RSS

Monthly Archives: نوفمبر 2014

’’انتفاضة 28 نوفمبر ‘‘الفشنك

21e62c61496d5b34353c8254e4f221ce

لست قلقاً باكر على مصر.. أسباب عديدة تطمئننى على الوطن..

منذ ان أطيح بالإخوان وهم حريصون على ان “ينكدوا علينا.. ينتنقون تواريخ، تطلع فشنك، وينقلوا على اللى بعده، المهم انهم يعيشوا الدولة فى قلق وعدم استقرار واستنفار، لآنه مكلف اقتصادياً ونفسياً.

الجبهة السلفية الداعية لفعاليات باكر تنظيم محدود الشعبية محدود الأثر يكاد ينحصر فى الدقهلية، وان اتسم صدى الدعوة بالقوة نتيجة تبنى إعلام الإخوان لها، تعويضاً عما حدث فى تحالف دعم الشرعية من تفكك، ولعل ذلك يبرر تكليف الإخوان لإبراهيم منير أمين عام التنظيم من لندن بالتنسيق بشأن فعاليات اليوم، ورصد 15 مليون دولار لتمويلها.

رغم ذلك فإن الإعتماد الرئيسى باكر سيكون على مجموعات التراس وبلطجية العشوائيات والعصابات الإجرامية التى يتم استئجارها ببعض المحافظات، أما السلفيون أنفسهم فيتسمون بالجبن ولايستجيبوا للنزول الا بعد التأكد من نجاح الدعوى وانعدام المخاطرة.

تعليماتهم بعدم نزول المرأة يعكس تخوفاتهم من جدية الدولة، وعند الجدية والحزم يتصف السلفيون بالسلبية والجبن.

الحقيقة التى ينبغى الا تغيب عن خاطرنا، هى ان كل القواعد السلفية سواء التابعة للدعوة السلفية او لحزب النور او للشيخ حسان او ابواسحاق الحوينى متعاطفين تماما مع دعوة الجبهة السلفية بغض النظر عن الموقف المعلن لقياداتهم، وانهم لو أمنوا النزول لما ترددوا فى ذلك.

الوجه الآخر للحدث هو مدى استعدادات الأمن، قرار تكليف الجيش بالمشاركة فى تأمين المنشأت الحيوية، وتحركه بالفعل لإستلامها من أمس، يفرغ قوات الأمن المركزى للتعامل مع الموقف بقوة وتركيز واطمئنان، كما ان رفع درجة الإستعداد بين القوات الخاصة يزيد من حالة السيطرة على الموقف.

ولعل الإجراءات الإستباقية التى تم اتخاذها بالقبض على القيادات الحركية للجبهة السلفية، بناء على معلومات دقيقة من داخلهم، قد أحدث بينهم حالة من الإرتباك الشديد لايخفيها الأعضاء على مواقع التواصل الإجتماعى التابعة لهم، فهم أنفسهم يدركون ان باكر لن يقدروا على الحشد، لكنهم يسعون الى شن عمليات عنف وتخريب تقترب مما حدث فى اعقاب فض اعتصامى رابعة والنهضة، لكنه على نطاق محدود جدا وقد يقتصر على بعض المحافظات ‘‘الفيوم –الدقهلية –المنيا …’’.

حاولوا انهاك الأمن بإلإعلان عن بدء الفعاليات بعد آذان الفجر بدلاً من بعد صلاة الجمعة، لكن هذا يشكل انهاك لهم قبل الأمن، وتمكين للأخير من اقتناص العناصر الميدانية بشكل مبكر جداً على نحو يشكل إجهاضاً للفعاليات.

فلنحافظ على يقظتنا فى مواجهة عمليات التخريب، ولكن لانقلق من احتمالات الحشد، ولنسعى للسيطرة على مشاعر رجالنا فى الجيش والشرطة الذين تسيطر عليهم الرغبة فى الثأر لأرواح زملائهم، زيادة اعداد القتلى أحد رهانات الإخوان للمزايدة بها فى الخارج للإساءة الى مصر، وفى الداخل لمساعدتهم فى استمرار الحشد، لذلك فليحذر رجالنا وليسيطروا على غضبهم، حتى لا ينال الإخوان مايريدون.

 
أضف تعليق

Posted by في 2014/11/27 بوصة غير مصنف

 

الأبعاد الحقيقية لإستقالة تشاك هيجل

Hagel-Sisi-1690

استقالة هيجل تشكل فى أحد جوانبها ردا من اوباما على قرار السيسى تعيين فايزة ابوالنجا مستشاراً للأمن القومى المصرى.. ابوالنجا بالنسبة لأمريكا أيقونة عداء وكراهية، وهيجل –الجمهورى الوحيد فى الإدارة الديمقراطية- هو جسر التواصل مع مصر إبان الأزمات، واتصالاته مع السيسى منذ الإطاحة بالإخوان كانت فى المتوسط لاتتأخر عن اتصال طويل كل ثلاثة أيام.

تشاك هيجل يؤمن بأهمية العلاقات العسكرية المصرية الأمريكية وضرورة الحفاظ على مصر قوية لأهميتها فى استقرار المنطقة، ولدور الجيش المصرى التاريخى بها، هيجل يعارض وقف الدعم العسكرى الأمريكى عن مصر، ورأى ان قرار حجز طائرات الأباشى التى أرسلت فى عمرات للولايات المتحدة، هو قرار غير حكيم لآن هذه الطائرات تساعد مصر فى حربها ضد نفس الإرهاب الذى تحارب الولايات المتحدة إمتداداته فى العراق وسوريا، كما يعترض على توقف مشاريع التدريب المشتركة مع الجيش المصرى التى يرى ان امريكا هى الخاسرة من مثل تلك القرارات، لأن خبرة الجيش المصرى بحروب المنطقة تفيد عناصر الجيش الأمريكى.

