RSS

Monthly Archives: أفريل 2015

روسيا واليمن.. ومثلث التوازن بالمنطقة

57

روسيا إهتمت بالموقع الإستراتيجى لليمن ضمن محاولاتها لإيجاد ركائز لإستعادة تواجدها كقوة عظمى بمنطقة الشرق الأوسط، إرتباط الحوثيون “القوة الصاعدة فى الدولة” بحليفتها ايران كان مبعثاً لإهتمام موسكو وتفاؤلها، لذلك لم تنتقد محاولاتهم للسيطرة على الدولة، بل اعتبرتهم إحدى القوى المعنية بتقرير مصير اليمن.. روسيا استقبلت محمد ناصر وزير الدفاع الأسبق الموالى للرئيس على صالح، فى زيارة غير معلنة 27 أكتوبر 2014، طمأنته لموقفها بعد إجتياح الحوثيون لصنعاء، واحتلال كافة المنشآت والمؤسسات الرسمية للدولة.. عملية “عاصفة الحزم” أثارت انزعاج موسكو، فالتحالف السعودى الخليجى هو الذى مول وشارك فى هزيمة الإتحاد السوفيتى بأفغانستان، والتى أدت لتفككه، وهو الذى يخوض الحرب ضد النظام السورى، الذى تدعمه روسيا وحليفتها ايران، كما انه صاحب الثقل الرئيسى فى حرب تكسير العظام التى يتعرض لها الإقتصادين الروسى والإيرانى المعتمدين على النفط والغاز، سواء بخفض الأسعار، او المقاطعة.. نجاح التحالف فى حسم الصراع اليمنى باستخدام القوة، يفتح شهيته لتكرار العملية فى سوريا، خاصة مع مطالبة المعارضة بتنفيذ “عاصفة الحزم السورية”، إنتصار التحالف أيضاً يضعف ايران، وقد يدفعها للتورط المباشر فى اليمن، مايؤثر سلباً على دورها فى سوريا.. وهزيمة الحوثيين قد توفر المناخ الذى يدعم تمدد التنظيمات السنية المتطرفة، خاصة “القاعدة” و”داعش”، ناهيك عن “الإخوان” الذين أيدوا التحالف.. كل ذلك فى مجموعه يوفر مبرراً لعودة النفوذ الأمريكى للمنطقة، وإجهاض محاولات الروس لإستعادة تواجدهم فيها.

قبل بدء العملية غادر صالح مقر إقامته بعد تحذيرات روسية باحتمال تعرضه للقصف!! وبمجرد بدء الغارات اتصل لافروف وزير الخارجية بسعود الفيصل مشدداً على وقف إطلاق النار واستئناف الحوار، وزير الدفاع السعودى حرص على استقبال السفير الروسى صبيحة اليوم التالى، للتأكيد على ان هدف العملية “إستعادة الشرعية ووقف العدوان الحوثى”، لكن روسيا اعلنت موقفها الرسمى.. “الدعوة لوقف إطلاق النار، سيادة اليمن ووحدة اراضيه، الحل السياسى للأزمة”، بوتين أوفد بوجدانوف مبعوثه الخاص لشرم الشيخ، لتسليم رسالة للقمة العربية، لكن الرد المتسرع لوزير الخارجية السعودى أجهضها.. التقديرات الروسية للموقف أكدت قدرة التحالف على الحسم، واتصالات بوتين بالرئيس الإيرانى روحانى عكست حجم القلق من انعكاسات ذلك على التوازن الراهن بالمنطقة، لذلك حرصت روسيا على موازنة مواقفها.. وجهت وحداتها البحرية لباب المندب، وبوتين وصف الرئيس هادى بـ”الهارب”، لكن اتصالات السفير الروسى بالرياض لم تنقطع معه منذ وصوله للمملكة، كما لم تنقطع إتصالات لافروف بنظيره العُمانى لتنسيق الجهود السياسية استثماراً لموقف السلطنة المحايد من أطراف الصراع.. روسيا شاركت بنصيب الأسد فى إجلاء البعثات الدبلوماسية والرعايا الأجانب من اليمن، سواء بالطائرات، او على متن سفنها الحربية، عندما منعت السعودية الطائرات المدنية الروسية من دخول المجال الجوى لليمن بعد اتهام وزير خارجيتها لموسكو بأن طائراتها التى هبطت بصنعاء نقلت للحوثيين وصالح أسلحة وصواريخ وأجهزة إتصالات وقطع غيار دبابات، ومانشره موقع «ديبكا» الإسرائيلى بخصوص تدمير الغارات مركزاً للتجسس والتنصت جنوب اليمن، كانت تستخدمه المخابرات الروسية بالتنسيق مع صالح.

المعركة الدبلوماسية لم تقل ضراوة عن المواجهات الميدانية.. روسيا حرصت على التواصل مع الحوثيين، لكن رفضهم للحوار رداً على “عاصفة الحزم” أوقع موسكو فى مأزق دبلوماسى بمجلس الأمن، لذلك دعت فى المشروع الذى اقترحته الى تطبيق “وقفات انسانية” للغارات، سعياً لإجتذاب تعاطف دولى يخرج بالقضية عن إطارها السياسى، ويعطى الحوثيين مهلة لإعادة ترتيب أوضاعهم، وبالتالى الإبقاء على توازن القوى الذى يوفر مناخ التفاوض، لكن تفوق التحالف السعودى إمتد للساحة الدبلوماسية أيضاً، ماأفشل المحاولات المبذولة لتأمين الأغلبية اللازمة لتمرير المقترح الروسى، موسكو لوحت باستخدام حق الفيتو ضد المشروع الخليجى المنافس، لا لتجهضه، فقد أدركت ان المعركة قد حُسِمَت، وعلى دول التحالف ان تُحسِن تقدير أهمية إمتناعها عن التصويت.

بعد صدور قرار مجلس الأمن كان على روسيا تقديم دعماً استراتيجياً لحليفتها ايران، لذلك نفذت صفقة صواريخ S300  المؤجلة لدعم دفاعاتها الجوية فى مواجهة التهديدات المحتملة من الأطراف المعارضة للإتفاق الغربى، خاصة وان الضغوط التى أجلت تسليمها فقدت مبرراتها بعد التوصل للإتفاق، والملك سلمان اتصل ببوتن 20 ابريل.. اعتذار ضمنى عن رد الفيصل على رسالته، وتعبير عن تقديره لموقفه “المسئول” بمجلس الأمن، اتفقا على تطوير التعاون الثنائى، والتنسيق اقليمياً ودولياً، ووجه بوتين الدعوة للعاهل السعودى لزيارة موسكو، مبدياً استعداده لضمان أمن السعودية، وملمحاً لأهمية اتخاذ موقف ايجابى من الأوضاع فى اليمن وسوريا والعراق.

