RSS

Monthly Archives: مارس 2015

يوسف ندى.. والرهان الأمريكى على الإخوان

536

يوسف ندى مفوض العلاقات الدولية للتنظيم الدولى للإخوان، رتب علاقة الإخوان بالثورة الإيرانية، توسط بين السعودية وكل من اليمن وإيران، وفى الحرب الايرانية العراقية، شارك في حل الأزمة بين الجزائر وجبهة الإنقاذ، أمد اليمن بوثائق دعمت موقفه فى النزاع مع إريتريا حول جزر حنيش، ارتبط بصداقة مع الملك إدريس السنوسي، ولعب أدواراً في تونس والعراق وتركيا وكردستان وماليزيا وإندونيسيا.. كان عضواً بمعهد بينمنزو التابع للأمم المتحدة، كرمه المعهد، وخلال مؤتمر “السلام والتسامح” الذى عقد ابريل 1997، قال بوش الأب ان “العدو هو الأصولية والجريمة المنظمة”، ندا إعتبرها لمزاً يستحق رده: “أنت تبحث عن عدو تحاربه.. عن الحرب وليس عن السلام”، غضب بوش، ضرب المنضدة بيديه صارخاً “تلك حقائق، ينبغى أن نعيشها”.. انتهت مواجهة، لكن تداعياتها بدأت.

ندا يمتلك ويدير كيانان رئيسيان “مؤسسة ندا للإدارة” ومقرها لوجانو بسويسرا، و”بنك التقوى” بجزر البهاما، الترويج للبنك بالسوق السويسرى دفع السلطات للتحرى عن نشاطه، لتجده بنك وهمى، مقره مجرد صندوق بريد، عدد العاملين (6) أشخاص، قررت منع استخدام اسمه على اراضيها، أفلس البنك 1998، أغلقته حكومة البهاما أبريل 2001، نوفمبر 2001 اتهم بوش الإبن ندا بأنه أحد داعمي الإرهاب في العالم، وأنه مول أحداث 11 سبتمبر من خلال شركاته والبنك، وجمد أمواله وأصوله، عند تفتيش مقراته 7 نوفمبر 2001  عثر على وثيقة بعنوان “الاستراتيجية المالية للإخوان المسلمين” تتضمن مخطط التغلغل وفرض النفوذ داخل إقتصاديات الدول الأوروبية.. المدعى العام السويسرى وضع أمواله تحت الحراسة، فرض عليه الإقامة الجبرية، وبدأ التحقيق معه بالتعاون مع إيطاليا وبريطانيا و10 دول أخرى، إضافة للمخابرات المركزية CIA والمباحث الفيدرالية ووزارتى الخزانة والأمن الداخلي، اواخر 2001 ضمنته الأمم المتحدة قائمة استصدرتها الإدارة الأمريكية للمتهمين بدعم الإرهاب، فاضطر لتصفية أعماله بسويسرا.

التحقيقات أكدت ان أحد مؤسسي البنك “أحمد إدريس نصرالدين” كان موظفاً بمجموعة بن لادن، والممول الرئيسي ورئيس مجلس إدارة المركز الإسلامي بميلانو، الذي استخدم كمحطة لإرسال المتطوعين للقاعدة بأفغانستان، اثنين من أقرباء بن لادن من حملة أسهم البنك، خيرت الشاطر والقرضاوي وزغلول النجار من كبار المودعين.. CIA رصدت مشاركة البنك فى تمرير أموال للقاعدة، وتوفير خدمات الإنترنت والهواتف المشفرة لها، وترتيب شحنات الأسلحة… وزارة الخزانة أعلنت أنه إعتبارا من أكتوبر 2000 وفر البنك حساب ائتمان سري لشخص مقرب من بن لادن، حول له بعد سبتمبر 2001 مساعدات مالية كبيرة، شارك في تمويل حماس، جبهة الإنقاذ والجماعة الإسلامية المسلحة بالجزائر، النهضة التونسية، ومنظمة “القاعدة”.

وزارة المالية الأمريكية خاطبت المدعى العام السويسرى 22 فبراير 2002 لتحيطه بإتهام المخابرات الأردنية للبنك بتمويل شبكة الزرقاوي الإرهابية التى خططت لضرب السائحين والمصالح الأميركية في عمّان خلال احتفالات الألفية، وزارة الخزانة خاطبته 17 ديسمبر 2004 لتؤكد توافر أدلة جديدة على تورطه في تمويل الإرهاب.. مساعد وزير الخزانة “زراتة” قدم شهادة إدانة فى الكونجرس 12 فبراير 2002، وسافر بصحبة وزير العدل لسويسرا لتاكيد ذلك رسميا، شهادة “جون سنو” وزير الخزانة للكونجرس 26 يونيو 2003 قدمت أدلة إضافية.. فريق الخبراء الماليين التابعين للأمم المتحدة كشف إنتهاك ندى حظر السفر 28 يناير 2002، وسافر لإمارة ليخنشتاين، وغيّر أسماء شركاته، ووضعها تحت التصفية.

المحكمة الفيدرالية العليا بسويسرا وجهت انذارا للمدعى العام 27 ابريل 2005 لإستمرار التحقيق لأكثر من ثلاث سنوات، ومنحته شهر مهلة، لتحويل القضية لقاضى تحقيق، او حفظها نهائياً، لكنها رفضت رفع الحجز المفروض على ثروة ندا أو إنهاء الإقامة الجبرية عنه 14 نوفمبر 2007 لقناعتها بأن عدم توافر أدلة للإدانة نتيجة لعدم امتلاك البنك سجلات ونظم حفظ بنكية، لايعنى البراءة، نهاية نوفمبر 2007 توجه ندا للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ لاستئناف الحكم، وحصل على حكماً بإدانة الحكومة السويسرية.. وهى المرة الأولى فى تاريخ المحكمة التى تصدر حكماً فى قضية تتعلق بالإرهاب، العدالة تختلط بالسياسة وبمصالح الدول عندما تتصدى مؤسسات حقوق الإنسان لقضاياها، فمابالنا عندما تتصدى لقضية إرهاب؟! رغم ذلك.. اضطر مجلس الأمن لوقف قرار تجميد أموال ندا وتحديد إقامته 10 مارس 2010.. لكن الحظر الأمريكى استمر، لإدراكها حقيقة تورطه، فالمخابرات الأمريكية تعيِّن رئيس البنك المركزي في الباهاما، والـFBI ترصد التحويلات النقدية من الجزيرة.. فلماذا رفعته أخيرا؟!

الإخوان من منظور الرئاسة الأمريكية اثبتوا على مدى 85 عاماً انهم مكون رئيسى فى المشهد المصرى، اياً كان من يحكم، ومهما كانت الضغوط عليهم، لذلك استثمرت فيهم لتوظفهم كأهم ادوات إعادة ترتيب الأوضاع بمصر والمنطقة، مبلغ الـ8 مليار دولار كان جزءاً من ذلك.. لذلك.. غير مقبول تعلل الرئاسة بأن مصر ابتلعت الإخوان، وان الرهانات سقطت، والإستثمارات ضاعت.. الحفاظ على تواجد الإخوان هدف رئيسى، بغض النظر عن تغيرات السياسة الأمريكية ومواقفها تجاه الدولة المصرية.. ويوسف ندا رجل المرحلة، مهما شاب العلاقة معه من إشكاليات.. كان المسئول الفعلى عن ترتيب اتصالات الإخوان مع الإدارة الامريكية بعد 25 يناير، نجح فى تغيير موقفهم من ترشح الإخوان للرئاسة، بعد سقوط مرسى سارع بإيفاد ابنه –عضو التنظيم الدولى- لواشنطن 7 يولية 2013، لحثها على اتخاذ إجراءات عاجلة تمنع تحول ترتيبات 3 يولية لواقع يصعب تعديله، قيادات التنظيم الدولى فى اجتماعهم بإسطنبول 13 يولية قررت تفويضه فى التصدى للحملة الدولية المضادة للإخوان، وإدارة علاقاتهم مع أمريكا وبريطانيا حرصاً على استمرار دعمهما.. وكلف بتأسيس شركات وإفتتاح مشاريع لتوظيف الهاربين، وتمويل قنوات التحريض.. كان همزة الوصل بين التنظيم والحكومتين القطرية والتركية، وشارك فى تغطية تكلفة مؤتمرات الإخوان التى عقدتها بأمريكا والمانيا قبل 25 يناير 2015.