الخلافات بين هاجل والإدارة الأمريكية لاتنصب فقط على النظرة الإستراتيجية لأهمية العلاقة مع مصر، والتواصل مع الجيش المصرى، وانما امتد الى الإعتراض على أسلوب إدارة السياسة الأمريكية لإستراتيجيتها فى سوريا والعراق، المخابرات السورية تخترق داعش بقوة من خلال عدد من ضباط مخابراتها الذين أعلنوا انشقاقهم ضمن موجة الإنشقاقات داخل الجيش السورى وأجهزة الأمن، ولكن فى الحقيقة فإن هذا الإنشقاق كان يشكل عملية زراعة ناجحة داخل التنظيمات المعارضة والإرهابية المقاتلة حاليا فى سوريا والعراق، ليس بهدف اختراقها معلوماتيا فحسب، وانما توجيهها حركيا، من خلال مناصبهم القيادية والميدانية، وهو مايفسر انه كلما سيطرت جبهة النصرة او الجيش الحر على منطقة او هدف،  سارعت داعش بالهجوم عليها والإستيلاء على تلك المنطقة او الهدف، او ايقاع خسائر كبيرة فى صفوف التنظيمات المعارضة الأخرى، المخابرات السورية أوقعت الإدارة الأمريكية فى فخ تاريخى، مستغلة سعيها لإيجاد بديل سريع بعد سقوط الإخوان، تعتمد عليه كأداة بالمنطقة، تبرر عودتها العسكرية، ومن هنا دفعت سوريا داعش للصدارة، بكل مالها من علاقة مع المخابرات الأمريكية منذ نشأتها، وحرضتها على اجتياح العراق وتهديد دول الخليج وهى التطورات التى انتهت بتحرك الولايات المتحدة والغرب للدفاع عن مصالحهم، وتشكيل قوات التحالف ، بما تقوم به من نشاطه عسكرى ضد داعش والنصرة وخراسان فى العراق وسوريا.

توسيع الحرب على نحو ماخططت سوريا قلب التوازن الإستراتيجى بالمنطقة، إذ حولت القوات الأمريكية وقوات التحالف من قوى تسعى لإسقاط النظام السورى الى قوى عسكرية فاعلة تسعى للقضاء على الجماعات المعارضة له، وبالتالى دعمه مباشرة، خاصة وانها تتولى اخطاره بشكل مسبق باتجاه غاراتها عن طريق وسيط اوروبى “المانيا” تجنباً للتعرض لشبكة الدفاع الجوى السورية القوية، هيجل لايتقبل ان تتحرك قواته بالأمس لإسقاط الأسد، ثم يوظفه الأسد الآن فى ضرب أعداؤه، وهو اتجاه يتناقض مع اندفاع الإدارة الأمريكية وتخبطها الراهن فى المنطقة.

هيجل توج خلافاته مع الإدارة الأمريكية بمذكرة وجهها اواخر اكتوبر الماضى لسوزان رايس مستشارة الأمن القومي انتقد فيها سياسة إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إزاء التعامل مع سوريا محذراً من خطورة تعريضها للتفكيك.

 الإدارة الأمريكية يهمها خلال الأزمة الراهنة عدم تفجير خلافات تؤدى لفتح ملف تعاونها ودعمها السرى للإخوان، والذى يعكس فشلاً ذريعاً فى رؤية وتقييم والتعامل مع المتغيرات السياسية بالمنطقة، كما يشكل تبديداً لأموال دافع الضرائب الأمريكى، ولعل ذلك يفسر حرص اوباما حاليا على الترويج لهيلارى كلينتون لمنصب الرئاسة، باعتبارها متورطة معه فى الأخطاء التى ارتكبت ابان التعامل مع الإخوان، وبالتالى من مصلحتها مستقبلاً إغلاق ملفات تلك المرحلة، التى ستكون موضع مراجعة وحساب من الإدارة المقبلة.

الحزب الجمهورى سوف يستغل استقالة هيجل فى الإنتخابات الرئاسية المقبلة، وسوف يتحدث هيجل وبتفصيلات مخجلة عن تخبط الإدارة الأمريكية وأخطائها فى الشرق الأوسط وتحالفها مع اخوان الشيطان ضد مصالح شعوب المنطقة ووحدة اراضيها.. تداعيات استقالة هيجل أخطر وابعد مما يتضح حاليا على السطح، وستنتهى بأوباما وادارته موضع مساءلة قانونية.

 
تعليق واحد

Posted by في 2014/11/25 بوصة غير مصنف

 

مصر فى حرب.. أفلا تصدقون؟!

حرب الإخوان

نتعرض لعدوانٍ ضارٍ، بدأ مع إعتلاء الإخوان الحكم، لا بعدما أطاح بهم الشعب، كما يزعمون، نكرر كل صباح، كل مساء، ان بلادنا فى حرب، ان وطننا مهدد، لكن أحداً لايصدق.. هذه ‘‘أم الأزمات’’، وادارتها لاتتم بثرثرة خبراء التوك شو، ومحللى الجرائد.. لابد من حل عاجل يجنبنا مصير أشقاؤنا بالمنطقة، المهمة الرئيسية التى ينبغى النجاح فيها قبل التعامل مع الأزمة، هى إقناع المواطن بأن ‘‘مصر فى حرب’’.

منذ مطلع القرن العشرين واجهنا سبعة حروب كبرى، العالمية الأولى، الثانية، فلسطين، العدوان الثلاثى، نكسة 1967، الإستنزاف 67- 1970، اكتوبر 1973، العدو فيها أجنبى، محدد ومعروف، أبلينا فيها حسناً.. عدونا هذه المرة يخرج من داخلنا، مايفسر لحظات التردد والدهشة التى تصيب من يتعرضون لهجوم الخونة، والتى تؤدى للمذابح.. لا أحد يصدق أن ‘‘مصر فى حرب’’.. تلك هى المعضلة.

الحرب التى نواجهها “شاملة”، أسفرت وفقاً لموقع “ويكى ثورة” –شبه المستقل- عن 3718 ضحية منذ بداية حكم مرسى حتى نهاية يناير2014، إضافة الى 18,535 مصاب من 3 يولية 2013 حتى نهاية فبراير 2014.

مظاهر الحرب متعددة، أولها يعكس فكر التكفيريين، وظلاميتهم.. وهو تخريب محطات ومحولات وأكشاك الكهرباء، وأبراج وخطوط الضغط العالى، لقطع الكهرباء وإظلام مصر.. ائتلافات الكهرباء الثلاثة ‘‘مهندسي محطات الإنتاج -العاملون بديوان عام الوزارة -مهندسون ضد الفساد’’ أكدوا فى تقرير مشترك ان عمليات التخريب منذ يناير2011 حققت خسائر تقارب 2 مليار جنيه، اتهموا 1200 موظف وفنى إخوانى عينهم مرسى، بتزويد المخربين بالخرائط والمعلومات، الوزارة تؤكد تخلصها من 90% من القيادات العليا المنتمية للإخوان، لكن عشوائية الفواتير تغضب المواطنين، وتؤكد ان التطهير لم يكتمل.

مظهر آخر للحرب يتعلق بقطع الطرق والمواصلات بين المحافظات، خاصة السكك الحديدية التى تنقل مليون راكب يوميًّا.. أعمال تخريب للقضبان والعربات والمحطات، إعتصامات ومظاهرات ‘‘على القضبان!!’’، تعطل قرابة 8000 رحلة، الخسائر منذ يناير 2011 تجاوزت مليار جنيه، وقد تتجاوز 3 مليار 2014/2015، أما داخل المدن، خاصة القاهرة الكبرى، فالتخريب يطال خطوط وعربات مترو الأنفاق، وتقطع الطرق بالمظاهرات والإشتباكات، ويسكب الزيت على الأسفلت، ناهيك عن التعطيل العمدى للسيارات ساعات الذروة.. الشوارع تحولت لجراجات، ونزيف الأسفلت مستمر، واستهلاك الطاقة بلغ ذروته، وكذا مخرجاتها من عوادم قاتلة.

