مباشرة بأمن مصر القومى، فكان أول وآخر وزراء السياحة الذين ينضمون إلى عضوية «مجلس الأمن القومى»، الذى يرأسه رئيس الجمهورية ويضم رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية والمالية والاقتصاد ورئيسى المخابرات العامة والحربية ومدير أمن الدولة ورئيس أركان الجيش.

انتقل «البلتاجى» من وزارة السياحة إلى وزارة الإعلام عام 2004، وكان أشد ما يشغله على مدار الشهور السابقة على انتقاله قضية وضع آليات لتحويل الخطة القومية لتنشيط السياحة إلى مجموعة من الخطط المنفصلة والمتخصصة التى تغطى كل منها واحدة من مناطق السياحة المصرية، على النحو الذى يقلل من معدلات تأثير الأزمات التى تقع فى قطاع منها على بقية القطاعات الأخرى، كانت التقسيمات لا تزال موضع بحث، لكنها فى الغالب كانت خمسة قطاعات رئيسية:

قطاع «البحر الأحمر»: ويشمل الغردقة، سفاجا، القصير، مرسى علم، راس بيناس، ويدخل فيه الساحل الغربى لخليج السويس، ومن أبرز مقاصده العين السخنة.

قطاع «جنوب سيناء»: ويبدأ من طابا، ويشمل دهب، شرم الشيخ، الساحل الشرقى لخليج السويس، وأبرز مقاصده راس سدر.

قطاع «شمال سيناء»، والاستثمار السياحى والطاقة الفندقية فيه محدودان، لكنه واعد.

قطاع «السياحة النيلية والثقافية»: ويمتد من الجيزة حتى بحيرة ناصر جنوب أسوان.

قطاع «الدلتا والساحل الشمالى الغربى»، ويحتاج إلى تفعيل الأفكار المتعلقة بالساحل الشمالى على النحو الذى يحوله إلى مقصد شتوى لسائحى إسكندنافيا.

بعض رجال الأعمال والمستثمرين بالقطاع السياحى توجسوا مبدئياً من الفكرة، خشية أن تكون مدخلاً لتحميل القطاع الخاص تكلفة الحملات التى تقوم بها وزارة السياحة لتنشيط وترويج المقصد السياحى المصرى، وهو ما لم يكن مستهدفاً، لكن هذا التقسيم لخطة التنشيط السياحى يحقق ميزة جوهرية، تتمثل فى أنه عندما يتعرض أحد القطاعات لأزمة تؤثر على التدفقات السياحية فإن ذلك لن ينعكس على باقى القطاعات، أو على أسوأ الافتراضات سيكون تأثيره فى حده الأدنى.. ذلك هو الملجأ للسياحة المصرية فى مواجهة الأزمات الراهنة التى تكاد تعصف بها، رغم أن قطاع البحر الأحمر، وإلى حد ما قطاع جنوب سيناء، لا علاقة لهما تقريباً بما يشهده باقى القطاعات من اضطراب وعدم استقرار، بل إن الدولة قادرة على تحقيق المزيد من الهدوء والاستقرار والتأمين لهذين القطاعين من خلال إجراءات وجهود إضافية عندما ترى أن ذلك سيحرك عجلة السياحة لتعيد ضخ مردودها الاقتصادى فى خزانة الدولة ومعيشة المواطنين.. وبحسبة بسيطة فإن قطاعى البحر الأحمر وجنوب سيناء -اللذين يجتذبان عادة قرابة ثلثى الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من مختلف الأسواق نتيجة ضخامة طاقتهما الفندقية- يمكن لهما بعد فصلهما ترويجياً وتسويقياً أن يحققا ثلثى ما كان يحققه القطاع السياحى المصرى من فرص وعائدات ومؤشرات بلغ إجماليها عام 2010، أى ما قبل الأزمة ما يلى:

تدفقات سياحية 14.7 مليون سائح، دخل سياحى 12 مليار دولار، 13% من الدخل القومى، 20% من حصيلة النقد الأجنبى متفوقة على إيرادات القناة، 49.2% من صادرات الخدمات (الأولى فى صادرات الخدمات والثانية فى الصادرات الكلية)، 11.3% من الناتج المحلى الإجمالى، 25% من إجمالى حصيلة الضرائب على الخدمات، 2% من إجمالى الاستثمارات المنفذة، 7.8% من إجمالى الاستثمار فى قطاع الخدمات تستوعب قرابة 4 ملايين عامل يعملون مباشرة فى القطاع، بخلاف 16 مليوناً ترتبط أنشطة عملهم بالسياحة بصورة غير مباشرة.

