RSS

Monthly Archives: جانفي 2016

البرلمان.. وثلاث قضايا عابرة

2015_12_3_13_26_25_121

مع بدء إنعقاد مجلس النواب أثيرت بعض القضايا والإشكاليات التى جذبت إهتمام الراى العام، إكتفيت منها بثلاثة، تثار مرة واحدة بداية دورة الإنعقاد، لكن آثارها تبقى لنهاية المجلس..        

القضية الأولى: البث المباشر للجلسات

          برلمانات ماقبل يناير 2011 إكتفت ببث فقرات مسجلة لأهم مايدور بالجلسات، البث المباشر على الهواء كان مطلب نواب الإخوان فى برلمان 2010، عندما نالوا الأغلبية 2012 إفتتحوا قناة “صوت الشعب” لتنفيذه، فدفعوا الثمن فادحاً؛ سقطت هيبة النواب، واتسعت دائرة الرفض لنظامهم.. قرار عدم بث جلسات البرلمان الحالى متفق عليه من قبل بدء الجلسات!!، مركز بصيرة استشعره فأجرى إستطلاع للرأى فى ديسمبر 2015 أجاب 81% من العينات بالرغبة فى البث المباشر، “مؤسسة حرية الفكر والتعبير” أقامت دعوى فى نفس الشهر أمام القضاء الإدارى ضد رئيس الجمهورية، ووزير الشؤون القانونية ومجلس النواب، وأمين عام المجلس لإلزامهم بالبث المباشر ضماناً للشفافية والنزاهة.

          منذ جلسة الإجراءات اتضح ان النواب الإعلاميون المثيرون للجدل يُغَلِّبون حب الظهور على الرصانة والإلتزام، حالة الهرج والمرج والمناوشات، شجعت إحدى الفضائيات العربية على عرض الاستحواذ على البث الحصرى، مقابل شراكة المجلس فى عوائد الإعلانات!!، واقعة غير مسبوقة، تمثل إهانة للتقاليد البرلمانية.. بعد انتخاب رئيس المجلس بدأ النواب فى إختباره، فتحول المشهد لفوضى، وفرت المبرر لموافقة الأغلبية على قرار وقف البث، لأنها خشيت الإساءة لصورتها، وفقدان شعبيتها.. رغم ذلك هدد البعض بجمع توقيعات، والقضاء الإدارى تلقى دعاوى لإعادته، باعتباره حق للشعب، وليس للنواب.

          والحقيقة ان علنية الجلسات كما وردت بالدستور “مادة 120″، لاتعنى البث المباشر، لتمكين الكاميرات من ضبط عضو غلبته الغفوة، أو إلتقاط الميكروفون لعبارة منفلتة، أو نقل مشادة تغلب فيها الإنفعال على الحكمة، لكن القضية تتعلق بعدم ملائمة تمرير قرار إتُخِذَ قبل بدء الجلسات، وفى أعقاب سيناريو فوضوى، ليبدو وكأنه وسيلة لستر خطايا “سيد قراره”.. كما تفرض أهمية إعلان آليات تنظيمية محددة تحول دون تكرار الفوضى.. وعدم إستغلال الأغلبية للقرار فى فرض هيمنتها، واسكات صوت الأقلية.

القضية الثانية: الصراع على رئاسة المجلس

          الشعور بالنرجسية جعل بعض النواب لايرون سوى أنفسهم.. فى مجلس يضم قرابة 600 عضو، فاجأنا نائب بتأنيب رئيس المجلس لعدم إعطائه الكلمة، رغم طلبها منذ 20 دقيقة “كاملة”!! آخرون غادروا الجلسة لنفس السبب.. إقتران التعالى بسوء التقدير دفع آخر للترشح للرئاسة، ولم يحصل سوى على صوته!! والهيئة البرلمانية للمصريين الأحرار هددت بإستقالة جماعية.

          فى سابقة هى الأولى فى تاريخ البرلمان، عقد قرابة 400 نائب إجتماعاً خارج قاعات المجلس!!، قبل يوم واحد من الجلسة الإجرائية، لإختيار الرئيس والوكيلين!!، الإجتماع ضم نواب ائتلاف “دعم مصر”، وشارك فيه “بالتصويت” معظم نواب “الوفد”، ضمن إتفاق على تمكين الحزب من شغل أحد منصبى الوكلاء، تمهيداً للعودة للإئتلاف، بكرى كشف تلقى النواب تعليمات بعدم انتخابه، وقرطام انسحب إحتجاجاً على “تحركات الغرف المغلقة”، مرشح الإئتلاف فوجىء بعدم حصوله سوى على 281 صوت، وذهاب باقى الأصوات لمرشح الوفد، الذى تم دفعه فى اللحظات الأخيرة، ليفوز بالمنصب بفارق أربعة اصوات فقط، حتى لايُخل بالتمثيل الـ”مشرف” لمرشح الإئتلاف.

