RSS

Monthly Archives: أكتوبر 2015

»خلطة ليون».. التى أفلتنا منها!!

2013-635113319055859552-585

برناردينو ليون المبعوث الدولى لليبيا أعلن حكومة الوفاق الوطنى، ضمن إجراءات تنفيذ “اتفاق المصالحة” الموقع بالصخيرات، إختار فايز السراج لرئاستها، رغم قصور خبرته عن مواكبة عُمق الأزمة الراهنة فى البلاد، لكنه قدّر أن نجل مصطفى السراج صاحب الدور الوطنى إبان الإستقلال، المنتخب بـ”مجلس النواب” عن طرابلس، يمكن أن يوفر البيئة الحاضنة لتواجد الحكومة بالعاصمة، الخاضعة لقوات “فجر ليبيا” والإخوان و”المؤتمر الوطنى المنتهية ولايته”، وإرتباطه بعلاقات نسب مع عبدالرحمن السويحلى، يضمن دعم مصراتة، صاحبة أكبر كتائب للميليشيات، وأقواها تسليحاً.. الإتفاق تضمن تشكيل مجلس رئاسة، يضمه وثلاثة نواب؛ أحمد معيتيق، موسى الكونى، وفتحي المجبرى، ووزيرين؛ عمر الأسود، ومحمد العماري.. السراج ومعيتيق والأسود والعمارى ينتمون جهوياً للمنطقة الغربية، الكونى لطوارق الجنوب، والمجبرى للشرق.. سياسياً ينتمى اثنين لـ”المجلس”، ومثلهم لـ”المؤتمر”، والأخيرين من خارجهما.. ليون أراد ان تعبر الحكومة عن القوى الفاعلة على الأرض، رغم ما يسببه ذلك من حساسيات جيوسياسية توثر على تماسك الدولة.. إختيار المجبرى إستجابة لترشيح إبراهيم الجضران، المسيطر على الشريط النفطي، لضمان فتح الموانئ وتوفير مصادر تمويل لأنشطة الحكومة.. تصعيد أعيان ورجال أعمال وقادة سياسيون من مصراته، يضمن حماية كتائبها للحكومة فى طرابلس “كتائب الحلبوص- المحجوب- الجيش الليبي بالمنطقة الغربية- القوات المساندة برئاسة ‫ادريس مادي وعمر تنتوش..”، كبديل لمليشيات ‫‏عبد الحكيم بالحاج وخالد الشريف وصلاح بادى، الأذرع العسكرية للاخوان، التى تحفظ عليها السفراء الأوروبيون، رغم ضغط السفيران الأمريكى والقطرى لتكليفها بتلك المهمة، مايفسر إختيار فتحي بشاغة لرئاسة مجلس الأمن القومي وعبد الرحمن السويحلي لمجلس الدولة، لعلاقتهما بكتائب مصراتة، وقدرتهما على ضمان ولائها للحكومة.

          المشاكل بدأت مبكراً.. “المؤتمر” طالب بإتمام الترتيبات الأمنية مع اللواء عبدالسلام العبيدي رئيس الأركان التابع له، لضمان عدم المساس بميليشيات “فجر ليبيا”.. إحساس الغُبن السائد بالمنطقة الشرقية، لضآلة نصيبها من المحاصصة، شكل ضغطاً على حفتر لبدء “العملية حتف” لتحرير بنغازى، لتتزامن الترتيبات المرتبطة بالتسوية، مع اوضاع متوازنة على الأرض.. نواب برقة يستعدون للتصعيد، مهددين بتشكيل حكومة للإقليم، وإعادة ترتيب موارده وقواته العسكرية والأمنية.. ونواب الزنتان تحفظوا على وجود ممثلها “الأسود” كوزير مفوض، مقابل وجود ممثل مصراتة “معيتيق” نائباً لرئيس الحكومة.. براجماتية ليون عززت المخاوف المتعلقة بتفكك الدولة، خاصة وان تشكيلة الحكومة خضعت لتركيبة معقدة من المعايير والإعتبارات.. تارة لمنطق المحاصصة، واخرى لتوازنات القوى، وثالثة للبراجماتية وتغليب المصلحة، ماحولها لتركيبة غير متجانسة من اصحاب الأجندات المتعارضة، الذين يصعب توافقهم، رغم أن صياغتة للإتفاق إستندت على مبدأ التوافق، وعدم تكريس هزيمة طرف، ورؤيته انطلقت من أن مايجري صراع سياسى، لاحرب عصابات، ومليشيات مدعومة من الخارج.. “خلطة ليون” أكسبتها الشرعية.

          “المجلس” الذي انتخب في يونيو 2014 تنتهى ولايتة 20 أكتوبر الجارى، ليون إستخدم ذلك كورقة ضغط لإجباره على التوافق والتوقيع على الإتفاق، قبل إنتهاء مدة ولايته الشرعيه، وفقاً للإعلان الدستوري المعدل للجنة 17 فبراير، وهو ماشجع “المؤتمر” على التشدد، والمناورة، الى حد إجراء تغيير مفاجيء في الوفد الممثل له، لتعطيل الحوار، حتى ذلك التاريخ، الذى يتساوى فيه مع “المجلس” فى إنعدام الشرعية!!.. وذلك بالإضافة لضغوطه على ليون، برفض التوقيع على المسودة الرابعة للإتفاق فى يولية، ماأجبره على تعديلها، على حساب “المجلس”.. مجلس البحوث الشرعية بدار الإفتاء التابعة له شككت فى ان المبادئ الحاكمة بوثيقة ليون لاتكفى لتحقيق حاكمية الشريعة الإسلامية، وحزب العدالة والبناء التابع للإخوان إعترض على إقتراح ليون لأسماء وزراء الحكومة، متجاوزاً صلاحيات مجلس رئاستها، وعلى تسميتة لرئيس المجلس الأعلى للدولة، الذي يُعد من صلاحيات المجلس ذاته، “المؤتمر” نظم ورشة عمل بعنوان “البديل عن مشروع ليون”، صاحبها مظاهرات رافضة للإتفاق فى طرابلس العاصمة.. رغم أن ليون منحه أغلبية “75%” فى مجلس الدولة، ليصبح شريكاً للبرلمان فى القرارات السيادية، كتعديل الإعلان الدستورى، سحب الثقة من الحكومة، إصدار القوانين، تعيين شاغلى المناصب السيادية “الجيش- الأمن- المصرف المركزى- النيابة العامة- ديوان المحاسبة- الرقابة الإدارية- مكافحة الفساد- مفوضية الانتخابات…”، التى يعاد النظر فيها خلال 20 يوماً من توقيع الإتفاق، ومالم يتم التوافق بشأنها تصبح شاغرة، مايعنى مشاركته الكاملة فى تعيين الكوادر التى ستقود الدولة. لكنه يروم المزيد.

          الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور شاركت فى المؤامرة على “المجلس” المنتخب، فبعد ان حال إختلاف انتماءات الأعضاء دون توافقهم على التوجهات الرئيسية “دستور إسلامى، علمانى، إتحادى، اللغة الرسمية، العاصمة…الخ”، انتخبوا لجنة من أربعة أعضاء من كل إقليم أسموها “لجنة العمل”، إنتقلت الى غدامس، مبتعدة عن تأثير “المجلس” و”المؤتمر”، توافقت على معظم المواد، توافقاً أقرب لتوجهات الإسلام السياسى، حاولت الهيئة الإنتهاء من عملها متزامناً مع الـ 20 من أكتوبر، حيث لن تكون هناك مؤسسة شرعية تسلم لها الدستور، وبالتالى تكون هي المؤسسة الوحيدة المنتخبة بالبلاد، فتتولى إدارتها حتى الانتخابات التشريعية القادمة!!.. الكل طامح فى السلطة، والجميع يبحث عن تفريغ الميدان لإنفراده بالحكم، وليبيا تنزف دماً.. “المجلس” أدراك طبيعة المؤامرات التى تحاك له، وتقديره لخطورتها دفعه لوضع خارطة طريق قبيل انتهاء مدته القانونية فى 20 أكتوبر، تضمنت تمديد ولايته لستة شهور، تجنباً لحدوث فراغ تشريعي، وإجراء تعديل دستورى، وتشكيل حكومة انتقالية، وإعلان حالة الطوارئ.. التمديد تم إقراره بالفعل، وتنفيذ باقى الخطة مرهون بنجاح الحوار من عدمه.

          أزمة مؤسسات الدولة المدنية كانت مبرراً للجوء الى المنظومة القبلية، تلك المنظومة التى ساهم عجز الأنظمة العربية عن إحتوائها ضمن منظومة التنمية المدنية للدولة، فى الحفاظ على كيانها كرصيد إحتياطى، لإنقاذ الدولة من الصراعات السياسية المجنونة، وقت الأزمات.. مؤتمر المشايخ والحكماء والأعيان ببلدة سلوق “قرب ضريح عمر المختار” جنوب بنغازي 7 أكتوبر، إستهدف رأب الصدع الليبي، وفتح حوار ليبى ليبى مباشر تحكمه القيم التقليدية، وتنأى به عن المصالح السياسية والتدخلات الخارجية، وربما توصل للعمل كمجلس “شيوخ” يدير البلاد ليوقف القتال ويخلصها من الفوضى والخراب.. ذلك هو الأمل.

          إستكمالاً للحوار الذى يقوده ليون للتوصل لـ”إتفاق المصالحة”، وفرض أوضاع سياسية معينة على الواقع الليبى، تقود أمريكا سراً مفاوضات باستانبول، أطلقت عليها “المسار الأمني”، تجمع 14 قائداً لمليشيات “فجر ليبيا”، و12 مبعوثا للأمم المتحدة، منهم خمسة أمريكيين، المفاوضات متعثرة بسبب رفض القادة للإتفاق السياسى الذى توصل له ليون، ومنعهم من المشاركة فى تأمين الحكومة الجديدة عند دخولها العاصمة، المبعوثين الأمريكيين يحذرونهم من مصير “إخوان مصر”، حال استمرارهم فى التشدد، وليون أوفد ممثليه الى تونس للإلتقاء بممثلى كتائب ‫مصراتة لوضع الخطوط العريضة للخطة الأمنية لحماية الحكومة.

***

          ليون أحد من يحملون لقب “مبعوث دولى”، لكنهم فى الحقيقة يمثلون أجهزة المخابرات الغربية، المعنية بإعادة ترتيب الأوضاع بالمنطقة وفقاً لمصالحهم، زار إعتصام الإخوان برابعة نهاية يولية 2013، باعتباره مبعوثاً للإتحاد الأوروبى!!، التقى بقادتهم، وأعرب عن تفهمه لتمسكهم بـ”الشرعية”، أكد للببلاوى أهمية الحوار ضمن عملية سياسية لاتُقصِيهُم، عاد فور إستشعاره توجه الحكومة نحو إعلان الإخوان جماعة إرهابية، لكنها فاجأته بنشر القرار بالجريدة الرسمية.. سبحان من نجانا من “خلطتة المسمومة”.

gtaha2007@gmail.com

 
أضف تعليق

Posted by في 2015/10/29 بوصة غير مصنف

 

سوريا.. وخفايا التدخل الروسى

000_TS-Par8306828-e1445509763284-635x357

أمريكا والناتو جردا روسيا من حلفائها بالمنطقة.. إحتلال العراق، أغلق ميناء البصرة والخليج أمام أسطولها، وإسقاط القذافى، أغلق الموانىء الليبية والمتوسط، وخسرت موسكو عقوداً ضخمة للتدريب والتسليح، ومشاريع للتنقيب والتكرير.. الناتو وسع حصاره؛ من الدرع الصاروخي ببولندا، لمحاولة ضم أوكرانيا، رغم وقوع مقر الأسطول البحرى الروسى بجزيرة القرم، مايفسر مسارعة موسكو بضمها، حتى لاتتحول لدولة داخلية، المقاطعة والعقوبات وحرق اسعار الغاز أكدت الإصرار على خنق روسيا.. النظام السورى، حليفها الأخير بالمنطقة، كان قد أوشك على السقوط، بعد إجتياح “جيش الفتح” لإدلب، واستعداده لمعركة الساحل، حيث المنشآت الحيوية الروسية، سوريا تمثل أهمية إستراتيجية بالغة لروسيا؛ تربطهما معاهدة 2008، التى أسقطت 13 مليار دولار من الديون، وأعادت تسليح وتدريب الجيش، وسمحت بتوسيع ميناء طرطوس لإستخدامات البحرية الروسية، ففوتت على الناتو فرصة حصارها بالبحر الأسود.. روسيا معنية مباشرة بمعركة سوريا ضد الإرهاب، لوجود قرابة 2400 مقاتل من جمهورياتها الإسلامية، وخشيتها من ان سقوط النظام يفتح القوقاز على مصراعيه لهجرة السوريين من أصول روسية، والأقليات المسلمة خاصة الشركس “عددهم 60-100 ألف”، بمايحملونه من افكار وتوجهات لاتناسب النظام الروسى، فضلاً عما يؤدى اليه من إحياء لمشروع خط الغاز القطرى لتركيا واوروبا عبر السعودية وسوريا، كبديل للغاز الروسى.

          التدخل الروسى لم يكن مغامرة، بقدر ماكان مناورة محسوبة، وتجاوز حذر لحدود التوافق مع واشنطن، مستنداً على إعتبارات إستراتيجية؛ الإتفاق الإيرانى الغربى وماسمح به من حرية حركة فى المجال الحيوى لإيران بالمنطقة، ضعف ردود الفعل المتوقعة من الإدارة الأمريكية، بعد تراجعها خلال أزمة الكيماوى 2013، وعجزها عن وقف إجتياح القرم 2014، وترددها فيما يتعلق بإسقاط النظام السورى من عدمه.. سوريا رضخت للتدخل المباشر، نتيجة للتدهور العسكرى، وتعدد الضغوط الروسية، خاصة إجلاء بعض الخبراء وعائلاتهم، تقليص عدد العاملين بالسفارة، تأخير الوفاء بعقود صيانة طائرات «سوخوى»، والتلويح بالعلاقة مع السعودية.