لا شك فى أن ذلك يستحق إعادة النظر فى خطة التنشيط والترويج للمقصد السياحى المصرى، خاصة أن إعادة دوران عجلة السياحة فى قطاعى البحر الأحمر وجنوب سيناء سيشجع المستثمرين على استكمال المشاريع المتوقفة نتيجة للأزمة، بل واجتذاب مستثمرين جدد.

***

الرئيس عدلى منصور وافق على تفعيل نشاط المجلس الأعلى للسياحة ورئاسة اجتماعه المُقبل فى يناير 2014، وهو المجلس الذى لم يجتمع منذ عام 2005، وفى ظل التطور الراهن فى الإعلام الدولى الذى ينقل الأحداث للسائح المحتمل فى مختلف أنحاء العالم، وعلى ضوء الطبيعة الحساسة لصناعة السياحة التى تجعلها عرضة للسقوط عند ظهور أى بوادر لعدم الاستقرار أو الاضطراب الأمنى فى المقصد السياحى، ونظراً لحرص الإخوان على عدم السماح لعجلة الاقتصاد المصرى بالدوران – تصبح مسئولية الدولة سرعة التوجه نحو تنفيذ آلية الترويج والتسويق المستقل لقطاعات السياحة المستقرة الهادئة، وعدم ربطها بالمقصد ككل، وذلك على النحو الذى يحافظ على استمرار التدفق السياحى، بل إن الاعتماد على تلك الآلية فى تقسيم المقصد السياحى المصرى إلى قطاعات -ترويجياً وتسويقياً- سيساهم فى تركيز الجهود التسويقية فقط على القطاع الذى يتمتع بالاستقرار الكامل، كما سيساعد الدول المصدرة مستقبلاً عند إصدارها تحذيرات سفر، على أن تميز بين القطاعات بناء على أوضاع كل منها بدلاً من التعامل مع المقصد السياحى المصرى باعتباره وحدة واحدة، وهو ما يكفل استمرار تدفق العائدات السياحية وعدم نضوبها عند أول أزمة نتعرض لها.

 
تعليق واحد

Posted by في 2013/10/19 بوصة غير مصنف

 

هل يمكن تجفيف منابع الحشد الرئيسية لمظاهرات الإخوان؟

Image

         كل الشواهد تؤكد نجاح الأمن فى تفكيك تنظيم الإخوان ، كافة قيادات الصفين الأول والثانى ومعظم الثالث ، والقيادات التنفيذية والحركية إما رهن التحقيق او أحيلوا للمحاكمة ، لم يعد هناك من يتخذ القرار ، او يتابع التنفيذ على الأرض ، تغلب الفوضوية على الدعوات المتتالية للتظاهر..وتسود الإعتباطية على اختيار مناطق التجمع ومسارات التحرك والميادين المستهدفة..والحصيلة تظاهرات هزيلة تضم بلطجية العشوائيات ، وأطفال الشوارع ، ومجموعات الألتراس..يعلنون عن انفسهم بمظهرهم وسلوكياتهم المعروفة ، المشاركة تتم إما بالمقابل ، او بمقتضى وحدة المصالح ، اما اعضاء تنظيم الإخوان فهم غائبون ، محمد طوسون عضو اللجنة القانونية للحرية والعدالة فى حديثه للوطن 10 اكتوبر الجارى اكد هذه الحقيقة “الإخوان جزء بسيط من المظاهرات” ، المظاهرات تتسم بالهمجية وانتشار الأسلحة وعدوانية التعامل مع الشعب وممتلكاته ، والنزعة المتطرفة لتخريب المرافق.. الرصد الدقيق لمنابع حشد المتظاهرين هى المقدمة الضرورية لتجفيف المصادر..وتلك الثلاثة الرئيسية التى تشكل السواد الأعظم من إجمالى الحشود:

اولاً: العشوائيات

         1221 منطقة عشوائية بمصر..يقطنها 15 مليون نسمة ، نصفهم بالقاهرة ، موزعين على 85 منطقة ، معظمها تجاور أحياء راقية ، إضافة الى 67 بالقليوبية ، و45 بالجيزة..بخلاف من يعيشون فى المقابر والعشش والمساجد.