الرهان على ندا إذن يرجع لقدرته على إحياء الإمبراطورية الاقتصادية والمالية للإخوان حول العالم، بأمواله التى تقدر بـ12 مليار دولار، او استثمار علاقاته لضخ استثمارات جديدة، مايوفر مصادر تمويل بديلة لقرارات الحظر التى فرضت على ممتلكاتهم، وحل جمعياتهم، وعجز التنظيم عن تحصيل إشتراكات الأعضاء.. الرواج الإقتصادى سيتبعه إنفراج سياسي، خاصة مع إيمانه بقدرة التنظيم وديناميكيته، مايمكن الإخوان من سرعة استعادة مواقعهم، سواء من خلال أعضاء التنظيم المنتشرين بمؤسسات الدولة، او بالمصالحة.. ندا يعتبر وسيطاً مقبولاً بين التنظيم والأنظمة العربية، وفوتِحَ بالفعل مارس 2014 لكن المناخ لم يكن مواتياً.. وهو كارت لم يحترق، وأفكاره تحمل قدراً من التفاهم والتسامح تجاه الأديان والمذاهب الأخرى، ملاسناته مع محمود عزت وأعضاء مكتب الإرشاد حول الشيعة تؤكد ذلك، كما أنه عضو التنظيم الدولى الوحيد الذى لم يهرول للعودة لمصر إبان حكم الإخوان، رغم قرار مرسى بالعفو العام واسقاط الأحكام عنه يولية 2012.

          ذلك هو الرهان الظاهرى على يوسف ندا.. لكن أجهزة المعلومات الأمريكية تدرك ان قطار المصالحة بمصر خرج عن قضبانه منذ تولد العداء بين الشعب والإخوان، وانكشف عداؤهم للدولة، للمرة الأولى فى تاريخ الجماعة، وان الإستفادة الحقيقية منهم تتمثل فى اعتبارهم كجماعة بمثابة ذراع سياسى بالمنطقة، وتوظيفهم كأفراد كمصادر لأجهزة الأمن أو كطابور خامس يمكن تحريكه فى الاتجاه والتوقيت الملائم للمصالح الأمريكية.

gtaha2007@gmail.com

 
تعليق واحد

Posted by في 2015/03/30 بوصة غير مصنف

 

دفاعاً عن الأزهر، وهيبة شيخُنا الجليل

أحمد-الطيب

الخارجية العراقية استدعت سفيرنا ببغداد 17 مارس إحتجاجاً على استنكار بيان الأزهر لجرائم ميليشيات “الحشد الشعبى” الشيعية بمناطق السنة.. المالكى نائب رئيس الجمهورية اتهم الأزهر بالوقوع فى فخ داعش، ودعاه للإعتماد على معلومات موثقة.. حمدية الحسيني النائبة عن التحالف الوطني دعت لاتخاذ موقف من البيان.. جماعة علماء العراق إعتبرته لايستند للواقع.. آية الله بشير النجفي أكد ان قرارات تحرير المناطق المحتلة اتخذتها الحكومة، استجابة للسكان السُنّة، بعدما نالهم من التنكيل والتدمير.. السيد الهاشمى، قطب الشيعة المصريين بالأسكندرية، عضو المجمع العالمي لأهل البيت، تطاول متسائلاً “هل ينكر أحد أن الأزهر مخترق من الوهابية حتى النخاع؟ وأن السياسة لها حساباتها التي قد تتجاوز الحقيقة من أجل المصلحة؟”.. ووكالة انباء “فارس” نقلت عن البرادعى ” ان البيان صدر بطلب من وزارة المالية، لأن السعودية ربطت صدوره بإعطاء مصر منحه بـ3 مليار دولار!!”.

التيار المعارض لبيان الأزهر قابله تيار آخر مؤيد، او يعبر عما يؤكد ارتكازه على مبررات موضوعية، تستند الى القياس على ماسبق من تطورات.. أسامة النجيفى نائب رئيس الجمهورية ناشد العبادى رئيس الوزراء والجبورى رئيس البرلمان والعبيدى وزير الدفاع، بالتدخل لوقف تجاوزات الميليشيات، من تفجير ونهب للمساجد والمنازل الخالية من سكانها بالمناطق المحررة.. الجبورى توجه لإيران ديسمبر 2014 محاولاً إقناعها بردع المليشيات التي تمولها بالمال والسلاح.. نائبة ديالى ناهد الداينى اتهمت الميليشيات بإفراغ المحافظة من السُنة لإعادة توطين الشيعة، والجبورى طالب بمحاسبة المتورطين.. هيئة علماء المسلمين أيدت بيان الأزهر، وأكدت تورط الميليشيات فى جرائم إبادة بحق السُنّة.. هيومان رايتس ووتش وثقت العديد من المذابح التي ارتكبتها الميليشيات، بعد تحريرها لعدة مناطق، ودعت القوات العراقية لحماية المدنيين من هجمات الميليشيات الإنتقامية، وفى بيان آخر أتهمت الميليشيات بارتكاب جرائم حرب مشيرة لـ”مجزرة” فى مسجد بمنطقة ديالي راح ضحيتها عشرات القتلى، مؤكدة ان مالايقل عن 3000 شخص أجبروا على ترك منازلهم بمنطقة المقدادية، ومنعوا من العودة، وتم خطف وإعدام بعضهم ميدانياً.. السيستانى منتصف فبراير كرر للمرة الثانية خلال شهر واحد دعوته لمقاتلي الميليشيات لعدم التعرض للمواطنين أو انتهاك حرماتهم أياً كان دينهم أو قوميتهم، وذلك نتيجة لتصاعد جرائم القتل والانتهاكات.. اوغلو وزير الخارجية التركى أعرب عن قلق بلاده من الإعتداءات الشيعية على سنة العراق.. والفيصل وزير الخارجية السعودي قال إن معركة استعادة تكريت أظهرت كيف «تستولي» إيران على العراق.. الجنرال مارتن ديمبسي رئيس أركان الجيوش الأميركية قام بزيارة مفاجئة للعراق 9 مارس، وحذر من تفكك الائتلاف الدولي إذا لم تسوى الحكومة العراقية الانقسامات الطائفية بالبلاد، لأن الإئتلاف يضم دولاً سنية باتت تقلقها العلاقات بين بغداد وطهران، لكنه أردف “إن التدخل الإيرانى قد يكون «إيجابياً» إذا لم يؤدِ لتأجيج الصراع الطائفي!!” معبراً عن موقف مرن تجاه طهران يتناسب ومفاوضات الصفقة المتكاملة.