          القضية لم تتوقف عند ذلك التلاعب، وإنما تعدتها لتعكس التناقض فى مواقف النواب.. نائب تطلع للترشح لمنصب الوكيل، انقلب على الإئتلاف بعدما تجاوزه، وانحاز للمنافس، بدافع منع الهيمنة!! دون تأكيد بان ذلك الدافع كان سيحركه ايضاً إذا ماتم ترشيحه.. وآخر شهَّر بمن يديرون المجلس من الخارج، مبشراً بإنهياره، لأنه لم يفوز بمقعد الرئاسة، وثالث إستقال بعد خسارته، لأن الهزيمة فتحت عينيه على تحول المجلس لـ”شادر بطيخ”!!، ورابع إنشق عن المصريين الأحرار لعدم إختياره رئيسا لهيئتة البرلمانية.. عشرات النواب جمعتهم نفس الصفة.. «عدم تخيل المنصب بدونهم»!!.

القضية الثالثة: تباهى السادة الأشراف

          أحد النواب هدد “اللى حيقل أدبه على البرلمان هياخد بالجزمة”، التحفظ على الألفاظ لايعنى الخلاف على حتمية إحترام المجلس.. لكنه عاد ليوجه رسالة أخرى «لما تتكلموا عننا اتكلموا بأدب؛ لأننا أسيادكم».. مهما كان معتاداً على استخدام التعبيرات المنفلتة فينبغى التوقف أمام العبارة الأخيرة.. عندما بدأ التباهى بأن المجلس يضم 79 نائباً من “السادة الأشراف”، ترابطت المواقف، وفرض السؤال نفسه.. هل أتى الشعب حقاً بنواب ليتسيدوه؟!

          السادة الأشراف فى مصر –يتجاوزون 5 مليون- تمثلهم نقابة أنشأت 1895، منحت للملك فاروق شهادة نسب، أغلقها عبد الناصر، ولم تعد للعمل الا فى عهد مبارك، انشق عنها نهاية التسعينات “المجلس الأعلى لرعاية آل البيت”، بسبب ماوُصِفَ بالإنحرافات، ورفع بعض أعضاء النقابة دعوى لفرض الحراسة القضائية عليها بسبب سوء الإدارة والفساد، الإتهامات المتبادلة أساءت للنقابة،.. إتهام البعض بالتشيع والإرتباط بإيران والعراق، الخضوع لسيطرة “أحمد عز” الأمين السابق للحزب الوطنى، عضو مجلسها الأعلي، وصهر النقيب!! خاصة فيما يتعلق بالترويج للتوريث، منح شهادات نسب دون سند سواء مجاملة لبعض الرموز السياسية، أو مقابل مبالغ مالية، بيع تأشيرات الحج، جهل بعض النسابون نتيجة لتوارث المهنة، وعدم الإستعانة بقواعد بيانات الدولة لتثبيت الأنساب، التصرف فى جزء من مبنى النقابة لأحد البنوك، رغم الحصول عليه بالتخصيص من الدولة، منح شهادة نسب للقذافى فأثارت جدلاً حول صحة مستنداتها، النقيب السابق أحمد كامل ياسين كان رئيساً للجنة الأنساب لليبيا لهذا الغرض عام 2000، ثم نفى أى قيمة للشهادة، لأنه لم يوقع عليها!!، دفع منصبه ثمناً للفساد، وعين السيد الشريف “وكيل مجلس النواب الحالى” نقيبا للأشراف نهاية 2008!!.

          التوجه الأمنى كثيراً مايتعامل مع كتلتى السادة الأشراف والطرق الصوفية باعتبارهم قوة دينية يعادلون بها ثقل الإخوان، الشيعة يروجون بأن الكتلتين إمتداداً لهم، وحزب النور وجه كتلته البرلمانية لإنتخاب الشريف لأنه يرى إمكانية توظيف النواب الأشراف سياسياً فى الإشكاليات الدينية تحت القبة، والصراع الإقليمى محتدم بين الهاشميين بالعراق والوهابيين فى السعودية لخطف النقابة من مصر، مما يفرض الحفاظ عليها باعتبارها أحد أدوات قوتنا الناعمة، ولن يتسنى ذلك دون معالجة إنعكاسات فترة الفساد خلال حكم مبارك على النقابة، وإلتزام أعضائها بتجنب الخلط بين دورهم كنواب فى البرلمان، ووجاهتهم الإجتماعية.. النسب حجة على الأشراف، وليسوا هم بحجة عليه.. عن رسول الله “صلعم” «مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ».

يانواب القضايا الثلاثة.. إستقيموا يرحمكم الله، ويرحمنا!!.