***

المرحلة القادمة فاصلة فيما يتعلق بإعادة ترتيب الأوضاع داخل المنطقة، مايفرض علينا الحرص على علاقاتنا المتوازنة بمختلف القوى الدولية، وتفعيل دورها لصالح تحقيق الإستقرار والأمن.. مصر شاركت فى “عاصفة الحزم” لحماية الشرعية ومؤسسات الدولة اليمنية، والحفاظ على توازن القوى السياسية، مايهىء المناخ لتسوية الأزمة، تناقض هذا الموقف مع الموقف الروسى أصبح مادة للرصد والتصيد الإعلامى.. وقف روسيا استيراد البطاطس المصرية، رفض شحنة موالح، بطء الإجراءات التنفيذية لمشروع الضبعة، عدم الإعلان عن تنفيذ الصفقات العسكرية السابق الإعلان عنها، فشل تطبيق نظام المقايضة السلعية لحل ازمة السياحة الروسية لمصر، تأجيل اجتماع اللجنة الاقتصادية “الروسية-المصرية” المشتركة.. تفسيرات عدائية لتطورات طبيعية.. فظاهرة توقف اورفض الصفقات تتكرر منذ سنوات دون علاقة بالمواقف السياسية، ومعدلات تنفيذ المشاريع والصفقات المشار اليها تدخل ضمن الأسرار الإستراتيجية والعسكرية للدولتين، وهى تتطور بشكل ايجابى.. وتحقيق افضل نتائج من إجتماعات اللجان يفرض اختيار توقيتاتها بحيث تبعدها عن مناطق الخلاف، وتحقق دفعة للعلاقات.. إذن فالتصيد يستهدف محاولة المساس بالعلاقة الإستراتيجية التى تجمع مصر وروسيا.. وبالتالى منع تكامل رؤوس مثلث إعادة التوازن للمنطقة موسكو /القاهرة /الرياض!!

التعديلات التى أجراها الملك سلمان على السلطة اكسبت السياسة السعودية صفة الديناميكية، وترجمت عناصر قوتها الى واقع.. اعتذار ملك السويد ورئيس وزرائها عن انتقاد وزيرة الخارجية لأحكام القضاء السعودى، بمجرد إستدعاء المملكة لسفيرها، نموذجاً لتلك الحقيقة.. مصر كذلك إستعادت حيوية القيادة وفعالية المبادرة والدور الريادى، عناصر إفتقدتها، وسط تجاعيد اختطتها بعمق، سنوات الشيخوخة التى حُفرت على وجه الرئاسة المصرية، وعكست تكلساتها على الدولة ومؤسساتها.. منطقتنا العربية لن تستعيد الإستقرار والأمن ووحدة التراب الوطنى قبل عودة التوازن الدولى الذى افتقدته بخروج الإتحاد السوفيتى من المعادلة، وإنفراد الكاوبوى الأمريكى بالساحة.. مسئولية مصر من خلال علاقاتها الإستراتيجية بالسعودية وروسيا السعى للتقريب بينهما فيما يتعلق بمنهاج معالجة المعضلة السورية.. وحدة الدولة السورية وسلامة مؤسساتها الوطنية والقضاء على الإرهاب ليسا موضع خلاف، اما نظامها السياسى فيتم الإتفاق على الرجوع بشأنه للشعب فى تصويت حر تحت إشراف دولى وعربى كامل، وذلك عقب مرحلة إنتقالية تكفل عدم استثمار الإرهاب للموقف.. روسيا بدورها يمكنها التقريب بين العرب وايران، بحيث تكبح الأخيرة جماح رغبتها فى التمدد استنادا لأقليات طائفية، مقابل تعاون اقتصادى يكفل الرخاء لشعوب ذاقت مرارة الحرمان على مدى سنوات المواجهة.. ويتوج ذلك بضمانات دولية للأمن الجماعى لمنطقة الخليج.

ليس هذا طرحاً مثالياً.. لكنه حل مفروض، إذا اردنا الكسب للجميع.. وتجنب البديل.. الأشد مرارة من كل ماذقناه.. فإلى أين تقودنا الحكمة؟!

gtaha2007@gmail.com

 
تعليق واحد

Posted by في 2015/04/29 بوصة غير مصنف

 

السعودية بين التسامح وتخاذُل الحلفاء

99999999090990

عندما شنت السعودية “عاصفة الحزم”، وضعت باكستان وتركيا ضمن قائمة حلفائها المشاركين.. حسابات الحرب لاتُبنى على معايير هشة، أو حسابات عشوائية، إنما على حقائق تؤكدها إعتبارات التاريخ والجغرافيا، السياسة والإقتصاد.. الدولتان لم تتقاعسا عن المشاركة فحسب، وانما كشفا عن تبلور محور سياسى يجمعهما بإيران.. ماذا حدث؟! هل وضعت السعودية حلفائها امام اختبار يكشف حقيقة مواقفهم؟! ام ان العجز عن قراءة توازنات المنطقة، وتغيراتها، يصدمنا بخذلان الأصدقاء؟!

    السعودية وقعت “إتفاقية الشراكة الاستراتيجية” مع باكستان 1984، تفاصيلها غير معلنة، لكنها تتضمن توظيف القدرات الباكستانية لحماية المملكة حال تعرضها للخطر، مُدِدَت في عهد برويز مشرف، وسعى سلمان خلال زيارته لإسلام أباد فبراير 2014 لتوسيع مجالات الشراكة، بعد الفتور الذى إعترى العلاقات السعودية الأمريكية نتيجة لتقارب واشنطن وطهران.. السعودية مولت البرنامج النووى الباكستانى، ودعمتها بـ 2 مليار دولار من المنتجات النفطية، لمواجهة العقوبات الدولية عقب التجربة النووية 1998، واستمر الدعم بمتوسط مليار دولار سنويا، إرتفع لـ1.5 مليار 2014، باكستان عززت دفاعات السعودية إبان التهديد بتصدير الثورة الإيرانية، بإيفاد قرابة 20 الف جندى، وشاركت بـ5000 جندى فى حرب تحرير الكويت، وملايين الباكستانيين يعملون بالخليج ويمثلون أكبر مصدر للتحويلات الأجنبية.

عقب نشوب “عاصفة الحزم” أدان نواز شريف رئيس الوزراء التمرد الحوثى، وأعلنت السعودية مشاركة باكستان في التحالف، المظاهرات الضخمة طافت المدن الباكستانية رافعة شعارات تدعو لمشاركة الجيش فى القضاء على الحوثيين، بمشاركة التنظيمات والأحزاب الإسلامية، ومجلس علماء باكستان.. والمؤتمرات المؤيدة نظمها اتحاد المدارس الدينية، “إجمالي طلبته 15 مليون”، واتحاد أئمة المساجد “75,000 إمام”، وجمعية أهل الحديث المركزية.. كل الفعاليات كانت تدفع فى إتجاه المشاركة الباكستانية فى الحرب.

شريف اجتمع بنظيره التركى فى أنقرة 3 ابريل.. أعلنا إتفاقهما على الحل السياسى للصراع اليمنى!! وعاد ليحيل القرار للبرلمان.. جواد ظريف وزير خارجية ايران وصل باكستان، إجتمع بسرتاج عزيز مستشار شريف للشئون الأمنية والخارجية، لمس منه تشدداً فى التمسك بشرعية هادى، ورفض الإنقلاب الحوثى، مدد زياته ليلتقى الجنرال راحيل قائد الجيش، الذى طالبه بعدم التدخل فى شئون الدول الأخرى، ملمحاً للتدخل الإيرانى فى دول المنطقة!! مادعا ظريف للعب بالورقة الأخيرة.. تنفيذ مشروع انابيب الغاز بين ميناء “جوادار” قرب الحدود الإيرانية، و”نواب شاة” وسط باكستان، الذى بدأ منتصف التسعينات، وأوقفته العقوبات الغربية على ايران، الخط يوفر إحتياجات باكستان، وعائدات المرور عند مده المقرر للهند والصين، سيتم توقيع الإتفاق خلال زيارة الرئيس الصيني لباكستان 20 ابريل الجارى، التكلفة “2مليار دولار”، تغطى الصين (85%) منها.. ظريف غادر الخميس، والبرلمان أعلن الجمعة رفضه المشاركة فى الحرب بالإجماع، تجنباً لإثارة غضب إيران التي تقاسمهم حدودا طويلة مضطربة، وبالتالى إضافة أعباء على الجيش، الذى يؤمن الحدود مع الهند “عدوهم اللدود”، ومع أفغانستان حيث العمليات ضد طالبان.. المشاركة فى الحرب ضد الحوثيين “الشيعة” يفجر أيضاً حساسيات طائفية، الشيعة يمثلون 20% من السكان، ونفس النسبة بالجيش.. عقب القرار خرجت مظاهرات غاضبة، وعُقدت مؤتمرات حاشدة، دعت للتطوع، وإرسال قوات لليمن، وعدم الرضوخ للبرلمان، مادفع الحكومة لإيفاد سرتاج عزيز ورئيس الأركان للرياض لعرض مرابطة 10 آلاف من العسكريين بالمملكة دون المشاركة فى الحرب!!.