تجاوزات الميليشيات الشيعية فى حق السنة إذن إشكالية مطروحة على الساحة العراقية والإقليمية والدولية بقوة، قبل بيان الأزهر بزمان.. بدأت منذ استعادة جرف الصخر وآمرلي.. عمليات اعتقال واحتجاز خارج القانون بتهمة التعاطف مع داعش واحتضانه، استيلاء على الممتلكات ونسف المنازل، التصفية الجسدية والإعدامات الميدانية، فرات العزاوى محافظ ديالى أكد ان المليشيات أعدمت 80 نازحاً بقرية شمال شرق المحافظة علناً، واقتادوا 35 آخرين لجهة مجهولة.. ميليشيا “عصائب أهل الحق” قتلت الشيخ قاسم الجنابي، جنوب بغداد، وارتكبت مجزرة بروانة قرب المقدادية، التي راح ضحيتها 72 مدنيا سنيا، أعضاء لجنة التحقيق التى شكلت برعاية التيار الصدرى تلقى أعضائها تهديدات بالقتل، مادفع الصدر لمخاطبة القادة الإيرانيين لطلب وقف دعمها.. بعد تطهير ناحيتي السعدية وجلولاء يناير الماضى شنت الميليشيات حملة تهجير ونهب، أحرقت منازل المهجرين، واعتبرت الأثاث والسيارات “غنائم”.. الميليشيات نهاية يناير أحرقت 400 منزل ببلدة شيروين وناحية المنصورية بديالى بعد تحريرهما، وفجرت 11 مسجداً، وقتلت 70 شخصاً.. مركز بغداد لحقوق الإنسان كشف استيلاء الميليشيات فى فبراير على مسجد “الأمين محمد” بالحي العسكري ومسجد “الرحمن” بحي 17 تموز بقضاء المحمودية، وعدد من منازل السنة المحيطة بالمسجدين، رعد الدهلكى نائب ديالى أكد ان الاستيلاء على مساجد السنة فى العراق اصبح ظاهرة يومية، تستهدف تغيير ديموجرافية الدولة.

الموقف السياسى بالعراق بالغ الإلتباس، والتعامل مع متغيراته يفرض متابعة دقيقة وموسعة وتنسيق مع وزارة الخارجية والجهات السيادية المعنية.. قاسم سليمانى قائد الحرس الثوري الإيراني يشرف على إدارة هجوم تكريت من غرفة عمليات سامراء، يساعده 1000 من قوات النخبة، ومقاتلين شيعة من جنسيات مختلفة بينهم المئات من البحرين بقيادة ابو نزار العلوي، و150 من “حزب الله” اللبناني، والدعم الجوى توفره قاذفات السوخوى الإيرانية.. المالكي أسس لجنة الحشد الشعبي التى تقوم بدور قيادي في العمليات الأمنية، وهى جهة ربط بين طهران والحكومة والفصائل المسلحة، يرأسها جمال جعفر “أبومهدي المهندس”، الذى اتهمته أمريكا بتفجير سفارتها بالكويت 1983.. الشيخ علي يونسي مستشار الرئيس روحانى للشؤون الدينية والاقليات اعتبر أن “بغداد اصبحت عاصمة الامبراطورية الايرانية”، مااضطر الخارجية العراقية للإستنكار.. بعض أحزاب التحالف السياسى الشيعى ترى الاحتفاظ بالأراضى المحررة، ومنع سكانها من العودة، لحين التأكد من شروط الولاء والانصياع.. من منطلق ان الفرز الأمنى للمدنيين عملية روتينية، تعقب تحرير المدن المحتلة، وقد تصحبها بعض التجاوزات.

والحقيقة ان القوات المشتركة فى تحرير تكريت تبلغ قرابة 23 الف مقاتل، الثلث من قوات الأمن والجيش، والباقى من الحشد الشعبى، وقرابة 2000 من مقاتلي عشائر السنة فى بيجي وسامراء والدجيل وتكريت، قبل بدء العمليات حرص العبيدى على الإلتقاء بممثلى تكريت وعددهم 350.. لم يتم فتح الجبهة حتى الآن للصحفيين ولا لممثلى المنظمات الحقوقية، وهيومان رايتس ووتش اعترفت بعدم قدرتها على رصد وجود تجاوزات من عدمه.. أما تلك الحملة التى بدأت قبل بدء المعارك 2 مارس الجارى، فهى ترجع لمخاوف داخلية وخارجية وطائفية –مشروعة ومبررة بالطبع- من عمليات انتقام واسعة، نتيجة لأن تكريت ذات غالبية سنية، وهي مسقط راس صدام حسين، وفيها ثقل لحزب البعث المنحل، الذى تعاون بعض قادته مع داعش، إضافة الى تأجج مشاعر الإنتقام لدى الشيعة من تعرض مئات من مجنديهم للإعدام الجماعى ذبحاً بقاعدة سبايكر العسكرية شمال المدينة عند اقتحام داعش لها، وقد غذت داعش هذه الحملة بقوة.. لذلك نربأ بشيخنا الجليل ان يعبر عن موقف قائم على قلق ومخاوف غذتهما حملات اعلامية، حتى لو استندت على قياسات لمواقف سابقة.

***

          الحكومة العراقية تبذل جهداً متعقلاً للعودة للإقليم، خاصة مصر، بعد فترة عزلة طويلة.. تدير أزمتها وسط توازنات بالغة الحساسية، بين جيران اقوياء ذوى أطماع معلنة، ودولة كردية ناشئة تقتطع جزءاً من ترابه الوطنى، مؤسسات وطنية ناشئة.. تنظيمات مسلحة يحتل بعضها ثلث أراضيه، ويعيش الأخر بين جنباته، وارهاب لم يشهد التاريخ له مثيلاً، وتدور على أرضه حرباً دولية.. دور الأزهر الذى لاغنى عنه يتمثل فى نشر ثقافة التسامح والسلام والتقريب بين المذاهب، وتهدئة المواجهات الطائفية المستعرة بالمنطقة، وكشف دعاوى الإرهابيين.. فهل نقبل ان يستدرج لخلاف طائفى يضعف قيمته الدولية، ويستغل فى محاولة المساس بقامة شيخه الجليل، ويحوله من آداة للحل، الى جزء من المشكلة؟!.

gtaha2007@gmail.com

 

 
تعليق واحد

Posted by في 2015/03/23 بوصة غير مصنف

 

نُذُر رياح الهَبُوب، ومخاطر الجنوب

1571

حركة الإخوان المسلمين نشأت بالسودان منتصف خمسينات القرن الماضى، عمر البشير كان رئيساً للجبهة الإسلامية المنشقة عن الحركة، سماها فيمابعد حزب المؤتمر الوطني، الخرطوم فى عهد البشير إستضافت اجتماعات التنظيم الدولى للإخوان نوفمبر 2012.. ووقعت اتفاقاً فى أغسطس 2014 لتشكيل قوة عسكرية تخضع لقيادة مشتركة مع اثيوبيا، لحماية سد النهضة، معلنة ضمانتها لأمن السد، مقابل تسوية مشكلة إقليم الفشقة الذى تحتله أثيوبيا.. البشير مول حملة إخوان مصر للإنتخابات البرلمانية 2012 بـ10 مليون دولار، وأدان الضربات المصرية لداعش، ودعا للحوار مع “المسلحين”، معترفاً بدعمه لقوات “فجر ليبيا” المتطرفة.. ووزير إعلامه أحمد عثمان سلم بأن طول الحدود مع مصر قد يسمح بتسلل المهاجرين وتجار السلاح للجهاديين بسيناء!!.. ثم فجاة يعلن البشير فى الإمارات توقفه عن دعم “فجر ليبيا”، ويعتبر “الإخوان أكبر تهديد للاستقرار في العالم العربي”.. وينفى علاقتة بهم!!.. تَغَيُرات السياسة “واقع” يتلوى على الأرض، ندركه، وقد نتعايش معه، لكن الإنتباه والحذر لازمين، حتى لاتعصف بنا رياح الهَبُوب، قادمة من الجنوب.