 
تعليق واحد

Posted by في 2016/01/25 بوصة غير مصنف

 

الملك سلمان.. وخيار المواجهة

937372083e702af54062cbba0a4595cf70c248fd8-20160103-170345

المواجهة ممتدة بين السعودية وايران، آخر جولاتها تداعيات إعدام نمر النمر المحرض الشيعى بالمملكة، بعد قتل زهران علوش قائد جيش الإسلام، رجل السعودية فى سوريا.. تنفيذ حكم قضائى على مواطن يُفترض انه شأن داخلى، لايبرر قطع علاقات، ولا إقتحام سفارات، والحوزة العلمية فى «قم» لاتملك حق الولاية على شيعة العالم، لكنها حرب مكشوفة لإستعادة مُلك كسرى.. النمر جَهَرَ بولائه لإيران، أثار الفتنة الطائفية، روج لدولة شيعية بالمنطقة الشرقية والبحرين، ودعا للخروج على السلطات، لتمييزها الطائفى فى التعيينات، رغم ان ثلاثة من أبناءه يدرسون بأمريكا على نفقة الدولة، وزوجته تعمل بجوازات الدمام، وشقيقه محمد نفى تعرض أى من أفراد العائلة لإستهداف السلطات.

          إيران تستهدف السعودية حتى تنفرد بدول الخليج.. قطعت العلاقات معها 1943 إحتجاجاً على إعدام أحد مواطنيها لإلقائه القاذورات على الكعبة المشرفة وسب الرسول والصحابة.. أنشأت فى الثمانينات “منظّمة الثورة الإسلامية في الجزيرة العربية”، وجناحها العسكري “حزب الله الحجاز”، لدعم إحتجاجات القطيف.. هاجمت ناقلة نفط سعودية وأخرى كويتية بالخليج، لوقف دعمهما للعراق فى حربه معها 1984، وعندما أسقطت السعودية إحدى طائراتها، فجرت سفارتها ببيروت.. الحجاج الايرانيون حاولوا تهريب مواد متفجرة 1986، واصطدموا بالشرطة اثناء تظاهرهم بمكة تنديداً بتأييد السعودية للعراق 1987، الحرس الثوري اقتحم السفارة السعودية بطهران، وقتل أحد دبلوماسييها.. ايران دمرت جسر قريب من المسجد الحرام 1989، وحاولت تفجير نفق المعيصم للمشاة بمكة، فطردت السعودية بعثتها الدبلوماسية وقطعت العلاقات.. المواجهة إمتدت لموسم الحج الأخير، نتيجة وفاة عدد من الحجاج فى حادثى سقوط الرافعة وتدافع منى، وتشكيك ايران في قدرة السعودية على تنظيم الحج.. قطع السعودية علاقاتها مع إيران مؤخراً وطرد دبلوماسييها، هو الثالث ضمن سيناريو متكرر.

          وسط موجات الربيع العربى كثفت ايران أنشطة المخابرات والحرس الثورى لتوسيع نفوذها بالمنطقة، دعمت إحتجاجات البحرين، عززت قدرات حزب الله اللبنانى، حتى بات يعرقل الإنتخابات الرئاسية، ويطالب بدستور يعكس ثقله العسكرى، مكَّنت الحوثيين باليمن، شجعت فرق الموت والاغتيال فى العراق لتصفية قرابة 2000 من العلماء والطيارين، ودمرت قواعد بيانات هيئة المعلومات المدنية لتمكن 1.5 مليون إيراني من حمل الجنسيه العراقية.. قاسم سليمانى قائد الحرس شارك فى معركة حزب الله مع اسرائيل 2006، وأشرف ميدانياً على معاركه فى سوريا، وعمليات ميليشيات الحشد الشعبي بتكريت والفالوجة، ومستشاريه يشاركون فى حرب داعش من غرفتى عمليات أربيل بقيادة أمريكية، وبغداد بقيادة روسية.. وخلاياه تكثف تهريب الأسلحة والمتفجرات للبحرين والكويت والسعودية.. مصر لم تسلم من الأذى؛ رصدت زيارات قيادى الحرس «سيد حسيني» المتعددة لسيناء رغم عمله تحت ساتر دبلوماسى، وسفرياته لسوريا ولبنان وليبيا والسودان واليمن، واتصالاته بالعائدين من أفغانستان، رتب شحن أجهزة إتصالات متقدمة ومناظير للرؤية الليلية ومئات الألوف من أعلام الثورة الليبية من ايران لميناء دمياط داخل حاويات قادمة من آسيا، لحساب مكتب استيراد يديره أحد السلفيين، ونقلها لليبيا ضمن أدوات تفجير ثورة فبراير 2011، مستغلاً إنشغال مصر بثورة يناير، تم طرده فى مايو 2011، فلجأت ايران لجماعة الشيعة الأباضية بجبل طرابلس الغربى، لشراء الأسلحة، ونقلها للسودان، ومنها لمتطرفى سيناء والحوثيين باليمن وحماس بقطاع غزة طوال عامى 2012 و2013.