          روسيا مهدت للتدخل بالتنسيق مع إسرائيل، خلال زيارة نتنياهو لموسكو برفقة رئيسا الأركان والمخابرات العسكرية 21 سبتمبر، إتفقا على تجنب الصدام، وتبادل المعلومات المتعلقة بالتنظيمات الإرهابية، وتقييد روسيا لعدائيات حزب الله ضد إسرائيل، مايفسر تأكيدها انها “غير قلقة من نشاط موسكو العسكرى، كونه غير موجهاً لها”.. بوغدانوف مساعد وزير الخارجية زار طهران 4 أغسطس للتنسيق مع عبد اللهيان رجل «الحرس الثوري» بالخارجية، بعدها سافر الجنرال قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» منسّق الجهد العسكري الإيراني في سوريا والعراق لموسكو مرتين آخرهما منتصف سبتمبر، لوضع آليات التنسيق بين الطيران الروسى، والنشاط البرى الإيرانى.. العراق سمح لروسيا باستخدام قاعدة الحبانية ضمن الجسر الجوى لسوريا، وهو مارآه مكين تعبيراً عن تراجع حاد للنفوذ الأمريكى، نظراً لوجود قرابة 500 جندى وخبير عسكرى أمريكى بالقاعدة، ووافق على انشاء غرفة عمليات مشتركة ببغداد تضم روسيا وايران وسوريا، لايقتصر عملها على توجيه الطائرات، انما يمتد لتبادل المعلومات، وتنسيق أنشطة المخابرات لمكافحة الإرهاب.. أردوغان حاول خلال زيارته لموسكو 22 سبتمبر، الحصول على تعهد بعدم قصف المناطق الحدودية، لكن بوتين تمسك بأن عمل طائراته سيطال كل الأراضي السورية.. الصين أعلنت دعمها الصريح، بإرسال حاملة الطائرات “Liaoning-CV-16”  للشواطئ السورية، وكوريا دفعت بثلاث مدمرات وعشرين طائره حربيه، مبدية إستعدادها لخوض الحرب ضد الإرهاب.

          بمجرد بدء الهجوم الروسى سحبت تركيا مستشاريها من نقاط المواجهة بالعمق، وسمحت بتهجير عائلات المسلحين، وإنتقال مجموعات قتالية شيشانية وقوقازية للمناطق المستهدفة بالهجوم البرى، ونقل بعض مخازن السلاح والمركبات لقرب الحدود، مايفسر إختراق المقاتلات الروسية للمجال الجوى التركى.. أمريكا زودت الجماعات المسلحة شمال سوريا بـ50 طن من الذخائر -بينها صواريخ “تاو” المضادة للمدرعات- عن طريق الجو، فى الوقت الذى عثرت فيه القوات العراقية التى اقتحمت مواقع “داعش” قرب مصفاة بيجى على مظلات وصناديق إمدادات أمريكية.. المخابرات الأمريكية تراهن صراحة على استنزاف القوة العسكرية الروسية، لكن ذلك لم يخف فشل سياستها فى التفتيت وزرع الفوضى بالمنطقة، وعجزها عن حصار التاثير الدولى للقطب الروسى، وعدم قدرتها على التوجه شرقاً لحصار المارد الإقتصادى الصينى، الذى سبقها بالحضور العسكرى للمنطقة.. وهو مايفسر استقالة الجنرال المتقاعد جون آلن مبعوث أوباما للتحالف الدولي ضد “داعش”، وسحب حاملة الطائرات “يو اس تيوردر روزفلت” من الخليج لأول مرة منذ 2007، ووقف برنامج تدريب 3- 5 آلاف مقاتل سورى فى العام بعد تجاوز تكلفته 500 مليون دولار، ولم يدرب سوى 75، بعضهم اختطف بمجرد نزوله سوريا، والآخر سلم سلاحه مقابل مروره سالماً!!.

          روسيا لم تعط الأولوية لقصف “داعش”، انما بدأت بـ”الجيش الحر”، بحكم إرتباطه المباشر بالمخابرات الأمريكية، وباعتباره واجهة سياسية للتنظيمات الإرهابية.. “داعش” تأتى فى مرتبة تالية، لأنها “فزاعة” يتعلل بها الغرب للتدخل بالمنطقة، رغم انها كثيراً ماتستهدف التنظيمات الإرهابية الأخرى، سواء لأنها تمثل أهدافاً أيسر من قوات النظام، أو بفعل اختراق أجهزة الأمن السورية -ببعض ضباطها “المنشقين ظاهرياً”- للتنظيم.. الغارات تستهدف مراكز القيادة والسيطرة والتدريب، ومخازن الأسلحة والذخائر والوقود، والمخابىء الجماعية والأنفاق، خاصة مايتعلق بالتجمعات الشيشانية والقوقازية المرتبطة بالمخابرات التركية، وعناصر «الحزب التركستاني الإسلامي» الممثل لجماعة «الاويغور» الصينية -وهو مايفسر تحمس الصين للمشاركة- ثم التمهيد لهجوم برى سريع لإستعادة بعض المناطق الإستراتيجية تثبيتاً للنظام.. إيران دفعت ثلاثة كتائب من النخبة بوحدة “صابرين” التابعة للحرس الثوري و1500 من عناصر حزب الله، لهذا الغرض، أما الهدف التالى فهو تحرير المنطقة الممتدة من ساحل اللاذقية إلى ضفاف الفرات، واستعادة السيطرة السورية على الحدود مع تركيا والعراق، وإعادة فتح المعابر وتأمين الطرق، ووقف تدفق المسلحين ومختلف صور دعمهم.

          كل المؤشرات تؤكد ان التواجد الروسى دائم، لايرتبط بظروف طارئة؛ وانها اصبحت أهم القوى المؤثرة، لا فى صيغة التسوية للأزمة السورية فحسب، وانما فى توازن المنطقة ككل.. مطار حميميم العسكري قرب اللاذقية يتم تزويده بمبان جاهزة تتسع للمئات، وخطط لإنشاء قاعدة جوية باللاذقية، وأخرى بحرية، والجسر الجوى والبحرى مستمر فى نقل المدرعات والعتاد الثقيل، وجارى تعزيز شبكات الرادار ومنظومات الدفاع الجوى المتطورة.. المؤشرات الأولية للغارات مبشرة.. رصد فرار 3000 مسلح باتجاه الأردن، انسحابات جماعية لمسلحى “النصرة” و”الفتح” و”أحرار الشام” نحو الحدود التركية، انسحاب تدريجى لأعداد من مقاتلى “داعش” نحو العراق، هروب مسلحين ضمن قوافل المهاجرين لأوروبا، و”داعش” وقع وثيقة صلح مع “أجناد ومجاهدى الشام” للتفرغ لمواجهة روسيا.

          التدخل الروسى جمد جهود التسوية السياسية للأزمة مرحلياً، لحين تعديل توازن القوى على الأرض، ونقل الدور الروسى من مجرد وسيط، الى محرك للأحداث يمتلك الكلمة الأخيرة، حرم إسرائيل من التحرك بحرية فى المجال الجوى السورى، أنهى الطموح التركى فى إقامة منطقة حظر جوى بالشمال، وفرض توازن إقليمى جديد لصالح روسيا، مايفسر عدم إستجابة بعض الدول الاوروبية للطلب الامريكى بغلق اجوائها امام الجسر الجوى الروسى، وتخفيف الإتحاد الأوروبى للعقوبات على روسيا بإسقاط وقود الصواريخ الخاص بالبرامج الفضائية، وإطلاق الأقمار الصناعية الأوروبية من القائمة.. زيارة وزير الدفاع السعودى الثانية لموسكو تعكس إدراكاً لطبيعة هذه التغيرات، ماقد يكفل الحفاظ على دفء العلاقة مع القاهرة.

gtaha2007@gmail.com

 
2 تعليقان

Posted by في 2015/10/22 بوصة غير مصنف

 