***

مطاردة “أنصار بيت المقدس” بسيناء، والتضييق على نشاط الإخوان، والجماعات التابعة لها، خاصة أجناد مصر، دفعهم للهروب الى السودان.. التنظيم الدولى وقطر أقاما معسكرات لتدريبهم قرب الحدود، الخوف من الإستطلاع الجوى، وإعفاء السلطات السودانية من الحرج، دفعهم لنقلها لولايات البحر الأحمر وكسلا وكردفان، المعسكرات ضمت 3000 عنصر، بينهم عناصر إفريقية، تديرها الجماعة الإسلامية.. المعارضة السودانية ذكرت ان المدربين عناصر مخابرات، تركية وإسرائيلية متقاعدة، متجنسة بالقطرية، ومصادر أوثق نسبتهم للقاعدة.. والتنسيق قائم مع معسكر الكفرة داخل الحدود الليبية، لتمتعه بإمكانية استقبال الدعم من الجو، وإطلاله على المعبر الرئيسى لتهريب الأسلحة للشمال الأفريقى ودول الساحل والصحراء.. بعد انتهاء التدريب يتم دفع المقاتلين فى مهام “تطعيم معارك” مع القاعدة، باليمن وسوريا، قبل تسللهم للبلاد.

السودان لاتهتم بمراقبة الحدود، قبائل الرشايدة والعبابدة تحتكر عمليات التهريب التى تنطلق معظمها من كسلا، عبر طرق برية من وادى قبقبة الى وديان العلاقى والجِمال ودرب الأربعين وبرنيس فى اتجاه دراو والعدوة ودشنا ونجع حمادي ووديان غدير وخريط بأسوان.. أو فى اتجاه وادى أم رشيد بمرسى علم، ثم وادى إمبارك قرب القصير، حتى جبال 85 بين قنا وسفاجا، ومنها لجبال راس غارب والزعفرانة والعين السخنة قبل دخولها سيناء.. وبعض الشحنات تسلك طريق أرقين الحدودى، او بحيرة ناصر ومدينة ابوسمبل.. إنكشاف الحدود، انتشار السلاح، ومحاولات الوقيعة بين أهالي النوبة والقبائل العربية، أوقعت نحو 32 قتيلاً.. تمدد الإرهاب يهدد سلامنا الإجتماعى.

مصر أغلقت منفذ أرقين البري الرابط بين ولاية دنقلة والطريق الغربى “طريق الجمال” أكتوبر 2014، حرس الحدود بالتعاون مع الطيران والبحرية والمنطقة الجنوبية العسكرية يتولى تمشيط المنطقة الحدودية؛ خاصة حلايب وشلاتين لمنع التسلل، الا ان طبيعة المنطقة تفرض صعوبات لايمكن تجاهلها.. يناير 2015 قُبِضَ على 17 إرهابى بعد هروبهم من سيناء محاولين التسلل للسودان، للحاق بمجموعة أخرى سبقتهم، حاولت توفير التمويل والدعم العسكرى للتكفيريين بمصر لإستعادة التوازن من جديد.. 61 الف قطعة سلاح ضبطت من يناير 2011 حتى ابريل 2014، و12 الف متهم، تجار المخدرات تحولوا للسلاح والبارود، نتيجة للرواج، وارتفاع هامش الربح.

الإستثمارات القطرية بالسودان بلغت 4 مليار دولار، إتُفِقَ على زيادتها لـ6، و2 مليار لدعم إعمار دارفور، ومليار كوديعة لتعزيز الإحتياطى الأجنبي، تميم زار الخرطوم ابريل 2014، ووزيرا الدفاع وقعا مذكرة للتعاون العسكرى فى نوفمبر، الدعم القطرى تراجع بعد رفض السودان استضافة قيادات الإخوان ضمن محاولاته موازنة علاقاته مع مصر والخليج، ولإنحسار دوره كمعبر لتوصيل الدعم للميليشيات المتطرفة فى ليبيا، سواء عن طريق الطائرات كما حدث من قبل او بالتهريب عبر الحدود، وذلك بعد نمو قدرات  الجيش الوطنى نتيجة للدعم العسكرى والتقنى المصرى.. أراضى السودان ظلت لسنوات قاعدة لأنشطة المخابرات الإيرانية فى علاقاتها مع التنظيمات الدينية المتطرفة بمصر وشمال أفريقيا، إعتماداً على مراكزها الثقافية والحسينيات التى تمولها.. بعد سقوط الإخوان فى مصر، والإنحياذ الخليجى لها، استشعر السودان مخاطر جدية دفعته لمراجعة وتقييم مواقفه.. تمدد داعش بالمنطقة أثار تخوفاته من وصولها للداخل السودانى مستغلة أوضاعه غير المستقرة.. استمرار إنحياذه لإيران يعمق من تورطه فى عداء السعودية ودول الخليج، دون توفير مصدر بديل لدعمهم، فى ظل أزمة إقتصادية نتجت عن سيطرة الجنوب على 75% من نفط الدولة.. كما يعرضه للإستهداف المباشر من إسرائيل، دون قدرة على المواجهة، اسرائيل قصفت قافلة أسلحة قوامها 20 شاحنة جنوب غرب بورسودان 2009، ودمرت مجمع “اليرموك” العسكري بضواحي الخرطوم 2012، ونشطت عمليات الإستطلاع الجوى 2013، لذلك رفض السودان عرض إيران بناء منصات دفاع جوي علي سواحل البحر الاحمر، وأغلق المركز الثقافي الإيراني، والحسينيات الشيعية فى سبتمبر 2014.

البشير توجه للسعودية فى اكتوبر لتطبيع العلاقات، واستئناف الدعم، الإستثمارات السعودية بالسودان تأتى فى المرتبة الأولى، وتتجاوز 10 مليار دولار.. بعدها توجه فى فبراير 2015 للإمارات، التى تزيد استثماراتها عن 6 مليار، الوفد الرسمى تكون من 11 وزير بينهم الدفاع والخارجية والمالية والاستثمار، ورئيس المخابرات وقائد الشرطة، السودان أبدى استعداداً للمشاركة ضمن قوة إقليمية لمواجهة داعش فى ليبيا، رحبت الإمارات وشددت على أهمية محاصرة التنظيم، ومنع تسلل المقاتلين، ووقف إمداده بالسلاح، عن طريق إحكام السيطرة على مثلث العوينات الحدودى، وتفعيل إتفاق السودان مع ليبيا ومصر لتشكيل قوة مشتركة لحماية الحدود الموقعة نوفمبر 2013.. إستضافت البشير للرئيس إدريس دبى بالخرطوم قبل القمة الإفريقية بأديس أبابا جاءت تلبية لرغبة تشاد فى التنسيق الإقليمى لوقف تدفق الأسلحة والمقاتلين لداعش عبر أراضيها التى تشكل نقطة عبور بين غرب السودان وجنوب ليبيا، وخط للتواصل والإنتقال مع دول الساحل والصحراء، وهى خطوة بالغة الأهمية، تمثل استكمالاً لما حققته زيارة محلب لنجامينا ابريل 2014 من نتائج تستهدف تأمين الحدود التشادية الليبية (إنشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، زيادة المساعدات الفنية من خلال الصندوق المصرى للتعاون الفنى، زيادة عدد الدعاة المصريين من خريجى الأزهر…).

