RSS

Monthly Archives: أكتوبر 2014

زيوس وآمون.. وقمة الأوليمب

400px-بلطيم-شاويش_كوي_274_ميل_بحري_بافوس-بالكاسترو_297

أطلق عليها البعض ‘‘قمة الكلاماتا’’ تعبيراً عن عدم التفاؤل بنتائجها، لكنها فى الحقيقة مرشحة لأن تكون ‘‘قمة الأوليمب’’، أعلى جبال الدول الثلاث، تعقد بدعوة من ‘‘زيوس’’، كبير آلهة الإغريق، فى ضيافة ‘‘آمون رع’’.. أكتب عن قمة 8 نوفمبر بالقاهرة بين الرئيس السيسي، ورئيس قبرص ‘‘نيكوس أناستازيادِس’’، ورئيس اليونان ‘‘كارولوس بابولياس’’، للتعاون الإستراتيجى فى مجال الطاقة، وخاصة الغاز الطبيعي.. الترتيب لها، نموذج لحسن اختيار الإجراء، والتوقيت، والشريك.

لعلاقات الدولتين بمصر وجهاً مشرقاً، وآخر براجماتى.. الدولتين سفراء لمصر بالإتحاد الأوروبى، وزير الخارجية القبرصى أول وزير خارجية فى العالم يزور مصر بعد ثورة 30 يونية ‘‘3سبتمبر 2013’’، والرئيس القبرصى أول زعماء الاتحاد الأوروبي يزورها رسميا ‘‘ديسمبر 2013’’، وزير الدفاع اليونانى زارها ابريل 2014.. وفى مراسم تنصيب السيسى يونية 2014 شارك الرئيس القبرصى ووزير خارجية اليونان، الرؤساء ووزراء الخارجية التقوا فى سبتمبر بنيويورك، اما الخبراء فلقاءاتهم لاتنقطع ضمن آلية المشاورات الثلاثية.. عدلى منصور زار اثينا فى يناير 2014، والسيسى وعد بزيارة نيقوسيا هذا العام.

العلاقات الثلاثية ترتكز على محورين رئيسيين.. تحجيم الأطماع التركية بالمنطقة، والتعاون فى مجال الطاقة خاصة مايتعلق باقتسام واستغلال غاز المنطقة الإقتصادية المشتركة، وهو واحد من اعقد الملفات الوطنية، وربما يستحق التفصيل..

عام 1999 منحت مصر شركة «رويال دتش شل» امتياز تنقيب بحري (41,500 كم2) بشمال شرق المتوسط «نيميد»، عام 2004 اعلنت الشركة اكتشاف احتياطيات للغاز الطبيعى فى بئرين قدرت احتياطياتها بتريليون قدم3، واكدت ان تحويلها لحقول منتجة قد يستغرق أربعة أعوام، إطمأنت مصر ورسّمَت حدودها البحرية مع قبرص بالمنطقة الإقتصادية 2003، بدون تحديد لنقطة البداية من الشرق مع إسرائيل، التى لم توقع على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون أعالى البحار.

بداية 2010 اعلنت هيئة المساحة الجيولوجية الامريكية، وهى جهة علمية محايدة، اكتشاف مساحة تقدر بـ83,000 كم2 من النفط والغاز بالحوض الرسوبى شرق المتوسط، واشارت النتائج الاولية الى وجود احتياطى غاز يقدر بـ122 -220 تريليون قدم مكعب -يخص مصر منها قرابة 115 تريليون قدم3– و1,7 -3,7 مليار برميل نفط، بقيمة إجمالية 700 مليار دولار، قابلة للزيادة، بعدها مباشرة فى ديسمبر 2010 وقعت قبرص مع إسرائيل إتفاقية تعاون وتنسيق للتنقيب واستخراج النفط والغاز، واتفاق ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بينهما، الإتفاق الأخير أفسد إتفاق الترسيم بين قبرص ومصر 2003، لأنه تم دون مشاورة مصر كما تقضى الإتفاقية.. وجعل المياه الإسرائيلية حاجزاً بين مصر وقبرص شمال دمياط ‘‘وفقاً للخرائط اليونانية’’.

وفى الوقت الذى أعلنت فيه قبرص اكتشاف حقل ‘‘أفروديت’’ للغاز [داخل منطقة امتياز ‘‘نيميد’’ وفقاً للخرائط القبرصية] باحتياطيات مبدئية 27 تريليون قدم3 بقيمة 120 مليار دولار ‘‘يناير 2011’’، انسحبت شركة شل من منطقة “نيميد”، بحجة إنعدام الجدوى الاقتصادية قياسا لأسعار الشراء المحددة باتفاقيتها مع الحكومة المصرية ‘‘مارس 2011’’!!

 بنيامين نتنياهو زار قبرص فبراير 2012 للتعاون فى التنقيب عن الغاز والتنسيق الأمنى، وفى أغسطس 2012 وقع شيمون بيريز اتفاقاً مع اليونان يمهد للقاء قمة إسرائيلية- قبرصية- يونانية للإتفاق على استراتيجيات تصدير الغاز لأوروبا، قبرص وقعت مذكرة تفاهم مع مجموعة إسرائيلية- أمريكية لبناء مصنع للغاز المسال ‘‘يونيو 2013’’، ووقعت مع اسرائيل اتفاقية لتبادل وحماية المعلومات السرية عن الغاز المكتشف بالمنطقة المشتركة أبريل 2014.

خلال العامين الأخيرين، تدفقت على قبرص استثمارات ضخمة لليهود الروس المتهمين بإدارة شبكات غسيل أموال، وتطور التنسيق الأمنى بدعوى حماية منشآت الطاقة، وضغطت اسرائيل لإجبار أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين على مغادرة قبرص، كما رصدت620 مليون دولار لإنشاء شبكة دفاعية ‘‘الدرع’’ حول منصات الغاز، وتجهيز اربعة سفن حربية مجهزة بنظام مضاد للصواريخ، وطائرات استطلاع، وزوارق دورية.

***

مصر وقبرص وقعتا اتفاقية تقاسم مكامن الطاقة ديسمبر 2013، ويكثفان مشاورات الخبراء لتطوير التعاون فى مجال التنقيب عن الغاز واستكشاف حقول البترول، وتسييل الغاز بالمصانع المصرية بدمياط وإدكو، بعد اسنادهما امتيازات التنقيب لشركة “إيني-كوجاز” الإيطالية، ومع قرب التوصل لإتفاقات هامة ستعلنها ‘‘قمة الأوليمب’’، دفعت تركيا بسفينة الأبحاث “برباروس” للمنطقة الإقتصادية القبرصية تحت حماية الأسطول بحجة إجراء مسح سيزمي بالمنطقة سيستمر حتى نهاية العام!!