إستراتيجية الغاز.. بين الدبلوماسية والردع

315-590x332

تاريخ الشرق الأوسط تكتبه الكارتلات الإحتكارية لشركات البترول، طفرة الخليج تحققت خلال سيطرتها على المنطقة إبان الإستعمار البريطانى، العواصف تُسقِط من خرج عن فُلكِها، حليفاً كالشاة، او معارضاً كصدام، والإضطرابات آداة ترويض وضغط، على نحو مايتم مع السعودية والبحرين، ملف إحتياطيات غاز الدلتا والمنطقة الإقتصادية شرق المتوسط حظرته المخابرات الأمريكية منذ السبعينات، حتى لاينعكس على التوازن الإستراتيجى بالمنطقة، لكنها بدأت فى تسريب بعضه بحذر، ضمن حرب الغاز ضد روسيا.. إكتشفت إسرائيل حقل “تمار” المقابل لمدينة صور اللبنانية 2009، قبل أن تعلن هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية فى 2010 عن وجود احتياطى غاز يقدر بـ122 -220 تريليون قدم3، و1.7-3.7 مليار برميل نفط، بالحوض الرسوبى شرق المتوسط، قدرت قيمة مايخص مصر منه بقرابة 700 مليار دولار، قابلة للزيادة، شركة “رويال دتش شل” التى منحتها مصر حق التنقيب بقطاع “نيميد” منذ 1999، اكتشفت بئرين 2004، ثم أعلنت توقفها في أعقاب الثورة المصرية 2011!!، رغم إكتشاف إسرائيل حقلى “ليفياثان” 2010 ، و”شمشون” 2012، وإكتشاف قبرص لـ”أفروديت” 2011.. أوائل 2014 انسحبت “شل” من مصر تماماً بضغوط دولية!!، بعد ان توفر لديها تفاصيل إحتياطات الغاز الضخمة التى تخصها بالمنطقة!!، وانتقلت للتعاون مع “نوبل أويل” الإسرائيلية.. مصر لم تكن مغيبة عن ذلك، ألمت بتفاصيله كاملة، رغم محاولات إلهائها بحرب إرهاب ضارية.

البحرية الإسرائيلية مدت نطاق أمن سواحلها منذ 2011 حتى السواحل القبرصية، لحماية منصات الغاز والأبحاث والتنقيب، وتامين عمليات النقل، ماتطلب تسيير دوريات مراقبة على مدار الساعة، بالزوارق الحربية والبالونات وطائرات التجسس وبدون طيار، وتعزيز معدات الرصد والإنذار والمخابرات، واستكمال منظومه «باراك» المضاده للصواريخ، ووحدة الصاعقة البحرية «شايطيت١٣»، المسئولة عن حراسة وتأمين المنصات والحقول، إضافة لرصد 620 مليون دولار لإنشاء شبكة دفاعية حول المنصات «الدرع»، كما دعمت اسطولها بالتعاقد مع المانيا على ست غواصات “دولفين”، و4 فرقاطات نوع “السفن الواقية”، يتم تزويدها بأنظمة صواريخ إسرائيلية “باراك 8″، تدخل الخدمة بنهاية العقد الحالى.

إسرائيل سعت للتحالف مع قبرص واليونان، ديسمبر 2010 وقعت اتفاق لترسيم حدود المنطقة الاقتصادية مع قبرص، وآخر للتعاون والتنسيق فى مجال التنقيب واستخراج النفط والغاز، نتنياهو زار نيقوسيا فبراير 2012، وبيريز وقع اتفاقاً مع اليونان أغسطس 2012، يمهد لقمة ثلاثية لوضع استراتيجيات تصدير الغاز لأوروبا، منذ 2012 بدأت مناورات بحرية سنوية إسرائيلية يونانية قبرصية بمشاركة الأسطول السادس، للتدريب على حماية حقول ومنصات الغاز، قبرص وقعت مذكرة تفاهم مع مجموعة إسرائيلية- أمريكية لبناء مصنع للغاز المسال «يونيو 2013»، واتفاقية لتبادل وحماية المعلومات السرية عن الغاز مع إسرائيل إبريل 2014.

بعد اكتشاف “أفروديت” بدأت التحرشات العسكرية التركية بقبرص، رفعت حجم تواجدها العسكرى شمال الجزيرة من 36.000 جندى لـ43.000، وسعت لشراء قطعة بحرية قادرة على نقل ألف جندى و150 ناقلة، بتكلفة مليار دولار، وتطوير بحريتها لتفرض تواجدها كشريك فى غاز المتوسط، متعللة بحق القطاع التركى من قبرص فى عوائد النفط، رغم ان وجود الجزر اليونانية مقابل السواحل التركية يحرمها حق تقاسم المنطقة الإقتصادية، مايفسر رفضها توقيع الإتفاقية الدولية لقانون البحار.. قبرص تعاقدت على شراء فرقاطتين من فرنسا وزورقين بحريين من اسرائيل، لكنها أدركت أهمية ايجاد ثقل موازى للقوة التركية، خاصة بعد تعديل الأخيرة قواعد الإشتباك لقواتها شرق المتوسط، والسماح لوحداتها البحرية بتطبيقها كاملة دون الرجوع للقيادة، والبدء فى إرسال سفن البحث والتنقيب للمياه الإقليمية القبرصية، برفقة سفن حربية لحمايتها.

الدبلوماسية المصرية تابعت ذلك عن قرب، والتقطت الخيوط بمهارة، توصلت مع قبرص واليونان لآلية لقاءات دورية منتظمة للخبراء لوضع أسس التعاون الإستراتيجى بالمتوسط، كان آخرها بنيويورك سبتمبر 2015، وزير خارجية قبرص كان اول وزير خارجية فى العالم يزور القاهرة بعد 30 يونية 2013، والرئيس القبرصى اول زعماء الإتحاد الأوروبى، وشاركا معاً فى مراسم تنصيب السيسى، عدلى منصور زار نيقوسيا، مصر وقبرص وقعتا اتفاقية تقاسم مكامن الطاقة ديسمبر 2013، واتفقتا على تسييل الغاز القبرصى بمصانع “دمياط”، مصر وقبرص واليونان وقعت إعلانى القاهرة 2014، ونيقوسيا 2015، لتنظيم التعاون في التنقيب عن الغاز، وإعادة ترسيم الحدود البحرية، وشاركت قواتهم البحرية فى مناورات “آليكساندربوليس” بالبحر المتوسط 2014.

مصر أجلت الإعلان عن إكتشافاتها من الغاز لأكثر من عام، حتى ترتب أوضاعها بما يتناسب والمخاطر المحيطة بها، تحديث قواتها الإستراتيجية كان على رأس أولوياتها، لتصبح قادرة وبحسم على تأمين ثرواتها فى عمق المنطقة الإقتصادية بالمتوسط، أبرمت صفقات مع روسيا وفرنسا والمانيا لتزويد القوات الجوية بمقاتلات متعددة المهام، تحقق السيادة الجوية، لمديات بعيدة، “46 ميج 29 روسية، 24 رافال فرنسية، 50 مروحية كاـ52 الروسية الهجومية براً وبحراً”، إدخال منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدي لاول مرة بمصر “إس300 المعروفة بأنتاي2500″، التى يمكنها تدمير 24 هدف فى وقت واحد على بعد 250 كيلومتر، التعاقد مع ساجيم الفرنسية لإنتاج طائرات بدون طيار “باترولر” بمدى يتجاوز 200 كيلو، التعاقد على مدمرتين “فريم” من فرنسا، وصلت أحداهما بالفعل، إستلام أربعة زوارق أمريكية هجومية “امباسادور” مسلحة بصواريخ هاربون بمدى 124 كيلو، التعاقد على 4 غواصات “تايب” ألمانية، وسفينة صواريخ روسية “مولينيا”، وأخيراً حاملتى طائرات الهليكوبتر “ميسترال”، اللتين تعملان كسفن إبرار وقيادة، ويمكن لكل منهما حمل 16 مروحية هجومية ثقيلة، و70 مركبة قتال بينها 13دبابة، و4 مركبات إنزال، و450 مقاتل، ومعهما 4 طرادات “جاويند” للمرافقة والحماية، لتتصدر البحرية المصرية دول الشرق الأوسط، وتتبوأ المركز السابع عالمياً.