العلاقات المصرية السودانية من الثوابت الإستراتيجية التى تفرض نفسها، بغض النظر عن شخص الرئيس، وأياً كانت مواضيع الخلاف، سودان البشير لايضع فى اعتباره مصالح الأمن القومى المصرى، وربما السودانى، بدليل تعامله مع ملف سد النهضة، رغم ذلك.. استقبلت القاهرة وزير دفاعه فبراير 2014 لبحث قضايا الحدود، وتسلل الإرهابيين، وتهريب الأسلحة، والمهاجرين والمنقبين عن الذهب، ثم تبعتها باستقبال وزير خارجيتة على الكرتى، السيسى زار الخرطوم فى أول جولاته الخارجية بعد توليه الرئاسة يونية 2014، والبشير رد الزيارة فى أكتوبر، وتحولت اللجنة الوزارية المشتركة بين الدولتين الى رئاسية، الصادق المهدي مساعد الرئيس زار القاهرة فى فبراير، ووزير الإعلام السودانى إعلن عن زيارة مرتقبة للسيسى للخرطوم.. فهل تشهد هذه الزيارة إجراءات عملية تستهدف تشكيل قوات مشتركة تتولى تأمين الحدود بين الدولتين، ومثلث العوينات؟! أم ستُدفع مصر للتعامل مع نطاقاتها الحدودية من منطلق ماتفرضه ضرورات الأمن القومى، وفقاً لأحكام القانون الدولى، وشروط وقواعد ممارسة حق الدفاع الشرعى عن النفس؟!

gtaha2007@gmail.com

 
تعليق واحد

Posted by في 2015/03/18 بوصة غير مصنف

 

مهلة البرلمانية.. وأربع مهام عاجلة

012

بعد الحكم بعدم دستورية قانون الدوائر الانتخابية، ألغت المحكمة الإدارية الإنتخابات البرلمانية، تقرير هيئة المفوضين أكد عدم دستورية مواد بقانونى مباشرة الحقوق السياسية ومجلس النواب، لكن الدعاوى رُفِضَت لأن الطاعنين ليسوا أصحاب مصلحة.. مصر فى أزمة، والمشهد مرتبك.. بدلاً من الإستفادة من التأجيل كمهلة لإجراء مراجعات واجبة لبعض الإشكاليات الداخلية، شرعت نفس اللجنة التى أعدت القوانين، فى تعديلها على عجل، مايطرح المخاوف من تكرار الإلغاء، بمايرتبه من خسائر، ومزيد من الإرتباك.

الإخوان متخوفون من البرلمان المقبل، لأنهم سيغيبون عنه لأول مرة منذ 1987، المسئولون الأمريكيون نبهوا وفد الإخوان لواشنطن يناير الماضى الى ان انتخاب البرلمان الجديد سيسقط مبرر تلكوئهم فى تطبيع العلاقات الأمريكية مع مصر، الوفد طلب مهلة أخيرة، يؤكدون خلالها وجودهم على الأرض بالشكل الذى يستحيل معه استقرار الدولة دون مشاركتهم.. التنظيم يتحول بكامله للإرهاب، مايفسر اتساع نطاق عمليات التفجير، وإتجاهها للتصاعد، فرص نجاح الضربات الإستباقية محدودة، لاتتناسب وضخامة الظاهرة.. فالتنظيم فقد الصفين الأول والثانى من قياداته، ومعظم الإرهابيون، قادمون جدد، بلاسوابق، ماأدى الى العشوائية، ولامركزية القيادة، التى تصل الى حد العمل المنفرد، المهم ان يلتزموا بمبدأ “الحاق الأذى بالوطن او المجتمع او المواطن”.. حالة تفرض صعوبات على أجهزة الأمن، سواء فى المتابعة، أو توجيه ضربات إجهاضية.

اللواء مجدي عبد الغفار عين وزيراً للداخلية، لدىّ بعض التساؤلات المتعلقة أولاً بعلاقته بعملية إعادة هيكلة جهاز الأمن الوطنى بعد الثورة، وفقاً لمعايير فرضها تيار الإسلام السياسى على المجلس العسكرى الحاكم، وثانياً بمدى قدرته على التعاون مع أحمد جمال الدين ومحمد ابراهيم مستشارى السيسى ومحلب للأمن، بالشكل الذى لايؤدى لتنافس بين ثلاثة وزراء داخلية، وبالتالى تظل الرؤيا الأمنية لمؤسسات السلطة متوافقة، رغم ذلك فإن المهمة الأولى التى ينبغى ان يبدأ بها الوزير الجديد هى توفير رؤية أمنية شاملة لمواجهة الإرهاب، وفى إطارها اجراءات تنفيذية عديدة أهمها.. تطهير المنشآت الحيوية من الإخوان لتقليل فرصة تعرضها للتخريب.. مراجعة خططها الأمنية بمعرفة الأجهزة السيادية لسد أية ثغرات فيها.. تشكيل غرفة عمليات لمواجهة الإرهاب تستفيد من خبرات كافة الأجهزة الأمنية.. نشر قوات متحركة للتدخل السريع، بمايسمح بسرعة توجيهها بكثافة للمواقع المستهدفة.. إحكام السيطرة الأمنية على مداخل المدن لمنع تسلل الإرهابيين والأسلحة.. تعزيز الكثافة العددية للشرطة، بما يتناسب واتساع مهامها، والإعتماد على المؤهلات العليا والمتوسطة.. الإستفادة من الكفاءات المتقاعدة بكل الأجهزة الأمنية.. استغلال التوسع الراهن فى تشكيل الجماعات الإرهابية، لإختراقها وزراعة المصادر داخلها.. كسر حلقات الإنتاج المحلى للمتفجرات، بالسيطرة على تداول مكوناتها الرئيسية بالأسواق.. شن حملة توعية لتعبئة المواطنين للمساعدة فى عمليات الرصد على نحو ماتم فى الثمانينات والتسعينات.

المهمة الثانية تستهدف فض الإشتباك بين الإعلام وكل من المال والسياسة، والحد من تحكم مقدمو البرامج الحوارية فى النقاش وتشكيل الراى العام وفقاً لأهوائهم، وهو ماألمح له الرئيس السيسى بالدعوة لإيجاد ظهير فكرى مساند للنظام، وإلتزام الإعلام بالموضوعية.. الفضائيات أكثر أدوات الإعلام تاثيراً، ومعظمها ملكية خاصة لكبار رجال الأعمال.. كافة شبكات القنوات الخاصة منحاذة سياسياً، لأن مالكيها إما رؤساء أحزاب او مشاركين فى التاسيس أو منتمين أو مرشحين فى الإنتخابات، البيئة الإعلامية التى يعملون فى إطارها تفتقد لـ”ميثاق شرف إعلامى”، وتؤثر فيها ضغوط رأس المال الممثلة فى الحملات الإعلانية التى تشتمل –بصورة غير رسمية- على حملات هجوم ضد الخصوم السياسيين.. لايمكن لدولة فى حالة حرب ترك الإعلام على هذا النحو من الفوضى، وهناك إجراءات ضرورية.. تفعيل الثلاثة مواد بالدستور المتعلقة بإنشاء مجلس وطني، وهيئة الإذاعة، وهيئة للصحافة هى بداية المواجهة.. تنشيط دور أجهزة الرقابة لعملية تدفق الإعلانات “وحدة غسيل الأموال التابعة للبنك المركزى المصرى، مصلحة الضرائب العامة، الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، جهاز المنافسة ومنع الاحتكار التابع لرئيس مجلس الوزراء”.. وضع قواعد للفصل بين الملكية والإدارة المهنية، ليصبح إعلام مؤسسات لاأفراد.. إعادة هيكلة الإعلام الرسمى بالشكل الذى يصبح منافساً للإعلام الخاص فى جذب المشاهدين، دراسة إدخال تعديل تشريعي يسمح بالاكتتاب في القنوات الخاصة، للحيلولة دون هيمنة رأس المال عليها، وأخيرا منع اسناد برامج التوك شو لغير المصريين، لأنها تسمح لهم بالخوض فى شأن داخلى لايعنيهم.. تلك إجراءات هامة يمكن انجازها فى فترة ليست بالطويلة.