        الظروف الإقتصادية اضطرتهم للعيش فى مساكن غير آدمية ، معرضة لإنهيارات صخرية ، سيول ، حرائق..الشوارع ضيقة ، المبانى متلاصقة..بدون صرف صحى ، ولامياه شرب..عشوائية التنفيذ لم تسمح بفتح مراكز للشرطة ، فأصبح يحكمها المسجلين الخطر وعصابات الإجرام..يتاجرون فى المخدرات والسلاح ، يمارسون الدعارة ، البلطجة ، السرقة ، الخطف ، والأخطر من ذلك كله عمليات الإرهاب..ينفذون بعضها لعرقلة جهود الشرطة للسيطرة على الإنفلات الأمنى ، فغياب الشرطة حلم يراودهم دائماً..وينفذون الباقى بالوكالة لحساب من يمول..توريد متظاهرين ، سلميين اومسلحين ، قطع طرق ، تعطيل مواصلات ومرافق ، تخريب وحرق منشآت ، وكل هذه العمليات فى النهاية تحقق هدفهم النهائى فى اسقاط الشرطة ، والعودة الى عصر “عاشور النادى”.

       عملية تجفيف مصادر الإرهاب المنطلق من العشوائيات لحساب الإخوان لايتطلب فقد اجراءات أمنية حازمة ورادعة ، وانما ايضاً مجموعة من الإجراءات الإجتماعية:

  • تجريم اى توسع عشوائى جديد.
  • زيادة الإعتمادات الخاصة بالإرتقاء بالعشوائيات ، فمن غير المنطقى ان تقتصر ميزانية تطويرها على مدى 10 سنوات من حكم مبارك على 4 مليار جنيه!!
  • الزام الجمعيات الأهلية المعنية بمشاريع سنوية تخدم هذه المناطق فى حدود قدراتها التمويلية.
  • تعبئة سكان الأحياء الراقية للمشاركة فى تمويل مشاريع الاستثمار فى العشوائيات المجاورة لهم ، لأن ذلك يحقق الإستقرار والأمان لهم ولممتلكاتهم ، باعتبارهم اول المستهدفين من “ثورة الجياع”.

ثانياً: أطفال الشوارع

       مشكلة تتفاقم مع الزمن..يتجاوز عددهم المليون..اجيالهم الأولى اصبحوا شباب..قسوة نشأتهم انعكست فى عدوانية بالغة الشراسة..وفقاً لتقارير الأمم المتحدة 30% منهم لم يلتحقوا اساسا بالدراسة..70%تسربوا من التعليم..66% مدمنين..80% تعرضوا للعنف البدنى.. لديهم احساس بالقهر نتيجة اساءة المعاملة واعتلال الصحة..اما الفتيات فيتعرضن للإنتهاك الجسدى والإغتصاب والحمل ، جميعهم ضحايا للإستغلال..وسلوكياتهم لاتخرج عن تسول ، سرقة ،تحرش ،اغتصاب ، ادمان..مطاردون من الشرطة..يحملون الدولة والمجتمع مسئولية معاناتهم..لذلك يبادرون بالمشاركة فى المظاهرات والإعتصامات ، ويمارسون العنف ضد الشرطة ، ويخربون منشآت الدولة حتى دون مقابل..لأنهم يفتقدون اى احساس بالإنتماء..يمثلون معين لاينضب للفوضى والتخريب يستغله الإخوان ، الإجراءات الأمنية لتجفيف هذا المنبع من الحشد لن تكفى وحدها دون اجراءات اخرى تعكس التزام الدولة تجاههم كمواطنين:

  • تطوير وتوسيع مؤسسات الرعاية الإجتماعية (73) لتتمكن من اداء دورها فى التأهيل والدمج.
  • رفع كفاءة الجمعيات العاملة فى المجال (40 الف) واعادة بناء قدرات الإخصائيين الإجتماعيين والنفسيين العاملين بها ، والزام كل منها بعدد محدد من المشروعات سنوياً .
  • تقديم الدعم النفسى والإجتماعى للأطفال الأكثر عرضة للعنف.
  • تطوير وتوسيع مشروع الأسر المنتجة للحد من حالات التسرب من التعليم وعلاج مشاكل التفكك الأسرى.
  • مشاريع محو أمية الأطفال ، وتعليم المتسربين وتنميتهم وتوفير مأوى دائم.