مصر منحت “اينى” إمتياز “شروق” 2012، السيسى التقى كلاوديو دِسكالزي مديرها التنفيذى فبراير 2015، ووزارة البترول وقعت معها 3 اتفاقيات لضخ 5 مليار دولار إستثمارات جديدة للتنقيب واستخراج البترول والغاز بالمتوسط، الشركة أعلنت فى يولية عن كشف بمنطقة أبو ماضي الغربية 120 كيلو شمال شرقي الإسكندرية، باحتياطيات 15 مليار متر‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎3، والمدير التنفيذي لـ”إيني” عاد للقاهرة واجتمع مع السيسى 29 أغسطس، قبل إعلان اكتشاف أكبر حقل غاز بالمتوسط، وربما العالم، 190 كيلو شمال شرق بورسعيد، باحتياطيات 30 تريليون قدم مكعب.. مايرفع إحتياطيات مصر لتتجاوز 90 تريليون قدم3!!.. داعش فجرت مقر “إيني” بطرابلس، وإنهارت البورصات وأسهم شركات الطاقة فى إسرائيل، التى بنت استراتيجيتها على اساس ان مصر هى أهم أسواق إستهلاك غاز حقولها بالمتوسط، وان تجهيز فائض التصدير يعتمد على مصانع الإسالة بدمياط.

***

مصر إحبطت مخطط الإستيلاء على حقوقنا الوطنية بالمتوسط، بإدارة إستراتيجية رصينة، استخدمت فيها بذكاء خليطاً من الأدوات الدبلوماسية، وقوة الردع، على نحو يعزز الدور المصرى فى مستقبل المنطقة سياسياً وعسكرياً وإقتصادياً، مايفسر سعى أمريكا لتشكيل تجمع للطاقة يضم مصر وقبرص وأسرائيل، لتصدير الغاز لأوروبا عبر خطوط أنابيب لتركيا واليونان، حتى ان إموس هوكشتاين مساعد وزير الخارجية الأمريكي لغاز المتوسط شارك أغسطس الماضى ضمن الحوار الاستراتيجي مع مصر!!، لكن هذا التجمع يصعب تشكيله، نظراً للمشكلة القبرصية، وفقدان الثقة فى تركيا كممر آمن، بعد وقفها تصدير الغاز الروسي عبر أوكرانيا، والغاز العراقي من كردستان، فضلاً عن تدهور علاقاتها مع اسرائيل ومصر واليونان.

gtaha2007@gmail.com

 
تعليق واحد

Posted by في 2015/10/20 بوصة غير مصنف

 

الشائعات عبر مواقع التواصل الإجتماعى

hack1_2404

بداية ينبغى الإشارة الى ان فكرة انشاء شبكة الإنترنت الدولية، التى اعتمدت عليها فى الانتشار مواقع التواصل الإجتماعى، قد بدات في أواخر الستينيات عندما قررت وزارة الدفاع الأمريكية أنشاء وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة (ARPA) وكان هدفها الظاهر حماية شبكة الاتصالات من السقوط أثناء الحرب، أما هدفها الباطن فهو فتح مجالات واسعة لمتابعة المواطن الفرد على مستوى العالم، وتحليل معلوماته وميوله وتوجهاته، وذلك فى إطار الحرب الباردة التى كانت على أشدها بين القطبيين الدوليين، الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتى.

تدريجياً تحول «فيسبوك» و«تويتر» ومحركات البحث «جوجل» و«ياهو»، وجميع برامج الشركات مقدمة الخدمات على الشبكة الدولية، الى أكبر قواعد بيانات للبشر حول العالم، مايفسر  إعتماد أجهزة المخابرات الدولية عليها، بإعتبارها واجهات لوكالات مخابرات دولية.. جوليان أسانج صاحب موقع “ويكيليكس” وصف مواقع التواصل بأنها أكبر شبكة تجسس عرفها التاريخ لصالح وكالات المخابرات العالمية، فهي تعتبر أكثر وسيلة يمكنها توفير معلومات وبيانات عن الأشخاص..و «إدوارد سنودن» المستشار السابق لجهاز المخابرات الأمريكى سرب معلومات تحرج وكالة الأمن القومى الأمريكية لاتهامها باستخدام «فيس بوك» لابتزاز الأشخاص الذين من الممكن الاستفادة منهم، وهو الأمر الذى أثار غضب وحيرة القائمين على إدارة الموقع.. وصحيفة «الجارديان» البريطانية كشفت منتصف مارس 2012 عن خطة «الدمية» التى تنفذها المخابرات الأمريكية للتجسس على مواقع التواصل، والتلاعب بها من خلال عملائها بأسماء «شخصيات وهمية» للتأثير على المحادثات الإلكترونية، ونشر الدعاية والشائعات.

وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أشارت الى ان المخابرات الأمريكية أنشأت في 2011 قطاعاً بمبنى صناعي بولاية فيرجينيا، يتمركز به مجموعة خبراء أطلق عليهم «أصحاب المكاتب الانتقاميون»، يتولون مراقبة شبكتى facebook وTwitter وجمع المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، وغرف الدردشة، وكل شيء يتوصل إلية الأشخاص علناً، ورصد أي معلومة تنطلق من هذه المواقع ومقارنتها مع الأخبار الصادرة من الصحف ووكالات الأنباء والنشرات الإخبارية، وحتى التنصت على المكالمات الهاتفية، ويتميز هذا الفريق بأنه يهتم بجميع المعلومات وبجميع لغات العالم، ويقدِّم تقريراً استخباراتياً بشكل يومي لـ«البيت الأبيض».

شبكات التواصل الإجتماعى ساهمت فى ظهور مايسمى بـ”الإعلام البديل”، الذى يعتمد على الفرد، ولايلتزم بتوثيق الأخبار، ولا التحقق من صحتها، ولا من سلامة مصادرها، وهذا فتح الطريق لنشر الشائعات، بهدف زعزعة الإستقرار الداخلى، خاصة إذا استهدفت رموز الدولة، او تعلقت بقضايا تتعلق بأمن المجتمع، ونشر الفتن والخلافات الطائفية، وتهديد الأمن الإقتصادى.. وسائل الإعلام الجماهيرى التقليدية بدأت تنقل هذه الشائعات وتروجها، لأنها تتصف بالإثارة عادة، مما يتمشى مع سعيها لإجتذاب المشاهدين.

الجيل الرابع من الحروب وفقاً لتعريف أندرو مارك هى التى “تجعل العدو فى حالة اقتتال داخلى وإضعاف ذاتى وانقسام مجتمعى”، وأضاف لها ماكْس مانْوارِنْج أنها “تدفع بعض المواطنين لزعزعة الاستقرار ونشر الفوضى بما يضعف قدرة الدولة على التحكم فى الأوضاع ويفقدها السيطرة على أجزاء من أراضيها.. ومن ثم تصبح «دولة فاشلة»”.

هذه الظاهرة دفعت أجهزة المخابرات الدولية لإنشاء أقسام وإعداد متخصصين فى نشر الشائعات عن طريق مواقع التواصل كواحد من أهم ادوات الجيل الرابع من الحروب تأثيراً على الأمن القومى للدول المستهدفة.

