RSS

Monthly Archives: أوت 2016

«داعش».. المعارك الفاصلة، والتوازنات الإقليمية (3-3)

شارل ديجول

«داعش» تستعد لخوض معركتين مصيريتين؛ الرقة عاصمة «التنظيم» بسوريا، والموصل عاصمة «الدولة» بالعراق، وهى تدرك إستحالة كسبهما، لأن إغلاق تركيا لحدودها، وتفاهماتها مع روسيا، يعنى توقف الدعم الخارجى، التنظيم يتعرض لغارات جوية فعالة، تمهد لهجمات أرضية من ثلاثة جيوش: القوات السورية مدعومة بروسيا وإيران وحزب الله، التحالف العربي الكردي مدعوماً بالتحالف الدولي، قوات المعارضة السورية، الدينية المعتدلة والعلمانية، والثلاثة إكتسبوا خبرة إبطال تكتيكات «داعش» القتالية، وأضحوا قادرين على تصفية إنتحارييها قبل الوصول لأهدافهم.

أوباما حدد أواخر 2016 موعداً لمعركة تحرير الموصل، عزز مستشاريه العسكريين وقواته الخاصة بالعراق لتقارب 5000 عنصر، قدم 2.1 مليار دولار دعماً عسكرياً للحكومة، و415 مليون للبشمرجة الكردية، ودفع بـ250 من عناصر المارينز إضافيين لسوريا.. وزراء دفاع دول التحالف اجتمعوا مرتين، الأولى بواشنطن 20/21 يوليو، والثانية بقاعدة أندروز الجوية نهاية يوليو، لتنسيق خوض معركتى الموصل والرقة متزامنتين، وعزل المدينتين عن بعضهما، لقطع الإمدادات والدعم المتبادل، هجوم قوات سوريا الديمقراطية على جنوب الرقة، أثناء تحرير العراق للفلوجة، تم بتفاهمات مع أمريكا وروسيا والنظام، لمنع داعش من الإنسحاب تحت ضغط المعارك لمعاقلها فى حلب، فى تجربة عملية لتنسيق المعارك على الجبهتين، فرنسا تنسق مع واشنطن لبدء حملة قوية على أهداف التنظيم بالموصل، وقدمت للعراق أسلحة ثقيلة بطواقم تشغيلها على الجبهة، وأعادت الحاملة «شارل ديجول» لإستهداف مواقع التنظيم.

المعارك الفاصلة بالموصل والرقة وحلب تواجه أربعة إشكاليات: الأولى انها ستجبر ملايين المدنيين على النزوح، مما يفرض الإستعداد لأكبر عمليات الدفاع المدنى والإيواء والرعاية الصحية فى التاريخ.. الثانية أنها ينبغى أن تستهدف إما القضاء على كافة عناصر «داعش» بالمدن أو إيقاعهم أسرى، على نحو ماتم مع «القاعدة» فى الأنبار 2006/2008، حتى ينتهى التهديد للمدن والقرى، الثالثة ضرورة الإستعداد المسبق للجولة التالية من معارك التفجير الإنتقامية ضد المدن والأسواق العامة وتجمعات السكان، الرابعة والأهم معالجة السباق الطائفى على المعارك، لأن المنتصر سيفاوض على النفوذ، وربما الأرض، مايفسر إصرار الحشد الشعبى على المشاركة فى كل معارك العراق، ومشاركة الأكراد فى معارك شمال وشرق سوريا، لكن الفارق بينهما العقلانية والهدف، شيعة العراق بتحريض ايرانى يسعون لإبتلاع العراق، أما الأكراد فرغم تشكل قواتهم فى الأساس لتحرير الرقة، لكنها اتجهت للحسكة، وريف حلب الشرقى والشمالى ومنبج، بعد إدراكها رفض عرب المحافظة لهم، وتفضيلهم إستمرار «داعش» عن تحررهم على أيدى الأكراد.. شيعة العراق يستهدفون الهيمنة، والأكراد يسعون لتأسيس كيان ديموجرافى متجانس.