ثالثاً: مجموعات الألتراس

         كانت اول مشاركة سياسية للألتراس خلال ثورة يناير 2011 ، جمعة الغضب 28 يناير انتهت بإسقاط الشرطة وانسحابها من الميدان ، وفى موقعة الجمل 2 فبراير أجهضت الثورة المضادة ، مارسوا الضغط اثناء محاكمة مبارك ، وشاركوا فى احداث محمد محمود ، ومليونية 9 سبتمبر التى انتهت باقتحام السفارة الإسرائيلية ، والتى حصل خلالها أحد قادتهم على 40 الف جنيه من الإخوان مقابل تلك المشاركة ، عندما اعتصم التراس أهلاوى امام مجلس الوزراء على خلفية مجزرة استاد بورسعيد زارهم خاطباً ودهم عبدالمنعم ابوالفتوح وخالد على وحمدين صباحى مرشحى الرئاسة آنذاك..اما محمد مرسى فقد دافع عن كونه مرشح احتياطى لخيرت الشاطر بالإشارة الى ان ابوتريكة سجل ثلاثة اهداف فى احدى المباريات الأفريقية رغم انه كان فى بدايتها جالساً على مقعد الإحتياط.

لماذا يثير الألتراس كل هذا الإهتمام السياسى ؟!

         عدد التراس الأهلى فقط المسجلين بالكشوف الرسمية بالقاهرة 90 الف عضو ، بخلاف المنتسبين ، وفى مصر كلها 360 الف موزعين على مجموعات بالمدن ، كل مجموعة لها قائد “كابو”.

         فى مارس عام ٢٠١٢ أعلن التراس الأهلى والزمالك تضامنهما ضد قمع أجهزة الأمن..إجراء بالغ الدلالة والخطورة ، بعدها عقدت صفقة بين التراس الأهلى و”خيرت الشاطر” تعهد فيها الألتراس بمساندة الجماعة فى الإنتخابات ، ومشاركتهم  فى المظاهرات ، مقابل تعهد الجماعة بعدم عودة الدورى الا بعد الحكم فى قضية شهداء بورسعيد ، وضمان عدم تعرضهم لبطش أجهزة الأمن ، ولذلك لم يكن غريبا تدخل الشاطر لدى النائب العام عندما أصدر أوامر ضبط وإحضار 35 من قياداتهم بعد إحراق إتحاد الكرة ونادى إتحاد الشرطة ومدينة الإنتاج الإعلامى وبالفعل أغلقت الملفات .

        اما التراس الزمالك فقد اخترقتها جماعة “حازمون” ، كما حاول عمر نجل محمد مرسى استقطابهم وقدم سيارة حديثة هدية لأحد قادتهم ، لذلك لم يكن غريبا ان يشاركوا فى فض وقفتين للفلول امام المنصة وقصر الإتحادية ، خطط “مصطفى التراس” للإنشقاق عنهم ليشكل “التراس أسد الثورة” بعضوية تقدر بـ30 الف للمشاركة فى تأمين المظاهرات والوقفات الإحتجاجية وحماية المؤسسات العامة!! وعبر عن نيتة فى إنشاء مول تجارى ضخم ليغطى من أرباحه تكلفة التأمين الصحى للأعضاء وأسرهم ، مما أكد ضخامة الدعم المادى الذى وعدهم به الإخوان.

       الألتراس يعلنون عن مشاركتهم الكبيرة فى كل فعاليات الإخوان منذ اعتصام رابعة وحتى الأن بطريقة بمظهرهم وطريقة دخولهم وحركاتهم ، تجفيف ذلك المصدر الهام للإمداد بالأفراد المتحمسين أمر حتمى ، الشرطة البريطانية بعد الشغب فى مباراة ليفربول ويوفنتوس على استاد هيسيل فى مايو 1985 تصدت لتجمعات الألتراس وحظرت روابطهم وحرمتهم حتى من دخول ملاعب الكرة ، ونجحت فى السيطرة على انشطتهم ، هذا الإجراء ينبغى تطبيقه فوراً لأن ماقام به التراس المصرى ضد مشجعى الاهلى ، وماقاموا به من عنف بعد صدور الأحكام أمر بالغ الخطورة ، ولايقل عن ذلك خطورة رد فعل التراس اهلاوى وتهديدهم بتشكيل ميليشيات ، وقطع الطرق ، وتعطيل المترو ومحاصرة الداخلية ، والبورصة ، والبنك المركزي ، واثارة الفوضى فى محافظات مصر..حالة من الهمجية تعكس تراجع حاد لسلطة الدولة ، ينبغى انهاؤها فوراً.