تحالف الإرهاب مع العصابات الإجرامية بعد ثورة يناير2011 وظفها لهدف إسقاط الدولة، ووسع من نطاق الحرب.. سرقة مخازن السكك الحديدية أثر على توافر قطع الغيار لعمليات الصيانة والتشغيل، سرقة 90% من كابلات الكهرباء لخط اسوان حلايب شلاتين أجهض مشروع قومى تكلف 3 مليار جنيه، سرقة قضبان السكك الحديدية من الخارجة حيث ينقل فوسفات ابوطرطور حتى ميناء سفاجة بتكلفة تتجاوز 700 مليون جنيه، سرقة كابلات التليفون الأرضى من معظم مناطق محافظة الجيزة.. جرائم ظاهرها جنائى، وباطنها معارك ضمن حرب طاحنة ضد الدولة المصرية.. يشارك فيها تجار الخردة، وملاك مصانع الكابلات الكهربائية ومصانع الحديد، الذين حققوا مكاسب خرافية، دون مساءلة؟!

السلفيون يدعون لثورة مسلحة 28 نوفمبر الجارى، وحماس تزف بشارتها فى شوارع غزة، مخطط يعتمد على خروج مجموعات كبيرة بدعوى التظاهر، لكنها تستهدف تخريب أهداف حيوية محددة لكل مجموعة، بما يُعجِز قوى الأمن عن التصدى والملاحقة، اتصالات مكثفة مع بقايا ‘‘حازمون’’، وكابوهات التراس، وأطفال شوارع، وبلطجية العشوائيات للمشاركة، نوع جديد من الإرهاب الجماعى المنظم على نطاق واسع، ومظهر إضافى للحرب الموجهة لنا.

المحور الرئيسى للحرب يستهدف القوات المسلحة والشرطة.. لايقتصر على الإغتيالات، والعمليات الإنتحارية، والسيارات المفخخة، والألغام، والقنابل الموقوتة، او بالتفجير عن بعد، انما تجاوزها لعمليات تكتيكية متطورة، تعتمد على معلومات دقيقة، توفرها شبكات مدربة، صحيفة “انترناشيونال بيزنس تايمز” الأمريكية قدرت ضحايا الحرب بسيناء خلال عام واحد بـ500 ضحية، معظمهم من الشرطة والجيش، عملية “كرم القواديس” شكلت نقلة نوعية للحرب، إذ أدار الإرهابيون خلالها معركة تكتيكية متعددة المراحل، احتفظوا فيها بالأرض، لفترة سمحت لهم بتحقيق الهدف، وتوثيقها بفيلم مصور، أعدوه باحتراف.

بعد المعركة أُعلنت حالة الطوارىء بسيناء لثلاثة شهور، وصدر قرار بقانون يشرك الجيش مع الشرطة فى حماية وتأمين المنشآت العامة والمرافق الحيوية والطرق والكبارى وشبكات الكهرباء وخطوط الغاز وحقول البترول، لمدة عامين، وتحويل من يستهدفها للمحاكمة العسكرية.. قرارين بالغا الأهمية يعكسان قناعة الدولة -متأخرة- بأن ‘‘مصر فى حرب’’، لكنها لم تراها إلا فى سيناء، أغفلت انها ممتدة، تغطى أنحاء المحروسة، حتى جاءنا الرد بمياه المتوسط 40 ميلاً شمال دمياط.. الإرهاب فى البحر أحد البديهيات التى كان ينبغى التحسب لها، تنظيم “القاعدة” فجر المدمرة الأميريكية كول بميناء عدن 12 أكتوبر 2000، وكتائب عبدالله عزام التابعة له قصفت بوارج الأسطول الخامس الأمريكى بمينائى العقبة وإيلات 19 أغسطس 2005، حزب الله اللبنانى دمر البارجة الاسرائيلية “ساعر5 ” 14 يولية 2006، وفرع القاعدة بالهند إستهدف بارجة باكستانية بالخطأ بدلاً من حاملة طائرات أمريكية بميناء كراتشى 15سبتمبر 2014.. العالم شهد فى الحرب العالمية الثانية توظيف اليابان للطائرات المفخخة فى تدمير أهداف بحرية، وفى العشريات الأخيرة من القرن العشرين شاع خطف الطائرات والمساومة على الرهائن.. والميليشيات الليبية استولت على 11 طائرة مدنية بمطار طرابلس فى يولية الماضى، وهناك دولاً وتنظيمات تسعى لشرائها، فهل تحسبنا لمفاجآت من الجو؟!.

  الإرهاب تفوق على الدولة فى تصوير عملياته، وتوظيفها فى الحرب النفسية ضد الجيش والشعب، والإعلام -بدافع السبق وانعدام المهنية- اصبح أداة تخدمة، المهمة الأولى التى بدأ بها مونتجمرى معركة انتصار الحلفاء فى العلمين 1942 هى جمع صور رومل قائد قوات المحور من تحت مخدات جنوده، فالجيوش تنتصر او تنهزم من قبل ان تبدأ المعارك، والإنبهار بالعدو او الخوف منه بداية للنكسات، الجيش الإسرائيلى أنشأ وحدة متخصصة فى الطب النفسى للحفاظ على الروح المعنوية والتوازن النفسى للضباط والجنود، والمخابرات الإسرائيلية أسست وحدة خاصة بالحرب النفسية، الهجومية والدفاعية، تستخدم علم النفس الإعلامى كواحد من أهم أدواتها.

‘‘مصر فى حرب’’.. ليس أمامنا من بديل عن كسبها، لأنها معركة بقاء، الأخذ بالأسباب يفرض ان تعلن الدولة التعبئة العامة، لمواجهتها بماتتطلبه من قوة وطنية شاملة.. وللحق فإن معظم قرارات الدولة تسير فى الإتجاه الصحيح، لكنها بطيئة، متثاقلة، تعكس بعض المخاوف، وكثير من التردد، وفى الحروب ضياع الوقت يساوى دماء.. مسئولية الدولة وضع خطة إعلامية -على أسس علمية مهنية متخصصة- لنقل الإحساس بحالة الحرب للمواطنين، على النحو الذى يضاعف من عدد وفعالية العيون الساهرة على أمن الوطن، ويحصنهم ضد سموم إعلام الإرهاب، أما مسئولية المواطن فهى ان يدرك الحقيقة المُره.. ان ‘‘مصر فى حرب’’، وأن بعض الـ‘‘خونة’’ المصريين يُستَخدَمُون كمخلب قط لأجهزة مخابرات أجنبية بهدف إسقاط الدولة، وانه ينبغى ان يثق فى دولته أولاً، وان يشارك فى التصدى لهذه الحرب باليقظة والوعى.. مؤسسات ثلاث ينبغى تفعيل دورها، دعماً للجيش والشرطة.. الخارجية وجهات التمثيل الخارجى لتعبئة المجتمع الدولى.. الأزهر لهدم أسس الفكر التكفيرى ونشر الوسطية.. أجهزة الأمن للرصد وتعقب مصادر التمويل والدعم، وإحكام منافذ التسلل.. وبذلك نخرج منتصرين.