بعد سقوط «داعش» لن يقدَّر للعراق وسوريا الإستقرار والإستمرار كدول موحدة دون تحقيق التوازن الطائفى، والتصدى للإصلاح، ومواجهة الفساد، الأكراد أميل للتقسيم، أو على الأقل إقامة كونفيدرالية مع كيانات سنية وشيعة متكافئة.. السنة الذين شكلوا الأغلبية الساحقة من الجيش العراقى، وانضموا لداعش بعد حله، وكانوا أقلية بالجيش السورى، وانشقوا والتحقوا بالتنظيمات المعارضة بعد الثورة، لن يعودوا للإندماج بمؤسسات الدولة دون إعادة هيكلتها لإستيعاب كافة الطوائف على أسس متساوية، أما الشيعة فإيران تدفعهم للمغالبة، والإسئثار بالسلطة، وهو نذير شؤم ينبغى التحسب لتداعياته، والحرص على تجنبها، لو تم ترجمة هزيمة «داعش» على انها إنتصار لهم على تطرف السنة، فسوف تكون أقرب لهزيمة طالبان الممثلة للبشتون «يشكلون 40% من سكان أفغانستان»، والتى أجبرت الغرب على مفاوضتها للمشاركة فى السلطة.. وهزيمة «داعش» بكل مكوناتها السنية «بعثيين، عسكريين، متطوعين…»، ستكون مجرد انتقال من المدن للصحراء، لشن هجمات إنتقامية، والإعداد لجولات جديدة.. والحقيقة ان مراعاة الظروف الإقتصادية تفرض تجنب التقسيم، لأن الوضع الإقتصادى بالأقاليم الكردية بالغ التدهور، ولولا ظروف الحرب لما صمت المواطنون على معاناتهم، حل المشاكل المعلقة مع الدولة ينبغى ان ينطلق من قاعدة بناءة، تتجاوز الرصيد المُر، وتستشرف آمال المستقبل، وتتشارك الثروة.. صلاح الدين الأيوبى كان قائداً لتحرير المنطقة من المتاجرين بالصليب، لكنه لم يفكر فى تشييد دولة كردية منفصلة، ولم يؤصل للبُغض الطائفى.

التطلع بنظرة طائر للأوضاع الإستراتيجية للمنطقة، يذكرنا بأن تشكيل التنظيمات الإرهابية كان جزءاً من الإستراتيجية الأمريكية.. «القاعدة» لطرد الإتحاد السوفيتى من افغانستان، وتبرير تواجدهم بالعراق، ورأس حربة ضد النظام السورى.. «داعش» أداة تقسيم بعض دول المنطقة،خاصة سوريا والعراق -مركزى التهديد الرئيسيين لإسرائيل- وإعادة ترسيم الحدود، وتبرير إنشاء كيان سياسى للأكراد.. تحققت معظم الأهداف على الأرض، لكن الإتفاق النووى مع إيران بقدر ما أمَّن حلفاء أمريكا بالمنطقة ضد مخاطر النووى، بقدر ما أدخلها كشريك رئيسى فى إعادة هيكلة مناطق النفوذ بها.. «داعش» بالنسبة لإيران مبرر لدعم نفوذها بالعراق وسوريا، وبمجرد تثبيته عليها ان ترحل.. التفاهم الروسى الأمريكى يحدد مستقبل الحرب، ومابعدها، أمريكا تلمح لفكرة التقسيم، وروسيا تعتبر الفيدرالية بديل مقبول، وتواجدها بالمنطقة يتصاعد بقوة وبسرعة، وتتفق مع ايران فى حتمية رحيل «داعش»، العداء بين إسرائيل وإيران يفسر تأكيد اللواء هرتسى هليفى رئيس المخابرات الاسرائيلية ان على بلاده الحيلولة دون إنتهاء الوضع فى سوريا بهزيمة «داعش»، لأن تراجع الدور الأمريكى يترك إسرائيل وحدها فى مواجهة حزب الله وإيران، ويهدد بتسلل عناصره للأردن، الذى تعتبره اسرائيل أحد عوامل استقرار البيئة الإقليمية والأمنية المحيطة، ويساهم فى ترتيب الأوضاع بالمنطقة، نظراً لعلاقاته العميقة مع السنة غربى العراق وجنوبى سوريا، وتوازن مصالحه مع أمريكا والغرب وروسيا.. أمريكا إستبعدت تركيا من المشاركة فى إعادة ترتيب أوضاع المنطقة، لإنتهاء دورها كطرف داعم لـ«داعش»، مما يفسر مشاركتها فى خلخلة الإستقرار الداخلى للنظام التركى، وتفجير أزماته مع الجيش والأكراد، لينشغل بنفسه، حتى تتمكن من تسوية أزمات المنطقة بطريقتها، هرولة تركيا على روسيا زعزع دعمها لإنشاء دولة كردية بسوريا، وشجع سوريا على مواجهتهم صراحة، وأفشل إستراتيجية السعودية تجاه الأسد، وتركها فى عُزلة، بعد فقدانها لحليفها الإقليمى الرئيسى، وفشل سعى وزير خارجيتها لشراء تأييد موسكو، وأصبح إعتمادها على مصر، وإنفتاحها على إسرائيل إختياراً مفروضاً لمواجهة إيران.. ولبنان ستظل هدفاً تسعى «داعش» لزعزعة الإستقرار فيه، رداً على دور حزب الله فى سوريا.. أمريكا تتلاعب بالتوازنات الإستراتيجية بالمنطقة، وروسيا تسعى لتوسيع مناطق نفوذها، ولم يعد هناك من صمامات أمن لأوطاننا سوى جيوشنا الوطنية، وللمنطقة سوى إحياء «القوة العربية المشتركة».. حليفنا السعودى، هل وصلتك الرسالة؟!