اليونان استدعت السفير التركى للإحتجاج، وقبرص اوقفت مفاوضات السلام، وبدأت مناورات بحرية مع إسرائيل بالمنطقة.. حالة من التصعيد الخطير لاتتحملها حساسية الأوضاع بالمنطقة، بما يفرض قدراً من التأمل والتعقل، ومحاولة الفهم، لنزع الفتيل…

*  منذ منتصف السبعينات والمخابرات الأمريكية تعتبر المعلومات المتعلقة بإحتياطيات غاز الدلتا وامتدادها فى الجرف القارى شرق المتوسط من الملفات المحظورة، تجنباً لإنعكاساته على التوازن الإستراتيجى بالمنطقة.. التفوق الإسرائيلى الراهن، والسعى لإنهاء اعتماد اوروبا على الغاز الروسى، أدى لرفع الحظر، لصالح إسرائيل وقبرص، قدر الإمكان.

*  أمريكا تسعى لإنشاء حلف إقليمى للطاقة يجمع اسرائيل وقبرص ومصر وتركيا واليونان، كل فى حدود دوره، ولعل ذلك هو الدافع لزيارة جون بايدن لشطرى قبرص مايو الماضى، وهى أول زيارة رسمية لمسئول أمريكى منذ بداية الأزمة 1974، لإنهاء الصراع، والتمهيد للترتيبات الاقتصادية والأمنية بالمنطقة.

*  روسيا حصلت نوفمبر 2013 على امتياز التنقيب بالمياه السورية، بشكل يمنع تنفيذ خط  أنابيب لتصدير الغاز لأوروبا عبر تركيا، كما ان القبارصة اليونانيين يدركون خطورة وضع مثل هذا الخط تحت رحمة أنقرة، ومن ثم فإن مصر اصبحت من البدائل الرئيسية المطروحة لتصديره بضخ استثمارات جديدة لمضاعفة الطاقة الإنتاجية لتسييل الغاز.

*  عرض البحر الإقليمى لقبرص لايتجاوز خطي طول على الخرائط المعتمدة، اما مصر فيتجاوز عرض بحرها الإقليمي ١١ خط، الفارق بين الإثنين هى مساحات ينبغى ترسيمها مع تركيا.. القياس من نقطة المنتصف يعطى مصر عمقا للمنطقة الإقتصادية يفوق نظيرتها مع قبرص، ويمد المنطقة المصرية لتقطع الإمتداد الواصل بين اليونان وقبرص، على النحو الذى يدخلنا شركاء فى اى مشاريع لمد أنابيب لأوروبا عبر اليونان.

*  ينبغى كذلك ترسيم الحدود مع اسرائيل، دون إغفال حقوق الدولة الفلسطينية.. عرضنا للترسيم يعبر عن حسن النوايا قبل تحريك دعاوى تعويض عما تم استنزافه، امام المحكمة الدولية، والإستناد لبند الامتداد الاقليمى من المادة 31 بقانون التحكيم الدولى، التى تقضى باعادة رسم الحدود بين الدول المتعارضة حال عدم الإتفاق الودى.

*  خلال زيارة عدلى منصور لأثينا ابريل الماضى اقترحت اليونان تجديد إتفاق التعاون العسكري الذى انتهى عام 2007 ولم يجدد، على ان يشمل الأمن البحرى، والدفاع الجوى، والتصنيع الحربى، التعاون الأخير مطلوب، اما الأول والثانى فيحققان تلامساً مشبوهاً بين مصر وحلف الناتو، الذى تنتمى له اليونان، كمايطرح احتمالات استدراجنا لصدام مع تركيا، وهو ماينبغى تجنبه.

*  التوتر الراهن بين أطراف المنطقة الإقتصادية شرق المتوسط يعوق الإستفادة من ثرواتها، ويطرح احتمالات المواجهات المسلحة، الأمر الذى يفرض مبادرة مصر بالدعوة لمؤتمر دولى تحت اشراف الأمم المتحدة، لتسوية مشاكل ترسيم الحدود بين كافة دولها، وفقاً لما جاء باتفاقية أعالى البحار، و قانون التحكيم الدولي.

إكتشافات الغاز بالمنطقة تشكل تحولاً استراتيجياً لأوضاع دولها، إقتصادياً ودولياً، وينبغى ان نحرص على الايستشعر ابناؤنا وأحفادنا أننا قد تقاعسنا وأهدرنا حقوقهم.

gtaha2007@gmail.com

 
تعليق واحد

Posted by في 2014/10/30 بوصة غير مصنف

 

انتصار الحوثيين.. والخيارات المُرَّة

84181273728609086

الحوثيين ‘‘انصار الله’’، جماعة ‘‘مُجَيَّشَة’’ منشقة عن الشيعة الزيدية باليمن، أقرب للإثنى عشرية السائدة بإيران، عددها نصف مليون نسمة، تقطن صعدة والجوف وعمران وحجة، ظهرت 1992 فدعمتها الحكومة، بدأت ايران تُسَلِحُها 2004، شكلت جيش ميليشيات ‘‘30الف مقاتل’’، تدرب بمعسكرات شمال أسمرة ‘‘مرسى بريطي -مرسى حسمت –متر’’ وبجزر دهلك الكبرى ونهلق، بمعرفة خبراء من ايران والعراق وحزب الله.. فى غياب كامل للوجود العربى عن اريتريا، ‘‘العربية’’.

خاضوا ست جولات من المواجهة مع الحكومة، التى ضبطت سفينة إيرانية محملة بأسلحة مضادة للدروع أكتوبر 2009.. وفى نوفمبر اخترقوا الحدود بالسلاح، واحتلوا قرية الخوبة السعودية بجازان، تمكن الجيش السعودى من طردهم أواخر يناير2010، وبالمناسبة، إخوان مصر أصدروا آنذاك بيان شديد اللهجة يدعو السعودية لوقف –عدوانها- على الحوثيين!!.