 
تعليق واحد

Posted by في 2014/11/24 بوصة غير مصنف

 

إشكاليات تأسيس وإدارة مجلس الأمن القومى

cabdb806799330c42c040af48b1064ec (1)

5 نوفمبر 2014 اصدر الرئيس السيسى قراراً جمهورياً بتعيين فايزة أبو النجا مستشاراً لشئون الأمن القومى، وآخر بتعيين السفير خالد البقلى أميناً عاماً لمجلس الأمن القومى، التزامن بين القرارين يعنى تفعيل قرار انشاء المجلس الذى طالبنا بتعجيله فى مقالنا المنشور الأحد21 سبتمبر2014 بعنوان ‘‘مجلس الأمن القومى.. والضرورات العاجلة’’ لمواجهة تعقيدات الصراعات الدولية، وتشابكها مع القضايا الداخلية، والتنسيق بين سياسات الدفاع والخارجية والمخابرات والأمن والاقتصاد.. بداهة ستمارس ابوالنجا من الناحية الفعلية مهام رئيس المجلس!!

القرار عين ابوالنجا فى منصب عرفته مصر لمرة واحدة فى تاريخها الحديث عندما كُلِفَ الفريق حافظ اسماعيل بقيادة استعدادات الدولة الإستراتيجية لحرب أكتوبر1973، اما منصب الأمين العام فمستحدث وان مارسه فعليا احمد ابوالغيط 72 -1974.. الإشكالية الأولى فى إختيار رئيس المجلس ان الأمر لايتعلق بشخصه، ولا بشخص القائم بالإختيار، وإلا عكس الأداء اتجاهات الطرفين، فالقضية ليست وجهات نظر شخصية تحتمل الخطأ والصواب، لكنها بداية لإنشاء مؤسسة وطنية تحددت مهامها واختصاصاتها بمقتضى قرارى رئيس الجمهورية بتاريخ 26 فبراير2014، و17يوليو 2014، كما تناولناه بمقالنا عاليه.

الإشكالية الثانية تتعلق بطبيعة المنصب، وخلفية شاغله، هل ينتمى لجهة سيادية، أم لجهاز أمنى، أم للمؤسسة العسكرية.. المجلس ليس جهة منافسة لأياً من هؤلاء، انما هو المنسق بينهم، والمعنى بتحقيق أقصى إستفادة من قدراتهم، ونجاحه يحد من فرص نشوء ونمو مراكز القوى، او الإستحواذ على أذن الرئيس، وقراره.. هو جزء من مؤسسة الرئاسة، لكنه لايتبع مكتب الرئيس، حتى لايتحول الى كيان يفتقد للشخصية.. هو لايرتبط بشخص الرئيس، وانما بمنصبه.. لايقسم يمين الولاء له، وانما لكيان الدولة المصرية، ومؤسساتها الشرعية.

          ديناميكية عمل المجلس جديرة بالإشارة، كل تقارير الجهات السيادية والأجهزة الأمنية ستصب فى أمانة المجلس للفحص.. جزء منها تحوله مباشرة لمكتب الرئيس للعرض دون تدخل، وهو المتعلق بالأمور المراسمية، والقضايا العاجلة، والأحداث الطارئة.. الجزء الثانى هى التقارير المتكررة من أكثر من جهة فى موضوع واحد، تحول للأمانة للدراسة والفحص، تدمج فى تقرير واحد ملخص، اذا عكست اتفاق، او يتم تقييم وجهات النظر، وتحديد الرأى المرجح فيها، حين الإختلاف، كل التقارير قابلة لإستخراج إحتياجات وتكليفات بشأنها لمختلف جهات الدولة.. لتأكيد أخبار او إستكمال معلومات او للتقييم والرأى، على الا يؤدى ذلك الى إفشاء مابها من معلومات، او التطوع بتوجيهها لجهة إختصاص لكنها لم تتوصل اليها فتبادر بنفيها دفعا لشبهة التقصير، ردود هذه الجهات ينبغى ألا تتأخر عن ثلاثة أيام عمل مهما كانت المبررات، وان تدعم حسن التقييم وتكامل العرض على الرئيس.

المنصب ينبغى ابعاده عن أية مهام تنفيذية، وعن مخاطبة الإعلام.. تجنباً للتنافس مع القيادات التنفيذية، ولإعفاءه من الإنشغال بتطلعات شخصية.. فرض حظر على التصعيد لأى منصب تنفيذى لمدة معينة إجراء مطلوب، والإستثناء الوحيد إمكانية إيفاده كمبعوث شخصى فى القضايا والموضوعات ذات الطبيعة الإستراتيجية، وفى اضيق الحدود.

الأمانة العامة لاينبغى ان تتحول لمؤسسة بيروقراطية، أو تضخيمها بأعداد كبيرة من الخبراء والإداريين، أعضاءها يمثلون الدفاع، الداخلية، الخارجية، المخابرات العامة، كافة المناصب باستثناء الأمين العام ومساعديه تقتصر على الندب او الإعارة، وفى أضيق الحدود، هى مهمة وطنية تتطلب متطوع للعطاء، لامتطلع لمزايا، المرتبات والمزايا يتم صرفها من الجهات الأصلية، على ان يقوم المجلس بتعويض الأقل حرصاً على المساواة بين الجميع، الإنضباط والصرامة هو طابع العمل بالمجلس، الخطأ الأول هو الأخير، والإنحياذ للمؤسسة القادم منها على حساب الموضوعية يعنى العودة لها ذات اليوم، فالإنتماء للوطن يعلو على كل الإنتماءات، ويجوز بعد 15 عاما النقل للمجلس، شريطة تميز الأداء.

***

تعيين ابوالنجا فى المنصب اثار ردود فعل متباينة، الفورين بوليسى الأمريكية وضعتها رقم 19 فى قائمة أقوي 25 إمرأة في العالم، وشارون فريمان فى كتابه “حوار مع قيادات نسائية أفريقية قوية: الإلهام، والدافع، والاستراتيجية” اعتبرها واحدة من أقوى 11 إمراة فى القارة السمراء، اما النيويورك تايمز فقد وصفت تعيينها بالـ«صفعة على وجه الولايات المتحدة».