 
تعليق واحد

Posted by في 2016/08/29 بوصة غير مصنف

 

«داعش».. تطور الإستراتيجية، ومرونة التنظيم (2-3)

2014112363845762734_20

أبوبكر البغدادى رفع شعار «باقية وتتمدد»، ليعبر عن استراتيجية «داعش»، ويعكس رؤيته لـ«دولة الخلافة الإسلامية» التى اعلنها من الموصل منتصف 2014، بعد سيطرته على قطاع واسع من الأراضى بالعراق وسوريا، إستراتيجية إعتمدت على تأسيس ولايات إسلامية، «16» منها فى سوريا والعراق، وثمانية حملت أسماء اليمن، الجزائر، سيناء، برقة وفزان وطرابلس، بلاد الحرمين، وخراسان، إستهدفت «التمسك بالمدن»، كبديل لحرب العصابات والكر والفر.. إستخدمت الخنادق على نطاق واسع لإخفاء تحركات عناصرها، ولإختراق خطوط العدو، والتسلل تحت الأرض لإقتحام معسكراته بغتة، فخخت الشاحنات الضخمة والبلدوزرات، ونشرت طائرات إستطلاع آلية صغيرة، واستخدمت غازات الكلورين والخردل المحرمين في القتال، وأسقطت مدناً ومعسكرات بسلاسل من التفجيرات الإنتحارية، بالتنسيق مع عناصر الطابور الخامس التى تنشر الشائعات، وتثير الذعر والهلع، فتنهار الدفاعات، ويستسلم الجميع، الا ان ثقل تأثير الغارات الجوية، والنجاح فى تقليص المساحات الخاضعة لها، أجبرها على التراجع، والإنسحاب من بعض المناطق نتيجة للضغط العسكرى، ومن البعض الآخر دون قتال، تجنباً للخسائر مثل زمار، تكريت، بيجى، وسنجار قرب الموصل، أو للتركيز فى الدفاع عن هدف أهم كالإنسحاب من درنة وبنغازى للدفاع عن سرت.. تراجع نفوذ «داعش» فى سوريا ناجم عن عدة عوامل؛ أهمها صراعاتها مع كافة التنظيمات التكفيرية والمعارضة، فعالية قصف طيران التحالف، فقدان الحاضنة الشعبية نتيجة إساءة عناصرها معاملة السكان، الذين تدهورت أوضاعهم المعيشية، وأدركوا عجز التنظيم عن توفير الأمن، وحماية ممتلكاتهم.. إستراتيجية التنظيم فى العراق وسوريا حالياً تحولت للدفاع، فى محاولة منها للحفاظ على العمق التاريخى للفكرة المركزية «دولة الخلافة» بالعراق، وإمتداداتها بسوريا، لكن قيادتها تدرك جيداً أن الفكرة قد أُجهضت، وان الدولة قد أضحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط.

إستراتيجية «داعش» تغيرت بالإنحسار المستمر لمناطق النفوذ، والهزائم المتتالية فى العراق وسوريا وسيناء وليبيا، وأصبحت تستهدف تكثيف الإنتشار الخارجى، تمددها بدول الشرق الأوسط وشمال افريقيا ودول الساحل والصحراء عميق وبالغ الأهمية، إعتمدت على تنظيمات محلية قامت بتمويلها وتزويدها بالدعم العسكرى واللوجستى «أنصار بيت المقدس بمصر، أنصار الشريعة وشورى شباب الإسلام بليبيا، جماعة عقبة بن نافع فى تونس، جند الخلافة بالجزائر، الجماعات التكفيرية بالمغرب، بوكو حرام فى نيجيريا، تنظيم الملثمون بمالى، جماعة الشباب المجاهدين بالصومال، الجماعات التكفيرية السلفية فى دارفور وجنوب افريقيا»، أما نجاحها بالدول الآسيوية، فقد عكسته إقامة علاقات وثيقة مع الجماعات المتطرفة «أبو سياف وأنصار الخلافة والجماعة الإسلامية بالفلبين، أنصار التوحيد بالهند، إمارة القوقاز بروسيا، الحركة الإسلامية بأوزباكستان، الجماعة الإسلامية في تايلاند وسنغافورة وبروناي والفلبين وإندونيسيا، جند الله وطالبان في باكستان، الحزب الإسلامي في أفغانستان»، وهناك قرابة 700 أندونيسى يحاربون ضمن صفوفها.. «داعش» اسست فرعاً بالهند، وهددت بشن هجمات انتقاماً لمقتل مسلمين في اشتباكات مع الهندوس بولاية جوجارات 2002؛ هذا الإنتشار شجع التنظيم على إعلان استراتيجية «السمكة في الصحراء» 2015، والتى تعنى أن التنظيم باقٍ، لو إختفى من منطقة، فسوف يظهر فجأة بمنطقة أخرى.