ركبوا ثورة 2011 ضد على عبدالله صالح، وكثفوا من معدلات التسليح الثقيل، حتى ضبطت السلطات احدى السفن الإيرانية تحمل 48 طن أسلحة ومتفجرات يناير2013، ومع ضعف الحكومة، وتشتت الجيش لمواجهة «القاعدة»، سيطروا على صنعاء 21 سبتمبر 2014، وإطلقوا سراح عناصر الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني المتورطين فى تدريبهم من مقر الأمن القومي، ثم تمددوا للحديدة، إب، زمار، حجه…

ظل الدعم الإيرانى للحوثيين أحد أسباب توتر العلاقات الإيرانية السعودية، لكن بوادر تحسن بدأت منذ منتصف2014.. مايو، وجه سعود الفيصل الدعوة لنظيره الإيرانى لزيارة الرياض.. أغسطس، أعادت ايران تعيين حسين صادقي -سفيرها السابق بالسعودية والمعروف بمواقفه الإيجابية، كبادرة لتبديد مناخ الشك الناتج عن ماأشارت اليه التحقيقات الأمريكية فى محاولة اغتيال السفير السعودي بواشنطن أواخر2011 من احتمال تورط إيران.. وزار حسين امير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الايراني جدة للتنسيق في مواجهة «داعش»، وهى أول زيارة لمسئول إيراني كبير منذ انتخاب الرئيس روحاني.. 6أكتوبر زار السفير الإيراني ببيروت نظيره السعودي بمقر السفارة للتهنئة بالعيد الوطني، مصطحباً وفداً من حزب الله اللبناني، فى مبادرة جديدة للتقارب.

بعض المحللين يرى ان التمدد الحوثى تم بموافقة سعودية كإختيار بين بدائل أحلاها مُر، فالحكومة اليمنية المركزية ضعيفة، والجيش منهك ومشتت فى مطاردة «القاعدة»، و«داعش» شمال السعودية تفرض تركيز الجهود وإعادة ترتيب الأولويات، بعض الشواهد عززت ذلك التصور.. مباركة السعودية لإتفاق السلام بين الحكومة اليمنية والحوثيين 21سبتمبر، ولقاء وزير الخارجية السعودى مع نظيره الإيرانى بنيويورك فى اليوم التالى، وتصريح المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية أن زيارة وزير الخارجية للرياض أدرجت بالفعل على جدول أعماله.. كما أضاف الكاتب الشهير “ديفيد هيرست” فى مقاله بصحيفة “هوفينجتون بوست” الأمريكية الإشارة الى سلسلة إجتماعات جرت بين مسئولين سعوديين وإماراتيين وممثلين عن الحوثيين في بريطانيا والسعودية والإمارات نسقها أحمد علي صالح سفير اليمن بالإمارات ونجل الرئيس اليمني السابق.

والحقيقة ان مخاوف السعودية من الحوثيين قد تفرض التعامل ببعض الحذر مع ذلك التحليل، فقد خاضت السعودية معارك جدية لتحرير الخوبة 2009، خسرت فيها 500 شهيد وجريح، وهى ترصد محاولات الحوثيين التواصل مع شيعة الجنوب وتسليحهم، كما تتفهم ابعاد الطموح الإيرانى فى التواجد قرب باب المندب، وادرجت الحوثيين على قوائم التنظيمات الإرهابية مارس الماضى، وهى بصدد الإنتهاء من اقامة جدار حدودي خرسانى مكهرب مع اليمن يمتد من البحر الأحمر غربا وحتى حدود سلطنة عُمان شرقا، بطول 2000 كيلومتر وارتفاع ثلاثة أمتار مزود بأنظمة رصد إلكتروني لمنع التسلل ووقف أنشطة الحوثيين والقاعدة.

تطورات الأيام التالية أكدت مبرر التخوفات السعودية.. الرئيس الإيراني حسن روحاني اعتبر أحداث اليمن جزءاً من “النصر المؤزر والباهر» الذي تدعمه إيران.. عبد الكريم الخيواني القيادي بجماعة الحوثيين أكد انهم سيتوجهون لمحافظات اليمن الأخرى، وسينتقلوا قريبا نحو الأراضي السعودية.. علي رضا زكاني عضو البرلمان الإيراني صرح بأن الثورة اليمنية لن تتوقف، بل ستمتد لداخل الأراضي السعودية.. مجتبى ذو النور نائب ممثل المرشد الايراني الاعلى في الحرس الثوري الايراني أشار إلى ان انتصار «الثورة الإسلامية» في سوريا والعراق وغزة ولبنان واليمن سيفتح بوابة السعودية.

سعود الفيصل وزير الخارجية السعودى رد يوم 14 أكتوبر بالإشارة الى ان ‘‘إيران فى كثير من نزاعات المنطقة جزء من المشكلة وليست جزء من الحل، ففي سوريا مثلا القوات الإيرانية قوات إحتلال تحارب السوريين لأن النظام فقد شرعيته، والأمر ذاته يسري على اليمن والعراق’’، نائب وزير الخارجية الإيرانى بدوره دعا السعودية لإنهاء وجودها العسكرى بالبحرين.. فى عودة صريحة للتراشق بالكلمات، لكن المباحثات بينهما مستمرة لم تنقطع.

***

فى مقالى ‘‘التمدد الإيرانى الشيعى.. وأمننا القومى’’ بتاريخ 28 سبتمبر 2014 أشرت للإعتبارات التى ينبغى مراعاتها فى التعامل مع ايران، وأهمها استبعاد الصدام المباشر، تجنباً لمزيد من الفوضى والإرتباك.. وأضيف:

*  انتصار الحوثيين، وتشتت الجيش، وإنتفاضة الحراك الجنوبى مطالباً بالإستقلال، شجع «القاعدة» على التمدد بالمناطق الشرقية والجنوبية، وهنا ينبغى مراعاة ان الحوثيين والجنوبيين والحضارمة مهما اختلفوا فيمابينهم، او اختلفنا بشأنهم، فهم جزء من المكون الوطنى لليمن، واتفاقهم أمر مفروض لمواجهة إرهاب مرتزقة «القاعدة».

*  الدول المهددة بالتقسيم ينبغى ان تستعين بالصيغة الكونفدرالية للإبقاء على وحدتها.. حتى ولو كانت منقوصة.. مراعاة العدل فى توزيع الثروات على أقاليمها يجنبها الصراع، الجامعة العربية ان لم تتحرك بجهد علمى ومحايد للمساعدة فى ذلك فمامبرر استمرارها؟!

*  ان مطالبة جماهير صنعاء بانسحاب المسلحين وعودة الأمن، ومنع جماهير تعز ‘‘ربع سكان اليمن’’ الحوثيين من دخولها، يعيد الشعب للصدارة داعماً للدولة فى مواجهة الميليشيات، وهو الذى سيحسم الأمر فى النهاية، مهما طالت المحنة.

*  ماتعانيه منطقتنا حالياً ثمرة بذور ‘‘الفوضى الخلاقة’’ التى زرعتها أمريكا منذ2006، وهى بقدر ماتعكسه من أطماع إستعمارية، فهى رد فعل لتصرفات وتهديدات رعناء وجهها بعض حكام العرب لأمريكا والغرب، وقد دفعوا، ودفعنا، ضريبة حمقهم.