كل أجهزة المخابرات فى العالم أصبحت تهتم بمراقبة وتحليل التدوينات والمداخلات على مواقع التواصل، ويقاس مدى نجاحها بمعدلات تغطيتها، المخابرات الأمريكية تراقب يومياً اكثر من 5 ملايين تدوينة، وتعاقدت مع شركة «كاليفورنيا» لتطوير برنامج يسمح لعناصرها بتوسيع نطاق إختراقهم لتلك المواقع، والتاثير فيها.

مواجهة هذه الظاهرة لن تتم الا 1- بالتزام الشفافية، وسرعة توضيح الحقائق المتعلقة بموضوع الإشاعة.. 2- متابعة مصادر الشائعات وتقديمهم للمحاكمة.. 3- ترسيخ القواعد المهنية للإعلام على نحو يحول دون مشاركته فى الترويج للشائعات.

 
أضف تعليق

Posted by في 2015/10/15 بوصة غير مصنف

 

الدكتور ممدوح البلتاجى.. نهاية متواضعة، لوطنى عظيم

197

فى مشهد حزين.. ودعنا الدكتور ممدوح البلتاجى.. واحد من رجالات الدولة المصرية المؤهلين سياسيا ومهنياً.. وهم قليل.. كادر إعلامى محترف، تم إعداده وتدريبه جيداً، 1974 – 1982 كان وزيراً مفوضاً إعلامياً بالسفارة المصرية بباريس «عاصمة النور»، عام 1982 عين رئيساً للهيئة العامة للاستعلامات، وظل بها إلى أن عين وزيراً للسياحة عام 1993، عينته منظمة السياحة العالمية بعد أزمة السياحة الدولية -التى اعقبت أحداث 11 سبتمبر فى الولايات المتحدة- رئيساً للجنة إنعاش السياحة الدولية مدى الحياة، للاستفادة من خبراته فى تجاوز الأزمات قبل أن تعصف بصناعة السياحة ككل، عملت معه منذ 1995 حتى 2005 مستشاراً للمعلومات والإعلام، ومنسقاً لمراكز المعلومات بالوزارة والهيئات التابعة لها، المخرجات.. من تقارير دورية وتقديرات مواقف، ومنهجية إدارة الأزمات السياحية الخطيرة التى واجهت مصر ابان تلك الفترة وأبرزها مذبحة الأقصر، مكنته من إعادة تحريك عجلة السياحة لتضخ عائداتها فى الاقتصاد المصرى، وبذلك تحولت السياحة إلى صناعة ترتبط مباشرة بأمن مصر القومى، الأمر الذى فرض البلتاجى على الرئيس، رغم أنه كان لايميل له نفسياً بسبب الوشايات التى لم تتوقف من جانب صفوت الشريف نتيجة لإستشعاره أن البلتاجى أول مرشح بديل له، عينه الرئيس كأول وآخر وزراء السياحة الذين ينضمون إلى عضوية «مجلس الأمن القومى»، الذى يرأسه رئيس الجمهورية ويضم رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية والمالية والاقتصاد ورئيسى المخابرات العامة والحربية ومدير مباحث أمن الدولة ورئيس أركان الجيش، ذلك ان المخرجات التى تلقتها الرئاسة أقنعتها بأهمية السياحة كقاطرة للتنمية، وصمام أمن لإيراداتنا من العملات الأجنبية، وبدأت بالفعل إعادة صياغة سياستنا الخارجية تجاه بعض الأسواق الخارجية التى تحظى بالأولوية فى تصدير السياحة لمصر، على النحو الذى يضمن ثبات ونمو معدلات التدفق.

وداع البلتاجى كان بالغ التواضع.. خال من المسئولين.. حتى السابقين منهم.. فلم أشهد سوى وزير واحد “مفيد شهاب” ممن زاملوه على مدار سنوات طويلة.. آمل ان يحضروا عزاء عمر مكرم خاصة ان مناخه أكثر مواءمة للثرثرة وعقد الصفقات.. المشهد إستدعى العديد من الذكريات.. فمهمتى معه لم تكن باليسيرة، كانت مليئة بالصراعات المريرة، التى حولتها الى واحدة من اسوأ فترات خدمتى المهنية، ولولا قناعتى بأهمية مايفعله الرجل للسياحة والإقتصاد فى مصر، لتركت موقعى غير نادم، وهو مافعلته بالفعل فيمابعد، حيث لم أدخل مبنى الوزارة بعد خروجه منها.. معارضة العاملين بمراكز المعلومات لتعلم الأليات الحديثة فى العمل والأرشفة والإتصال والتحليل والتسويق الإلكترونى دفعتهم للعمل على هدم كل إنجاز يتم تحقيقه، بدءاً من قطع كابلات الأجهزة الخادمة لإقناع الجميع بأن الإعتماد على الوسائل التقليدية أفضل وأضمن، وانتهاء بذرع فيروسات فى الشبكة الداخلية، أو تخريب أجهزتها، مروراً على الدسائس ومحاولات تشوية السمعة.. السكرتارية الخاصة أيضاً لعبت دوراً بالغ السلبية والسوء، دورها محدود بحكم المؤهلات والإختصاص بترتيب المواعيد، وتنظيم الإتصالات، وعرض البوستة، لكن بعضهم كان يسعى للعب دور يتجاوز توصيفه الوظيفى، وقدراته المهنية، تحقيقاً لمصالح مادية، خاصة وان الوزارة من أكثر الوزارات التى تتعامل مع المستثمرين ورجال الأعمال ومنظمى المؤتمرات والمعارض، وذلك دفعهم لدخول الحرب الى جانب موظفى المعلومات، ضد ذلك الوافد الجديد.

بخروج صفوت الشريف من وزارة الإعلام، تأكدت مخاوفه التاريخية، فقد انتقل «البلتاجى» من وزارة السياحة إلى الإعلام عام 2004، كان أشد ما يشغله على مدار الشهور السابقة على انتقاله قضية وضع آليات لتحويل الخطة القومية لتنشيط السياحة إلى مجموعة من الخطط المنفصلة والمتخصصة التى تغطى كل منها واحدة من مناطق السياحة المصرية، على النحو الذى يقلل من معدلات تأثير الأزمات التى تقع فى قطاع منها على بقية القطاعات الأخرى، كانت التقسيمات لا تزال موضع بحث، لكنها فى الغالب كانت خمسة قطاعات رئيسية:

قطاع «البحر الأحمر»: ويشمل الغردقة، سفاجا، القصير، مرسى علم، راس بيناس، ويدخل فيه الساحل الغربى لخليج السويس، ومن أبرز مقاصده العين السخنة.

قطاع «جنوب سيناء»: ويبدأ من طابا، ويشمل دهب، شرم الشيخ، الساحل الشرقى لخليج السويس، وأبرز مقاصده راس سدر.

قطاع «شمال سيناء»، والاستثمار السياحى والطاقة الفندقية فيه محدودان، لكنه واعد.

قطاع «السياحة النيلية والثقافية»: ويمتد من الجيزة حتى بحيرة ناصر جنوب أسوان.

قطاع «الدلتا والساحل الشمالى الغربى»، ويحتاج إلى تفعيل الأفكار المتعلقة بالساحل الشمالى على النحو الذى يحوله إلى مقصد شتوى لسائحى إسكندنافيا.

