بدأ الإخوان فى محافظات الصعيد إعتباراً من 20 أغسطس 2013 فى توزيع بيان بعنوان (بيان رقم “1” لحملة الصعيد..الإقليم الجنوبى “جمهورية مصر العليا”) ، مرفق به استطلاع رأى تم صياغته على نمط استمارة “تمرد” ، وقد تضمن البيان الموقع بإمضاء “شباب الصعيد الحر” أهم النقاط التالية:
1- ان إقليم الصعيد – وابناؤه – قد تعرض لظلم فاحش على أيدى الحكام والحكومات عبر مئات السنين ، واتخذت مظاهره صوراً متعددة (معاملة ابناء الصعيد باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية – عدم تمثيلهم فى مجلس الوزراء – تعرضهم لحوادث متكررة مثل إحتراق القطارات وغرق العبارات – عدم تواجد اى مقر للوزارات بالإقليم – تدنى مستوى الخدمات والبنية التحتية – انعدام فرص العمل وهبوط مستوى المعيشة – هجرة 75% من أبناؤه سواء للداخل او للخارج)
3- واستعرض البيان إمتلاك الصعيد لمقومات الدولة العصرية الغنية (60% من مساحة مصر – 50% من سكانها – خصوبة تربة أراضيها وقابليتها للإستصلاح – انتشار زراعة القصب وصناعة السكر – صناعات الأومنيوم –السد العالى يكفى لتغطية كافة إحتياجاتالإقليم من الكهرباء – إمتلاك ثلث آثار العالم –نهر النيل)
4- اتهم البيان الدولة بعدم تطبيق القانون فى قضايا الثأر حتى تشغل ابناء الصعيد فى صراعات تشغلهم عن المطالبة بحقوقهم الضائعة.
5- حث أبناء الصعيد على الإنضمام للدعوة التى سيتم تقديمها للأمم المتحدة لعمل إستفتاء لإنفصال الإقليم الجنوبى (الصعيد) عن مصر تحت إسم “جمهورية مصر العليا” وفقاً لحدودها من اطراف محافظة الجيزة الجنوبية الى محافظة أسوان ، بالإضافة الى محافظتى البحر الأحمر والوادى الجديد.
***
ويلفت النظر فى هذا البيان ثلاثة ملاحظات رئيسية :
الأولى :
ان الإخوان قد أطلقوا إسم “جمهورية مصر العليا” على الدولة المنفصلة المستهدفة نازعين عنها صفة “العروبة” انطلاقاً من توجههم الرافض للقومية ، لكنهم تجنبوا إضافة وصف “الإسلامية” لها حرصاً على عدم إعلان تورطهم فى هذه المؤامرة خلال هذه المرحلة المبكرة رغم ان كافة من يوزعون البيان والإستمارة من الوجوه الإخوانية المعروفة للأهالى.
الثانية :
ان حرصهم على ضم محافظتى البحر الأحمر والوادى الجديد يهدف الى إمتلاكهم القدرة على المبادرة بالتنازل مستقبلاً عن مناطق من كلا المحافظتين لكل من السودان وليبيا لتحفيزهم على قبول الإلتحاق بدولة الخلافة التى تمثل الحلم المستحيل للإخوان.
الثالثة :
التأكيد على عداء “دولة الصعيد المزعومة” الصريح لمصر “الموحدة” والذى يعبرون عنه بالحرص على إستهلاك كامل حصة مصر من مياه النيل ، وكامل انتاج السد العالى من الكهرباء لمنع وصولهما للشمال.. اى ان الإخوان يسعون لإنشاء كيان سياسى يعبرون من خلاله عن كراهيتهم وعدائهم للشعب المصرى وللنظام السياسى الذى اختاره فى 30 يونيو2013.