*  مما يبشر بالأمل ان الغرب بدا يدرك ان الفوضى تجاوزت المُقَدَر، وإشتعال المنطقة يطال مصالحهم، بعض المؤسسات الغربية تبحث عن اسباب المشاكل والتوترات والعنف بالمنطقة لعلاجها، مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي فى تقريره المنشور 29 سبتمبر أكد انها نتاج للتنافس السعودى الإيرانى على الزعامة الإسلامية، واستثمار الانقسام الطائفي.. تشخيص للداء، يحدد الدواء الذى ينبغى ان نتعاطاه جميعاً، عرب وفرس، سنة وشيعة.. ولعلها فرصة لإختبار جدية ماأكده الرئيس روحانى من ‘‘حرص على إنهاء الصراعات بالمنطقة خلال ولايته’’.

*  التقدير الرصين لتوازنات القوى بالمنطقة يعطينا الثقة، ويجنبنا مخاوف غير مبررة، ايران لاتستطيع إغلاق مضيق هرمز الذى تقع عليه، فكيف نتصورها قادرة على إغلاق باب المندب الذى تسعى ان تطاله بالوكالة؟!

*  ينبغى إعادة تنشيط لجنة التقريب بين المذاهب التابعة للأزهر الشريف.. ماحققته من إنجازات أجهضه تعصب الإخوان، وانحياذ السلفيين، وبوهيمية التكفيريين، بعودة الحوار يتراجع البعد المذهبى والطائفى فى رسم السياسات، ونبدأ البحث عن المصالح المتبادلة، ليكسب الجميع.

*  مع كل مافى الموقف من تعقيد، فإن أصعب مافيه نقطة البداية.. لتبادر مصر والسعودية بالدعوة لإجتماعات تنسيقية مع ايران تمهد للقاء قمة يضع أسس نزع فتيل المواجهة بالمنطقة، ويعيد ترتيب الأوضاع من داخلها، ولصالح شعوبها.

وأخيراً.. مانعيشه ربما كان كابوس ثقيل، او واقع مرير.. لكنها مجرد حقبة زمنية.. ليست كل التاريخ.. ولاالمستقبل.

gtaha2007@gmail.com

 
2 تعليقان

Posted by في 2014/10/21 بوصة غير مصنف

 

مصر واردوغان.. وحُلم الخلافة العثمانية

8201422161930

حزب العدالة والتنمية ‘‘إخوان تركيا’’ وصل للحكم 2002، تولى رجب طيب اردوغان رئاسة الوزراء مارس 2003، متأثراً بنظرية أحمد داود اوغلو فى كتابه ‘‘العمق الاستراتيجي’’ [أن العمق الاستراتيجي الحقيقي لتركيا ليس في التوجه غربا نحو أوروبا، ولكن في إعادة العلاقات الاستراتيجية مع ممتلكات الإمبراطورية العثمانية السابقة.. فى البلقان، آسيا الوسطى والقوقاز، والشرق الأوسط…]، عينه مستشاراً دبلوماسياً 2003، قبل تكليفه بحقيبة الخارجية 2009، ليتولى تنفيذها.

عند تطبيق النظرية بالبلقان، لاقت محاولات الإقتراب التركى بعض التجاوب فى البوسنة والهرسك والبانيا وكوسوفا، مقابل نفور صربيا وكرواتيا الذين اتهموا تركيا بالإنحياذ للأغلبيات الإسلامية، وممارسة الإضطهاد والتمييز العرقى خلال الحكم العثمانى، بل وارتكاب المذابح، ابراز إعلام الدول الأوروبية -المنافسة لتركيا على البلقان- لذلك التاريخ الأسود أفسد المحاولات التركية.

الفشل ذاته، لحق بالسياسة التركية فى آسيا الوسطى والقوقاز، تركيا نظمت تسع قمم للدول الناطقة بالتركية ‘‘كازاخستان، قرقيزيا، أوزبكستان، تركمانستان، أذربيجان’’، الأولى 1992، والأخيرة سبتمبر2010، وأنشأت مجلس تعاون وجمعية برلمانية، أوزبكستان وتركمانستان غابتا عن القمة الأخيرة، ولم تنضما لعضوية المؤسستين الإتحاديتين، أما جمهورية طاجيكستان الأقرب لإيران، فلم تنخرط فى انشطتها.

فى الشرق الأوسط إعتمدت تركيا على الإخوان المسلمين، وتوسطت منذ 2009 بينهم وبين الولايات المتحدة والغرب لتمكينهم من الحكم، حصلت منهم على تعهدات بالتعايش مع إسرائيل، وتبادل أراض، والتنازل عن أقاليم، وتفتيت دول، لتمرير ‘‘الشرق الأوسط الجديد’’، إندلاع ثورات “الربيع العربي” كان نجاحاً لتركيا وتعضيداً لوجودها، لذلك دعمت إسقاط النظم القائمة في تونس ومصر وليبيا وسوريا، نجاح ثورة 30 يونية أجهض المخطط التركى، وأرعب ‘‘العدالة والتنمية’’ الى حد المسارعة بتعديل المادة 35 من قانون الخدمة الداخلية للجيش التركى، التى خولته حق التدخل للحفاظ على مبادئ الجمهورية 1960 و1971 و1980 و1997، كما حول نظام الحكم من جمهورى برلمانى الى رئاسى، ينتخب فيه الرئيس مباشرة من الشعب، ويتمتع بصلاحيات ‘‘الخليفة العثمانى’’، ‏‏اردوغان بعد انتخابه في 10 أغسطس الماضي، صلّى بمسجد السلطان أيوب، أسوة بطقوس السلاطين العثمانيين عند تنصيبهم، ووصف فوزه بأنه ‘‘من اجل العالم الاسلامي باكمله، من ساراييفو لإسلام اباد’’!!.

:كراهية أردوغان الصريحة للرئيس السيسى، وسعيه لإسقاط نظام الحكم المصرى، لاتدهش أحد، فقد بددت ثورة 30 يونية حلم ‘‘تركيا العثمانية’’ على كافة المستويات

*  الإقتصاد التركى الذى وصل للمرتبة الـ16 كأكبر اقتصاديات العالم، بدأت ديناميكيته تضعف، تراجعت ثقة المستهلك، وانخفضت قيمة الليرة، الديون الخارجية على الخزانة كانت قبل أردوغان ‘‘230’’ مليار دولار، ارتفعت الى ‘‘480’’ مليار، ينبغى دفع ‘‘280’’ مليار منها قبل نهاية 2014، لايتوافر منها سوى ‘‘153’’ مليار، وعجز تجاري ‘‘55’’ مليار، نتيجة فقد الاقتصاد التركي أهم أسواقه في الشرق الأوسط، تراجعت الصادرات التركية لدول المنطقة يونية الماضي بنسبة ‘‘11%’’، وفى يولية بـ‘‘26%’’.