داعش يُهىء أتباعه سرا للإنتقال لمناطق جديدة تتوافر فيها الحماية والبيئة الحاضنة «أفغانستان، ليبيا…»، وفرصة مراجعة العضوية، وإعادة هيكلة التنظيم، وتطوير قدراته لشن موجة واسعة من الهجمات حول العالم، فى إطار سياسة «دفع الثمن» التي تعتمد على عاملين: الأول اللجوء لمزيد من العنف الذي يوقع أعدادا كبيرة من الضحايا، للتأكيد على أنه لايزال يمتلك القدرة على تحميل الآخر الثمن، مؤسسة «IHS» الأمريكية للدراسات التحليلية رصدت إرتفاع عدد هجمات «داعش» الإنتحارية خلال الربع الأول 2016 الى 891، أودت بحياة 2150 شخص، بزيادة 44% عن الشهور الثلاثة السابقة، وهو أعلى عدد من القتلى يسجل في ربع سنة منذ ما يقرب من عام، فى أبريل نفذت 59 عملية، إرتفعت فى يونيو الى 100 بالعراق وسوريا وليبيا واليمن، وضحايا تفجير الكرادة ببغداد تجاوز وحده 300 قتيل يوليو 2016، والثانى ضرب مصالح الدول الأوروبية التى توجه له الضربات بمناطق سيطرته فى العراق وسوريا وليبيا، فى عقر دارها، لإشعارها بأنها مكشوفة ومحاصرة ومخترقة من قبل التنظيم، وغير قادرة على حماية وتأمين مواطنيها، وهو مايربك حساباتها، ويرفع معنويات مقاتليه وأتباعه، وهذا النشاط يمارسه التنظيم منذ بداية نشأته، بإختلاف الكثافة، وزارة الأمن الداخلي الأمريكية رصدت تخطيط داعش لتنفيذ 100 عملية إرهابية من 2014 حتى يوليو 2016، 40% منها  بالولايات المتحدة، والباقى بالدول الغربية، بنسبة نجاح 44%، بعض المحللين رصد ان 35% من هجمات 2015، و47% من 2016، نفذها التنظيم، والباقى نفذته الذئاب المنفردة!!.

التنظيم يضم قرابة 20 ألف مقاتل غير عراقي وغير سوري، وهو يعتمد على ان عودتهم لبلادهم محملين بالفكر التكفيرى، والعنف، وخبرة القتال والعمليات الخاصة سيكون بالغ الأثر فى زعزعة الإستقرار والأمن، كما يعتمد على التسلل للدول المستهدفة، بالإندساس وسط موجات المهاجرين، المخابرات الألمانية أكدت إكتشاف عناصر تابعة لـ«داعش» مندسة بالمعسكرات، أما «الذئاب المنفردة» فهم يعتبرون من أهم أدوات تنفيذ إستراتيجية التنظيم، الذى يروج أن هذه العناصر والمجموعات الصغيرة ليست على اتصال بقيادته، ولا تتلقى منها أوامر، ولا تحصل منها على إمكانيات، ولا تخضع لما تخططه من عمليات، لكن علينا ان ندرك عدم صحة ذلك، لأن عمليات باريس وبيروت وتفجير الطائرة الروسية فوق سيناء أكدت إرتباط المجموعات المنفذة مباشرة، تخطيطاً وإمكانيات وتنفيذاً، مع قيادة «داعش» المركزية، لكن الترويج لفكرة «الذئاب المنفردة» يستهدف خداع أجهزة الأمن، وتأمين الخلايا، التى تعمل «داعش» على تعزيزها بعناصر من «العائدين»، والمتسللين، إضافة لتجنيد عناصر جديدة فى اوساط الجاليات الإسلامية والأقليات، ضمن خطة واسعة لتوطين الإرهاب فى أوروبا.

كلما تراجعت إستراتيجية «داعش» السياسية، تقدمت إستراتيجيتها الإرهابية ضد المدنيين، من استهداف القيادات السياسية والدينية والإعلامية، لتخريب البنية التحتية، وإثارة الحروب الطائفية، التى بدأتها «القاعدة» 2006 بتفجير مزارات أئمة الشيعة فى سامراء، وتكملها «داعش» بالتخطيط لإعادة تفجيرها من جديد، مما يفرض يقظة الأمن، ووعى المواطنين، وإتفاق رجال الدين والإعلاميون على استراتيجية مواجهة مشتركة.. كل الحقائق تؤكد أن «داعش» لا «تنحسر»، وإنما على العكس «تنتشر».

ماهو انعكاس ذلك على مستقبل تواجدها بالمنطقة، وعلى التوازنات الإقليمية فيها، ذلك هو موضوع التناول الأخير.