***
وهناك مجموعة من الحقائق المتعلقة بدعوة الإخوان لفصل الصعيد أبرزها انهم قد حاولوا منذ بداية السبعينات وحتى نهاية التسعينات – ومن خلال الجماعات الإسلامية التابعة لهم – تهيئة المناخ لتفجير تمرد إسلامى في الصعيد من خلال مجموعة من العمليات الإرهابية التى كان ابرزها اقتحام مديرية أمن اسيوط فى 8 أكتوبر 1981واغتيال 108 من رجال الشرطة ، والهجوم على معبد الدير البحرى وقتل 62 معظمهم من السائحين ، بخلاف عشرات من العمليات التى استهدفت إضعاف سلطة الدولة على إقليم الصعيد ، وقد حاولوا على مدى تلك السنوات ومن خلال تلك العمليات تحويل حربهم للسلطة الى حركة شعبية تطالب بانفصال إقليم الصعيد عن الدولة المركزية المصرية ولكن دون جدوى.
وظلت الأمور على هذا النحو الى ان بدأ الإخوان منذ الأيام الأولى لثورة 25 يناير 2011 يوجهون إنتقادات وإهانات حادة لمحافظات الصعيد على مواقع التواصل الإجتماعى لعدم مشاركتها فى الثورة بنفس زخم محافظات الوجه البحرى ، وتزامن ذلك مع انتشار عبارة “بعد بنى سويف مافيش رجالة” على القطارات المتجهة من القاهرة الى الصعيد ، وهو ماإستهدف إستفزاز أهل الصعيد والذى أشعله الإخوان هناك الى حد الدعوة لإنفصاله عن مصر ، وتعالت صيحات التهديد بتدمير خطوط الضغط العالى عند أسيوط لمنع تغذية الشمال ، وفتح الأهوسة لزراعة مساحات واسعة من الأرز لحرمان الشمال من مياه الرى ، ولكن مع نجاح ثورة يناير تم إرجاء الفكرة مع الإحتفاظ بحالة الإستنفار.
***
وفى ابريل 2011 نجحت الجماعات الإسلامية فى اختبار شعبى إذ حشدت المواطنين بقنا لإجبار الحكومة على تغيير المحافظ القبطى ، أعقبها فى 28/8/2012 تلقى محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة دعوى قضائية ضد مرسى وهشام قنديل تطالبهما بإنشاء مجلس قومى لتنمية الصعيد ، محذرة من إهمال الجنوب المصرى حتى لا يقع فى فخ الانفصال عن الدولة على النمط السودانى ، وقد تبين فيما بعد ان مقدمى هذه الدعوى من الناشطين المرتبطين بجماعة الإخوان وهم رمضان الأقصرى – الذى اتهم شيخ الأزهر فى سبتمبر 2012 بالتآمر على الثورة ، كما اتهم الفريق شفيق فى يونية 2013 برصد 5 مليون جنيه لدعم تمرد 30/6 لإسقاط مرسى – والروبى جمعة منسق حركة صعيد بلا حقوق وأحد دعاة إنفصال النوبة.
وقد التقطت فلول الحزب الوطنى المنحل خيط التلويح بانفصال الصعيد وحاولت استغلاله كورقة ضغط على الدولة المصرية ، خلال مؤتمر عقد في الصعيد يوم 5 أكتوبر 2011 هددوا فيه بقطع الطرق وشبكة الكهرباء والسكك الحديد ، وتصعيد الإجراءات المعارضة حتى إعلان انفصال الصعيد ، وذلك اذا ماشرعت الحكومة في تطبيق قانون العزل السياسي بحقهم ، إلا ان مجموعة من المثقفين والصحافيين والمهنيين من أبناء قبائل جنوب مصر قد ردت عليهم يوم 7 أكتوبر بالدعوة الى محاكمة كل من شارك فى هذا المؤتمر “المشبوه” ، او دعى لإنفصال الصعيد ،واستنكروا هذه التهديدات “غير المسؤولة” ووصفوها بأنها “خطاب تحريضى لتفتيت الدولة ، وعزل الصعيد عن الوطن الأم ، وتهديد لأمن الوطن واستقراره” ، كما أعلنت “الكتلة الوطنية” بقنا التى تضم جميع التيارات السياسية وائتلاف شباب الثورة تصديها لهذه الدعوات التحريضية المغرضة التى تدعو للإنفصال وتهدد استقرار الوطن ، وبذلك قتلت محاولة “الوطنى المنحل” لإستعارة فكرة التهديد بفصل الصعيد فى مهدها ليظل الإخوان وحدهم فى ساحة الداعين لها.