*  تحول تركيا الى مركز لأنشطة تهريب البشر والمخدرات و”الإرهابيين” لأوروبا ودول الشرق الأوسط أقلق حلفائها، وكالة المخابرات الخارجية الألمانية ‘‘BND’’ تتجسس عليها منذ 2009، رغم انها شريكتها التجارية الكبرى في الاتحاد الأوروبي، وتؤوي ثلاثة ملايين تركي.. وكالة الأمن الوطني الأمريكية ‘‘NSA’’ تتنصت على المسؤولين والمؤسسات والممثليات التركية بالخارج منذ 2006.. الإرهابى الذي هاجم المتحف اليهودي في بروكسل 24 مايو الماضي مر عبر تركيا ذهاباً وعودة.. تركيا لم تصعد تلك الأزمات، فبينها وبين هذه الأجهزة تعاون مشترك، للتجسس على دول المنطقة، والجاليات التركية بالخارج، ومصلحة كل الأطراف احتوائها.

*  التطورات الإقليمية والدولية لم تكن مواتية لتركيا.. سقوط إخوان مصر، الاتفاق الروسي الأمريكي على تسوية الأزمة السورية سياسياً عبر جنيف2، تفكيك ترسانة الأسلحة الكيميائية واستبعاد الخيار العسكرى، التقارب الأمريكي الإيراني واحتمالات التوصل لإتفاق تاريخي بشأن الملف النووي.. اردوغان بات عبئاً على واشنطن، وفى حالة التوصل لإتفاق مع طهران فقد تعود ايران ركيزة للسياسة الأمريكية بالمنطقة.

*  الكشف عن تعاون المخابرات التركية والقطرية وعناصر إخوانية لتجنيد إرهابيين من مختلف الجنسيات، يتلقون تدريباً أساسياً بالمعسكرات التركية، ليستكملوه فى معسكرات بالسودان وليبيا، ويتم دفعهم لمناطق الصراع بسيناء وسوريا والعراق وليبيا.. مصر طردت السفير التركى فى نوفمبر 2013، والجيش الوطنى الليبى طرد الدبلوماسيين والرعايا الأتراك من المنطقة الشرقية يونية الماضى، العلاقات مع سوريا مقطوعة، والمنافذ الحدودية مع العراق اغلقت تماما.

*  رغم حرص تركيا على تجنب الصدام مع إيران لضخامة المصالح والقضايا المشتركة، واقتراب حجم التبادل التجاري لـ18 مليار دولار، الا ان الأزمة السورية تحولت لحرب باردة بينهما، أوغلو تحدث عن انتهاء عهد “الإحياء الشيعي”، وبدء عهد “الإحياء السني”، طهران ردت ‘‘لو خُيّرنا بين تركيا وسوريا فسنختار سوريا.. وإسقاط نظامها خط أحمر’’، طهران ترى أن ما يجري في سوريا مؤامرة تمهد لنقل المعركة لقلب طهران، وأنقرة ترى ضرورة الإطاحة بالنظام السورى لإنجاح المشروع الإقليمي التركي.

“جمعية معارضي الانقلابات العسكرية” التي تضم ضباطاً سابقين بالجيش التركي، اعتبرت أن “هزيمة مشروع الإخوان المسلمين في مصر هو هزيمة لإخوان ‘‘العدالة والتنمية’’ في تركيا وللنموذج التركي ولزعامة أردوغان للمنطقة، المخابرات التركية ‘‘MIT’’ يترأسها منذ مايو 2010 خاقان فيدان، القريب من أردوغان، ومن المؤسسين لنظرية التمدد التركى فى نطاق الإمبراطورية العثمانية، وهو يقدر أهمية مصر ودورها فى عرقلة التطلعات التركية، قديماً وحديثاً، كما يقدر استحالة عودة الإخوان للحكم، لكنه يسعى لتوظيفهم لإثارة الفوضى والإنفلات الأمنى، وتفتيت الوطن، على النحو الذى يحيّد دور مصر بالمنطقة، ويفتح المجال لتنفيذ تطلعات ‘‘العثمانية الجديدة’’، لذلك ينبغى علينا مراجعة حسابات التوازن والأولويات بين متطلبات أمننا القومى، ومدى التزامنا باحترام 20 اتفاقية للتعاون الإقتصادى والتجارى والإستثمارى مع تركيا، خاصة وان بعضها لايحقق مصلحتنا بقدر مصلحتهم، كذلك حتمية السيطرة على تهريب الأسلحة عبر الشاحنات والكونتينرات الواردة من تركيا، او العابرة ترانزيت، لحرمان المخابرات التركية من أهم أدوات نجاحها.

تهريب الأسلحة الخفيفة والطبنجات بدأ بكثافة بعد سقوط مرسى، ميناء بورسعيد ضبط 20350 قطعة منتصف يولية 2013، ميناء الإسكندرية ضبط 20,000 أواخر أغسطس، الأسلحة المتوسطة والثقيلة يتم تهريبها عبر جزر ميدى وحنيش امام السواحل اليمنية، ومنها لسيناء عبر سفن الصيد او من خلال الحدود السودانية، اليمن قدمت شكاوى موثقة لما ضبطته من شحنات اسلحة، والسلطات التركية اعترفت بصحتها، اتفاقية ‘‘الرورو’’ التى وقعها الإخوان مع تركيا تسمح بدخول 164 سيارة نقل ثقيل ‘‘تريللا’’ بسائقين أتراك، على متن كل سفينة نقل تركية عملاقة، أجهزة كشف الأشعة معطلة معظم الأوقات!! والتفتيش اليدوى لايتجاوز سيارة واحدة لكل 10 سيارات!!