 
تعليق واحد

Posted by في 2016/08/20 بوصة غير مصنف

 

«داعش».. بين تراجع القدرة وانحسار النفوذ (1-3)

900x450_uploads,2016,08,14,4bd44462a8

دولة «داعش» توقف تمددها، وبدأت التراجع؛ هُزِمَت فى كوبانى وتل أبيض وتدمر، وتقدمت القوات السورية فى أرياف دمشق واللاذقية الشمالى وحلب، وفى العراق تحررت تكريت والعلم والدور وبيجى والصينية ويثرب بمحافظة صلاح الدين، الرمادى وهيت وكبيسة والرطبة والفلوجة بالأنبار، وكركوك وسنجار قرب الموصل.. خسائر فادحة، قلصت حجم «الدولة» التى أُعلنَت منتصف 2014.. تقرير مؤسسة «IHS» الأمريكية للدراسات التحليلية يوليو 2016، قدر الأراضى التى فقدتها «داعش» فى العراق وسوريا خلال 2015 بـ12.800 كم2 من إجمالى 90.800 كم2 بنسبة تراجع 14%، ارتفعت لـ26% بعد هزائم النصف الأول من 2016، لتتقلص مساحتها الكلية لـ68.300 كم2.. بريت ماكجورك مبعوث أوباما الخاص للتحالف الدولى قدر خسائر داعش بالعراق بـ47% من الأراضى التى كانت تسيطر عليها، مقابل 20% فى سوريا.. التنظيم تقطعت الأراضى التابعة له، وفقد مميزات التواصل فيما بينها، وخسر العديد من طرق الإمداد الاستراتيجية.. الأكراد سيطروا على معبر ربيعة/اليعربية، والعراق استرد معبر الوليد/التنف باستعادته للرطبة، ولم يعد تحت سيطرة «داعش» سوى معبر القائم/البوكمال الذى يسعى التحالف الدولى لإغلاقه.. عدم سيطرة التنظيم على موانئ بحرية، وبدء إغلاق الحدود التركية يضاعف أزمته.

قدرات «داعش» المالية الضخمة ساعدتها على التمدد، لكن خسائرها العسكرية المتتالية أضرت بقدراتها الاقتصادية، وبمناطق نفوذها، عائداتها النفطية تراجعت من 40 مليون دولار شهرياً أوائل 2015، إلى 15 مليوناً حالياً، نتيجة لاستهداف روسيا وطيران التحالف لمنشآتها، وانخفاض أسعار البترول من 6000 دولار للشاحنة، إلى 2000 دولار، لمعادلة مخاطر استهداف الشاحنات.. قرابة 20 غارة استهدفت مصارف التنظيم ومخابئ أمواله، دمرت نحو 800 مليون دولار.. التحالف جمد أصول 30 من كبار ممولى «داعش»، وفرض قيوداً على أنشطتهم، وتوافق على عدم دفع أى فدية عن جرائم الخطف التى يرتكبها التنظيم.. ونسق من خلال اليونيسكو ومجلس الأمن لمنعه من بيع الآثار التى استولى عليها، واستهدف طرق تهريبها، والمعابر الحدودية التى تستخدمها للنقل.. تقلص مساحة دولة «داعش» تراجع بسكانها من 9 ملايين لـ6، ما يعنى فقدان ثلث المجتمع الضريبى.. البنك المركزى العراقى حظر مشاركة 142 مكتب صرافة فى مزادات العملات الأجنبية للاشتباه بصلتها بالتنظيم، والحكومة أوقفت دفع رواتب الموظفين بالمناطق المحتلة لحرمانه مما كان يحصله من ضرائب عليها تتراوح بين 20 و50%، مركز تحليل الإرهاب الفرنسى رصد تراجع الموارد المالية لـ«داعش» بنسبة 17.4% عام 2015 مقارنة بـ2014، نسبة تراجع 2016 لم يتم تحديدها، لكن المؤشرات كارثية.. التنظيم يسيطر على الكثير من الأصول، إلا أن قدرته على تسييلها محدودة، نتيجة لانخفاض القدرة الشرائية لسكان «الدولة».

الصعوبات المالية أدت لتراجع الخدمات، وارتفاع أسعار الطعام والمواد الأولية والمحروقات، ونقص المواد الأساسية والأدوية، مما دفع «داعش» لخفض رواتب المقاتلين ومزاياهم للنصف، والبحث عن موارد إضافية بتحصيل فواتير الماء والكهرباء بالدولار، و500 دولار مقابل تحرير المعتقلين، وفرض غرامات مالية على من لا يلتزمون بالتعليمات حتى فيما يتعلق بالملابس، والاتجاه نحو فرض مزيد من الضرائب والرسوم على الخدمات والأنشطة وغيرها، مما يضاعف حالة التذمر، ويُفقد التنظيم بيئته الحاضنة.