***

        المصادر الرئيسية الثلاثة لتوفير الحشد لمظاهرات الإخوان تجمعها حالة عداء شديدة للشرطة ، وبدرجة أقل للإعلام..رغبة جامحة فى إثارة الفوضى داخل المجتمع ، وإنهاء دولة القانون..حقائق بالغة الخطورة تفرض التزامات بالغة الدقة والتحديد:

  • التسليم بأن قانون تنظيم التجمعات والمظاهرات والمسيرات لن يغير الواقع الراهن على الأرض ، والذى تغلب عليه حالة الفوضى وعدم احترام هيبة الدولة.
  • ضرورة تخلى الحكومة عن رخاوتها ، ووقف مشاريع الوساطة بعد ان اصبحت مخالفة للقانون بحكم  حل الإخوان ومصادرة ممتلكاتها.
  • عدم الإكتفاء بأداء دور المتفرج اثناء قيام مظاهرات الإخوان بالتعدى كل جمعة على الشرطة والمواطنين وإحراق وتخريب الممتلكات وتعطيل الطرق والمواصلات.
  • اهمية الإنتقال من مجرد الإكتفاء بزيادة ساعات حظر التجول يوم الجمعة لتقليل ساعات العنف ، الى تعزيز دور الشرطة فى مواجهة العنف المنظم بأدوات تناسب مايستخدمه المتظاهرون غير السلميين..لعل ماوقع امام البيت الأبيض مؤخراً يؤكد للجميع آليات التعامل الواجبة فى مثل تلك الحالات ، حتى وان تلقينا الإنتقادات من تلك الدول لإعتبارات سياسية.

       اما اجهزة الأمن فهى مطالبة بسرعة اختراق المصادر الرئيسية لإمداد الإخوان بالحشد (شبكات الإجرام فى العشوائيات – تجمعات اطفال الشوارع – مجموعات الألتراس…) لتوفير معلومات دقيقة عن العناصر القيادية والموجهة والفاعلة داخلها ، واتفاقاتهم ، وأنشطتهم ، على النحو الذى يسمح بتفكيك هياكلها ، وتوجيه ضربات اجهاض استباقية تشل حركتها ، وتنقلها لموقع الدفاع الذى يعجزها عن دعم أنشطة الإخوان او المشاركة فيها ، لكن ذلك يمثل فقط الوجه العاجل من المواجهة ، اما المواجهة الحقيقية التى تنزع الفتيل وتجنبنا انفجار حتمى للمشكلة ، فتعتمد على ضرورة قيام الدولة ، واثرياء المجتمع ، ومؤسسات العمل الأهلى بدورها تجاه مواطنى العشوائيات وأطفال الشوارع بهدف إعادة تأهيلهم ودمجهم فى المجتمع ، وتنمية الشعور المفتقد بالإنتماء..وهو مالن يتحقق دون شعور بالتكافل والآدمية.

 
تعليق واحد

Posted by في 2013/10/17 بوصة غير مصنف

 

محاور وأسرار خطة الخداع الاستراتيجى فى حرب أكتوبر 1973

Image

عندما كتب «كيسنجر»، وزير الخارجية الأمريكى إبان حرب أكتوبر 1973 مذكراته «سنوات مضطربة» Years of Upheaval خصص فصلاً بعنوان: «لماذا أُخذنا على حين غرة» Why we were surprised، وفى إسرائيل شكلت «لجنة أجرانات» لمعرفة أسباب التقصير والمتسبب فيه، وشمل التحقيق مائير وديان وإليعازر.. ذلك هو الوجه الآخر لانتصار الجيش المصرى على إسرائيل فى حرب أكتوبر المجيدة، والذى كان بدوره ثمرة نجاح المخابرات العامة المصرية فى تنفيذ خطة الخداع الاستراتيجى للحرب.

***

فى أوائل يوليو 1972، قام الرئيس السادات بزيارة المخابرات العامة، وبصحبته قائد الجيش ومستشار الرئيس للأمن القومى ورئيس المخابرات العسكرية، ودعا كل رؤساء الأقسام بالجهاز إلى اجتماع تاريخى، استغرق ما يزيد على الساعات الخمس، أوضح السادات «أن التوازن العسكرى مع إسرائيل ليس فى صالحنا، والتقدم العلمى والتكنولوجى يسمح لها برصد كافة تحركاتنا سواء على الجبهة أو فى الداخل، وما لم نتمكن من تنفيذ خطة خداع استراتيجى للعدو، فإن الانتصار فى الحرب سيكون مستحيلاً.. وكلف السادات المخابرات العامة بالإشراف على وضع هذه الخطة بالتعاون مع المخابرات الحربية وكافة الجهات المعنية فى الدولة، واشتملت الخطة آنذاك على ستة محاور رئيسية:

المحور الأول: إجراءات تتعلق بالجبهة الداخلية

1-  توفير مخزون استراتيجى من القمح: فرض دخول الحرب توفير مخزون استراتيجى من القمح لصعوبة استيراده خلال العمليات، وحتى لا يفسر استيراد تلك الكميات على أنه مؤشر على استعداد مصر للحرب، قامت المخابرات بتسريب معلومات بأن أمطار الشتاء قد غمرت صوامع القمح، وأفسدت ما بها، وتحوّل الأمر لفضيحة إعلامية استوردت مصر على أثرها الكميات المطلوبة.