العثمانيون الأِوَل استعانوا بالقائد الألمانى الشهير ‘‘مولتكا’’ و1000 من القادة الميدانيين الألمان فى تصديهم للجيش المصرى فى الشام، لكنهم تلقوا هزيمة منكرة، فى معركة ‘‘نصيبين’’ 1839، لم تخرجهم فقط من الشام، وانما كانت بداية لأفول امبراطوريتهم.. والآن يتزامن البعث المصرى الجديد، بتحالفه الإستراتيجى مع دول الخليج، مع تصاعد المعارضة الداخلية الكردية والمدنية والعلمانية ضد أردوغان.. مايؤكد ان سقوط ‘‘العثمانيين الجدد’’ قد بات وشيكاً.

gtaha2007@gmail.com

 
تعليق واحد

Posted by في 2014/10/14 بوصة غير مصنف

 

المعضلة الكردية.. وهمومنا القومية

barzani-naser-miran

استغل مسعود برزانى رئيس ‘‘إقليم كردستان العراق’’ انسحاب الجيش امام «داعش» للدعوة لاستفتاء على الاستقلال.. الشعب الكردى.. قرابة 30مليون نسمة، أصولهم آرية، ينحدرون من القوقاز، ينتمون للقومية الكردية، الفتح الإسلامي أدمجهم فى محيطهم العربى، وتوافدوا على مصر كرجال حكم وإدارة وعسكريين وتجار، الأزهر الشريف أنشأ رواق خاص بالطلبة الأكراد، خرَّج مئات العلماء.. كردستان عُرِفَت بـ‘‘القلاع الأمامية’’ للمسلمين، لعبت دوراً فى السياسة والحكم بالمنطقة، صلاح الدين الأيوبى أشهر قادتهم، كان وزيراً لآخر الخلفاء الفاطميين الشيعة 1169، قضى عليهم، وأسس الدولة الأيوبية السنية 1171، وحَّد مصر والشام، مد سلطانه لشمال النهرين، قاد الجهاد ضد الصليبيين وحرر بيت المقدس 1187.. محمد على الكبير مؤسس مصر الحديثة، شاع انتماؤه لقونيا بمالطة، لكن حفيده الأمير محمد علي أكد إن أصله كردى من ديار بكر، الدعم اللوجيستى الذى قدمته إمارة سوران الكردية ساهم فى انتصار الجيش المصري على العثمانيين بسوريا 1832.

          من القاهرة صدرت الصحافة الكردية، وانطلقت اول إذاعاتهم 1957، وانطلق البرزاني فى طريقه لبغداد قادماً من منفاه بموسكو بعد ثورة 14يولية 1958، عبد الناصر جاهر بتأييد مطلب الاكراد بالحكم الذاتي، وعارض الحرب ضدهم، وأيد مشروع الدكتور عبد الرحمن البزاز، الذى قبله البرزانى، لحل المشكلة الكردية سلميا يونيو 1966، قبل ان يطيح به انقلاب عبد الرحمن عارف.

          مصر اول دولة عربية تفتتح قنصلية بأربيل2010، ولديها اتفاقيات تعاون مع وزارة الثقافة بكردستان، ووزارة البلديات والسياحة، ومع الجامعات المصرية التى تستقبل طلبة ماجستير ودكتوراه أكراد يصل عددهم لـ3000، التبادل التجاري قبل افتتاح القنصلية لم يتجاوز 30,000 دولار، ارتفع لـ100 مليون 2013.

***

إسرائيل اهتمت بكردستان العراق، منذ ستينيات القرن العشرين، 1965 أوفد الموساد ديفيد كِمحى، واوفدت المخابرات العسكرية ‘‘أمان’’ مأمورية أخرى، للإستطلاع والدراسة، وبدأت فى تقديم دعم أمنى وأسلحة مطلع السبعينات، أرسلت المدربين، واستقبلت المتدربين، وقدمت مساعدات عينية وطبية.. بتوقيع معاهدة الجزائر 1975 بين العراق وإيران، وقيام الثورة الإيرانية 1979، توقف الدعم الإيرانى، وانحسر الوجود الإسرائيلى، الى ان فرض التحالف الدولى لتحرير الكويت حظراً للطيران فوق كردستان1991، الغزو الأمريكى للعراق 2003 كان غطاءً لعودة إسرائيل، ودعم وجودها المخابراتى والعسكرى والإقتصادى بالإقليم.

          إنشاء دولة كردية مستقلة يقسم العراق ويعزله، وهو هدف يكفل أمن إسرائيل، ويمكنها من الهيمنة على نفط كردستان، اسرائيل اتفقت مع الأكراد على إعادة تشغيل خط نفط كركوك عبر الأردن، او مد خط جديد للنفط وآخر للمياه العذبة عبر تركيا، ‘‘نتنياهو’’ أعلن دعمه لإستقلال كردستان العراق، و‘‘ليبرمان’’ اكد لـ‘‘كيري” إن الدولة الكردية لامفر منها.

***

الأكراد يشكلون 20% من سكان تركيا، لكن الدستور لايقر التعدد القومى، الخطاب السياسى منذ ‘‘أتاتورك’’ يصفهم بـ‘‘أتراك الجبال’’، محاولات الإدماج القسرية وسياسات الـ‘‘تتريك’’ أدت لصراع 30 عاماً أوقع 45,000 قتيل، وخسائر 500 مليار دولار.. بعد مفاوضات بسجن إيمرالى بين حقى فيدان مدير المخابرات وعبدالله أوجلان أعلن الأخير21 مارس2013 ‘‘إنتهاء زمن الكفاح المسلح’’، وتقدم أول مرشح رئاسى كردى 2014 ‘‘صلاح الدين دمرتاش’’ المقرب من أوجلان، مناخ التهدئة إنعكس على الموقف من أكراد العراق، “فايننشال تايمز” البريطانية لخصته ‘‘تركيا لم تعد تمانع بولادة دولة كردية مستقلة’’.

البرزانى زار تركيا 14يوليه، لبحث مشروع الإستقلال، وضمانات التعاون، الشركات الإجنبية بالإقليم 2724، منها 1300 تركية، و30 الف تركى، يحتكرون أعمال المقاولات والعمران ومشاريع البنية التحتية، ويوردون 90% من الإحتياجات الغذائية، التبادل التجاري مع أنقرة 12 مليار دولار، اهتمام تركيا بنفط الإقليم يرجع لتضاعف احتياجاتها من الطاقة بحلول 2023، تصدير نفط كردستان لميناء جيهان بدأ مطلع 2014 بمعدل 300 ألف برميل/يوم، شركة الطاقة التركية متحالفة مع إكسون موبيل الأمريكية وقعت عقداً للعمل في 13 منطقة تنقيب، تشمل العقود بناء خطى أنابيب للنفط والغاز لزيادة الصادرات لمليون برميل/يوم، بخلاف خط سكك حديد أنقرة/أربيل لربط شبكة أربيل السليمانية بمدينة دهوك ثم لتركيا.