وفى اغرب مطالب لوقفة احتجاجية يوم 2 أكتوبر 2012 ، نظم عمال شركة غاز مصر المفصولين من عملهم واغلبهم من ابناء أسوان بجانب بعض من ابناء قنا والاقصر ونجع جمادى وقفة احتجاجية امام مجلس الوزراء بوسط القاهرة رفعو فيها لافتات “صعيد مصر يطالب بالانفصال” – ” لاللتهميش لاللبطالة لاللفقر لاتجعلوا صعيد مصر جنوب سودان أخرى” وقد ظهرت بينهم المحامية أسماء إسماعيل المعروفة بتبنيها مطلب انفصال الصعيد ، كما تضامن معهم ايضاً عدد من العناصر الإخوانية بالاتحاد المصري لنقابات مصر المستقلة والنقابة المستقلة لعمال غاز مصر.
***
إذن حملة “انفصال” الراهنة التى يشنها الإخوان فى الصعيد هى حملة مؤجلة..تم الإعداد لها منذ السبعينات..وكان مقدراً ان يتم البدء فى تنفيذها فى حالة فشل ثورة 25 يناير 2011 فى الإطاحة بنظام مبارك ، بحيث يكون البديل فصل الصعيد والتمركز فيه لتنفيذ المشروع الإخوانى على جزء من ارض مصر بدلاً من عودتهم للسجون..وكأنه كتب على مصر ان تتعرض باستمرار لمعارك مؤجلة مع الإخوان..لو أعلن فوز شفيق فى انتخابات الرئاسة كانوا سيحرقون مصر..عندما تحرك الشعب لعزل مرسى فى 30 يونية بدءوا خطتهم المؤجلة لإحراق مصر..وهاهى خطة فصل الصعيد التى تم تأجيلها فى يناير 2011 يتم الشروع فى تنفيذها منذ فض اعتصامى رابعة والنهضة فى 14 أغسطس 2013 بسلسلة واسعة من عمليات التخريب المخططة جيداً ، والتى نجحوا خلالها فى تعطيل العديد من دواوين محافظات الصعيد عن العمل سواء بالحرق او بالإقتحام او بالإعتصام خارجها على النحو الذى تختفى معه سلطة الدولة لتحل محلها سلطتهم باعتبارهم الفصيل الأكثر تنظيماً هناك ، وكذا إقتحام او إحراق بعض مديريات الأمن ومراكز الشرطة ، وإرهاب افرادها بالتعذيب والقتل بهدف تفكيك قدرتها وبالتالى اتاحة الفرصة لميليشياتهم للسيطرة على الشارع والمواطنين ، كما احرقوا العديد من المحاكم والنيابات سعياً لتعطيل العدالة ليكون القضاء العرفى على ايدى شيوخهم هو البديل ، اما امتداد عمليات الحرق للكنائس والآثار والمدارس المسيحية فهى تدخل فى إطار نفس خطة الإنفصال بترويع المسيحيين بما قد يجبر قطاع منهم على الهجرة ، اما من بقى فسوف يخضع لما يمليه عليه الإخوان من شروط .
والغريب ان نجد عناصر الإخوان بالصعيد – بتلقين من قياداتهم – تردد على المقاهى وفى وسائل المواصلات وأماكن التجمعات العامة أحاديث عن جمهورية سوهاج التى اعلنها شيخ العرب همام 1767م وتمرد الشيخ الطيب فى عهد الخديوى اسماعيل 1867م ، ويستشهدون باحد الأعمال الدرامية التى اذاعتها الفضائيات المصرية مؤخراً ، كما يستكملون ذلك حالياً بإصدار كتاب جديد بعنوان “جمهورية الصعيد” يحاولون من خلاله تأصيل فكرة الإنفصال وتعميقها لدى القارىء الصعيدى..وللأسف فإن هذا النوع من الأحاديث يجد صدى لدى قطاع من الأميين منعدمى الثقافة ممن يعانون ظروفاً معيشية متدنية.