التساؤلات الرئيسية التى اثارها قرار التعيين هو البحث اولاً عن مدى ملائمة الإختيار، ومبرراته.. فى دولة تتعرض لواحدة من أشرس حروب الجيل الرابع، والمخططات موضوعة لإستدراج جيشها لحرب صريحة، مرة فى ليبيا، وأخرى فى سوريا، وثالثة بالعراق، ورابعة باليمن والخليج، وخامسة بأمواج المتوسط، يفرض المنصب استحقاقاته.. ابوالنجا كُلِفَت بمنصب له طبيعة استراتيجية، وهى تنتمى لمؤسسة الخارجية المصرية العريقة، وخلفيتها الدراسية الإدارة العامة والعلوم السياسية.. فى إسرائيل، على سبيل المثال، يستكملون استحقاقات المناصب القيادية العليا ذات الطبيعة الإستراتيجية بالجيش والدولة باشتراط الحصول على دراسات عليا بالأكاديميات العسكرية، وأخرى من مؤسسات جامعية أكاديمية، خريجى المؤسسات الجامعية فقط تتضاءل فرص نجاحهم فى تلك المناصب والمهام، لأنهم لايستطيعون الحصول على الدراسات والخبرات بأكاديميات الحرب، وبالتالى يظلوا غير قادرين على استيفاء استحقاقات المنصب مهما علت مؤهلاتهم وتراكمت خبراتهم المدنية، رغم ذلك فهناك ظروفاً استثنائية قد تفرض –مؤقتاً- التغاضى عن بعض تلك الإستحقاقات..

فجذب الإستثمارات الأجنبية وتنشيط التعاون مع المنظمات الدولية المانحة، تأتى على رأس أولويات الأمن القومى فى المرحلة المقبلة، وهى مجالات تتمتع فيها ابوالنجا بخبرات ومهارات عالية، أما تنقية المجتمع المدنى من المنظمات التى انشأتها وتمولها أجهزة مخابرات غربية لزعزعة استقرار الدولة وهدم مؤسساتها ونشر الفوضى، دون المساس، بل والإرتقاء، بالمنظمات الوطنية التى تسعى لتعزيز حالة حقوق الإنسان فى مصر، فهو تحدى المرحلة المقبلة، وهو فى نفس الوقت معركة ابوالنجا التى تعرف طبيعة ميدانها، وخاضت أول معاركها بكشف قضية التمويل الأجنبى لـ68 منظمة حقوقية وجمعية أهلية، إقتطعت من مساعدات الصحة والتعلیم، وانتهت بأحكام بالسجن على 43 متهماً بينهم 19 أمريكى.. إجمالى ماصرفته الولايات المتحدة لحساب المنظمات من فبرایر إلى مایو 2011 قرابة 105 ملیون دولار، والعنوان الرئيسى لمجالات الصرف “برامج التوعیة والتحول الدیمقراطي”، وثمرتها تدريب وتلقين اكثر من 220 الف من الشباب والفئات المؤثرة، قطاع واسع منهم تحول الى خميرة للفوضى والتمرد على الدولة المصرية فى الميادين والجامعات.

ومن ناحية أخرى فإن إنتماء رئيس مجلس الأمن القومى لمؤسسات جامعية اكاديمية، دون خلفية عسكرية، رغم مايشوبه من قصور فى استيفاء استحقاقات المنصب، الا انه يساهم فى دحض شبهات حاولت بعض الجهات الخارجية اثارتها بشأن دور المؤسسة العسكرية فى التغيير السياسى ابان ثورة 30 يونية، وهيمنتها على المناصب الرئيسية فى الحكم، كما يدفع ذلك عن المنصب شبهة الإنحياذ فى أدائه خلال المرحلة الأولى من نشأته لأياً من المؤسسات السيادية او الأمنية او العسكرية.

إذن هى طبيعة المرحلة التى فرضت مقاييس خاصة واستثنائية لإختيار صاحب المنصب.. غير ان ذلك يظل أمراً مؤقتاً، لايُنسينا ان [رئاسة مجلس الأمن القومى الذى يجمع بين ادارة الحرب، وتحديات السلام، ينبغى ان تجمع بين الخبرة العسكرية، والقدرة على ادارة السياسة الخارجية، والدراسة الأكاديمية، والتفكير الإستراتيجى]، وان خريجى الأكاديميات العسكرية يمكنهم استكمال الإستحقاقات المطلوبة بالدراسة الأكاديمية وخبرة الممارسة والتدريب والثقافة، اما المدنيين فكيف يستكملون روءيتهم للبعد العسكرى والإستراتيجى ضمن عناصر الأمن القومى!!

 
تعليق واحد

Posted by في 2014/11/17 بوصة غير مصنف

 

السلفيون فى «داعش».. و«داعش» على برَّ المحروسة

أنصار-بيت-المقدس

المصرى أبوحمزة المهاجر أول من أنشأ ‘‘الدولة الإسلامية فى العراق’’، بعد قتل القوات الأمريكية لأبومصعب الزرقاوى 2006، الفصائل السنية اختارت ابوعمر البغدادى أميراً، والمهاجر وزيراً للدفاع، قتلا معاً فى غارة أمريكية ابريل 2010، عندما تولى ابوبكر البغدادى القيادة عين ثلاثة مصريين بمجلس الشورى أحدهم للإفتاء، والآخرين بالقضاء الشرعى، «داعش» اهتمت منذ نشأتها بتجنيد المصريين، لأن مصر هدفاً رئيسياً لها، مشاركة قرابة 10,000 مصرى فى الحرب السورية كانت فرصة لإستقطاب الفين لصفوفها.