***

أردوغان كان على رأس المشاركين فى جنازة الملك عبدالله، التقى سلمان مطلع مارس، وأثير موضوع إنشاء محور سنى لمواجهة التمدد الشيعى، الملك أبلغه تليفونياً بـ”عاصفة الحزم”، وتركيا أعلنت دعمها السياسي واللوجستي والمخابراتى، أردوغان هاجم ايران واتهمها بالسعى “للهيمنة”، وأن تحركاتها “تتجاوز الصبر”، وطالبها “بالإنسحاب من اليمن”، إيران اتهمته “بإثارة القلاقل بالمنطقة”، بعض النواب والمسئولين طالبوا بإلغاء زيارته لطهران، الجارى ترتيبها منذ شهور، لكنه تمسك بإتمامها.. قبل يوم واحد من مغادرته لطهران استقبل محمد بن نايف فى زيارة مفاجئة، وغادر مصطحباً وفداً كبيراً يضم وزراء الإقتصاد، التجارة والجمارك، الطاقة والموارد الطبيعية، التنمية، الثقافة والسياحة، ماأكد غلبة المصالح الإقتصادية على تموجات السياسة.

تركيا ساعدت ايران فى الإلتفاف على العقوبات الدولية، واستمرار حصولها على عائدات من تصدير انتاجها من الطاقة، وتحايلاً على قرار حظر التعاملات النقدية المصرفية وفرت تركيا لإيران كميات من الذهب بلغت عشرات المليارات من الدولارات، كان آخرها صفقة “الذهب السرى”، قرابة 200 طن، التى تورط فيها وزير الإقتصاد التركى السابق، لكنها مكنت الحكومة من ضبط عجز الميزانية بنحو 15% ليبدو الإقتصاد وكأنه يتحسن بشدة رغم عدم وجود أي زيادة حقيقية فى النشاط، ماساعد على تحقيق حزب العدالة والتنمية فوزاً كبيراً فى الإنتخابات المحلية.. أردوغان يدرك ان استمرار نظامه يتوقف على قدرته فى الحفاظ على ماتحقق من انجازات إقتصادية، وايران بالنسبة له ركيزة اقتصادية بالغة الأهمية، حجم التبادل التجارى بلغ 15 مليار دولار 2014، والإتفاقيات الإقتصادية والتجارية الثمانية التى وقعها فى اليوم الأول للزيارته، كفيلة بمضاعفته إلى 30 مليار دولار.. 30% من احتياجات تركيا من النفط و22% من الغاز سنوياً يعتمد على ايران، وتعتبر ثانى أكبر مصدر لتركيا بعد روسيا.. تركيا تطمح فى ان تكون الناقل الرئيسى للغاز الإيرانى لأوروبا، وايران لوحت باستعدادها لذلك، بمجرد إلغاء الحظر الاقتصادي.. والخلاصة ان الإتفاق الإيرانى الغربى سيقلل اعتماد أمريكا على تركيا ودورها الإقليمي لصالح الدور الإيراني، فى الوقت الذى تعتبر فيه ايران سوقاً للمنتجات التركية والإستثمار لايمكن تجاهله.

تراجع تركيا عن موقفها المؤيد لـ”عاصفة الحزم” إذن لم يكن مفاجئاً، لأن تأييد الحرب والتصعيد مع ايران كان جزءاً من ترتيبات إنجاح الزيارة، أردوغان لن يستطيع كسب الإنتخابات البرلمانية فى يولية المقبل لو تورط فى حرب يرفضها الرأى العام، خاصة وأن الطائفة الشيعية التركية “علوية وإمامية” تتجاوز 15% من عدد السكان.. وعموماً، الإستراتيجية التركية تعتمد على تجنب التورط فى مواجهات عسكرية، لذلك لم تشارك فى التحالف الدولى لإسقاط صدام، ولا المضاد لداعش، وهى تخشى من ان تؤدى “عاصفة الحزم” لرفع اسعار البترول، وعرقلة التدفقات السياحية من الأسواق العربية، فتفرض المزيد من الصعوبات الإقتصادية مايؤثر على شعبية الحزب الحاكم.. حتى من الناحية السياسية فإن تركيا وهى تدعم “الإخوان المسلمين” تدرك ان السعودية مهما أظهرت من مرونة تجاه قضية المصالحة معهم، فإن ذلك لن ينعكس فعلياً على سياساتها الأمنية، التى تضعهم ضمن أعداء المملكة منذ إدراجهم على قوائم المنظمات الإرهابية.. فلماذا تفاجئنا نتائج زيارة أردوغان لطهران، ودوره فى التأثير على الموقف الباكستانى؟!

تركيا وايران وباكستان يشكلون محوراً جديداً بالمنطقة، يبنى على رصيد تاريخى، منذ عضويتهم بحلف بغداد، “السنتو بعد انسحاب العراق”، ومنظمة “التعاون الإقليمي للتنمية” RCD)) التى تشكلت 1964، ورغم تعرضها للتفكك نتيجة للثورة الإيرانية، فقد أعيد إحياؤها 1985 باسم “منظمة التعاون الاقتصادى” (ECO)، التى توسعت فبراير 1992 بانضمام أذربيجان وتركمانستان وطاجكستان وقيرغيزيا، وانتساب كازاخستان “كمراقب”.. يبدو اننا بالفعل لانحسن قراءة التاريخ، ولانستوعب التغيرات الإستراتيجية التى تعصف بمنطقتنا العربية.. السعودية تسامحت مع التمدد الإيرانى حتى كاد يخنقها، فهل تُسامح حلفائها المتخاذلين تحت وقع المصالح؟!

gtaha2007@gmail.com

 
تعليق واحد

Posted by في 2015/04/24 بوصة غير مصنف

 

تحرير تكريت.. ومصير «دولة داعش»