          دعم ايران للتنظيمات الإرهابية السنية، يعتبر من الظواهر الخطيرة.. إتصالات مخابراتها بالقاعدة بدأ فى السودان خلال التسعينات.. بعد غزو أفغانستان، استضافت بعض قيادات القاعدة وأسرهم، تقرير لجنة التحقيق الأمريكية فى هجمات 11 سبتمبر أكد مشاركة بعضهم فى التنفيذ، البعض الآخر تورط في تفجير أبراج الخُبَر 1996، وثالث فى تفجير الرياض 2003، وزارة الخزانة فرضت عقوبات على ستة منهم، لقيامهم بتمويل ودعم عمليات التنظيم من طهران، المخابرات الإيرانية عرضت مبادلة بعض قيادات القاعدة بقادة “مجاهدى خلق” اللاجئين للعراق، ووفرت المعلومات عن تحركات سعد بن لادن نجل زعيم القاعدة وتنقلاته عبر الحدود الإيرانية الباكستانية، ورصدت مقر إقامة بن لادن بعد تعقب إحدى زوجاته المقيمة بإيران، مامكن أمريكا من إغتيالهما.. ايران استفادت من الربط بين الإرهاب والمذهب السنى، فى الترويج لإعتدال الإسلام الشيعى، رغم ان طقوسه الإحتفالية مكسوة بالدماء.. ايران مجدت قيادات الإرهاب، بإطلاق إسم بن لادن على أحد شوارعها، وإسم خالد الاسلامبولى قاتل السادات على شارع آخر، ما تسبب فى إجهاض محاولات تطبيع العلاقات مع القاهرة، ثم أطلقت إسم نمر النمر على شارع ثالث، مؤكدة انها تعطى أولوية لتقوية شوكة المعارضة بدول المنطقة، على حساب علاقات حسن الجوار.

          تصاعد التوتر مع قرب تنفيذ الإتفاق النووى، يثير التساؤلات حول جدواه، خاصة مع تحدى ايران للمجتمع الدولى بمواصلة تطوير برامجها النووية، وإجراء تجارب على صواريخ “عماد” الباليستية بعيدة المدى، والإستهانة بالقدرة العسكرية الأمريكية الى حد إطلاق قذائف سقطت على بعد 1500 ياردة من وحدات الحماية لحاملة الطائرات الأمريكية بالخليج.. ضعف الإدارة الأمريكية وانعدام رؤيتها أفقدها فعاليتها وهيبتها ومسئوليتها الدولية كقوة عظمى، وفى المواجهة الأخيرة بين السعودية وايران أحجمت عن اتخاذ موقف، واكتفت بـ”المناشدات”، حتى تتضح النتائج، وتنحاز للأقوى، منطق القوة والمصلحة بات يوجه السياسة الأمريكية فى زمانها الردىء.

          تغيير الملك سلمان للإستراتيجية السعودية من مجرد دعم حلفاء المملكة، الى التدخل المباشر لمواجهة الأنشطة الإيرانية كان إختياراً صائباً، فرضته الطبيعة العدوانية للسياسة الإيرانية بالمنطقة، وشبح التقسيم الواقع فى العراق وسوريا واليمن وليبيا، وظهور خريطة النيويورك تايمز مؤكدة ان السعودية تدخل فى إطاره بخمسة كيانات سياسية، أحدها شيعى بالمنطقة الشرقية.. الأزمة الراهنة تدفع المنطقة نحو مزيد من الإستقطاب، مما سيؤدى الى تعثر محاولات تسوية المشكلتين السورية واليمنية، وزيادة التنسيق بين إيران وروسيا، لإستنزاف المملكة.. ضخ المزيد من الدعم للمعارضة السورية إختيار خاطىء، لن يغير معادلة القوى، لأنها ضعيفة منقسمة متعددة الولاءات والمصالح، وقد يرتد فى صورة عمليات تخريب، واضطرابات طائفية، خاصة بالمنطقة الشرقية.. تعقد الموقف يتطلب إدارة رصينة، وحسن تقدير للتداعيات، وتفهم لمواقف الأطراف الفاعلة، ومراجعة جدوى التحالفات القائمة على المصالح والطائفية، وتوقف الرهان على موقف تركيا، لتراجعها عن تأييد “عاصفة الحزم” بعد زيارة أردوغان لطهران، وتنسيقه مع باكستان، وإدانة حكومتها إعدام النمر، ومداد توقيع أردوغان على الإتفاق الإستراتيجى بالرياض لم يجف، وربطها تأييد التحالف الإسلامى بعدم إنشاء بنية عسكرية.. أنقره وطهران أقرب لبعضهما من العرب، و«القوة العربية المشتركة» هى الأداة الوحيدة لوضع حد للتنافس على النفوذ بين الفرس والعثمانيين فوق الأراضى العربية.. فمتى نتفهم تلك الحقائق؟!