بعض رجال الأعمال والمستثمرين بالقطاع السياحى توجسوا مبدئياً من الفكرة، خشية أن تكون مدخلاً لتحميل القطاع الخاص تكلفة الحملات التى تقوم بها وزارة السياحة لتنشيط وترويج المقصد السياحى المصرى، وهو ما لم يكن مستهدفاً، لكن هذا التقسيم لخطة التنشيط السياحى يحقق ميزة جوهرية، تتمثل فى أنه عندما يتعرض أحد القطاعات لأزمة تؤثر على التدفقات السياحية فإن ذلك لن ينعكس على باقى القطاعات، أو على أسوأ الافتراضات سيكون تأثيره فى حده الأدنى.

فى وزارة الإعلام سجل البلتاجى نجاحات كبرى فى تحويل التليفزيون المصرى الى شاشة للمشاهدة الجماهيرية، من خلال برنامج “البيت بيتك”، لكن السكرتارية الخاصة التى انتقلت معه للإعلام كانت سببا فى توريطه فى قضية بيع مساحات من الوقت لأحد رجال الأعمال، مافرض تدخل الرئاسة وإلغاء القرار، وسرب رجل الأعمال أسرار ماقدمه من هدايا ثمينة لبعض عناصر السكرتارية لتمرير القرار، فانتقل البلتاجى من وزارة الإعلام، ليحل محل على الدين هلال “بطل صفر المونديال”، وصفى الدين خربوش، إستدعانى يائساً، وطلب منى وضع خطة لتطوير مراكز الشباب على مستوى الجمهورية، والإرتقاء بدورها الوطنى فى إعداد الشباب، اعددتها مؤكداً ان ذلك يتم “بصفة شخصية”، ودون اى التزام بأى عمل تنفيذى، فقد كنت قد التحقت مستشاراً للإعلام بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، وبالفعل طور البلتاجى خمسة من المراكز خلال الشهور العشرة التى قضاها بالوزارة، قبل ان يتركها نهاية 2005، ليعين بمجلس الشورى قبل ان يتم عزله سياسياً بعد ثورة يناير 2011.

رحلة طويلة مع واحد من رجالات مصر الوطنيين المؤهلين العظماء.. رحم الله الدكتور ممدوح البلتاجى، و أسكنه فسيح جنانه وألهم ذويه، وألهمنا، الصبر والسلوان.

 
تعليق واحد

Posted by في 2015/10/11 بوصة غير مصنف

 

الإنتخابات.. بين أزمة الأحزاب، وسطوة رأس المال

عز-سما-650x335

البعض يتهم الدولة بالتدخل فى الإنتخابات البرلمانية، رغم عدم وجود دلائل، دعوة الرئيس لتحالف التيار المدنى كانت مجردة، لمواجهة الظلاميين، ومحاولة الجنزورى، مستشاره الإقتصادى، لتشكيل قائمة موحدة، نبعت من تغليب الإعتبارات الوطنية، على حسابات السياسة.. عندما هوجم الرجل بسبب تصور البعض بدعم الدولة للقائمة، توارى عن المشهد، ليلتقط سيف اليزل الخيط ويؤسس قائمة “حب مصر”، أعضاؤها عشرة أحزاب أهمهم “الوفد” و”المصريين الأحرار” و”مستقبل وطن”، لكنها تعتمد على الشخصيات العامة، بسبب أزمة الحركة الحزبية.. الوفد يعكسها بوضوح، فبعد انشقاق تيار الإصلاح بزعامة بدراوى، و”التيار الثالث”، تنازل الحزب عن طموحه فى تصدر قائمة مستقلة، وانضم لـ”حب مصر”، ليحصل على حصة (8) مقاعد، متساوياً مع “مستقبل وطن”، الحزب الوليد الذى يعتزم خوض الانتخابات بـ100 مرشح فردى، بخلاف القائمة.. أسسه الشاب الواعد محمد بدران، الذى إنضم للجنة الخمسين، كرئيس لإتحاد طلاب مصر، لكنهم إبتثروه، بإختياره نائباً لرئيس لجنة الصياغة، متجاوزين جهابذة اللغة والقانون والسياسة، شكل مجموعة شباب لمعاونة لجنة الإشراف على الإستفتاء، ثم حولها لحزب سياسى، إفتتح مقاراً بالمحافظات، مولها بعض رجال الأعمال “أبوهشيمة، عامر، ابوريدة..”، أسوة بتمويل الوفد “البدوى”، والمصريين الأحرار “ساويرس”.

تمويل الحملة الإنتخابية لـ”حب مصر” يعتمد أيضاً على رجال أعمال مرشحين بقوائمها.. مدير فروع شركة G4s -المتعددة الجنسيات- بمصر.. رئيس حزب فُصِلَت له دائرة البساتين عن المعادى ليفوز بعضوية برلمان 2010.. شقيقة رجل اعمال متورط فى قتل فنانة لبنانية، نائب سابق بالشورى عن “وطنى الأسكندرية”، وصاحب امبراطورية تصنيع اللحوم.. القائمة تضم شخصيات مثيرة للجدل؛ عم حرم جمال مبارك، أحد المؤيدين لعبدالمنعم ابوالفتوح بالشرقية، قيادى منشق على 6 ابريل، نائب سابق عن “وطنى البحر الأحمر”، وزير رياضة سابق خلط بين العام والخاص وتسبب فى أزمة مع اللجنة الأوليمبية الدولية، وزير إعلام سابق إبان مذبحة ماسبيرو، أدى وجوده بالقائمة لإستنفار وتعبئة المسيحيين ضدها.. القائمة تنافس فى ثلاثة قطاعات، القاهرة، الصعيد، غرب الدلتا، ومنفردة بشرق الدلتا، تصريح عماد جاد بشأن فوزها بالتزكية خطأ قد يؤدى لتقاعس الناخبين عن التصويت، مايعجزها عن تأمين شرط الـ5% من الأصوات التى اشترطها الدستور للفوز، أما فى غرب الدلتا فموقفها بالغ الحساسية، لأن قائمتها تقتصر على الشخصيات العامة، وتفتقد القاعدة الحزبية أو الإيديولوجية، كما لاتحظى بدعم أى كتل تصويتية، قائمة مصر “الجبهة وتيار الإستقلال” تضم مرشحين ليسوا على نفس مستوى الشهرة، لكنها تعتمد على بعض الكتل التصويتية، مايعنى ان التنافس بينهما سيفتت القوة التصويتية للتيار المدنى، وهو مايصب فى النهاية لصالح التيار السلفى وحزب النور، وبالنسبة للصعيد فإنها تواجه منافسة محدودة من قائمة التحالف الجمهورى “الجبالى”، المدعومة من قطاع واسع من الصوفيين، وقائمتى “نداء مصر” وفرسان مصر” العائدتين بحكم القضاء الإدارى، بعد ان كانت اللجنة العليا قد استبعدتهما!!.

          تحالف الجبهة المصرية “شفيق”، يضم أحزاب الحركة الوطنية، مصر بلدى، الغد، الجيل، سعى للإنضمام لـ”حب مصر”، لكنها استبعدت الجيل والغد بسبب تمسك الشهابى بالترشح هو ونجله، ثم استبعدت الجبهة لتمسكها بوجود د.محمد كمال أمين التدريب والتثقيف بالوطني، رئيس لجنة الشباب بأمانة السياسات، المقرّب من جمال مبارك.. الجبهة إنضمت لقائمة تيار الإستقلال التى تنافس فى غرب الدلتا، لكن قوائمها رُفضت فى القاهرة والصعيد، بحجة عدم إستيفاء الأوراق، محكمة القضاء الإدارى ألزمت اللجنة العليا للإنتخابات بقبول القائمتين، لكنها طعنت على الحكم فى واقعة غير مسبوقة، المحكمة رفضت الطعن، لكن اللجنة أصرت على إستبعادها، فعادت الإدارية لتأكيد حكمها بعودة القائمتين.. موضوع طعن هيئة قضايا الدولة على أحكام القضاء الإدارى بشأن الإنتخابات إجراء يسىء لدور مؤسسات الدولة، ويطعن فى حيادها، ويطرح الشكوك حول تدخلها فى اإنتخابات، وهو الأمر الذى كان ينبغى الحرص على تجنبه، كما ان تلقى لجنة الإنتخابات طلبى تنازل مرشحين بقائمة “الجبهة والإستقلال” فى الصعيد فى غياب ممثلها القانونى ودون إخطاره، وعملية سرقة أوراقها فى شرق الدلتا ينبغى ان يخضع لتحقيقات شفافة، لأن رائحة سياسية كريهة تنبعث من الجريمتين.