المهمة الثالثة تستهدف الحد من تكالب أصحاب المصالح على الترشح لعضوية المجلس.. بتحويلها من وسيلة لإكتساب الحصانات والمزايا الشخصية الى مهمة تطوعية، تؤثر صالح الوطن، أعضاء المجلس إعتادوا الشكوى من أن مزاياهم أقل من نظرائهم فى العالم، لكن الحقيقة انها ليست كذلك، فالعضو يتمتع بحصانة تجعله سيد قراره، وآمن عن الملاحقة الجنائية، وتيسر له خدمة مصالحه الخاصة ومشروعاته الشخصية، من خلال علاقاته بالمسئولين، ناهيك عن المزايا المادية.. مكافأة عضوية المجلس، بدلات حضور الجلسات والمبيت والسفر، 10 تأشيرات للحج ومثلها للعمرة، توظيف خمسة أشخاص مقربين، حق دخول أي مكان مجانًا، بعض التخفيضات مثل شراء الأراضي والوحدات السكنية من وزارة الإسكان، تيسيرات شراء سيارة حديثة، الإقتراض من المجلس “110 عضو من مجلسى مرسى أتهموا باختلاس قروض قيمتها 5 مليون و500 الف جنيه”.. رفع الحصانة عن أعضاء مجلس الشعب فيما لا يتعلق بأعمال البرلمان والمناقشات الداخلية وتقليل النفقات أصبح أمراً ضرورياً، يجعل من المقعد غير جذاب لرجال الأعمال، وبالتالى يفتح الباب أمام المؤهلين من أصحاب الفكر والسياسة للتقدم لخدمة المواطنين، دون انتظار مقابل.

المهمة الرابعة ضرورة الفصل بين الدين والسياسة، والكف عن المواءمات السياسية فى هذا الموضوع الخطير، قانون مباشرة الحقوق السياسية فرض وجود ثلاثة اقباط بكل قائمة حزبية، النور عارض المبدأ، لكن القانون تم إقراره، كافة الإحزاب رفضت مشاركة حزب النور فى قوائمها، فقهاؤه أفتوا بتحريم تهنئة المسلمين للأقباط فى الأعياد، لأنهم قلة “كافرة”، لايجوز ترشحهم للبرلمان، ولاتوليهم مناصب تمنحهم ولاية على مسلم، عندما تعلق الأمر بتشكيل قائمة خاصة بالنور وفقاً للقانون، أفتى برهامى بالموافقة على ان تضم مسيحيين، من منطلق ماوصفه بـ”المرونة الشرعية”، رغم تيقنه من ان ترشح أى قبطى على قوائمه لايعنى حصوله على أصوات المسيحيين بالدائرة.. إحجام المسيحيين عن الإنضمام للقائمة دفعه للعب على خلافات الكنيسة مع رعاياها، ونجح فى استقطاب أعضاء من رابطة «38 القبطية»، التى تضم أصحاب قضايا الطلاق والزواج الثانى العالقة مع الكنيسة، وكذا مجموعة حماة الإيمان، وأحد نواب حزب الحرية والعدالة المنحل.. بعد المتاجرة السياسية بالدين، لاينبغى السماح لأحد بتعميق الخلافات الطائفية، الى هذا الحد، لأن هؤلاء النواب المنشقين سيشجعون النور على التقدم بمشاريع قرارات مناوئة للكنيسة، أى للأغلبية المسيحية التابعة للكنيسة، فى مشهد يولد عداء طائفى للبرلمان، ينصب على السلطة ككل.. ظاهرة بالغة الخطورة لم تعرفها مصر فى تاريخها الطويل.

مراجعات اربعة يجدر ان تتم على نحو عاجل خلال المهلة التى اتاحها لنا حكم الدستورية، هناك مراجعات أخرى واجبة، ومهام مستحقة، ربما كانت موضع تناول فى المرحلة المقبلة، لكن ارتباك المشهد يتطلب حسن ترتيب الأولويات، مايتناسب وخطورة مانتعرض له، من تحديات ومخاطر.

gtaha2007@gmail.com

 
تعليق واحد

Posted by في 2015/03/12 بوصة غير مصنف

 

إنطباعات مبدئية عن تعيين اللواء مجدى عبدالغفار وزيراً للداخلية

11025147_1029638477065016_5479990269704897509_n

*  كنت من أوائل من رأوا ضرورة رحيل محمد ابراهيم ضمن التغييرات التى تمت على رجال السلطة بعد 30 يونية ، 2013.. كتبت رؤيتى ومبرراتها بمقالاتى بجريدة الوطن، وأكدت عليها بمبررات اكثر فى جريدة المصرى اليوم استدعاء الإخوان لمحمد ابراهيم من التقاعد ليحل محل أحمد جمال الدين الذى اعتبروه مناوئاً لتنفيذ خطة تمكينهم، كان ينبغى ان يكون مصدراً للتوجس والريبة مهما عبر عنه بعد ذلك من مواقف…

*  قبل أحداث 30 يونية إجتمع محمد ابراهيم مع اللواء أشرف عبدالله قائد الأمن المركزى آنذاك مرتين استهدف خلالهما وضع خطة تأمين لمقرات الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بكافة المحافظات، وقد رفض عبدالله ذلك مؤكداً انه يتلمس التوجه العام لدى ضباط الشرطة، وان اصدار مثل هذه التعليمات سيحدث فوضى لأن الضباط لن تنفذها، كما سيتم تشتيت قطاع كبير من جهاز الشرطة على النحو الذى لن يستطيع معه فرض السيطرة والأمن بالمحافظات.

*  انحياذ محمد ابراهيم للسيسى فى 3 يونية إذن كان انعكاس لحقيقة “مكره أخاك لابطل” لأنه لم يكن قادراً على تبنى الإتجاه المعاكس.

*  محمد ابراهيم ارتكب أخطاء جسيمة خلال توليه منصبه، أبرزها عدم تقديمه رؤيا للنشاط الأمنى للوزارة فى مواجهة تحديات امنية بالغة الخطورة والتصاعد، واكتفى بردود الفعل القاصرة، لذلك تكررت جرائم الإرهابيين، وينفس التكتيكات، لأنها لم تجد أن هناك أية محاولات من جانب الداخلية لسد الثغرات التى تعمل من خلالها، تفجير مديرية أمن القاهرة بعد الدقهلية، وتفجير معسكرات الأمن المركزى بالسويس والاسماعيلية.. ليست سوى امثلة قليلة تؤكد ذلك، ومرجع كل هذه السلبيات عدم قدرته على استعادة كفاءة أداء جهاز الأمن الوطنى.

من هو اللواء مجدى عبدالحميد وزير الداخلية الجديد؟

تخرج من كلية الشرطة 1974، وكان ترتيبه 194 على الدفعة، والتحق بالأمن المركزى، انتقل لمباحث أمن الدولة 1977 وتدرج فى مناصبها حتى 1993، تم ندبه للعمل بوزارة الخارجية حتى 1995، عاد وكيلاً لإحدى الإدارات بقطاع أمن الدولة حتى 2002 ، عين رئيساً لمصلحة أمن الموانئء لفترة قبل ان يعود نائباً لرئيس قطاع الأمن الوطنى ومسئولاً عن أمن الجهاز، وهو المنصب الذى يعتبر حائط الصد أمام محاولات اختراق الجهاز ويسمح له ،بدراية كاملة بالجهاز وضباطه، تولى فترة أمن الوزارة ورشح لحضور المجلس الأعلى للشرطة، وبالتالى فهو ملم بحالة الضابط العاملين بها، حيث كان أحد المسؤولين عن تقييمات الضباط.،، ولذلك فإن أى حركة تنقلات  للقيادات أو استبعاد لضباط سوف تكون واعية وعن معرفة وفى اتجاه تنفيذ توجهاته وقناعته وخطته الأمنية.