المخابرات الأمريكية قدرت قوة «داعش» فى سوريا والعراق بـ31 ألف مقاتل سبتمبر 2014، لكنها تراجعت فى آخر تقديراتها لـ25 ألفاً، هيئة الأركان الروسية قدرتهم بـ33 ألفاً «19 بالعراق، و14 بسوريا»، المخابرات الفرنسية تتراجع بالتقدير إلى 12 ألفاً، والمخابرات العراقية رصدت بالموصل وحدها قرابة 10 آلاف.. رغم التباين الكبير، يتفق الجميع على تراجع أعداد مقاتلى التنظيم بنسبة الثلث، «داعش» فقدت 20% من كبار القادة والأعضاء خلال المعارك وعمليات القصف الجوى والانشقاقات، ومعدلات تطوع المقاتلين الأجانب تراجعت وفقاً لتقديرات البنتاجون، من 2000 شهرياً 2014، لـ200 خلال 2015.. ورغم عدم وجود تقديرات لـ2016، إلا أن كل التقديرات تؤكد دخول التنظيم فى مرحلة الهجرة العكسية، إما للالتحاق بفرعه فى ليبيا، أو بتنظيمات أخرى معارضة بسوريا، أو للانتشار كخلايا نائمة بدول المنطقة وأوروبا.

«داعش» تواجه أزمة كبيرة على مستوى القيادة، عدد لا يستهان به باع ممتلكاته، وغادر الموصل مصطحباً عائلته لتركيا، بعضهم حصل على موافقة التنظيم مقابل دية بلغت 120 ألف دولار، والآخر صدرت بشأنه مذكرات حمراء بتهمة التخاذل والهروب.. التنظيم يستعد لمرحلة ما بعد سقوط «الدولة»، يحاول الحفاظ على تماسكه، وولاء عناصره، للعودة كجماعة جهادية، نجحت لفترة فى خوض تجربة «الدولة» من منظورها، لكنها لم تدرك أنها لا تمتلك مقومات الدفاع ضد جيوش نظامية ضخمة.. ضعف «داعش» وتراجعها لا يرجع فقط لأسباب عسكرية واقتصادية، وإنما لأنها كـ«دولة» تفتقر منذ البداية لآليات بناء مؤسسات سياسية واجتماعية جديدة وفعالة، لإدارة شئونها، وتحقيق مصالح المواطنين، وكفالة حريتهم ومعيشتهم الكريمة، وافتقدت لعلاقات التعاون وحسن الجوار مع الدول والكيانات السياسية المحيطة، مما دفعها للاعتماد شبه الكامل على التسهيلات التركية، وبتغير موقف الأخيرة أصبح التنظيم معزولاً، خاصة أنه خلق حالة من العداء والتنافر الطائفى أساءت لصورة السنة، ووجه الإسلام السمح ووضع الجاليات الإسلامية فى أوروبا والعالم.. وبقدر ما ولده النجاح المباغت من تطلعات، بقدر ما يسببه الفشل من إحباط، يتحمل «داعش» مسئوليته وتبعاته أمام الأعضاء والمريدين، على النحو الذى سيؤدى لفقدان الثقة فيه، وتحول أشلائه لخلايا وعناصر إرهابية بالغة العنف والشراسة، تستهدف الانتقام، بعد فقدانها الهدف الوهمى.

سوريا كانت قاعدة الانطلاق لاجتياح «داعش» للعراق، لكن تعدد عداءات التنظيم فيها أضر بمستقبل وجوده.. «القاعدة» تحسبت لسقوط داعش بسوريا منذ سنوات، لضعف حاضنتها الشعبية، عززت القدرات العسكرية لـ«النصرة»، دعمتها بالعشرات من كوادرها الجيدة، وشجعتها على فرض نفسها كرأس حربة لنشاط الجماعات المسلحة، وغيرت واجهتها السياسية بإعلان الانفصال، وتبديل الاسم، وتستعد لاستقطاب المرتدين من عناصر «داعش» المتوقع انشقاقهم.

مع هزائم «داعش» وتقلص عائداتها المالية، أصبح أمامها بدائل محددة: الأول العودة إلى حرب العصابات، الثانى البحث عن معاقل بديلة.. وجميعها تضر بمصداقيتها فى أعين المتعاطفين، لأن تخليها عن معقلها بالعراق يهدم فكرة استعادة «دولة الخلافة الإسلامية»، وانسحابها من سوريا يبدد مزاعمها بالاستعداد لخوض «حرب آخر الزمان بين الخير والشر، قرب بلدة دابق السورية»، والمطاردة الدولية للتنظيم ستعجل بتشتته على نحو ما حدث لـ«القاعدة».

إذا كان ذلك مصير «داعش»، فما استراتيجيتها فى مواجهته؟! ذلك موضوع التناول المقبل.