 
تعليق واحد

Posted by في 2016/01/17 بوصة غير مصنف

 

تحرير الرمادى.. والعد التنازلى لـ«داعش»

version4_895523233222323

لن نمل التذكير بأن نشر الفوضى وإثارة الصراعات الطائفية تمثل مرتكزات للإستراتيجية  الأمريكية بالشرق الأوسط.. التنظيمات الإرهابية أهم أدواتها، تخريب ودمار المدن العربية بعض نتائجها، تراجع عائدات النفط نتيجة تبنى سياسات عقابية يعوق إعادة البناء، يشغل المنطقة عن مصالحها، ويعيدها لعصور التخلف.. أمريكا إضطرت لمراجعة سياستها نتيجة لتصميم أوروبا على ضرب الإرهاب فى المنطقة، قبل ان يدق أبواب المزيد من عواصمها، بعد باريس وبروكسل.. وجدية الإستهداف الروسى للإرهابيين بسوريا، إنعكس على ميزان المواجهة العسكرية لصالح الدولة، مما أدى لتصاعد المطالبة فى العراق بدعوة روسيا للمشاركة فى الحرب على داعش، وتفعيل دور مركز القيادة المشتركة لروسيا والعراق وسوريا وإيران فى بغداد.. تلك مقدمة ضرورية لتفهم دوافع الدعم الأمريكى للعراق إبان معركة “تحرير الرمادى”.

          “داعش” إستهدفت محافظة الأنبار، لإتصالها الجغرافى مع المناطق التابعة لها بسوريا، وباعتبارها قاعدة لتهديد الدول المجاورة عبر حدودها المشتركة مع المحافظة “السعودية 814كم”، و”الأردن 181 كم”.. بدأت بالفالوجة، المطلة على كربلاء، مرقد الإمام الحسين مطلع 2014، ثم سيطرت على المنافذ الحدودية “القائم، الرطبة، حصيبة”، لتتمدد منها لباقى المحافظة، حتى احتلت الرمادى مايو 2015، ودمرت الجسور المقامة على نهر الفرات، شمال وغرب المدينة،لتحصينها ضد الهجمات المضادة، لم تنجح محاولتها لإحتلال حديثة حيث يقع واحد من أكبر سدود العراق، فظلت فى حوزة الحكومة مع موقعين آخرين لم يسقطا بالمحافظة، البغدادى حيث قاعدة عين الأسد، والحبانية بقاعدتها الجوية الضخمة.

          أمريكا دربت الألوية الثلاثة الرئيسية التى شاركت فى إقتحام الرمادى، وقرابة 12.000 مقاتل من عشائر الأنبار، وجهزتهم بالأسلحة المتطورة.. زودت العراق بـ5000 صاروخ مضاد للدروع لاستهداف مركبات داعش المفخخة.. وسعت قاعدة الحبانية، أخرجت قوات الحشد الشعبى منها، وحولتها لمقر لقيادتها.. وفرت للقوات المهاجمة جسور عائمة نقلت المركبات والمعدات الثقيلة لمركز المدينة، وفاجأت مقاتلى “داعش” بالمجمع الحكومى وبمقر قيادة عمليات الأنبار.. قصفها الجوى نجح في تدمير دفاعات “داعش”، بما فيها العبوات المزروعة بالطرق والمنازل والسيارات المفخخة، وفتح الطريق للقوات دون خسائر كبيرة.. كل الشواهد تؤكد فعالية الدور الأمريكى فى مجال المعلومات والتخطيط والاسناد والدعم اللوجستي.

          “داعش” بدأت تسحب الآلاف من عناصرها من الرمادى بمجرد تأكدها من جدية الهجوم على المدينة، عندما سقطت كان عدد مقاتليها لايتجاوز 350، معظمهم من الإنتحاريين.. تجنب المواجهة المباشرة أحد اساسيات تكتيكاتها، والإنسحاب ثم معاودة الهجوم أسلوب لجأت اليه من قبل فى بيجى، وفى الرمادى نفسها.. قبل سقوط المدينة اعتقلت معظم رجالها، وإختطفت 70 من ابناء عشيرة البونمر، وأعدمتهم لتعاونهم مع القوات العراقية، كما أعدمت 25 من طلبة جامعة الموصل لرفضهم المشاركة فى المعركة، و50 من مقاتليها لرفضهم إرتداء الأحزمة الناسفة.. صعوبة الموقف تدفع التنظيم للرعونة، حتى فى معاملة عناصره.

          إدارة معركة الرمادى اتسمت بالكفاءة.. إنضباط القوات العراقية، وارتفاع مستوى تدريبها، وروحها القتالية، مختلف تماماً عن حالة الترهل والاستسلام التى سمحت لـ”داعش” باجتياح المدينة دون قتال منذ سبعة شهور، الحرص على إنقاذ آلاف الأسر التى إحتجزتها “داعش” كدروع بشرية يعكس تقدير لمسئولية الدولة عن رعاياها المنتمين لمحافظة عانت لسنوات تمييزاً طائفياً وفر لـ”داعش” البيئة الحاضنة لدخولها.. وان أدى إعمال الأخيرة للسيف، وأعادة العمل بقوانين القرون الوسطى، الى خسارة تعاطفهم، وإنقلابهم عليها.. تحرير الرمادى خطوة هامة على طريق تحرير الأنبار.. ما ينهى تهديد داعش لسدود “الرمادى، الفالوجا، الكرامة”، ويمنعها من التحكم فى قطاعى الماء والكهرباء، والقطاع الزراعى بمحيط بغداد، كما يحرمها من إمكانية تهديد العاصمة، والقفز على كربلاء والنجف، ويقطع إتصالها بالحدود السورية، حيث مصادر الدعم، وإلملجأ فى حالة الإنسحاب، وبالتالى تصبح هناك فرصة لحصار مقاتليها بنينوى والموصل.