*  عين رئيسا لجهاز الأمن الوطنى فى عهد منصور العيسوى مارس 2011، وأصدر له محمد مرسى قراراً بالمد بعد بلوغه سن التقاعد فى 3 يوليو 2011، بعد توليه رئاسة جهاز الأمن الوطنى رحَب بالرقابه الوطنيه علي اداء الجهاز، الغى مراقبة التليفونات سوى بإذن من النيابة العامة، إستغنى عن بعض إلإدارات، فى يونية 2012 رفض مرسى طلباً مقدماً من الوزارة بالمد له قائلاً “الأخ الواد عبد الغفار اللي كان ماسك أمن الدولة ده يروح”، مايؤكد عدم رضاؤه عن أدائة.

التعليق

*  ثلاثة وزراء داخلية بعد الثورة ينتمون للأمن العام، واثنان من مصلحة السجون، والوزير الحالى هو اول وزير ينتمى للأمن الوطنى، مايعنى أنه أكثر دراية بالمجريات السياسية بالدولة، وحسه الأمني أقوى من الجنائي، وهو أحرص على تقوية الأمن الإستباقى، ودعم علاقاته بالجهات الرسمية لتمده بما يستكمل قواعد بياناته ويمدها بما يعزز أمنها.

*  يمثل تعيين اللواء مجدى عبدالحميد دفعة جديدة للوزارة في مواجهة العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر والتصعيد الخطير خلال الفترة الماضية، خاصة وأنه يتسم بالصرامة والحزم أكثر من محمد إبراهيم”. وقد جاء تعيينه فى الذكرى الرابعة لإقتحام الإخوان والسلفيين مقرات مباحث أمن الدولة، مايعنى إرضاء لضباط الجهاز يدفعهم لمزيد من التعاون والبذل.

* غير ان الحكومة مطالبة –فى إطار الشفافية الواجبة- لطمأنة الرأى العام بشأن بعض الأمور التى قد تبدو فى حاجة لذلك وأهمها:

1- ان النظام يضم حالياً ثلاثة وزراء داخلية.. أحمد جمال الدين مستشاراً أمنياً للرئيس، أطاح به الإخوان ليأتوا بمحمد ابراهيم، لأنه لم يخضع لمخططاتهم.. محمد ابراهيم مستشار أمن لرئيس الوزراء، تمسك به الإخوان لآخر أنفاس نظام حكمهم، وهو الذى أطاح باللواء مجدى عبدالحميد بسبب اعتراض الإخوان عليه.. اللواء مجدى وزير الداخلية.. هل يؤثر تواجد هؤلاء الثلاثة فى مراكز مختلفة من أجهزة صنع القرار داخل الدولة على وحدة القرار وسلامة الرؤيا وحكمة التعامل مع التحديات الراهنة دون تضارب أو عناد؟!

2-  اللواء مجدى عمل بأقسام الأمن السياسى بمباحث أمن الدولة، ورغم عدم رضاء مرسى عنه -وذلك يحسب له ولاشك- الا انه هو الذى أشرف على عملية إعادة هيكلة الجهاز بعد الثورة، وفق معايير فرضها تيار الإسلام السياسى على المجلس العسكرى الحاكم، فتم حل الإدارات المختصة بالتحقيق والإستجواب، ومتابعة النشاط المتطرف السياسى والدينى، وإنهاء خدمة الضباط والقيادات المعنية بهذا النشاط .. ثم نقل تبعية الجهاز الى رئاسة الجمهورية، وتعيين نائب لرئيسه بمعرفة خيرت الشاطر لتحقيق الإختراق الكامل للجهاز وأنشطته.

توضيح هذه الإشكاليات يغلق الباب امام محاولات التشكيك فى حسن الإختيار، وهو لايتعارض مع أمن وسرية المعلومات المتعلقة بالأمن القومى.. فهل من مجيب؟!

gtaha2007@gmail.com

https://www.facebook.com/gamal.taha

 
تعليق واحد

Posted by في 2015/03/06 بوصة غير مصنف

 

«دواعش» ليبيا.. ومغزى الغارة المصرية

القوات الخاصة المصرية - إنزال بري في ليبيا

بعد ظهور داعش فى ليبيا، ومبايعة “أنصار بيت المقدس” للبغدادى، بدأ التنسيق الإستراتيجى بينهما.. دعم بالأسلحة والذخائر والمقاتلين، تعويضاً عن إغلاق الأنفاق.. مشاركة مباشرة فى عملية الفرافرة يولية 2014.. ومبادرة أحدهما بتسخين جبهته تخفيفاً عن الآخر حال تعرضه لضغوط عسكرية وأمنية، مايفسر مجزرة داعش ضد المواطنين المصريين بليبيا، ضمن أهداف أخرى أبرزها إحراج الرئاسة، إظهار عجزها عن حماية رعاياها، إثارة سخط المسيحيين، تخويف العمالة المصرية للعودة تاركة مصدر رزقها، فتصب غضبها على الدولة.

المخابرات المصرية رصدت رسائل الظواهري الموجهة لمجموعات إرهابية تسمى «الجيش الفاتح»، تشكلها القاعدة بالتنسيق مع الإخوان، وتدربهم بمعسكراتها فى ليبيا، الرسائل تُعبئهم لـ”غزو مصر، وتحريرها من السلطة الكافرة”، وتبشرهم بأن عمليتهم الأولى “تهريب قيادات الإخوان”.. إختراق أحد معسكرات مصراتة أكد أنه يضم 4000 إرهابى، ضمن 15 الف يستهدفهم التنظيم، بعضهم ممن هربوا بعد فض رابعة.. التمويل قطرى، والأسلحة تأتى بطائرات قطرية للمطار، وسفن تركية للميناء.

داعش احتلت القنوات الفضائية الليبية؛ مصراتة، توباكتس، فزان، النبأ، ليبيا الأحرار، مكمداس.. شنت حملات ضد مصر وقيادتها ودورها بالمنطقة، وروجت لأجندة التنظيم الدولي للإخوان، والأفكار التكفيرية والجهادية.

ليبيا تكتسب أهمية خاصة لدى داعش، باعتبارها قاعدة متقدمة لتدريب المقاتلين، والعمليات الموجهة لأوروبا، والقوات الفرنسية بدول الساحل والصحراء، لذلك أسست داعش لواء «البتّار» من العناصر الليبية والمغاربية بسوريا.. وعندما بدأ الجيش الليبي بقيادة حفتر “عملية الكرامة” كلف البغدادي عناصر اللواء بالعودة لمواجهته، وشدد على إعطاء أولوية لإكتساب الأرض عن عمليات التفجير.