 
تعليق واحد

Posted by في 2016/08/15 بوصة غير مصنف

 

سقطة سرت، وهجوم حفتر المعاكس

خريطة ليبيا

لاتُنسينا أعاصير المشرق، ظهر أمننا القومى المكشوف غرباً.. حكومة «الوفاق» خاضت عملية «البنيان المرصوص» لتحرير سرت إعتماداً على ميليشيات مسلحة، ينتمى 70% منها لمصراته، والباقى للزنتان الغربية، طرابلس، الزاوية، غريان، وزوارة، أما قوات حرس المنشآت، التى تحتل الهلال النفطى، فقد إقتصر دورها على منع حفتر من التقدم لسرت، لإستحالة تعاونها مع ميليشيات مصراتة، منذ أن أحبطت محاولاتها لإحتلال مينائى تصدير النفط «رأس لانوف، السدر».. الحصيلة الرسمية للمعركة تحرير 150 كيلومتر على طريق مصراتة/سرت، والبلدات على جانبيه، ومد نفوذ «الوفاق» من أجدابيا شرقا لطرابلس غرباً، وفرض سلطتها على منابع النفط، وموانىء تصديرة، مما يوفر مصادر تمويل تسمح بإعادة تشغيل الخدمات.. بقدر ماأفادت المعركة «الوفاق» بالإيحاء بقدرتها على تجميع الميليشيات المسلحة المتشددة لخوض الحرب كتشكيلات نظامية قابلة للإندماج بالجيش الوطنى، بقدر ما أضر إستعانتها بالطيران الأمريكى بصورتها، فتواجد «داعش» بسرت لم يعد يتجاوز 600 مقاتل، محاصرين بوسط المدينة، حيث قاعة مؤتمرات واجادوجو والحى الثانى، والجامعة والمستشفى.. سقطة إستراتيجية وقعت فيه «الوفاق»، دونما حاجة عملية لها، أعطت إنطباعاً بإستنساخ نموذج ليبى لحامد كرازاى الأفغانى!!.

حتى لو إكتمل إنتصار سرت فهو لايعنى هزيمة «داعش»، المخابرات الفرنسية قدرت عناصر التنظيم التى إنسحبت سالمة بـ3000 مقاتل!!، وهناك شكوك حول نزاهة المعركة، وتساؤلات مطروحة عن ممرات فُتِحَت عمداً للسماح لمقاتلى «داعش» بالهروب!!.. المخابرات الأمريكية أكدت أن تدفق المقاتلون الأجانب على ليبيا من الدول الغربية والعربية، خاصة عبر الحدود البرية مع النيجر والسودان، لم يتوقف منذ بداية العام، بمعدل 10 مقاتلين يوميا، وجون برينان قدر قوة التنظيم بـ5000- 8000 مقاتل، لكن الخطورة تكمن فى الخطة التى ينفذها لإعادة الإنتشار، بعض أجهزة المخابرات أشارت لتمركزه بالجنوب الليبى، لكن المخابرات الفرنسية نفت ذلك، وأكدت إعتماده على توزيع خلاياه على كامل التراب الليبى، ودفع بعضها عبر الحدود للدول المجاورة.. تونس تحظى بأعلى معدلات، بحكم الجوار، والإنتماء.. المغرب فرضت الإستنفار على الحدود الجزائرية والموريتانية، واتهمت البوليساريو بتسهيل تسلل الإرهابيين، وشددت إجراءات الأمن عبر المنافذ، للقادمين من أوروبا، بعد إعتقال عناصر مغربية متسللة، وأخرى كامنة بالداخل.. الجزائر رفعت درجة التأهب على الحدود، وعززتها بـ100 مركز مراقبة جديد، ومخابراتها بدأت مراجعة ملفات الفرنسيين من أصول مغاربية وجزائرية الذين وصلوا ليبيا فى الشهور الأخيرة، هربا من الضغوط الأمنية الغربية.. والسودانيين توجهوا لإقليم دارفور.

«داعش» نشَّطَت تعاونها مع التنظيمات المسلحة بمالى ونيجيريا ومنطقة الساحل «بوكو حرام، قاعدة بلاد المغرب الاسلامي، المرابطون مختار بالمختار، أنصار الدين الإسلامية إياد غالى»، مايفسر زيارة أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأمريكي لنيجيريا، لبحث إنعكاسات ذلك على أمن المنطقة، والمؤتمر الأمنى الذى استضافته وضم جيرانها ودول الساحل والصحراء والدول الغربية منتصف مايو، أكد الصلة العضوية بين الاستقرار في ليبيا وأمن المنطقة.. كل المؤشرات تؤكد بدء «داعش» مرحلة جديدة لاتحرص فيها على الإمساك بالأرض، أو خوض المواجهات المباشرة، وانما تعود للإعتماد على عنصر الإرباك والمباغتة والتفجيرات والسيارات المفخخة والانتحاريين والقنص وحرب العصابات.