          تحرير الرمادى خطوة هامة فى طريق قلب معادلة القوى ضد “داعش”.. وهدم استراتيجية “الترهيب قبل الإجتياح”، بخلق صورة ذهنية تولد الرعب فى صفوف اعدائها، على غرار مافعلت جيوش المغول، مما ساعدها على التمدد، هذه الإستراتيجية تعرضت للإنتكاس خلال “2015”.. طُرِدت من كوبانى وتل أبيض “يناير”، ومن تكريت “مارس”، ردت باجتياح الرمادى “مايو”، لكنها خسرت بيجى والثرثار “أكتوبر”، وسنجار “نوفمبر”، فانقطع الطريق بين الموصل وسوريا حيث خطوط إمدادهم بالأسلحة والذخائر، والمخدرات، وسيلة الإعاشة للسيطرة على الإنتحاريين، وأخيراً سقطت الرمادى “ديسمبر”.. تراجع الصورة النمطية لـ”داعش”إنعكس على خطابها السياسى، تسجيل البغدادى الأخير “فتربصوا إنا معكم متربصون” أقر بخسائره ووصفها بالـ”مصائب وابتلاءات”، دعا مقاتليه للصبر، ووعدهم بالنصر، رغم ضخامة الضحايا، وتعهد للمرة الأولى بمهاجمة إسرائيل، لكسب تعاطف الرأى العام.

          تحديد الأهداف التالية للرمادى مهمة بالغة الحساسية.. إذا مابدأ التحرك صوب الأهداف التى تحظى باهتمام سياسى وإعلامى، فسوف تكون الموصل المحطة التالية، بمايعنيه ذلك من خسائر وضحايا ومخاطرة غير مأمونة العواقب، أما إذا تم التغاضى عن تلك الإعتبارات، فإن تحرير مدن القائم والرطبة وكبيسة يقطع كافة المعابر الحدودية مع سوريا، ويُكمِل فرض الحصار على داعش، هذه المدن منبسطة، يسهل تعامل الطيران مع أهدافها، محدودة السكان، والأهالى غير موالين لـ”داعش”، بعدها يمكن التوجه الى هيت، حيث واحد من أهم مراكز ثقل “داعش”، مايُحكم الحصار حول الفالوجة ويسهِّل تحريرها، قبل التوجه للموصل.

***

          من المؤسف أن تعصف الخلافات الطائفية بفرحة العراقيين بانتصار الرمادى، الحشد الشعبى لم يقنع باقتصار دوره على إحكام الحصار حول المدينة بداية الإستعداد للمعركة، وغاضب لإخلاء قواته بمجرد بدءها، استجابة للرؤيا الأمريكية.. مسلحى العشائر السنية المشاركين فى الإقتحام، يرون ان تكليفهم مع الشرطة المحلية بالإمساك بالأرض بعد تطهيرها، يمثل نواة لمنظومة “الحرس الوطنى”، التى تمنع وقوع تجاوزات طائفية كتلك التى إرتكبتها عناصر الحشد الشيعية ضد السكان السنة فى تكريت وبيجى وجرف الصخر، كما تحول دون تحويل الميليشيات الشيعية الى بنية عسكرية مستقلة على غرار حزب الله اللبنانى.. والأكراد يتساءلون عن مصير حلم دولتهم بعد أن يفيق العراق من كابوس “داعش” .. والحقيقة ان أمريكا تقدم دعمها للقوة الفاعلة على الأرض، فى كل اقليم من أقاليم العراق، فى اتجاه واضح نحو تقنين عملية التقسيم.. السلطة فى مأزق، وهى ترى الولاء الطائفى والعرقى أعمق من الولاء للوطن، خاصة مع إدراكها ان معركة الموصل المقبلة هى معركة مصير بالنسبة لـ”داعش”، وان العراق لن يتمكن من كسبها الا بمشاركة كل القوى الوطنية؛ الجيش الوطنى، الشرطة، الحشد، البيشمرجة، أبناء العشائر.. فمتى يدرك أبناء العراق تلك الحقيقة؟!.