2- إخلاء المستشفيات: كان ينبغى إخلاء عدد من المستشفيات المدنية تحسباً للطوارئ، دون أن يعكس ذلك الاستعداد للحرب، وقد تم تسريح ضابط طبيب من الخدمة، وأعيد للحياة المدنية، ثم عين بمستشفى «الدمرداش»، وبعد تسلّمه العمل أعلن عن اكتشافه تلوث المستشفى بميكروب «التيتانوس»، فأسرع بإخلائها من المرضى لإجراء عمليات التطهير، وفى اليوم التالى نشرت «الأهرام» الخبر معربة عن مخاوفها من أن يكون التلوّث قد وصل إلى مستشفيات أخرى، وبالفعل صدر قرار بإجراء تفتيش على باقى المستشفيات، ولم يأت أول أكتوبر حتى كان العدد المطلوب من المستشفيات قد تمّ إخلاؤه.

3- توفير مصادر بديلة للإضاءة خلال الغارات: مع بداية المعارك يرتفع الطلب على البطاريات لاستخدامها كمصابيح أثناء تقييد الإضاءة خلال الغارات، ولاستيراد الكمية المطلوبة دون إثارة انتباه إسرائيل، نسق أحد المندوبين مع مهرب قطع غيار سيارات لتهريب صفقة كبيرة من المصابيح مختلفة الأحجام، وبمجرد وصول الشحنة كان رجال حرس الحدود فى الانتظار، واستولوا عليها كاملة وتم عرضها بالمجمعات الاستهلاكية!

المحور الثانى: إجراءات تتعلق بنقل المعدات للجبهة

1- خدعة نقل المعدات الثقيلة كالدبابات: عندما حان موعد دفع قوافل الدبابات إلى الجبهة، تم نقل ورش التصليح الرئيسية إلى الخطوط الأمامية، ثم بدأ دفع الدبابات إلى هناك فى طوابير بحجة إصابتها بأعطال وهو ما فسرته إسرائيل على أنه يعكس تدهوراً حاداً فى حالة المدرعات المصرية نتيجة نقص قطع الغيار بعد طرد الخبراء الروس، وعندما بدأت الحرب انطلقت الدبابات لتعبر القناة وتكبّد إسرائيل أكبر خسائر فى تاريخها العسكرى.

2- خدعة نقل معدات العبور والقوارب المطاطية: سربت المخابرات تقريراً يطلب فيه الخبراء استيراد كمية مضاعفة من معدات العبور مما أثار سخرية إسرائيل، وعندما وصلت الشحنة ميناء الإسكندرية، ظلّت ملقاة بإهمال على الرصيف حتى المساء وفى ظل إجراءات أمنية توحى بالاستهتار واللامبالاة، وأتت سيارات الجيش فنقلت نصف الكمية إلى منطقة صحراوية بضاحية (حلوان)، وتمّ تكديسها على مرمى البصر فوق مصاطب لتبدو ضعف حجمها الأصلى، وغطّاها الجنود بشباك مهترئة تكشف منها أكثر مما تستر، فيما قامت سيارات أخرى مدنية تحمل شعار شركة مقاولات خاصة بنقل الكمية الباقية للجبهة مباشرة.

وقد تم تخبئتها فى باطن ماكيتات دبابات وعربات رادار هيكلية أخفيت داخل حفر مشابهة لحفر المعدات الحقيقية، وسط سخرية إسرائيل من استخدام طرق للتمويه عفا عليها الزمن، ولما بدأت الحرب خرجت المعدات التى استخدمت فى عبور 30 ألف جندى فى 2500 مركب مطاطى، بخلاف 60 كوبرى لعبور الأسلحة الثقيلة.

المحور الثالث: إجراءات خداع ميدانية

1- خداع الأقمار الصناعية للعدو وتدريبات العبور: وفر عملاء المخابرات معلومات سمحت ببناء نماذج لقطاعات خط بارليف فى الصحراء الغربية، وتم إحاطة مناطق التدريب بعدد من الخيام البالية والأكشاك الخشبية المتهالكة، ولافتة قديمة تحمل عنوان «المؤسسة المصرية لاستصلاح الأراضى» وكان من الطبيعى أن يتجاهل العدو هذه المناطق؛ بعد أن رصد تلك العربات القديمة التى تحمل اسم الشركة، وهى تحمل «عمالاً» للموقع دون أن يُدرك مغزى وجودهم.