***

حفتر فى صراعه مع حكومة الوفاق تحرك على عدة محاور:

الأول: زيارة موسكو، للحصول على دعم عسكرى وسياسى.. روسيا تسعى لدور اكثر فعالية على الساحة الليبية، فراهنت على طرفى الأزمة؛ إعترفت بـ«الوفاق»، التى لم يمنحها برلمان طبرق الشرعية حتى الآن، وإستقبلت حفتر رسمياً باعتباره القائد العام للجيش الليبي التابع للبرلمان، التقاه وزير الدفاع، وتعرف على إحتياجاته من الأسلحة، وقدم وعداً بالسعى لتخفيف أو رفع الحظر الدولى على تصدير السلاح –رسمياً- لليبيا، وإستقبلت موسكو فى نفس التوقيت أحمد معيتيق نائب رئيس «الوفاق»، رغم إدراكها انه يسعى لإفشال الزيارة، ومنع إبرام أي عقود لتسليح الجيش الوطنى!!.. أمريكا من جانبها ردت بطريقتها، المجلس الليبي الأميركي للشؤون العامة «لاباك» إستقبل بواشنطن وفد إخوان ليبيا، ورتب لقاءاتهم بمسؤولين من إدارة الأمن القومي بالبيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية، ومجلسى الشيوخ والنواب، بينهم جون ماكين، تمحورت حول مواجهة تحركات حفتر الداخلية والخارجية!!. مأساة الإنشقاق الوطنى انها تحول أطرافه المتصارعة لأدوات تلهو بها القوى العظمى، حفاظاً على مصالحها.. فمتى نعى ذلك؟!.

الثانى: سعى برلمان طبرق لحشد الدعم القبائلى، بتطبيق قانون العفو العام الذى أصدره 2015، واستفاد منه رجال العهد السابق، على سيف الإسلام القذافي وغيره من السجناء السياسيين، طالما لم يدانوا أمام القضاء الليبى، وإستعان بمشايخ وأعيان بنغازى للتوسط ومنح الإرهابيين بمدينة درنة فرصة لتسليم أسلحتهم وذخائرهم ومعداتهم والياتهم للجيش، عقيلة صالح رئيس البرلمان التقى مشايخ وأعيان المنطقة الشرقية، وكذا غريمه السياسى نوري أبوسهمين رئيس المؤتمر الوطني المنحل بسلطنة عمان، وهى لقاءات دفعت مارتن كوبلر المبعوث الدولى للهرولة الى هناك، محاولاً إحتواء النتائج، بإنعكاساتها السلبية على حكومة «الوفاق».

الثالث: تفتيت التضامن الأوروبى الداعم لحكومة «الوفاق»، بتنشيط التعاون مع فرنسا فى مكافحة الإرهاب.. مقتل ثلاثة من عناصر القوات الخاصة الفرنسية فى حادث سقوط طائرة هليكوبتر عسكرية، والغارة الإنتقامية التى شنتها فرنسا على «لواء شورى بنغازى» المعارض لحفتر بمنطقة مقرون غرب بنغازى، والذى أعلن مسئوليته، كشف رسمياً عن تمركز الفرنسيين بقاعدة بنينا، ما أثار غضب واحتجاج «الوفاق».

***

حكومة «الوفاق»، تواجه تحدياً يهدد وضعها، أربعة وزراء من إجمالى «13»، يشغلون «العدل، الإقتصاد والصناعة، المالية، المصالحة الوطنية»، ينتمون للشرق الليبى، إمتنعوا لثلاثة شهور عن تأدية مهامهم، كنوع من الضغط لصالح حفتر، متعللين بعدم الحصول على ثقة البرلمان، السراج إضطر لإقالتهم بقوة القانون، لتفقد الحكومة توازنها السياسى، إضافة لمشروعيتها.. مصر والإمارات والأردن أكدوا دعمهم للبرلمان.. وروسيا وفرنسا تغيرت مواقفهما إيجابياً، نتيجة لنجاح الدبلوماسية المصرية فى إختراق جبهة التحالف الغربى المؤيدة لـ«الوفاق».. ومجلس الأمن وسع التفويض الممنوح للبحرية الأوروبية من خلال العملية «صوفيا» ليشمل منع تهريب الأسلحة للميليشيات، إضافة لوقف تهريب البشر.. تغيرات هامة أعادت التوازن لصالح البرلمان، بعد أن كان لصالح «الوفاق» والميليشيات المسلحة، مما يفسر تلبية السراج للوساطة المصرية ولقائه مع عقيلة صالح بالقاهرة.. تجاوب المبعوث الدولى مع تعديلات الإخوان لإتفاق الصخيرات، أدى لإنسداد أفق التسوية، المراجعة أضحت واجبة، لتحقيق إنفراجة، والرهان على التدخل الأجنبى خسارة للجميع، لأنه يستهدف إفساد أى تسوية تتم بعيداً عن المبعوث الدولى.. فهل يدرك السراج ذلك قبل فوات الأوان؟!.

 
2 تعليقان

Posted by في 2016/08/07 بوصة غير مصنف