 
تعليق واحد

Posted by في 2016/01/12 بوصة غير مصنف

 

التحديات الخمسة لحكومة الوفاق الليبية

57

محاولات حل الأزمة الليبية إصطدمت دائما بالتنافس على الشرعية بين “البرلمان المعترف به دولياً”، الذى يدعمه الجيش الوطنى، ويسيطر على طبرق والمنطقة الشرقية، و”المؤتمر الوطنى، المنتهية ولايته”، بجناحه العسكرى “ميليشيات فجر ليبيا”، ويسيطر على طرابلس والمنطقة الغربية، لذلك كان تفتيتهما مقدمة ضرورية للتسوية.. إنشقاق غالبية أعضاء “البرلمان” على رئيسه عقيلة صالح، وخروج أغلبية أعضاء “المؤتمر” على رئيسه نورى أبوسهمين، سمح بالتوصل لإتفاق الصخيرات.

          صالح وأبوسهمين فهما اللعبة، بدءا اتصالاتهما بتونس نهاية اكتوبر، وتوصلا لإعلان مبادىء قبل لقائهما بمالطا 15 ديسمبر، تضمن إحياء الدستور القديم، بعد تنقيحه بلجنة مشتركة من “البرلمان” و”المؤتمر”، وإختيار رئيس لحكومة توافق وطنى خلال عشرة ايام!!، وتعيين نائبين له خلال أسبوعين!!، وإجراء انتخابات برلمانية خلال عامين.. هكذا، كل الخلافات ذابت خلال اسبوعين، دون تبرير للقطيعة ورفض الجلوس على مائدة حوار واحدة، طوال الـ14 شهراً الماضية.. كوبلر سحب منهما البساط، بتنظيم حوار مباشر ليبى- ليبى، لأول مرة فى تونس يوم 11 ديسمبر ، توصل لـ“خارطة طريق”، لتذليل العقبات التي تعترض تشكيل حكومة الوفاق، وذهب بها لروما 13 ديسمبر، ليتبناها المؤتمر الدولي حول ليبيا بمشاركة 20 دولة ومنظمة دولية، بينها الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبى وأمريكا، تبدأ بالتوقيع على اتفاق تشكيل الحكومة بالصخيرات، وتتواصل بخطوات محددة لإعادة الاستقرار، أهمها الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار، ونزع سلاح الجماعات المتنازعة.. تشديد المؤتمر على ان حكومة الوفاق واتفاق الصخيرات هما الطريق الوحيد لحل الأزمة وضمان الدعم الدولى، كان رداً دولياً على إعلان تونس، وأجهاضاً مسبقاً لنتائج لقاء مالطة.

          كوبلر أجل مراسم التوقيع على اتفاق الصخيرات لـ17 ديسمبر لتمكين أعضاء “البرلمان’ و”المؤتمر” من المشاركة، تجريداً لإعلان تونس من المشروعية، ورداً على إدعاء صالح وأبوسهمين بأن الموقعين لايمثلون الا أشخاصهم، وبالفعل شارك 80 من أعضاء “البرلمان”، و30 من “المؤتمر”، بخلاف أعضاء الوفود.. الإتفاق تضمن تشكيل حكومة وفاق وطنى تقود مرحلة إنتقالية، لمدة عام، قابل للتمديد لعام آخر، ينتهى بانتخابات تشريعية، ويقضى بتمثيل “البرلمان” للسلطة التشريعية، وإنشاء مجلس للدولة يمثله “المؤتمر”، كغرفة برلمانية استشارية، ومجلس رئاسي، تنتقل له كافة صلاحيات المناصب العسكرية والمدنية والأمنية العليا، ويتشكل من رئيس الوزراء فايز السراج ونائب “عن الغرب”، ونائبين عن الشرق، ونائبين عن الجنوب، إضافة لثلاثة وزراء دولة، قراراته بالإجماع، مع ترشيد لحق الفيتو حتى لايشل عمله.

          الإتفاق يواجه تحديات عديدة.. أولها الشقاق داخل “المؤتمر”؛ بين جناح رافض للإتفاق وللوساطة الدولية، يرى حكومة الوفاق كـ”حكومة وصاية”، لاتمتلك الوسائل الأمنية الكفيلة بإنهاء الفوضى، يقوده أبوسهمين الذي يحظى بدعم “غرفة عمليات ثوار ليبيا”، والصادق الغرياني مفتى ليبيا السابق.. وجناح مؤيد لايرى بديلاً للإتفاق سوى الفوضى والإرهاب، يرأسه نائب الرئيس صالح المخزوم، يحظى بتأييد الإخوان وحزب العدالة والبناء، وتدعمه كتائب مصراتة.. بقدر مامكنت الإنشقاقات من توقيع الإتفاق، الا انها تنعكس سلبا على المؤسسات التى أنشأها.. إنشقاق “المؤتمر” ينعكس على أداء مجلس الدولة لدوره الإستشارى والرقابى، والشقاق داخل “البرلمان” ينعكس على دوره التشريعى.