انسحاب قوائم صحوة مصر “عبدالجليل مصطفى”، مأساة بالغة الدلالة، فهى من أكثر القوائم إعتماداً على شخصيات وطنية، معظمها لم يلوثه التاريخ، أحجمت عن طلب دعم رجال الإعمال، فعجزت عن تدبير نصف مليون جنيه لتغطية تكلفة الكشف الطبى للمرة الثانية على مرشحيها.. بينما شهد الإجتماع الأول لمحاولة تشكيل قائمة وحدة مصر “الفضالى”، التى تحولت لـ”تيار الإستقلال”، تبرع “د.مدحت نجيب رئيس حزب الأحرار” بمبلغ 20 مليون جنيه، و”ماهر أبوماجد رئيس حزب المستقلين الجدد” بـ15 مليون.. مفارقة تفرض التحذير من خطر الإنتقائية السياسية لرأس المال، فهى -على الإطلاق- أسوأ انواع التمييز.

***

قانون مباشرة الحقوق السياسية فرض وجود ثلاثة اقباط بكل قائمة حزبية، “النور” عارض المبدأ، بنفس حماسه لتحريم تهنئتهم فى الأعياد، لأنهم قلة “كافرة”، لايجوز توليهم مناصب تمنحهم ولاية على مسلم، لكنه إستند لـ”المرونة الشرعية” فى ضم ممثلى «أقباط 38»، و«حماة الإيمان»، أصحاب قضايا الطلاق والزواج الثانى، المعارضين للكنيسة، لقائمته.. إستغلال واضح لخلافات الكنيسة، وتعقيد كريه لأزمة الطائفية.

“النور” يتميز بتماسك هيئاته الداخلية.. أطلق حملتة المركزية لإدارة العملية الانتخابية، بفروعها فى كافة الدوائر التى يخوض فيها المنافسة، بالقوائم أو فردية، نظم 10 قوافل علاجية تضمنت علاج فيروس “C”، رغم تكلفته الباهظة، وحملات للدروس الخصوصية.. التلون وصل حداً نفى فيه رئيس الحزب “وجود علاقة بين الحزب والعمل الدعوى”، مدعياً إنفصاله تماماً عن الدعوة السلفية!!، والمزايدة وصلت حد الإدعاء بأن “المرأة ليست نصف المجتمع، لكنها المجتمع كله”، متناسياً فتاويه بتزويج القاصرات حال إحتمالهن المعاشرة، وخلو منصات المؤتمرات النسائية التى ينظمها من المرأة، لأن برهامى يرى انها «لايجوز أن تكون نائبة، فالنيابة نوع من الولاية، ولكن فرض علينا وضعها بالقوائم الحزبية».. “النور” حذف من برامجه تطبيق الشريعة الإسلامية، رغم انها كانت محور برنامجه فى انتخابات 2012، وحرم تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس المصرية، بإعتبارها «لغة الكفار»، يوجه إنتقادات حادة لفترة حكم الإخوان رغم أن تحالفه معهم فى البرلمان مكنهم من الأغلبية والحكم.. أعد أربعة قوائم لينافس فى كل قطاعات الجمهورية، ثم تراجع بعد ماأثاره ذلك من إستنكار شعبى، ودمجهم فى قائمتين، بالقاهرة وغرب الدلتا، محاولاً تهدئة الجهات السيادية، وإستباق أية إجراءات عملية قد تستهدف تحجيمه، بعض مرشحيه متخلفين عن أداء الخدمة العسكرية، معظمهم لايفهم فى السياسة، وربما فى صحيح الدين.. لكن المصلحة الوطنية تفرض التسليم بأنه فى المرحلة الراهنة على الأقل، وأياً كان الموقف من “النور”، فإن منعه من خوض الإنتخابات، حتى ولو كان بحكم قضائى، لن يكون قراراً حكيما، فتأييد الحزب يمثل متنفساً لقطاع واسع من معتنقى الإسلام السياسى، من غير أعضاؤه، وتهميشه يعطى مبرراً للإحساس بالمظلومية، وخروج بعض هذا القطاع من دائرة التأييد السياسى للحزب، الى دعم جماعات المعارضة غير الشرعية، والإنخراط فى العنف.

الساحة أمام “النور” تكاد تكون خالية، إلا من “حب مصر” مايبرر حالة الثقة التى يستشعرها، وتواصله مع الخارج “الولايات المتحدة، إسرائيل…” تعزيزاً لموقفه.. مواجهة الأحزاب المدنية للحزب تنطوى على أخطاء جسيمة، تصب فى النهاية لصالحه؛ تولى سمير غطاس “المسيحى” عضو الهيئة الإستشارية لحملة “لا للأحزاب الدينية”، منصب المتحدث بإسمها، وتصدره للواجهة الإعلامية المعارضة للحزب، يعزز الإستقطاب الدينى، ويساعد على حشد مزيد من الأنصار لـ”النور”.. حملة “إمسك إخوانى” التى تنظمها حركة “إخوان منشقون” كشفت ترشيح “النور” لأكثر من 16 إخوانى على قوائم الصعيد، قبل دمجها بقائمة القاهرة، لتعويض النقص فى كوادره، والإستفادة من قدرتهم على الحشد، ومن جانبها رشحت الحركة 16 من شبابها بالقاهرة والجيزة والغربية، للأسف معظمهم من المتشددين، وخلافاتهم مع الإخوان لاتتجاوز خلافات عبدالمنعم أبوالفتوح.. كلهم متضامنون ضد الدولة المدنية.

***

          أزمة التيار المدنى يجسدها ضعف الأحزاب، والصراع بين القوائم، واستقالات الرموز “محمد أبوالغار- يحى قدرى- صفوت النحاس…”، وانشقاقات الوفد، ومقاطعة “الصحوة” و”الدستور”، وسطوة رجال الأعمال، ورفض بعض القوائم نتيجة للتعسف فى تطبيق القانون، الى حد إستبعاد قائمة لعدم توقيع مرشح على بيان “سيرته الذاتية”، ماقد يكسب الإجراء بعداً سياسياً.. ظواهر تصب لصالح المتشددين، الذين أدت سيطرتهم على برلمان 2012 الى تدن واضح لمستوى النواب والأداء.. آذان اسماعيل، أنف البلكيمى، فعل ونيس الفاضح، وسقوط هيبة المقعد البرلمانى، مايفسر ترشح بعض الفنانين الذين لايفتقرون فقط للخبرة والتاريخ السياسى، وإنما لأى تاريخ فنى، ووصل الأمر لتطلع من يمتهنون “الرقص” للمقعد.. كيف هانت علينا مصر الى هذا الحد؟!

 gtaha2007@gmail.com

 
تعليق واحد

Posted by في 2015/10/05 بوصة غير مصنف