245729

داعش احتلت تكريت فى 11 يونية 2014، بعد انسحاب القوات العراقية منها، دون طلقة واحدة، معركة تحرها أكبر المعارك ضد داعش، بدات أول مارس الماضى، وحُسِمَت نهايته.. تكريت عاصمة المحافظة التى تحمل إسم صلاح الدين الأيوبى، لأنها مسقط رأسه، تبعد 160 كيلومتراً شمال غرب بغداد، أغلبية سنية، ومركز لنشاط البعث، الذى تعاونت قياداته مع داعش، تقع على الضفة الغربية لدجلة، وطريق بغداد/ الموصل، مافرض البدء بتحرير الضفة الشرقية “العلم، البوعجيل، الدور”، ليتسنى مد جسور عائمة لعبور النهر، بعد تدمير داعش لجسورها.. تحريرها يقطع التواصل بين قوات داعش فى الموصل ومحافظة الأنبار، ويوفر مركزاً للحشد ونقطة إنطلاق لتحرير كامل المحافظة، والإنطلاق نحو المحافظات المحتلة “الأنبار وعاصمتها الرمادى، نينوى وعاصمتها الموصل، كركوك”.. الهجوم إنطلق من ثلاث محاور…. محور الجنوب تكون من ميليشيات “الحشد الشعبى” الشيعية، إنطلقت من سامراء، حيث مقر قيادتهم.. محور الشمال معظمه وحدات من الجيش، انطلقت من قاعدة سبايكر، التى حرص الجيش على استردادها مسبقاً لتكون مركزاً للقيادة الميدانية والحشد على أطراف تكريت.. محور الشرق ويضم قوات الأمن والعشائر وبعض تشكيلات البشمرجة التى تحركت من محافظة ديالى.

الجيش حشد قرابة 5000 جندى للمعركة، ومثلهم من قوى الأمن الداخلى والعشائر، وقرابة 20.000 من ميليشيات “الحشد”.. الميليشيات بالتنسيق مع ايران رفضت المشاركة الأمريكية، سعياً للإنفراد بالهجوم، وإستثمار النصر لتعزيز نفوذها، وفرض كلمتها فى مواجهة الحكومة والجيش النظامى، الحكومة استجابت للضغط، لم تبلغ واشنطن بموعد الهجوم، لم تنسق بشأن الخطة، ولم تطلب دعم طيران التحالف، رغم صعوبة المعركة، ايران عرضت الدعم الجوى، لكن الحكومة رفضته، والطائرات بدون طيار التى قدمتها للميليشيات عجزت عن توفير معلومات الإستطلاع الكافية.. اول إنجاز تحقق فى المحور الشمالى كان اقتحام حى القادسية، الا انه رغم قلة عدد مقاتلى “داعش”، فقد كبدوا المهاجمين خسائر فادحة، نتيجة لكثافة الألغام والمفخخات، وانتشار القناصة، ديريك هارفي مسئول المخابرات الأميركي السابق أكد ان الخسائر تجاوزت ستة آلاف قتيل، مواكب يومية للقتلى، أحدثت استياء شعبى واسع بمحافظات الجنوب الشيعية، مادفع آية الله السيستانى للإتصال بالعبادى طالباً وضع ضوابط ومعايير لإختيار المقاتلين، والحد من الخسائر، قادة الميليشيات قرروا وقف العمليات منتصف مارس، وإستعدوا لفرض حصار طويل، لكن قادة الجيش طالبوا بالدعم الجوى الأمريكى، لأن التوقف نكسة، تحولهم لأهداف يسهل اصطيادها، الحكومة انحاذت للجيش، ووجدتها فرصة للتخلص من ضغوط الميليشيات، طلبت تدخل التحالف، فاشترطت أمريكا سحب المستشارين الإيرانيين، ووضع إدارة المعارك تحت إشراف كامل لوزارة الدفاع، وفريق العسكريين الدوليين الذين تمركزوا بالفعل بقاعدة سبايكر، وعدم الإعتماد مستقبلاً على “الحشد” فى تحرير الشمال والغرب السنيين.

مع بداية غارات التحالف  25 مارس أعلنت الميليشات انسحابها “عصائب أهل الحق”، “كتائب حزب الله”، “لواء أبو الفضل العباس”، “سرايا السلام”، و”منظمة بدر”، أما “النجباء” المرتبطة مباشرة بالجنرال قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” الإيرانى، فقد هددوا باستهداف الطيران الأمريكي!! مزايدات إعلامية من الجانبين، الميليشيات وأمريكا، لاعلاقة لها بحقيقة مايجرى على أرض المعركة، فالميليشيات اكتفت بسحب تشكيلات رمزية، تجنباً لتهميش دورها فى تحقيق النصر الذى شاركت فى دفع ثمنه.. ولو انسحبت بالفعل لانهارت الجبهة.. وأمريكا بدأت الإستطلاع فوق تكريت ضمن عملية “عين في السماء” منذ بداية العمليات، رغم عدم مشاركتها الظاهرية.. صحيفة نيويورك تايمز كشفت أن “معركة تحرير تكريت كانت نموذجاً لتعاون الولايات المتحدة وإيران في محاربة داعش، من خلال الضربات الجوية الأمريكية والهجمات البرية المدعومة من ايران، مع توسط القوات العراقية بينهما، تجنباً لإظهار ذلك التعاون علانية”.

الناطق بإسم داعش حاول التقليل من أهمية هزيمة تكريت، وخطيب التنظيم في الموصل توعد بمعركة شرسة بعد وصول 5 كتائب عسكرية من دول مختلفة لدعمهم، عمليات الإستطلاع رصدت تحصين المنافذ الجنوبية للموصل، استباقاً لأية عملية قادمة، بحفر خندق بعمق مترين وعرض ثلاث أمتار، وساتر ترابى بعرض خمس أمتار، وكتلاً خرسانية تمتد لعشرات الكيلومترات، داعش فرضت قيوداً على حركة سكان المدينة منعاً للنزوح الجماعى، وإلزمت التجار وأصحاب المهن، بالكشف عن ممتلكاتهم وتسجيلها بالمحكمة الشرعية لإخضاعها للضريبة، وخيرت كل أسرة بين تجنيد أحد أبنائها، أو دفع 500 ألف دينار.

الضرورات الإستراتيجية تفرض استكمال تحرير محافظة صلاح الدين “بيجى والشرقاط شمال غرب تكريت”، لتأمين تحرك القوات وإمداداتها، سواء فى اتجاه الموصل او محافظة الأنبار، لكن القيادة العراقية بادرت بعد تحرير تكريت، بدفع تعزيزات عسكرية للأنبار، ومجلس المحافظة بدأ إجتماعات موسعة مع ممثلى العشائر والوجهاء تمهيداً لمؤتمر موسع منتصف ابريل الجارى.. تحرير المحافظة يعنى استعادة السيطرة على حدود العراق الدولية، وقطع الإتصال بين قوات داعش فى العراق، وقواعدها ومخازنها الإستراتيجية فى الرقة السورية، وبالتالى ايقاف عمليات الإمداد والتموين، والحيلولة دون الإنسحاب حال مواجهة ضغط عسكرى، إجراء سيؤثر سلباً على معنويات مقاتلى داعش، وقد يؤدى لإنهيار مفاجىء وسريع، مايفسر محاولة داعش المبادرة بضربات إجهاضية للقوات بالمحافظة.

الإستعداد لمعركة الأنبار بدأ منذ شهور، السفير الأمريكى ببغداد أبلغ صباح كرحوت رئيس مجلس محافظة الأنبار أواخر نوفمبر 2014 بموافقة اوباما والتحالف الدولى على افتتاح مركز أمني مشترك مع القوات العراقية، لتدريب مقاتلي العشائر والمتطوعين بقاعدة الحبانية “30 كم شرق الرمادي”، وتخصيص 24 مليون دولار لتسليح عشائر الأنبار، تحت إشراف 50 خبير ومستشار عسكرى أميركى متمركزين بقاعدة عين الأسد غرب الرمادي.. قرابة 10 آلاف مقاتل تم إعدادهم للمشاركة، والهدف الوصول لـ50 الف، ينخرطون فى تشكيلات عسكرية نظامية على نمط البشمرجة الكردية، بتجربتهم الناجحة فى كردستان.