لداعش منذ سنوات قاعدة عمليات بميناء درنة، الكاتب والمؤرخ الأمريكي ويبستر تاربلي مؤلف كتاب ” الحادي عشر من سبتمبر” وصف درنة بـ”عاصمة الإرهاب العالمي”، لأنها تصدر المقاتلين للعراق وسوريا.. معهد «واشنطن للشرق الأدنى» صنّف درنة كجزء من «دولة داعش».. ومهدي الحاراتي عميد طرابلس، الذراع اليمنى لعبدالحكيم بلحاج اعترف إنه تولى شخصياً نقل عناصر من الدول المغاربية والأوروبية لسوريا انطلاقاً من السواحل الليبية ومطاراتها، وذلك بعد التدريب بمعسكراتهم.. “مجلس شورى شباب الإسلام”  أعلن تأييده لداعش يونية 2014، ونفذ إعدامات على طريقتها بملعب لكرة القدم فى أغسطس.. ووسط عرض لـ”الشرطة الإسلامية” فى 6 أكتوبر 2014 بايعتها أنصار الشريعة، وأعلنت درنة إمارة إسلامية.. داعش سيطرت على كامل المدينة نوفمبر 2014، بمقاتلين تجاوزوا 800، تتبعهم 6 معسكرات بأطرافها، تضم جنسيات من دول شمال أفريقيا.

داعش استهدفت سرت منذ عامين مستغلة الفراغ الأمنى، وتوفر البيئة الحاضنة من أنصار القذافى، الساخطين على الغرب،.. أنشأت مقراً لقيادتها بمركز المؤتمرات، سيطرت على المطار، استقبلت طائرات تركية وقطرية محملة بالأسلحة، احتلت الإذاعة والفضائيات، وبثت خطب البغدادي والعدناني، والأناشيد الجهادية، أغلقت مقر الجوازات، وطلبت من الموظفين الإستتابة، سيطرت على مجمع عيادات المدينة، وفصلت بين الجنسين، استولت على الجامعة، وعلقت الدراسة، ودعت قوات فجر ليبيا لترك المدينة، إستعداداً لإعلانها ولاية إسلامية.. بعد الغارات المصرية فرضت حظراً للتجول تحسباً لتكرارها.

داعش توسعت فى الجنوب الليبى بإقامة قواعد، وتجنيد عناصر جديدة، والإرتباط بتنظيمات قائمة؛ خاصة جماعة بلمختار أبرز قيادى “القاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي، و”إياد آغ غالي” زعيم جماعة “أنصار الدين”، اللذين كانا يرتبطان بقاعدة الساحل والصحراء، إضافة للجماعات الهاربة من شمال مالى.. إهتمام الجزائر بالمنطقة بحكم إرتباطها بأمنها، دفعها للتواصل اليومى بأعيانها ووجهائها، لضبط الأمن وتوفير المساعدات الإنسانية، والتصدى للجماعات الإرهابية، استضافت فى يناير 2015 ممثلين عن 24 قبيلة لبحث وقف النزاع بين قبيلتى الطوارق والتبو، ومطلبهم ومطلب أهالى ولاية إليزى الحدودية بفتح الحدود، لكنها لم تعد بذلك لخطورة الموقف.. بعد الغارات المصرية انسحبت أربع جماعات من مواقعها في الحمادة الحمراء، وعرق مرزوق، خشية استهدافها ؛ “التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا”، “كتائب الصحراء” في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب، “كتائب يوسف بن تاشفين”، وفرع “أنصار الشريعة” بجنوب ليبيا.

داعش نظّمت مسيرات مفتوحة بطرابلس، واعلنت إعتزامها تنفيذ عمليات نوعية للسيطرة على مصراتة، واستتابت أهل النوفلية شرق سرت لمدة 3 أيام لإعلان البيعة، حتى لايتعرضوا للقصاص، وفرضت القيود “الشرعية” على نساء صرمان فى الغرب، وهو نفس مافرضته انصار الشريعة فى “صبراتة” غرب طرابلس.

أهم تحد واجه التنظيمات الإرهابية هو التنافس الى حد المواجهة بين القاعدة وداعش فى ليبيا وشمال أفريقيا.. كتيبة ابومحجن الطائفى بايعت داعش وارسلت 50 متطوع للحرب بالعراق يولية 2014، تلتها “أنصار الشريعة”، شباب التوحيد، مجلس شورى شباب الإسلام بدرنة، كتيبة عقبة بن نافع بتونس، كتيبة الفرقان بالجزائر، وهما تابعتين لـ”قاعدة المغرب الإسلامي”، التى جددت البيعة للظواهرى، وهناك مؤشرات تنسيق بين جبهة البوليساريو والقاعدة.. هذا التنافس لايعكس سوى الجهل بأن مبررات الخلاف بين التنظيمين تتراجع.. تحفظ القاعدة على مسمى “الدولة” لم يعد له موضع، إستثمار داعش الذكى للبيئة الحاضنة مكنها من إمتلاك المقومات النظرية للدولة، ولو مؤقتاً.. التكفير المتبادل فى إطار الصراع، حان وقت إنهاؤه لمواجهة التحالف الدولى.. تحفظ القاعدة على محاكمات داعش وإستخدامها المفرط للعنف، تراجع أمام ماتحقق على الأرض من نتائج.. والخلاف حول تبعية داعش للقاعدة من عدمه، لاموضع له بعد ان حققت داعش نقلة نوعية فى تاريخ الجماعات التكفيرية وصراعها مع مايسمونه بالطاغوت.. على ارض سرت تجلت مؤشرات انحسار المواجهة.. التسجيل المصور لذبح 21 مسيحى مصرى، تضمن رسالة من داعش للقاعدة، تلطيف أجواء، وإشراك فى مسئولية ذبح ذميين، وقسم بأن تخلط مياه البحر بدماء الغرب الصليبى الذي غيب فيه جسد بن لادن.

الغضب الأمريكى من إنفراد مصر بضرب داعش يرجع لحرصها على منع مصر من التعامل مع ليبيا باعتبارها ضمن دائرة أمنها القومى، لأن أمريكا ترتبط مع إخوان ليبيا باتفاقات تستهدف المنطقة، وتهدد مصر.. موقع  WorldNetDaily الأمريكي نشر تقريراً للجنة من 17 خبير عسكرى ومخابرات حققوا في نشاطات الخارجية الأمريكية فى عهد هيلاري كلينتون، أكد أن السفير السابق بليبيا كريستوفر ستيفنز كانت مهمته إدارة برنامج لتهريب الأسلحة لمليشيات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عضو اللجنة كلير لوبيز، ضابط سابق بـ CIA بليبيا أكد ان الأسلحة شحنت من أوروبا الشرقية لمركز خدمات لوجستية بقطر، ونقلت بالسفن والطائرات، لمجمع البعثة الأمريكية ببنغازي، بالتنسيق مع قادة المليشيات، وبعد سقوط القذافى كُلف السفير بالتنسيق مع تركيا لشحن الأسلحة لمتمردى سوريا الذين شكلوا داعش والنصرة.. روبن كوك وزير الخارجية البريطاني السابق كشف أن CIA كانت بمثابة الأم لأسامة بن لادن عام 1980، وأن آلافاً ممن انضموا للقاعدة دربتهم الوكالة.. دان بايمان الباحث بمعهد بروكينجز  أعرب عن دهشته من ان الولايات المتحدة لاتعطى أولوية للإرهاب فى ليبيا.. وموقع وكالة بلومبرج أكد ان الحكومة الشرعية فى ليبيا طلبت من واشنطن رسمياً وضع ليبيا ضمن أجندتها للحرب ضد داعش، ولكنها تجاهلت الطلب.

مصر عندما استهدفت دواعش ليبيا بضرباتها، تدرك ان الطيران لايحسم معارك، ولايصفى ارهاب دون عمليات برية.. الا ان الظروف الدولية والإقليمية لاتسمح بذلك، ممايجعل من دعم مؤسسات الدولة الليبية وعلى رأسها الجيش الوطني والأجهزة الأمنية، هو أفضل البدائل المتاحة لتطويق الإرهاب، ووقف تمدده.

gtaha2007@gmail.com

 
تعليق واحد

Posted by في 2015/03/03 بوصة غير مصنف