الجهاديون يعتمدون تاريخياً على التيار السلفى التقليدى فى استقطاب أعضاء جدد، لأنهم الأقرب فكرياً، يحترفون المواءمة، يجيدون توزيع الأدوار، يتسمون بتعدد الوجوه.. أسسوا المحاكم الشرعية لفض النزاعات الاجتماعية بمناطق الحدود كبديل للدولة، وشاركوا فى جمع التبرعات والتهريب عبر الأنفاق بدعوى دعم المقاومة.. أمين الدعوة السلفية زار أحمد شفيق ليلة إعلان نتيجة الرئاسية تحسباً لفوزه، ومساعد رئيس ‘‘النور’’ بكى فرحاً بفوز مرسى.. تحالفوا مع الإخوان لضمان الأغلبية البرلمانية، وخرج من بينهم بلاكِمَة وَوُنَسَاء.. من دعا لتحريم اللغات، ومن فرض الشمع حجاباً للتماثيل.. اعتبروا المادة ٢١٩ خطاً أحمر، ثم تراجعوا نافين عنها صفة القدسية.. أيدوا تدخل الجيش لدعم إرادة الأمة، ثم التقوا بمكتب إرشاد الجماعة 29 يونية.. اتفقوا مع القوى الوطنية على خلع مرسى 3 يولية، بينما كانت قواعدهم محتشدة فى رابعة والنهضة.. المصريون عرفوهم كنشطاء دعوة وعمل خيرى، والجماعات الإرهابية استغلت مقراتهم كمراكز للفرز والإختيار والتجنيد.. النائب العام أكد ان مقر النور فى ابورواش استخدمته إحدى الخلايا الإرهابية للإيواء وإخفاء الأسلحة والعبوات الناسفة.. برهامي أفتى بعدم جواز الشماتة بـ«داعش المسلمة» على خلفية الضربات الجوية، ويسرى حماد شجب منتقديها، واعتبرها ‘‘مظلوم’’ يسعى لإسترداد حقه!! الجبهة السلفية وصفت التحالف الدولي بـ”الحلف الصليبي”، ودعت لـ”ثورة إسلامية” 28 نوفمبر.

محمد الظواهري شقيق زعيم “القاعدة” أشرف على إرسال المتطوعين المصريين، للقتال بسوريا.. والدعوة السلفية تبنت حملة ‘‘أمة واحدة’’ لجمع التبرعات فبراير2012، ماأثار حماس شبابها للسفر.. ‘‘حركة حازمون’’ التى تضم قرابة 30 الف عضو، اختفت بعد فض رابعة والنهضة، البعض التحق بأنصار الشريعة فى ليبيا، والآخر انضم لصفوف «داعش» بسوريا.. الجماعة الإسلامية سعت لتأسيس هيئة شعبية لجمع التبرعات وإغاثة السوريين، لتغطية تسفيرها للمجاهدين، لكنها اضطرت للإعتراف باستشهاد ثلاثة من متطوعيها بصفوف “الجيش السورى الحر” أغسطس2012.. أعضاء روابط الألتراس لم يتخلفوا عن المشاركة.

          خالد القزاز مستشار مرسى طمأن الجهاديين بعدم خضوعهم للمساءلة سواء عند السفر او حين العودة مارفع معدلات التدفق على سوريا، فتاوى القرضاوى أعطت غطاء دينياَ ساعد على جذب قطاع من السلفيين، وسماسرة المجاهدين نشطوا على نحو ماتم فى الحرب الأفغانية مقابل 10,000 دولار للـ‘‘رأس’’، المرحلة العمرية المطلوبة من 25 -40 سنة، وأبناء الطبقات الفقيرة هدفاً للسماسرة، ووقوداً للحرب، «داعش» تصرف 600 دولار شهريا للمقاتل المصرى و 100 دولار للزوجة و 50 لكل مولود، وهو مقابل لاتوفره فرص العمل -بافتراض وجودها- اما وهم ‘‘الخلافة الإسلامية’’، والجهاد ضد الحكام، فهى عوامل جذب لأبناء الطبقة المتوسطة، خاصة من لم يوفق لفرصة عمل مناسبة، إسلام يكن عضو «داعش» تجسيد لتلك الظاهرة.. عمليات الإستقطاب والتسفير اعتمدت بصفة رئيسية على التواصل الإلكترونى، وجماعة الإخوان بقدر ماحرضت إبان “نفرة الصالة المغطاة” بشعار [لبيك ياسوريا] بقدر ماخلت صفوف المتطوعين من أعضائها، فالجماعة لا تغامر بشبابها لحساب تنظيمات أخرى!!

بعد الإطاحة بالإخوان دعا الظواهرى ‘‘المجاهدين’’ للعودة بدعوى “الدفاع عن الشرعية”، وبدأت جهود مكثفة ومتعددة لتشكيل خلايا للعمل بالداخل، الأجهزة السيادية كثفت متابعتها لإتصالات «داعش» مع بعض الشخصيات السلفية لتجنيد الشباب فى هذا الإتجاه، وضبطت أول خلية ارهابية بايعت أمير «داعش» فى أغسطس 2014، أعضائها من التوحيد والجهاد وحازمون، وتنتشر فى دمياط وميت غمر والمنصورة، تدربت فى ليبيا، وشاركت فى عمليات جهادية بمالى، واعترفت بالحصول على تمويل من «داعش» عن طريق المدعو نصر الكامل، لهم معسكرى تدريب ببدر والعلمين، وكانوا بصدد انشاء ثالث بالصعيد.

فى اكتوبر 2014 تم ضبط خليتين تكفيريتين: الأولى من 8 أشخاص ببورسعيد، نجحت فى تسفير 33 جهادى لسوريا للإلتحاق بـ«داعش»، وكانت بصدد تسفير 19 آخرين، بعد تدريبهم عسكرياً بمنطقة الجورة بسيناء، والثانية يتزعمها طبيب بالمنصورة، حصل على تدريب مع الجيش السورى الحر، وجند عدد من شباب قريتى شاوة وكوم الدربى للإنضمام لـ«جيش الإسلام».

بداية نوفمبر تم القبض على أعضاء خلية ارهابية بدمياط يتبنون فكر «داعش» اثناء عودتهم من سوريا، لتنفيذ عمليات إرهابية تدربوا عليها هناك، والنيابة العامة بالسويس حبست أحد التكفيريين العائدين من القتال بصفوف «داعش»، بتهمة الإعداد لتنفيذ عمليات داخل مصر، وتحقيقات النيابة بالمنصورة أكدت الكشف عن خلية يتزعمها “ابوالقعقاع” الذى تدرب في تركيا وعمل مع الجيش السوري الحر، وعاد لإستهداف ضباط الشرطة.

عادل حبارة القيادى بجماعة ‘‘أنصار بيت المقدس’’ اتفق مع قيادى بـ«داعش» على تمويل بمبلغ 10 آلاف دولار كبداية، مقابل مبايعتة للبغدادى، بعد نجاح ابوأسامة المصرى فى فرض رؤيته التى ترى الإنحياز لـ«داعش»، خلافاً لما أجمعت عليه الجماعات الجهادية والتكفيرية بسيناء فى 23 يناير 2012 من مبايعة القاعدة، قيادات جماعة ‘‘أنصار بيت المقدس’’ اعترفت بتلقيها تدريبات الكترونية تتعلق بكيفية تكوين الخلايا السرية، وآليات تنفيذ العمليات ضد الجيش والشرطة، وزرع المتفجرات، وعنصر المفاجأة، إهتمام الجماعة بنظرية ‘‘البيئة الحاضنة’’ التى نجحت ببعض مناطق سيناء، كانت نتاج تلقين «داعش»، وتكليف المتحدث باسم «داعش» ابومحمد العدنانى للجماعة فى سبتمبر ببدء مرحلة قطع الرؤوس، أسفر عن 12 جثة مقطوعة الرأس، والفيديوهات الأخيرة للجماعة تضمنت عبارات مأثورة لقادة «داعش»، بدءاً بالزرقاوي، وانتهاء بالبغدادي، و«داعش» بثت رسالة على الإنترنت وصفت الجماعة بـ”مجاهدي سيناء الأشاوس” وحثتهم على إقامة الدولة الإسلامية بسيناء.