          التحدى الثانى ناتج عن ان خطة الوسيط الدولى لتمرير الإتفاق إمتدت لزرع الشقاق داخل قوات “فجر ليبيا”؛ إنسحبت “كتائب مصراته” أكبر تشكيلاتها، وأعلنت قبولها للإتفاق، أعادت توزيع تمركزاتها العسكرية بالعاصمة، وخاضت اشتباكات ضارية للسيطرة على مقرات الجماعات المتطرفة، وبدأ التنسيق معها بشان الترتيبات الأمنية المتعلقة بتأمين انتقال الحكومة لطرابلس.. قيادات “فجر ليبيا” الرافضة للإتفاق التقت فى تركيا مع المبعوث الدولى وممثلى الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، وعادت مؤيدة للإتفاق، وشنت حملة ضد مواقع التنظيمات المشتبه بتعاونها مع داعش “كتيبة التوحيد، أنصار الحق…”، وتلقت دعما عسكريا من تركيا وقطر لإحكام السيطرة على العاصمة، وصل بعضه جواً من تركيا والسودان لمطارى معيتيقة ومصراتة التابعين لها، والآخر براً من السودان عبر صحراء الكفرة.

          التحدى الثالث عجز الحكومة عن مواجهة تمدد داعش، نتيجة للإنشقاق داخل قوات “فجر ليبيا”، واحتمال تعرض الجيش الوطنى لإنشقاق مماثل فى حالة عزل “حفتر”، مما قد يضطر الحكومة لطلب التدخل العسكرى الدولى، وهو مايعززه دعوة السراج المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم للقضاء على التنظيمات الإرهابية، السفير البريطانى بليبيا ألمح الى أن “التدخل العسكري ينبغى أن يكون تلبية لدعوة من الحكومة الليبية”، مايكل فالكون وزير الدفاع البريطانى أبدى استعداداً لإرسال ألف جندي للتدريب والمشورة، وكيرى وزير الخارجية الأميركي أكد أن “خطة الطريق” تتضمن تنسيق الجهود ضد إرهاب داعش وتُلزِم بالقضاء عليه، ووول ستريت جورنال كشفت ان واشنطن ولندن تبحثان نشر طائرات بلا طيار في ليبيا لمراقبة “داعش”، وطلعات الإستطلاع الأمريكية والفرنسية فوق سرت إزدادت كثافة.. مشروع ميزانية المساعدات الخارجية لعام 2016، الذى اعتمدته لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ الأمريكى يوليه الماضى يشمل 20 مليون دولار للتدريب ومكافحة الإرهاب فى ليبيا.. وسوء التنسيق كشف المستور، عندما وصلت لقاعدة الوطية الجوية فى 14 ديسمبر وحدة من القوات الخاصة الأمريكية “عددها 20” بالإتفاق مع قيادة الأركان العامة الليبية التابعة لحكومة طرابلس، التى يسيطر عليها الإخوان، لإعادة تنظيم الجيش وتطويره، وتدريب قوات الصاعقة، الا أن وحدة من ميليشيات الزنتان “كتيبة أبو بكر الصديق” إحتجزتهم، ولم تسمح لهم بمغادرة ليبيا الا بعد التخلى عن معداتهم!!.

          التحدى الرابع يعكسه تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة حول تردى الوضع الإنسانى بليبيا.. 2.5 مليون فى حاجة للمساعدات الإنسانية، 1.9 مليون فى حاجة للمساعدات الصحية، 1.28 مليون يفتقدون للأمن الغذائي، مليون و256 الف نازح ومشرد، 250 الف مهاجر ولاجىء، منطقة الهلال النفطى “بين بنغازى وسرت” أعلنت منطقة منكوبة إنسانياً، 20% من مستشفياتها تم إغلاقها، و73% من المدارس توقفت عن العمل.

          التحدى الخامس يتعلق بتدهور الأوضاع الإقتصادية والمالية والخدمات، نتيجة للتدهور الأمنى وانعدام مصادر التمويل، لكن عودة الإستقرار تسمح بالعودة بالإنتاج النفطى لمعدلاته الطبيعية، التى لاتتجاوز حاليا 10% منه، وتشكيل الحكومة برعاية دولية يوفر المناخ لإسترداد ليبيا 90 مليار دولار مجمدة بالخارج، وإستعادة مرافق الخدمات قضية استثمار وتمويل.. إذن هذا التحدى فى الحقيقة يتعلق بحسن إدارة الموارد، وليس بانعدام الوفرة.

          ليبيا تواجه مخاطر وتحديات ربما تعجز أى حكومة وليدة عن مواجهتها، الدعم المصرى على كافة الأصعدة فى هذه المرحلة أمر بالغ الأهمية، لأنه يساعد الحكومة الجديدة على فرض الإستقرار ومواجهة الإرهاب، وتلك مهمة تحظى بالأولوية، فى دولة تشكل إمتدادا طبيعيا للأمن القومى المصرى، ولاينبغى الغياب عنها.

 
تعليق واحد

Posted by في 2016/01/04 بوصة غير مصنف