***
سكان الصعيد قرابة 22 مليون مواطن وفقاً لتقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء يمثلون 27٪ من سكان مصر ، فى الوقت الذى لا تزيد فيه حصته من الاستثمارات عن 13% فقط من إجمالى الاستثمارات العامة والخاصة فى الدولة (تشمل الاستثمار المباشر من الدولة فى المرافق والخدمات والاستثمار فى مشروعات تشغيلية).. نسبة الفقر تجاوزت الحد المسموح به عالمياً، فبلغت نسبة السكان الواقعين تحت خط الفقر فى أسيوط 60٪، وفى سوهاج 47٪، وقنا 41٪، وأسوان 40٪، بل انه يزيد فى بعض قرى الصعيد عن80% من السكان..تلك المؤشرات عن عام 2011 أى قبل ان تنهار السياحة وترتفع تلك النسب بالقطع.. نسبة الأمية قاربت40% بين أبناء الصعيد ، والتسرب من المدارس وصل إلى 18% .. أما فتيات الصعيد فإن 80% منهن لم يلتحقن بالتعليم .. 67.9% من مساكن الصعيد فقط تصلها المياه النظيفة..ومن المخزى ان يتضمن تقرير للأمم المتحدة صادر فى نوفمبر 2012 أن نسبة الذين لا يتمتعون بخدمات الصرف الصحى فى الصعيد تصل إلى 99%..محافظات الصعيد تحتل المراكز الأخيرة فى مؤشر التنمية البشرية (المنيا فى المرتبة “21” والأخيرة – أسيوط المرتبة “20” – سوهاج “19” – بنى سويف “18” – الفيوم “17” – قنا “15” – أسوان الأفضل فى المرتبة “9”). ومن حيث مؤشرات الخدمات ، فالعلاج هو الاسوأ فى الصعيد مقارنة بباقى محافظات الجمهورية ، فقد بلغ عدد أَسِرة المستشفيات 14 لكل عشرة آلاف نسمة ، مقابل 38 فى المحافظات الحضرية..اما الرعاية التعليمية فنجد مدرسًا واحدًا لكل 26 تلميذ فى الصعيد مقابل مدرس لكل 14 تلميذ فى محافظات الوجه البحرى….
***
فى ضوء ماسبق من مؤشرات إقتصادية مرعبة ، فإن الأوضاع فى الصعيد يمكن تلخيصها فى مجموعة عناوين رئيسية (انتشار الأمية – الفقر – البطالة – انتشار السلاح فى كل بيت – تهميش دورهم السياسى فى مؤسسات السلطة – وجود أصابع اجنبية تعبث فى الإقليم – انتشار طابور خامس قوى) وهذه العناوين تشكل معادلة تعنى ببساطة ان هذا المناخ اليائس مهيأ تماماً لتقبل أى فكرة متطرفة بما فيها ” الإنفصال”، لأنه لاموضع للحديث عن الشعور بالولاء عندما تتخلى الدولة عن التزاماتها ، ولايجد المواطن قوت يومه.
إذن ومالحل؟! وكيف نواجه ذلك الموقف بالغ الخطورة؟!