***

الإنفصال الكردى يشكل تهديداً للأمن القومى الإيرانى، لأنه يقترب بالتواجد الإسرائيلى من حدودها، ويعزز طموحات أكرادها فى الإستقلال، عمر الخانزاده زعيم حزب كومالا دعا لتعاون الأحزاب الكردية لإسترداد حقوقهم التاريخية، بالنضال السلمى، دون استبعاد اللجوء للسلاح، ايران تحركت على عدة محاور لمواجهة الدعوة لإستقلال كردستان العراق:

  • تلبية الإحتياجات العسكرية للبرزانى لمواجهة «داعش».
  • دعم القوى السياسية الكردية التى لم تشارك فى الدعوة للإنفصال خاصة ‘‘حزب الاتحاد الوطني الكردستاني’’ الذى اهتم بالتنافس على المناصب المتاحة للأكراد في مؤسسات الدولة بمقتضى الدستور.
  • تهديد أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية بلجوء إيران لكافة الوسائل لمنع تفكك العراق، وإجهاض الإنفصال.
  • اتهام وكالة “تابناك” الإيرانية “كردستان العراق” بتدريب مقاتلى جماعة “تحرير كردستان” المتعاونة مع حزب “العمال الكردستاني” بشمال غرب كركوك، لشن هجمات ضد إيران.
  • إغلاق ثلاثة منافذ حدودية ‘‘برويزخان، باشماخ، حاج عمران’’ تستخدم لدخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية كوسيلة للضغط.
  • إبلاغ رضا مقدمي نائب رئيس مجلس الامن القومي مطالب طهران للبرزانى [طرد الجماعات اﻻرهابيه والسلفية والبعثية- وقف إباده الشيعه- اغلاق مكاتب الموساد ووقف تصدير النفط لإسرائيل- ايقاف اﻻنفصال وإعادة كركوك لبغداد- وقف التآمر ضد ايران وسوريا وبغداد…].

***

المعضلة الكردية تتعلق بإقليم يمتد داخل دول تشكل تهديداً لمصر، تركيا بعدائها الصريح، ايران بتمددها الشيعى، سوريا والعراق كمراكز لجماعات تتواصل مع التكفيريين بمصر، الأكراد يكنون مشاعر الود لمصر، والإحترام للأزهر الشريف، لكن مصر لم تستثمر ذلك على اى نحو، ولا بتأسيس جمعية صداقة!!.. قصور مماثل لأخطائِنا فى جنوب السودان واثيوبيا وغيرها، ممايفرض سرعة تصحيح آليات التخطيط لسياستنا الخارجية، بحيث لايقتصر على وزارة او جهة سيادية واحدة، وانما يكون نتاج عمل مجلس الأمن القومى، وتداول جماعى مع الخارجية والأجهزة السيادية، ومراكز البحوث والدراسات الإستراتيجية.

الجامعة العربية ليست إطاراً مناسباً لمعالجة المعضلات، رفضت انفصال جنوب السودان، وتركته ساحة للنفوذ الإسرائيلى، إعترضت على عملية التغير السياسى عقب سقوط صدام، وتركت العراق للنفوذ الإيرانى، التشدد تجاه الطموح القومى الكردى يقطع تواصلهم مع ظهيرهم العربى، ويعزز نفوذ إسرائيل وتركيا.

لايمكن مواجهة المعضلة الكردية دون تعاون ايران والسعودية ومصر، إعراب وزير الخارجية الإيرانى عن استعداده لتبادل الزيارات مع نظيره السعودى، متغير ايجابى يهىء المناخ لجهد ثلاثى، يدعم توجه انصار الدولة الموحدة من الأكراد [فؤاد معصوم رئيس الجمهورية الحالى، جلال طالبانى الرئيس السابق وزعيم الإتحاد الكردستانى] لطرح محاور محددة للتسوية:

  • التحذير من إثارة الإنفصال لطموحات أقليات أخرى [المسيحيين، الكلدان، الأثورييين، السريان، التركمان..].
  • الإقرار بحق الأكراد فى إقليم فيدرالى يتمتع بكافة الصلاحيات المحددة بالدستور.
  • تشكيل لجنة تحقيق تنبثق من البرلمان العراقى لإنهاء الخلافات المعلقة ووضع آليات تنفيذ حقوق والتزامات الحكومة الإتحادية وحكومة الإقليم وفقاً للدستور ‘‘الأولى تدعى خسائر 34 مليار دولار لعدم تسليم الثانية للنفط المنتج منذ 2010، والثانية تشكو من عدم صرف الأولى رواتب العاملين’’.
  • حسم موقف المناطق المتنازع عليها بمحافظات كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين بموجب م140 من الدستور ‘‘تطبيع الوضع، إحصاء سكاني، إستفتاء شعبى’’.

وأخيراً.. تنظيم حملة إعلامية ضخمة لتعبئة الشعب الكردى للتمسك بالـ‘‘ظهير العربى’’، كما يتمسك به العرب كـ‘‘قلعة أمامية’’.

gtaha2007@gmail.com

 
تعليق واحد

Posted by في 2014/10/08 بوصة غير مصنف

 

«داعش».. من النشأة، الى الدولة المزعومة!!

 مجلة النصر أكتوبر 2014

داعش والبغدادى

المعلومات المتعلقة بنشأة «داعش»، وتطورها، ودور ابوبكر البغدادى، تتضمن أخطاء وأكاذيبَ، مصادرها متعددة، ودوافعها مختلفة، جهلاً وعمداً، ترويجها لايقتصر على مصادر أنباء عالمية، انما يمتد لمراكز دراسات وابحاث دولية تعتبر مرجعاً لمؤسسات اتخاذ القرار.. النواة الحقيقية، الأولى والمدقِقَة لـ«داعش» كانت حركة ‘‘التوحيد والجهاد’’، أسسها الاردني ابومصعب الزرقاوي بالعراق2004، واستهدفت الشيعة لتعاونهم مع الإحتلال الأمريكى، عارضتها تنظيمات جهادية أخرى، ونشبت اشتباكات بينهم، نجح الزرقاوى فى إحتوائها، بتأسيس ‘‘مجلس شورى المجاهدين’’ تحت إمارته2005، القوات الأمريكية تمكنت من قتله2006، خلفه المصري أبوحمزة المهاجر الذى أعلن انشاء ‘‘الدولة الإسلامية في العراق’’ بإمرة أبوعُمَر البغدادي، لجمع شتات الفصائل السنية، لكن الضعف أصابها نتيجة للضربات الأمريكية، وتأسيس ‘‘مجالس الصحوة’’ التي ضمت مقاتلى العشائر السنية الرافضين لعنف التنظيم، انتهت هذه المرحلة بقتل القوات الأمريكية أبوعُمَر والمهاجر أبريل2010، ليتولى ابو بكر البغدادى القيادة.