2- خطة تسريح الجنود: فى يوليو 1972 أصدر الجيش قراره بتسريح 30 ألف مجند منذ عام 1967 معظمهم كان يشكل عبئاً دون جدوى لوجودهم خارج التشكيلات المقاتلة، وفى مواقع خلفية، مما ساعد على خداع العدو.

3- خلق حالة استنفار كاذب لدى إسرائيل برفع درجة الاستعداد القصوى وإعلان حالة التأهب فى جميع المطارات والقواعد الجوية المصرية من 22 إلى 25 سبتمبر، ومع تتابع خروج الطلعات كانت إسرائيل تضطر لإطلاق طائراتها تحسباً للطوارئ، وعندما رصدت الطائرات المصرية بعد ظهر 6 أكتوبر ظن العدو أنها أيضاً طلعات تدريبية.

4- مع بداية أكتوبر عام 1973 تم الإعلان عن فتح باب رحلات العُمْرة لضباط القوات المسلحة والجنود، وكذا تنظيم دورات رياضية عسكرية مما يتنافى وفكرة الاستعداد للحرب.

5- شوهد الجنود المصريون فى الضفة الغربية للقناة صبيحة يوم الحرب وهم يجلسون فى استرخاء وخمول على المرتفعات الرملية يرتدون ملابسهم الداخلية، ويتظاهر بعضهم بمص القصب وأكل البرتقال.

6- بدأ القتال تحت ستار المناورة العسكرية المشتركة (تحرير 23)، ثم استبدلت خرائط التدريب بخرائط العملية (بدر) وكانت البرقيات والرسائل المصرية الكثيفة التى قامت شعبة المخابرات فى اسرائيل بفك رموزها قد أكدت أنباء تلك المناورة مما أدى إلى استبعاد إسرائيل لفكرة الحرب.

المحور الرابع: إجراءات خداع سيادية

1- اختيار موعد الهجوم: تم اختيار موعد الهجوم ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1973، وهو عيد الغفران لليهود، كما اختير على أساس الظروف المناخية والسياسية المواتية، حيث كانت مياه قناة السويس فى حالة الجزر، والقمر بدراً كاملاً، ما ساعد القوات المتحركة ليلاً على رؤية مسالكها، أما سياسياً، فقد كانت إسرائيل منهمكة فى معركة الانتخابات التشريعية، بينما كان الرئيس الأمريكى نيكسون منشغلاً فى فضيحة (ووترجيت) التى اضطرته للاستقالة فيما بعد.

2- الإعلان عن زيارة قائد القوات الجوية -اللواء حسنى مبارك- إلى ليبيا يوم 5 أكتوبر، ثم تقرر تأجيلها لعصر اليوم التالى 6 أكتوبر 1973، وقبل الموعد بساعات خرجت 222 طائرة مصرية دكت مواقع الجيش الإسرائيلى ومراكز قيادته واتصالاته بسيناء.

3- وجه المشير (أحمد إسماعيل) الدعوة إلى وزير الدفاع الرومانى لزيارة مصر يوم الاثنين 8 أكتوبر وأعلن رسمياً أنه سيكون فى استقباله شخصياً لدى وصوله إلى مطار القاهرة.

4- أعلن رسمياً عن الاستعداد لاستقبال الأميرة (مارجريت) صباح الأحد 7 أكتوبر وتوجهت بالفعل إلى (روما) واجتمع رجال المخابرات مع المسئولين بالسفارة البريطانية يوم 6 أكتوبر لتنسيق وصول الرحلة رغم أن مطار (القاهرة) كان مقرراً إغلاقه لحظة نشوب الحرب.

المحور الخامس: تأمين تحركات واستعدادات القوات المسلحة

1- كشف شبكة التجسس على عمليات إنشاء شبكة الدفاع الجوى:

عندما كانت مصر تقوم ببناء حائط الصواريخ على طول خط الجبهة، تلاحظ أنه بمجرد انتهاء العمال من بناء موقع المنصات، كانت الطائرات الإسرائيلية تأتى مباشرة إليه وتدمره تماماً، وقد استطاعت المخابرات المصرية حل اللغز، لقد كان المقدم مهندس فاروق عبدالحميد الفقى مدير مكتب قائد سلاح الصاعقة، رئيس الفرع الهندسى للسلاح يقوم بنقل المعلومات وأماكن بناء المنصات إلى خطيبته الجاسوسة هبة سليم التى تعتبر من أخطر الجواسيس الذين عملوا بمصر.. توسط «كيسنجر» لتخفيف حكم الإعدام، كما بكتها جولدا مائير بعدما وصفتها بأنها «قدمت لإسرائيل أكثر مما قدم زعماؤها» وأكملت مصر حائط الصواريخ الذى منع اقتراب الطائرات الإسرائيلية من الحدود.