المواجهة فى تقديرى ينبغى ان تتخذ مسارين رئيسيين :
1- المسار العاجل: نلجأ فيه للإستعانة بروح الوطنية المصرية ..تلك الروح التى حركت الوطنيين من أبناء الصعيد فى 7 أكتوبر 2011 للتصدى لدعوة الإنفصال التى رفعها الأعضاء السابقون بالحزب الوطنى ..بل هى نفس الروح التى جعلت أعضاء “الوطنى” السابقون يشعرون بالخزى بعد تعرضهم للهجوم ، ويتراجعون عن دعوتهم ، ولم يعودوا لها ثانية .. وهى ايضاً نفس الروح التى دفعت المسيحيون لرفض أى تدخل خارجى للدفاع عن مصالحهم رغم تعرض دور عبادتهم وبيوتهم ومدارسهم ومحلاتهم للحرق ، وهو نفس الدافع الذى رفضوا به من قبل اى تجاوب مع فكرة انشاء دولة مسيحية.. والتحرك على هذا المسار يفرض شن حملة إعلامية وشعبية وعلى مواقع التواصل الإجتماعى يشارك فيها المثقفين والفنانين والأدباء للكشف والتنديد بدعوة الإخوان لإنفصال الصعيد ، وتعبئة الروح الوطنية المصرية للتحرك الفعال لإجهاضها .
2- المسار التنموى: ويتمثل فى سرعة البدء فى خطة للتنمية الشاملة ، البشرية والإقتصادية للصعيد على النحو الذى يخرجه من نطاق استغلال وتوجيه التيارات الدينية ، صعيد مصر لم يشهد عبر تاريخه سوى ومضات أمل مع مشروعات كبرى مثل خزان اسوان والسد العالى ومصنع الالومنيوم بنجع حمادى وقلاع السكر الوطنية ، وذلك لأن حصة الصعيد من إجمالى الاستثمارات العامة والخاصة فى الدولة (13%) لاتسمح بذلك ، هذه النسبة المتواضعة ينبغى ان ترتفع فوراً من خلال مصدرين الأول طرح المشروع القومى للنهوض بالصعيد على المستثمرين ومنح تسهيلات ومزايا تكفل نجاحه ، الثانى التفاوض مع المؤسسات والجهات العربية والدولية المانحة على قروض مخصصة لمشروعات تنمية الصعيد ، وعلى الدولة ان تمهد فوراً لإنجاح ذلك من خلال مراجعة مخططات التنمية التى تملأ الأدراج والكتب لكنها تفتقد للفعالية والجدية..وذلك بتيسير إجراءات الحصول على الأراضي بالمناطق الصناعية ، وتطوير النقل النهري بإنشاء موانئ متخصصة لهذا الغرض ، وتطوير المطارات والسكك الحديدية للتوسع فى نقل الركاب والبضائع ، واستكمال المرافق اللازمة لتشجيع الاستثمار ، بالإضافة لوضع منظومة لتدريب العمال وتأهيلهم لإحتياجات سوق العمل في تلك المحافظات الجنوبية.
***
عندما نجتر ذاكرة التاريخ ، ونستدعى المشهد فى مصر عام 3200 قبل الميلاد ، أى منذ قرابة 5000 عام ، نرى الوجه البحرى (القطر الشمالى) مقسماً الى مقاطعات ، على رأس كل منها امير ، كان الأمراء يتنازعون السلطة ، حتى شاعت الفرقة ، وساد الظلم ، ودبت الفوضى ، وعم الفساد ، وتطلع الشعب الى الوجه القبلى”الصعيد” (القطر الجنوبى) الذى كان قد وحده الملك مينا ، وانشأ فيه نهضة وجيشاً قوياً ، بما انعكس على شعبه بالرخاء والأمن ، واستجاب مينا ، وتحمل مسئولية تاريخية فى توحيد القطر الجنوبى الغنى بالذهب والمعادن ، مع القطر الشمالى الزراعى الخصب ، فى دولة مركزية قوية موحدة ، ذات جيش موحد ، وحاكم واحد ، فأدخل مصر عصر بناء الأهرامات والمملكة الحديثة وسلاسل من الإنتصارات التى حمت مصر والعروبة والإسلام.
هل نقبل ان تعود مصر من جديد دولة مقسمة الى قطرين على ايدى الإخوان ؟! انها مسألة حياة امة..مصير شعب..قضية لاتحتمل سوى الحياة بشرف او الموت دون الوطن..فلنخوض جميعاً هذه المعركة ، حتى نهايتها ، ولا نتراجع مهما كان الثمن.