***

   منذ فشلها فى اقتحام كوبانى، وداعش فى تراجع مضطرد، التنظيم ينتمى لمدرسة “القاعدة”، مع بعض التطوير لتكتيكاتها العسكرية لتصبح هجيناً بين التكتيكات الإرهابية، وحرب العصابات، والحرب النظامية.. تجربة تأسيس الدولة “المزعومة” فرضت تبعات لاقبل للتنظيم بها، اولها حتمية تشكيل قوات قادرة على الإمساك بالأرض، والدفاع فى مواجهة هجمات الجيوش النظامية، باستراتيجياتها التقليدية، وطيرانها، وأسلحتها الثقيلة، القصور تجلى بوضوح فى معركة تكريت.. دخلتها داعش دون معارك، وتحررت دون اشتباكات بالمفهوم العسكرى.. خنادق وسواتر ترابية لسد مداخل المدينة، فى استنساخ صريح لتكتيكات غزوة الخندق.. نسف للجسور الموصلة لها، وكأنهم لم يسمعوا عن مهام سلاح المهندسين بالجيوش الحديثة.. تلغيم وتفخيخ للطرق والمنشآت والمنازل والمحلات، على نحو قيدهم قبل أعداءهم.. واعداد من القناصة لإصطياد من نجحوا فى التسلل.. المبادرة الهجومية الوحيدة التى قامت بها داعش تمت فى جبال حمرين والبوعجيل، لمحاولة فتح ثغرة تسمح بخروج من تبقى من مقاتليهم بعد تيقنهم من الهزيمة.

فى أكتوبر 2014، تلقت داعش أول هزيمة استراتيجية فى العراق، خسرت معركة جرف الصخر.. شمال محافظة بابل، 60 كم من بغداد، وتوقف تقدمها فى اتجاه محافظات الوسط والجنوب، أبو بكر البغدادى “الخليفة” إعترف فى كلمة مسجلة بالهزيمة، وطالب رجال الدين السعوديين بإصدار فتوى تدعو لـ”الجهاد” في العراق، وإنقاذ “داعش السنية” على حد وصفه.. “الخليفة” لا زال فى إنتظار فتوى لن تصدر، وهزائم أفدح تتوالى، وحدود دولة “الخلافة” تتآكل!!

gtaha2007@gmail.com

 
تعليق واحد

Posted by في 2015/04/15 بوصة غير مصنف

 

الإنقلاب السعودى.. وخطايا الأمير بندر

_الأمير بندر بن عبدالعزيز

القيادة السعودية الجديدة أدركت انها تواجه من الأزمات مالم تواجهه المملكة فى تاريخها، الملك كان شريكاً فى صنع القرار لقرابة خمسين عاماً، ويدرك مدى الحاجة لتبنّى استراتيجية للردع الأمنى والدفاعى، وربما التكشير عن الأنياب، قبل تحول تحديات الإقليم الى حصارٍ للملكة، هيكلتة للسلطة عكست ذلك.. محمد بن نايف وزير الداخلية، ولى لولى العهد، نائب ثانى لرئيس الوزراء، رئيس للمجلس السياسى والأمنى، محمد بن سلمان وزير الدفاع، رئيس للديوان، مستشارًا للملك، رئيسًا للمجلس الاقتصادى، واثنين من قيادات الداخلية “خالد الحمدان” رئيساً للمخابرات، و”سعد الجابرى” وزير دولة وعضو بمجلسى الوزراء والشؤون السياسية.. عملية تجميع للسلطة.. تُغَلِب روح الشباب، والبعدين الأمنى والدفاعى، ولو على حساب الخبرة، مابشر بتغيرات محورية على السياسة الخارجية وآلياتها،

          “داعش” و”القاعدة” على الحدود الشمالية، والهجمات على المراكز الحدودية ومحاولات التسلل تعكس قدر الإستهداف، مد المنطقة العازلة لـ20 كيلو، وتعزيزها بسياج أمنى وتقنيات متطورة، تسمح بالرصد، والإنذار المبكر، لكنها لاتُبعِد المخاطر.. الولايات المتحدة تماطل، لترسيخ تواجدها بالمنطقة، وتخطط لثلاث سنوات من المواجهة، تتخللها عمليات إمداد لـ”داعش” بالأسلحة والمؤن، بدعوى “أخطاء لوجستية!!”.. الحدود الشمالية تتعرض لتهديدات جدية.

وعلى الحدود الجنوبية تمدد الحوثيون.. نموذج مثالى لإنعدام البصيرة، وسوء التعامل، فمنذ 2001 وحتى مغادرته للسلطة 2011، شن عليهم الرئيس صالح ستة حروب، ثم تحالف معهم مؤخراً أملاً فى العودة!! نوفمبر 2009 هاجموا قرية الخوبة السعودية، وكبدوا الجيش 500 شهيد وجريح، بعدها بأربع سنوات كشف ديفيد هيرست فى الجارديان عن استقبال الأمير بندر لصالح هبرة رئيس المجلس السياسى الحوثى بالرياض سعياً لتوظيفهم فى مواجهة الإخوان، وحرس الحدود غض البصر عن تهريب الأسلحة لهم.. الحوثيون إجتاحوا المقر التاريخى لعبدالله الأحمر زعيم حاشد الراحل بعمران فبراير 2014.. مادعا مشايخ القبائل لإجتماع فورى بقاعة ابوللو بصنعاء لبحث تشكيل جيش شعبي لمواجهتهم.. لكنهم إجتاحوا صنعاء 21 سبتمبر، وفرضوا اتفاق السلم والشراكة.. باركته المملكة!! والتقى سعود الفيصل فى اليوم التالى مع نظيره الإيرانى بنيويورك، بعدها هاجموا مقر الرئاسة، فاستقال الرئيس، أصدروا الإعلان الدستورى، وحلوا البرلمان، ومكنوا لجنتهم “الثورية” من قيادة البلاد، السعودية شددت على سرعة الانتهاء من الجدار الحدودى الخرسانى المكهرب بطول 2000 كيلومتر وارتفاع ثلاثة أمتار مزود بأنظمة رصد إلكترونى!!.. استراتيجية “ماجينو” بنتائجها الكارثية.

الحوثيون مشروع ايرانى، وظفتهم لتؤكد للغرب انها القوة الإقليمية المتحكمة فى مضيقى هرمز وباب المندب دعما لموقفها فى مفاوضات لوزان، زودتهم بالسلاح، وعدتهم بتوفير المواد البترولية، وأوفدت الخبراء والفنيين لدعم المرافق والخدمات، وحثتهم على سرعة دخول عدن لحسم صراع السلطة، الحوثيون بدءوا مناورات عسكرية بمنطقة كتاف محافظة صعدة 12 مارس الماضى، محمد البخيتي عضو المجلس السياسي وصفها بأنها (رسالة ساخنة للسعودية وللحكام العرب)، ولأول مرة منذ 1979 انتظمت رحلتين للطيران الإيرانى يومياً لصنعاء لنقل الإمدادات والأسلحة والخبراء، لإحكام السيطرة على اليمن.. مافرض الإنقلاب السعودى على السياسات والجنوح للخيار العسكرى؟!