2- القبض على الجاسوس طناش راندوبولو

مصرى متجنس كان مديراً لمزرعة جناكليس بالإسكندرية، انتُخب مرتين عضواً بمجلس الأمة، جندته المخابرات الأمريكية عن طريق «مس سوين» إحدى سكرتيرات السفارة الأمريكية الجنسية، شكل شبكة علاقات واسعة مع كبار المسئولين أوصلته إلى معلومات عسكرية وسياسية بالغة الأهمية، خاصة فيما يتعلق برصد أنشطة الطيران السوفيتى، التقطت المخابرات العامة رسائله المكتوبة بالحبر السرى وألقت القبض عليه متلبساً، وقبضت على «مس سوين»، ولم يحتمل راندوبولو الصدمة فمات بأزمة قلبية.

3- تحييد دور الملحقين العسكريين وضباط المخابرات بالسفارات

بوضعهم تحت رقابة صارمة لمنع وصولهم إلى معلومات تمس سرية الاستعداد للحرب، وقد أشار محمد حسنين هيكل فى أحد مقالاته «بصراحة» إلى أن مندوبى أحد أجهزة الأمن قد اضطروا للاشتباك بالأيدى مع الملحق العسكرى الإسبانى، الذى كانت تصله من مصادره تحركات سلاح الطيران المصرى دقيقة بدقيقة، وتم نقل المذكور إلى بلاده على متن طائرة إسعاف، ولم يتمكن من العودة قبل انتهاء الحرب.

المحور السادس: توفير المعلومات السرية عن العدو وتضليله

1- أشرف مروان، كتب الجنرال إيلى زيرا الذى تم إبعاده من منصبه كرئيس للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بعد الفشل فى التنبؤ بالحرب فى كتابه عام 1993، أن إسرائيل فوجئت بالحرب لأنها وقعت ضحية عميل مزدوج، وكتبت صحيفة «معاريف»: «إن أشرف مروان عميل مزدوج أفشل تل أبيب فى حرب أكتوبر، وأياً كانت الأسباب وراء موته فإنه ترك بقعة سوداء تلوث تاريخ الجاسوسية فى إسرائيل بعد أن خدعها وجعل من هذه المؤسسة أضحوكة».

2- رفعت على سليمان الجمال «رأفت الهجان» سافر لإسرائيل بتكليف من المخابرات عام 1954، وحقق نجاحات باهرة، حيث زود بلاده بمعلومات خطيرة، منها موعد حرب يونيو 1967 وكان له دور فعال فى الإعداد لحرب أكتوبر 1973 بعد أن زود مصر بأدق التفاصيل عن خط بارليف وتجهيزاته فى مواجهة محاولات عبور الجيش المصرى.

3- أحمد الهوان «جمعة الشوان» انصبت مهمته على معرفة انطباع المخابرات الإسرائيلية عن مدى جدية مصر فى الاستعداد للحرب وبالتالى قياس مدى نجاح خطة الخداع الاستراتيجى فى تحقيق أهدافها.

***

المشير أحمد إسماعيل عينه الرئيس السادات رئيساً للمخابرات العامة فى 15مايو1971، وكلفه بإعداد خطة الخداع الاستراتيجى، وعندما اطمأن إلى أنه قد استكملها، عينه فى 26 أكتوبر 1972 وزيراً للحربية ليتولى تنفيذها على الأرض، لكنه بصرامته المعهودة، وحسه الأمنى العالى، اكتفى فى مذكراته بإشارة عابرة لعنوان «خطة الخداع الاستراتيجى»، دون أى معلومات أو تفصيلات، كما أن المخابرات لم تفرج عن أى وثائق تتعلق بها.. ما ورد بالمقال جهد بحثى تجميعى وتحليلى اعتمد على خبرة عملية ورؤية مهنية متخصصة.. آمل أن أكون قد لملمت معظم عناصرها.. للحقيقة والتاريخ.

 
2 تعليقان

Posted by في 2013/10/09 بوصة غير مصنف