‘‘عملية الفرافرة’’ كانت أول عملية مشتركة كبيرة بين جماعة أنصار بيت المقدس وعناصر «داعش» القادمين من ليبيا، عملية ‘‘كفر القواديس’’ اكتوبر 2014 كانت أول تطبيق لنظرية «داعش» فى التخلى عن اسلوب الكر والفر والتفجيرات الإنتحارية، وإدارة معركة ميدانية متكاملة يتم خلالها السيطرة على الأرض لفترة، حتى تنتهى من تحقيق اهداف العملية، بعد حصار الجيش لجماعة “أنصار بيت المقدس” عقب العملية، اصدرت داعش بياناً اكدت فيه فعالية الحصار، وشنت حملة تعبئة الكترونية على مواقع التواصل الإجتماعى دعت فيها المجاهدين للتجمع بالمنطقة لنجدتهم وفك حصار الجيش وغزو سيناء، الجماعة ردت ببيان مبايعة لـ«داعش»، أعقبه نفى.. و«داعش» ادعت تلقيها للمبايعة ثم نفت أيضاً، حالة من التردد تسود بين الطرفين، «داعش» تتباطأ فى اعتبار الجماعة جناحها بمصر، داعية لتوحيد المجاهدين المصريين لتفوز بالكعكة كاملة، والجماعة تأمل فى عرض منافس من «القاعدة»، خاصة وأنها لاترتاح لتحفظات «داعش» على تعاونها مع حماس، لكن ذلك لايعرقل العمل المشترك.

كل الظواهر تؤكد؛ [السلفيون فى «داعش».. و«داعش» ببر المحروسة]، السيطرة على التدفقات القادمة من سوريا والعراق وليبيا تجنبنا المزيد الدماء، والمبادرة بحرب شاملة ضد الإرهاب أمر ينبغى الإعداد له، لا فى ميادين المواجهة فحسب، انما تتخطاها لتطهير المنابر من المتشددين، والإعلام من المحرضين، والتعليم من المفسدين.

gtaha2007@gmail.com

 
تعليق واحد

Posted by في 2014/11/12 بوصة غير مصنف

 

الغارات على «داعش».. وقفة مراجعة وتقييم

مريم المنصورى

تجاوزت الطلعات الجوية للتحالف الغربى فوق العراق وسوريا، حتى أكتوبر المنصرم، الـ2000 غارة، من بينها 350 غارة، سببت نزيفا يوميا لدماء مدنيين بالخطأ، ولاقتصاديات تتعرض بنيتها التحتية ومنشآتها للتدمير، ولخزائن عربية ستجبر على التمويل.. 7 نوفمبر الجارى تكتمل ثلاثة أشهر على بدء العمليات، المراجعة والتقييم الموضوعى مطلوبان، و«تقدير موقف مبدئى» قد يسهم فى تعديل المسار.

عقب اجتياح «داعش» الموصل أرسلت واشنطن مستشارين وخبراء مخابرات للعراق، تفقدوا الوحدات العسكرية، مستوى التسليح والإدارة، ومدى استعداد الجنود والقيادات والتشكيلات للقتال، وأعدوا تقييماً للوضع الميدانى. ما تسرب منه يشير إلى «أن الجيش العراقى يحتاج من ثلاث إلى خمس سنوات لاستعادة الأراضى الخاضعة لـ«داعش»، وانتقد الاعتماد على متطوعين شيعة فى معارك تحرير المناطق السنية «تكريت والرمادى وديالى»، لأنه يصبغ المعارك بصفة حرب الميليشيات الطائفية، ويحرم الجيش من تعاون الأهالى. التقييم أوصى الحكومة العراقية بزيادة نسبة الضباط السنّة والأكراد المنتمين للمناطق المراد تحريرها، لأنهم أقدر على اكتساب ثقة السكان والعشائر، وحذر من أن عدم خضوع الميليشيات لسلطة قيادات الجيش يشجعها على ارتكاب مخالفات دون محاسبة، وانتقد تدمير الطيران العراقى للبنية التحتية والمنازل، سواء بالخطأ، أو بدعوى إيوائِها الإرهابيين، أو لدفع السكان للهجرة لمهاجمتها، بعد اقتصارها على المسلحين، مشيراً إلى أن 80% من ضحايا الغارات العراقية من السكان المدنيين، وكشف عن تدريب إيران للمتطوعين الشيعة، وتشكيل وحدات الميليشيا وتسليحها، لإنشاء جيش موازٍ للجيش النظامى، يدين بالولاء لطهران، مما يمس مقومات الدولة العراقية ووحدتها.

التقرير لم يشر بالطبع إلى أن الولايات المتحدة هى التى تولت بناء الجيش العراقى، بعد تسريحها لجيش صدام، وتقاضت عن ذلك أكثر من 25 مليار دولار، وبالتالى فهى مسؤولة عن أى قصور، كما لم يشر إلى أن أسس التمييز الطائفى داخل الجيش والمجتمع العراقى قد زرعتها إدارة الاحتلال لتفتيت الدولة، قبل أن تدرك تبعاتها عليها وعلى المنطقة.

استراتيجية التحالف تعتمد على الغارات الجوية، دعم القوات البرية العراقية والكردية، تجفيف منابع تمويل «داعش»، المساعدة الإنسانية للمدنيين. والهدف: القضاء على تهديدات «داعش» للأمن والسلم العالميين.. نفس الهدف المعلن للحرب ضد القاعدة منذ 11 سبتمبر 2001.. تنظيمات تصنعها أمريكا لتبرير تدخلها، ثم تحاربهم بمبررات.. تجاوز الحد، استنفاذ الغرض، أو لترسيخ وجودها.

الموجة الأولى من القصف اعتمدت على صواريخ الأسطول الأمريكى «كروز توماهوك» بشمال الخليج والبحر الأحمر، بعدها بدأت الغارات، 90% منها أمريكية، و10% لدول التحالف، الدول الغربية يهمها الحد من مخاطر مقاتليها المتطوعين بصفوف الجماعات الإرهابية 100 مواطن أمريكى- 500 بريطانى- 930 فرنسيا…، لذلك استهدفت الغارات الأولى على سوريا «جماعة خراسان» التابعة للقاعدة، التى كانت تستعد لعمليات بالولايات المتحدة وأوروبا، ونجحت فى قتل زعيمها محسن الفضلى، كما استهدفت مقار وملاجئ «داعش»، ومستودعات الذخيرة، ومعسكرات التدريب والثكنات والآليات، ومنشآت تكرير النفط.