السعودية لم تبلغ واشنطن بعملية «عَاصِفَةٌ الحَزْمِ» الا بعد قيام الطائرات لشن غارتها الأولى، الجنرال لويد أوستين قائد القيادة المركزية للجيش الامريكي أكد ذلك بمرارة أمام مجلس الشيوخ، لكن البيت الأبيض ابتلع الإجراء، واعتبره هدية تدعم موقفه، وتقوض موقف إيران، فى مفاوضات لوزان.. واشنطن دعمت التحرك السعودى، وشكلت خلية تنسيق مع التحالف السعودى من ١٢ عسكرياً، وتعليمات بتقديم مساعدات لوجستية ومخابراتية، ودراسة تزويدها بطائرات «أواكس» للإنذار المبكر وتزود بالوقود، أى إجراء أمريكى مخالف كان يعنى تفكك التحالف ضد “داعش”، وفشل التصدى للقاعدة فى اليمن والجزيرة العربية، والإيحاء بتأييد وصول الميليشيات المسلحة للسلطة، بما له من انعكاسات على الجماعات المسلحة بالمنطقة.

التصرف السعودى لم ينطلق من إدراكها لطبيعة التآمر الأمريكى لإسقاط الأنظمة التقليدية 2011، وإثارة الفوضى والمشكلات والحروب الطائفية لتفتيت المنطقة، وإشاعة الكراهية بين شعوبها، وانما لرصدها للتسهيلات غير المسبوقة التى قدمها الرئيس هادى لأمريكا لمحاربة “القاعدة”، وبمجرد استيلاء الحوثيين على صنعاء تواصلت معهم.. مايكل فيجرز وكيل وزارة الدفاع لشئون المخابرات أكد وجود “تعاون مخابراتى مع الحوثيين ضد القاعدة”.. جوش إرنست المتحدث بإسم البيت الأبيض كشف “ان جماعة الحوثى سهلت نقل المعلومات عن “القاعدة”، بعد إحجام المسئولين السابقين عن تزويد المخابرات الأمريكية بالمعلومات الضرورية لنجاح عمليات الطائرات بدون طيار في اليمن!!”، وأوباما أكد صراحة “تربطنا علاقة قوية بجماعة الحوثي، وابرمنا إتفاقا أمنيا لمكافحة الارهاب، وعلى ضوءه قدمنا دعما سخيا للجماعة وزودناهم بـ12طائرة دون طيار”.. جون ماكين رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ وصف شن “عاصفة الحزم” دون تنسيق مع واشنطن بأنه يعكس فقدان السعودية ودول التحالف للثقة فى إدارة أوباما.

***

الحرب الجوية لاتحسم مواجهات.. مهما بلغت قوة القصف ودقته.. السعودية تدرك ذلك، وتتحسب له.. إعتمادها الرئيسى على القبائل اليمنية التى تلعب دوراً سياسياً هاماً، يتراجع مع قوة الدولة، ويتصاعد مع ضعفها.. تصدرت الصفوف إبان ثورة فبراير 2011، رغم تحالفها مع صالح، شاركت بفاعلية في الحوار الوطني، وعادت لدورها في دعم السلطة ضدّ التمرّد الحوثى.. منذ سيطرة الحوثيون على صنعاء، والسعودية تعكف على ترتيب تحالفاتها القبلية، المخابرات السعودية زودتهم بالتمويل ووسائل الإتصالات، وحرس الحدود بالتعاون مع قيادات عسكرية يمنية موالية أدخل كميات كبيرة من رشاشات الكلاشنيكوف الروسية، وصواريخ “سام7” المضادة للطائرات، تم تسليمها لقبائل مأرب المعارضة للحركة.. المعارك التي اندلعت أخيراً بمناطق القبائل اكدت حصولها على ترسانات أسلحة لم تكن لديها من قبل، مايشكل تطورا نوعياً في قدراتها.. قبائل بني هلال أعلنت الحرب، قبائل العوالق أعدت 3 آلاف مقاتل لحماية شبوة، وقبائل يافع أعلنت استعدادها للمواجهة، قبائل الصبيحة استعادت مناطق كرش ومثلث جول مدرم بلحج، والشيخ عبدالله ناصر بلعيد يقود 15 ألف مقاتل من قبائل شبوة وأبين وحضرموت للدفاع عن الجنوب، فى إطار تعهد وجهاء قبائل تعز ومأرب والجوف وعدن والبيضا بدعم نظام هادى بعد سحب استقالته.

المؤسف.. ان زعماء القبائل يسعون لإستقطاب “القاعدة” او تحييدها، استناداً لقناعتهم بأن الكثير من عناصرها انضم للتنظيم بدوافع مالية أكثر منها عقائدية، لذلك يضغطون بحرمانها من البيئة الحاضنة احياناً، وبالمواجهة أحيان أخرى، وعملية التفاوض لاتتوقف، إطلاق سراح  عبدالله الخالدى القنصل السعودى فى عدن المحتجز لديهم منذ مارس 2012، تدخل فى هذا الإطار، وتؤكد ان “القاعدة” أصبحت رقماً فى المواجهة الشاملة للحوثيين، باعتبارها جزءاً ممايسمى “السد الشافعى” الذى تسعى قبائل حضرموت لإقامته بتمويل من رجال أعمال باليمن والسعودية.. خطيئة كبرى ستدفع المنطقة ثمنها.

الإنقلاب السعودى كان حتمياً لمواجهة أوضاع كارثية كادت تستكمل حصاراً مخططا حول المملكة، تسببت فيها أخطاء مهنية ارتكبها الأمير بندر رئيس المخابرات السابق.. قدم الدعم المادى والسلاح لمن يتصورهم ممثلين للمعارضة المعتدلة فى سوريا، ليكتشف انه كان شريكاً فى دعم تمدد “داعش” و”القاعدة” فى سوريا والعراق.. دعم الحوثيون ظناً منه ان قمة نجاحه المهنى ان يوظف أعداء الأمس كأدوات لمواجهة الإسلام السياسى، فمكنهم من إجتياح اليمن لحساب ايران.. يبدو ان المملكة ليست فى حاجة “لمسافة السكة” بقدر حاجتها لمهنية وفطنة “أبانا الذى فى المخابرات”.

 gtaha2007@gmail.com

 
تعليق واحد

Posted by في 2015/04/10 بوصة غير مصنف

 

تطور الإرهاب فى ليبيا.. من الجماعات المتطرفة.. الى الجيوش السيارة

images-50573

 نشأت الجماعات المتطرفة فى ليبيا خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضى استناداً لفكر السلفية الجهادية، وتمثلت فى تنظيمين:

الأول “كتائب الشهداء”.. وهو تنظيم عسكرى، أسسه محمد المهشهش عام 1989، لكن الجيش نجح فى القضاء على كافة قياداته وعناصره.

والثانى “الجماعة الليبية المقاتلة”.. تأسست من الليبيين الأفغان عام 1990، وقد واجهتها السلطة بقوة منذ منتصف التسعينات، وتمكنت من اعتقال معظم قيادات وعناصر الداخل والقضاء عليها 1999، لذلك اتجهت الجماعة لقصر نشاطها على الخارج، فحاربت فى صفوف القاعدة بأفغانستان، ومع جبهة الإنقاذ الإسلامية بالجزائر، ثم فى العراق بعد التدخل الأمريكى، وأعلنت فى 2007 انضمامها للقاعدة، وشاركت بعض عناصرها فى الحرب يشمال مالى.. في عام 2009 أجرت الجماعة مراجعات مطولة، أصدرت نتائجها فى كتاب “دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس”، وقدمت إعتذارها للدولة، فأفرجت عنهم.

قطاع كبير من المجاهدين الليبيين توجهوا لسوريا بعد الثورة، وشكلوا “لواء الأمة”، الذى أنشأ أول مخيم لتدريب المقاتلين الأجانب بمنطقة إدلب، وأول فصيلة طبية لعلاج جرحى المعارضة، ثم شكلوا كتيبة “البتّار” بمنطقة الرقة، وهى الكتيبة التى بايعت داعش فيما بعد.

بعد ثورة 17 فبراير 2011، شاركت عناصر الجماعة ضمن التشكيلات المقاتلة التى تزعمها الإخوان وتمكنت من الإطاحة بنظام القذافى، وعندما قتل أحد قادتها ويدعى راف الله السحاتي مارس 2011، انشقت المجموعات المرتبطة به مكونة تنظيم مستقل يحمل إسمه.

“كتيبة راف الله السحاتي”.. تتواجد ببنغازى وشرق ليبيا والكفرة، يتزعمها إسماعيل الصلابى، وهو من مواليد 1977، قاتل فى صفوف القاعدة بافغانستان وباكستان وسوريا، إعتقل فى بريطانيا يولية 2005 للمشاركة فى الهجوم على شبكة المواصلات، يرتبط بصلات وثيقة مع “عبد الباسط عزوز” مستشار الظواهرى زعيم القاعدة، وبالقيادي الإخواني المحبوس ثروت شحاتة، وكل من خيرت الشاطر ومحمود عزت، التقى فى ابريل 2013 بالرئيس المعزول محمد مرسي بقصر الإتحادية، كلفته القاعدة بالإشراف على تدريب عناصر مايسمى “الجيش الحر” بخليج البارودى ومعسكر فتايح بدرنة وصحراء زمزم بمصراتة وسبراطة بالقرب من مدينة الزاوية.. يتعاون مع المخابرات القطرية.

تنظيم “أنصار الشريعة”.. نشأ نتيجة للإنشقاق الثانى بالجماعة الليبية المقاتلة.. ينتمي أيضاً لفكر السلفية الجهادية، ويعتبر أحد فروع “القاعدة”، تأسس خلال “الملتقى الأول لأنصار الشريعة” ببنغازي أبريل 2012، يتبع التنظيم لجنة شرعية، وجناح دعوى، وآخر خيرى لتوزيع المساعدات وتقديم الرعاية الطبية دعماً للظهير الشعبى، كما يتبعه مؤسسة الراية للانتاج الاعلامي التى تعبر عنه رسمياً، مقره الرئيسى بنغازى، وله ثلاثة أفرع خارجها، الأول في مدينة درنة وأميره سفيان بن قمو، السائق السابق لبن لادن مؤسس القاعدة، والثانى في سرت أنشىء في يونيو 2013، والثالث فى أجدابيا تأسس في أغسطس 2013، كما تتواجد عناصره فى مصراتة والزنتان.

أنشأ التنظيم أربع معسكرات شرقي ليبيا “الملاحم في درنة، النوفلية جنوب سرت، خليج بردة، الجبل الأخضر” يشرف عليها إسماعيل الصلابي وسفيان بن قمو، تتولى تجهيز وتدريب المسلحين من دول مختلفة منها مصر والجزائر وأفغانستان ومالي والمغرب وباكستان والصومال وتونس، كما يمتلك ثلاثة معسكرات بمدينة سبها تنطلق منها عناصره فى اتجاه مصر، وهذه المعسكرات أنشئت بعد وصول الإخوان إلى الحكم بموجب اتفاق بين مرسي وأيمن الظواهري زعيم القاعدة، وهو مارصدت الأجهزة الأمنية تفاصيله.

يتعاون التنظيم مع “أنصار الشريعة” في تونس، المتورط في اغتيال المعارضين شكري بلعيد، ومحمد البراهمي، كما ينسق مع جماعات أنصار بيت المقدس وأجناد مصر وأنصار الشريعة فى سيناء، وحركة حماس بقطاع غزة، والتنظيم الدولي للإخوان.. صحيفة “فيليت إم سونتاج الألمانية” كشفت أن التنظيم استقبل ممثلى تنظيمات “أنصار الشريعة” بدول الجوار (تونس والمغرب ومصر وممثلين جزائريين عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) بعد الإطاحة بالإخوان فى مصر ديسمبر 2013، لإعادة تقييم قدرات الجماعات الجهادية بالمنطقة، ووضع استراتيجية مشتركة للتجنيد والعمليات، والتصدي لأنظمة الحكم القائمة بمصر وتونس والجزائر.

صنفته الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية فى يناير 2014، باعتبارة المسئول عن تنفيذ الهجوم على البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي سبتمبر 2012، كما أدرجه مجلس الأمن على لائحة التنظيمات الإرهابية نوفمبر 2014، بسبب انشائه معسكرات تدريب لصالح مجموعات مرتبطة بالقاعدة فى سوريا، وتدريب 28 ممن شاركوا فى الهجوم على منشأة جزائرية للغاز بعين أميناس يناير 2013.

انشق عن القاعدة وبايع داعش، وفى نهاية يناير 2015 أعلن التنظيم تشكيل محكمة وشرطة ومرفق للدفاع المدنى والإسعاف تابعين للدولة الإسلامية فى أحياء القوارشة والهوارى جنوب غرب بنغازى، قتل قائده محمد الزهاوى “أبى مصعب” فى معارك بنينة أكتوبر 2014 وأقيم عزاؤه بمصراتة، ودفن فى سرت.

مليشيات “درع ليبيا_1”.. فى ديسمبر 2014 أعلن عن تحالف تنظيم أنصار الشريعة مع مليشيات “درع ليبيا_1” التى تعد أكبر المجموعات تسليحاً شرق ليبيا، ولها معاقل في درنة وبنغازي، واستولت على ترسانة ضخمة من مخازن أسلحة الجيش تشتمل على آلاف من قطع أسلحة فردية وثقيلة وعربات مدرعة ومدافع هاون ومضادات الطائرات والدبابات وصواريخ مختلفة الطرز مثل سكود وجراد، فضلا عن سيطرتها على العديد من القواعد والمطارات العسكرية، وقامت ببيع وتهريب 100 ألف قطعة سلاح فردية، و20000 رامية قذائف مختلفة الطرز، للجماعات الإرهابية في الشرق والجنوب الغربي لليبيا، ومنها للتنظيمات الإرهابية بشمال افريقيا ودول الساحل والصحراء..