تأثير الغارات كان محدوداً، قصور المعلومات حال دون استهداف القيادات ومقارهم السرية، والتنظيمات أخلت مقارها، وأعادت الانتشار وسط السكان، وأخفوا دباباتهم بين البيوت، وبعد أن كانت مركباتهم تتحرك فى صفوف طويلة تحمل راياتهم، أصبحوا يتنقلون فرادى، الغارات دمرت بعض محطات تكرير البترول؛ ما سبّب أزمة وقود بالمناطق الخاضعة لـ«داعش»، لكن ذلك لم يؤثر على إيراداتها «2 مليون دولار يوميا»، لأن أغلب مبيعاتها من البترول الخام، المستخرج من نحو مائة بئر، معظمها لا يزال منتجاً، المخابرات الأمريكية تعكف على تعويض ذلك بإنشاء شبكة عملاء من بين المجاهدين الذين تدربوا فى العامين الماضيين بمعسكراتها فى الأردن.

تقييم القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى، المسؤولة عن الحرب على «داعش»، للغارات كان سلبياً.. غالبية الضحايا والمنشآت مدنية، القواعد العسكرية التى استُهدِفَت خلت من عناصر التنظيمات الإرهابية، وتكلفت ميزانيات ضخمة، حتى استخدام مروحيات الأباتشى لمحاولة تحقيق تقدم على الأرض- لم تكن نتائجه مرضية، وأدى لإسقاط طائرة على جبل سنجار منتصف أغسطس وأخريين فى أكتوبر بصواريخ ستريلا. الرئيس الإيرانى (روحانى) وصف الغارات بمسرحية لاعلاقة لها بالحرب ضد الإرهاب، وكتلة الأحرار التابعة للتيار الصدرى اتهمت الطائرات الأمريكية بقصف قوات الحشد الشعبى العراقية، وإسقاط 3 شحنات أسلحة وذخائر لقوات «داعش»، المحاصرة فى جلولاء، والبنتاجون اعترف بأن طائراته ألقت أسلحة وإمدادات عسكرية لداعش بطريق الخطأ.

إجماع الخبراء على أن الغارات الجوية لا تكفى لدحر «داعش»، لكنها وسيلة لدعم هجوم برى- أحرج البنتاجون ودعاه لزيادة عدد المستشارين العسكريين وخبراء الأمن لـ1600، وقرر إيفاد قوة تدخل سريع من المارينز للكويت قوامها 2300 عنصر، واستضاف رؤساء أركان دول التحالف بقاعدة أندروز قرب واشنطن منتصف أكتوبر لبحث تشكيل قوة برية، أوباما حضر جانباً من الاجتماع، وقرر إرسال قيادات عسكرية أمريكية للعراق، للمشاركة فى إدارة المعارك و500 من جنود الفرقة المدرعة الأولى، للحيلولة دون وقوع بغداد فى مرمى نيران «داعش».

البنتاجون أكد مشاركة السعودية فى تدريب المعارضة السورية، والخارجية أكدت مشاركة تركيا، عملية التدريب ستستغرق عاما كاملا، لـ5000 عنصر- 3000 بالسعودية، 2000 بتركيا، وتتضمن التدريبات حرب الشوارع والمناطق الجبلية الوعرة، وتكتيكات الهجوم على الحواجز والثكنات العسكرية، وعمليات القنص واستخدام الأسلحة والمتفجرات.. التحاق ذلك العدد المحدود بالجبهة بعد عام لن يغير توازنات القوى، وقد تتجاوزهم التطورات، ليصبحوا مجرد عملاء ضمن خلايا تعتمد عليها المخابرات الأمريكية كركائز بالمنطقة.

مركز تقييم الاستراتيجيات والميزانية (CSBA)- إحدى المؤسسات البحثية المتخصصة فى سياسات الدفاع وتخطيط القوى والميزانية بواشنطن- كشف عن أن تكلفة الغارات الجوية التى نفذتها الولايات المتحدة حتى أول أكتوبر 2014 بلغت مليار دولار، وأنها سوف تتراوح شهرياً ما بين 200 إلى 320 مليونا بافتراض مواصلة الغارات بوتيرتها الراهنة، وإرسال 2000 جندى من القوات البرية، أما فى حال تصعيد الغارات الجوية وإرسال 5000 جندى فإن التكاليف ستتراوح بين 350 و570 مليون دولار فى الشهر، وإذا توسعت العمليات العسكرية مع نشر 25 ألف جندى، فإن الخطوة ستكلف واشنطن 1.1 إلى 1.8 مليار دولار فى الشهر.

***

«داعش» مستقرة وتتمدد، والغارات الجوية لم، ولن تغير توازنات القوى، مالم تعقبها قوات مشاة تطهر، وتحتل. الموقف المصرى من الحرب على داعش اتسم منذ بداية الأزمة بالحكمة والرصانة، دعم الحرب على «داعش» كجزء من حرب شاملة على التنظيمات الإرهابية بالمنطقة.. «القاعدة» و«أنصار بيت المقدس» و«جند مصر» و«أنصار الشريعة»… إلخ، دور مصر فى التحالف يستند إلى عدة محاور: الدعم المخابراتى واللوجيستى، عمليات عسكرية مكثفة ضد امتدادات «داعش» فى سيناء والصحراء الغربية، السيطرة على الحدود والمنافذ البرية والبحرية والجوية لمنع انتقال المقاتلين، تجفيف منابع تمويل التنظيم، والسيطرة على حركة التحويلات النقدية، التعاون فى مجال التدريب لرفع الكفاءة القتالية للجيش العراقى والليبى، دور الأزهر فى دحض الادعاءات الخاصة بتمثيل «داعش» للدولة الإسلامية، رفض إسباغ صفة التحالف السنى على التجمع العربى المضاد لـ«داعش»، اتقاءً لشبهة الطائفية، ضرورة الحفاظ على سيادة ووحدة أراضى سوريا والعراق، وأخيراً رفض تحول الحرب على «داعش» إلى حرب مفتوحة، وضرورة وضع أهداف محددة لها، ونطاق جغرافى، وجدول زمنى يحكمها.. عناصر تشكل استراتيجية واعية متكاملة، تعكس عودة الدولة المصرية لممارسة دورها القيادى بالمنطقة.

 
تعليق واحد

Posted by في 2014/11/09 بوصة غير مصنف