كتائب ميليشيات الزاوية ومصراتة.. تضم تشكيلات بعضها منشق عن الجيش النظامى، والبعض الآخر قبلى ينتمى لمناطق الزاوية ومصراتة، ويغلب عليها التوجه الإسلامى، وتضم قوة “درع ليبيا الوسطى” إلى جانب كتائب أخرى مثل “كتيبة الحلبوص”، و”كتيبة المرسي” وكتيبة أبو عبيدة الزاوي العائد من أفغانستان بمدينة الزاوية، ويبلغ عدد المقاتلين حوالي 25 ألف مقاتل، تمكنت هذه التشكيلات خلال الثورة من السيطرة على كميات ضخمة من الآليات والعتاد العسكرى والأسلحة والذخيرة من مخازن الجيش بمنطقة الجفرة، كما حصلت على دعم تركى وقطرى، عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية التى لاتخضع للدولة، تتبعها عدة معسكرات لتدريب المقاتلين الليبيين والأجانب، ويقدر ماتمتلكه بمايزيد عن 3500 سيارة مجهزة بمضادات للطائرات، وراجمات الصواريخ، وأكثر من 200 دبابة، تتمركز معظم كتائبها في معسكرات تابعة للنظام السابق، وتتمركز الباقي في ضواحي المدن.. يتم التنسيق على الأرض بين هذه القوات وكتائب مسلحى صبراتة حيث توجد كتيبة جهادية أسسها مفتاح الداودي قبل أن يلقى مصرعه في تحطم طائرة ليبية بتونس، وهي أقرب إلى القاعدة بحكم تكوين مؤسسها الذي جاهد في أفغانستان، كما تتعاون ايضاً مع “ثوار جبل نفوسة”، ومسلحى غريان. ومقاتلى قبائل أولاد سليمان بالجنوب الليبي، وقبائل “الطوارق”.

داعش فى ليبيا

تعتبر درنة من أكثر المدن الليبية التى ظهرت بها جماعات متطرفة، جماعة التوحيد والجهاد فى مطلع الألفية، وكتائب شهداء أبوسليم فرضت وجودها، والقاعدة تواجدت بقوة منذ البداية، فضلاً عن “أنصار الشريعة”، النظام إضطر للإستعانة برجال شرطة وقيادات أمنية من خارج المدينة، وهو مايفسر إختفاؤهم المفاجىء بعد قيام الثورة، وخضوعها لسيطرة المتشددين المطلقة.

“مجلس شورى شباب الإسلام”..  أعلن تأييده لداعش يونية 2014، ونفذ إعدامات على طريقتها بملعب لكرة القدم فى أغسطس، و“كتيبة ابومحجن الطائفى” ارسلت 50 متطوع للحرب بصفوفها فى العراق.. ووسط عرض لـ”الشرطة الإسلامية” فى 6 أكتوبر بايعتها “أنصار الشريعة”، وأعلنت درنة إمارة إسلامية.. بعد مبايعة “شباب التوحيد” و“مجاهدى ليبيا” استكملت داعش سيطرتها على كامل المدينة فى نوفمبر 2014، بمقاتلين تجاوزوا 800، تتبعهم 6 معسكرات بأطرافها، تضم جنسيات من دول شمال أفريقيا.. وفى ديسمير 2014 أعلن عن تشكيل تنظيم «مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها» الذى يجمع مختلف الفصائل التى تسيطر عملياً على المدينة، لكن التناقضات فيما بينها ادت لصدور بيانات متضاربة بعضها يؤكد مبايعة داعش، والاخر ينفى ويشدد على الولاء لليبيا فقط.

معهد «واشنطن للشرق الأدنى» صنّف درنة كجزء من «دولة داعش»، والكاتب والمؤرخ الأمريكي ويبستر تاربلي مؤلف كتاب ” الحادي عشر من سبتمبر” وصف درنة بـ”عاصمة الإرهاب العالمي”، لأنها تصدر المقاتلين للعراق وسوريا.. صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية ذكرت أن الليبي عبد الحكيم بلحاج القيادي بالجماعة الليبية المقاتلة، الذي تولى قيادة المجلس العسكري في طرابلس، ولعب دورا في تفجيرات مدريد 2004، واتهم بقتل اثنين من المعارضين التونسيين، يقود قوات تنظيم داعش في ليبيا.. وهو الذى ظل مسيطراً على مطار معيتيقة، مامكنه من تلقى الأسلحة من قطر وتركيا، واستقبال عناصر ارهابية قادمة من الخارج للانضمام لمعسكرات التدريب في درنة ومصراتة وطرابلس، كما قام بالتنسيق مع المخابرات القطرية والتركية ومسئولي التدريب إسماعيل الصلابي وسفيان بن قمو، لتصعيد العمليات ضد الجيش الوطني الليبي، وداخل سيناء، وفى العمق المصرى.. مهدي الحاراتي عميد طرابلس، الذراع اليُمنى لبلحاج اعترف إنه تولى شخصياً نقل عناصر من الدول المغاربية والأوروبية لسوريا انطلاقاً من السواحل الليبية ومطاراتها، وذلك بعد التدريب بمعسكراتهم.. تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة بشأن ليبيا رصد عمليات محددة لإمداد التنظيمات المسلحة بالسلاح.. مشيراً الى ضبط حمولة السفينة Nour M التى ضبطت فى اليونان نوفمبر 2013، والشحنات الجوية من بيلاروسيا فى فبراير ومايو 2014 والتى تم تسليمها بمطارات خارج سيطرة الحكومة، وحمولات طائرات النقل السودانية والطائرات العسكرية القطرية لمطار معيتيقة الخاضع لسيطرة تلك الجماعات، فضلاً عن رحلات للخطوط الجوية الأفريقية من اسطنبول، وقد بدأ الفريق الأممى بالفعل فى التحقيق.

داعش استهدفت سرت مستغلة الفراغ الأمنى، وتوفر البيئة الحاضنة من أنصار القذافى، الساخطين على الغرب.. أنشأت مقراً لقيادتها بمركز المؤتمرات، سيطرت على المطار، استقبلت طائرات تركية وقطرية محملة بالأسلحة، احتلت الإذاعة والفضائيات.. قنوات “مصراتة، توباكتس، فزان، النبأ، ليبيا الأحرار، مكمداس” بثت خطب البغدادي والعدناني، والأناشيد الجهادية، وشنت حملات ضد مصر وقيادتها ودورها بالمنطقة، وروجت لأجندة التنظيم الدولي للإخوان، والأفكار التكفيرية والجهادية.. أغلقت مقر الجوازات، وطلبت من الموظفين الإستتابة، سيطرت على مجمع عيادات المدينة، وفصلت بين الجنسين، استولت على الجامعة، وعلقت الدراسة.

داعش شنت هجوما على فندق بالعاصمة طرابلس، وعلى حقول النفط، ونظّمت مسيرات مفتوحة، واعلنت إعتزامها تنفيذ عمليات نوعية للسيطرة على مصراتة، واستتابت أهل النوفلية شرق سرت لإعلان البيعة، حتى لايتعرضوا للقصاص، وفرضت القيود “الشرعية” على نساء “صرمان” وصبراتة” فى الغرب.

داعش توسعت فى الجنوب الليبى بإقامة قواعد، وتجنيد عناصر جديدة، والإرتباط بتنظيمات قائمة؛ خاصة جماعة مختار بلمختار “الأعور” أبرز قيادى “القاعدة” في بلاد المغرب الإسلامي، و”إياد آغ غالي” زعيم جماعة “أنصار الدين”، اللذين كانا يرتبطان بقاعدة الساحل والصحراء، إضافة لمجموعة من طوارق مالي المتحالفين مع القاعدة، ومجموعة “أنصار الحق” التي تضم جنسيات من مصر ومالي والجزائر وغيرها.. بعد الغارات المصرية على درنة انسحبت أربع جماعات من مواقعها في الحمادة الحمراء، وعرق مرزوق، خشية استهدافها ؛ “التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا”، “كتائب الصحراء” في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب، “كتائب يوسف بن تاشفين”، وفرع “أنصار الشريعة” بجنوب ليبيا. gtaha2007@gmail.com

 
أضف تعليق

Posted by في 2015/04/03 بوصة غير مصنف