إسمه الحقيقى إبراهيم البدري ‘‘أبودعاء’’ مواليد سامراء1971، تخرج من الجامعة الإسلامية ببغداد1994، درس الماجستير والدكتوراه وعين استاذاً للشريعة بنفس الجامعة2001، تزوج فى نفس العام، وانجب نجله 2002، أقام منذ1994 بغرفة ملحقة بمسجد بحى الطوبجى ببغداد، تردد عليه التلامذه والمريدين.. بعد الغزو الأميركي للعراق يونيه 2003شكل منهم بعض الخلايا الجهادية الصغيرة ضمن “جيش اهل السنة والجماعة”، ونفذ بعض العمليات ببغداد وسامراء وديالى، قبل التحاقه بجماعة الزرقاوي، وتولى مسئولية تهريب المقاتلين للعراق عبر الحدود، اعتقلته القوات الأمريكية فبراير2004، خلال الأيام الأولى للتمرد السني، ديفيد هارفى مستشار المخابرات للجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات متعددة الجنسيات أكد انه تم الإفراج عنه ديسمبر2004، دون قيد اوشرط، لعدم اكتشاف انتمائه للزرقاوى.

إذن.. الحديث عن سفره لأفغانستان، ولقائه هناك بالزرقاوى، واختلافه مع الظواهرى، اصطناع للبطولة، الزرقاوى تواجد بأفغانستان 1989-1992، وقت ان كان البغدادى بالتعليم الثانوى وبداية الجامعى، وموافقة الجهات الأمنية على تعيينه بالجامعة، تؤكد تفوقه وانتظامه وعدم سفره.

بمجرد توليه رئاسة التنظيم أجرى البغدادي تعديلات هامة؛ قصر المناصب القيادية على العراقيين، وتوسع فى الإستعانة بقدامى الضباط البعثيين لخبراتهم العسكرية والأمنية، حتى سيطروا على التنظيم، الذى شكل تحالفاً بين القوى السنية [خلايا ‘‘حزب البعث’’/ ضباط ‘‘جيش صدام’’/ أبناء العشائر/ «داعش»].

العلاقة مع الولايات المتحدة

الترويج بأن البغدادى ظل محبوساً بسجن ‘‘بوكا’’ حتى2009، يستهدف التغطية على فترة التحاقه بمعسكرات التدريب الأمريكية بالأردن؛ التى افتتحت منذ2006 فى إطار سياسة الفوضى الخلاقة، التى نفذها سفراء أمريكا ببغداد ودمشق ‘‘نيجروبونتى مؤسس عصابات الكونترا بنيكاراجوا فى الثمانينات وروبرت فورد مساعده وخليفته ببغداد قبل إنتقاله لدمشق’’، وخرجت 2000من القيادات التى تقود النشاط الإرهابى حالياً بالمنطقة، تحت إشراف مايكل فيجرز وكيل وزارة الدفاع الامريكية للاستخبارات، الذى تولى تأسيس كافة المنظمات الإرهابية ابتداء من ‘‘القاعدة’’، منذ ان كان مسئولاً عن العمليات الخاصة بأفغانستان، تسريبات ‘‘ذي إنترسيبت’’ كشفت ان البغدادى تدرب لمدة عام بمعرفة خبراء الموساد، وموقع Veterans Today الأمريكى للمحاربين القدماء المح الى أن إسمه الحركى بالمعسكر ‘‘إليوت شيمون’’.

صورة أمير «داعش» خلال لقائه مع السيناتور جون ماكين، التى تداولتها مواقع التواصل الإجتماعى، تؤكد ان التعاون مع أمريكا لم يقتصر على التدريب والدعم، وانما يمتد للجانب السياسى.. قبل أيام من إقتحام «داعش» لمحافظة الأنبار نهاية2013، عقد مجلس النواب الأمريكى جلسة لبحث تصاعد أنشطة التنظيمات الإرهابية بالعراق، قدم خلالها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى دراسة توضح سبل وكيفية العودة الأمريكية للعراق بحجة مكافحة الإرهاب، واقترح البدء بدعم جهود مكافحة الإرهاب، المساعدات الأمنية، إعادة تأسيس جهاز مكافحة الإرهاب، الإصلاح القضائى.

 ‘‘إدوارد سنودن’’ المستشار السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكية أكد ان «داعش» تأسست ضمن عملية ‘‘عش الدبابير’’، بالتعاون مع المخابرات البريطانية ‘‘MI6‘‘ و‘‘الموساد’’، لضمان أمن إسرائيل من خلال إنشاء تنظيم دينى متطرف قادر على استقطاب متطرفى العالم، لتخليص الدول الغربية منهم، وتفجير مواجهة حادة وطويله بينه وبين دول المنطقة.. إضافة لمواجهة المحور الايراني السوري وذراعة  العسكري ‘‘حزب الله’’.

مصادر التمويل

تركيا قدمت اول تمويل خارجى لـ«داعش»، الكاتب التركى رأفت بالى فى ‘‘صحيفة إدينلك ديلي’’ كشف عن استضافة تركيا للبغدادي2008، وحصوله على150 ألف دولار كتبرع من أحد رجال الأعمال، السلطات العراقية اعتقلت مؤخراً أحد الوسطاء ‘‘محمد محمود عمر الدليمي’’ المنتمى للقاعدة، ويرتبط بصلة قرابه للبغدادي، اعترف بتلقى التمويل الخارجى، وحصيلة مافرضته داعش منذ 2013 من ضرائب وأتاوات على المحلات والأنشطة التجارية وكبار رجال الاعمال وشركات المحمول والتبرعات والسرقة لتوزيعه على ولايات التنظيم في عموم العراق ‘‘قرابة 4 مليون دولار شهرياً’’، بخلاف الجزية على المسيحيين الذين رفضوا مغادرة الموصل، وعمليات خطف الرهائن الأجانب للحصول على فديه بلغ مجموعها نحو 65مليون دولار2013، ورسوم مرور سيارات النقل على الطرق والتى تبلغ عائداتها 8 مليون دولار شهريا.

«داعش» تبيع النفط المستخرج من حقول ‘‘الرقة ودير الزور والحسكة’’ التى تمثل 60% من حقول النفط السورية، إضافة لإنتاج ثلاثة حقول بالموصل “عين زالة” و”النجمة” و”الجيارة”، واثنين بصلاح الدين “عجيل” و”حمرين”، وعائد النفط والمحروقات التي تم تهريبها عبر الحدود لتركيا وإيران بعد الإستيلاء على المستودعات الحكومية بمنطقة “حمام العليل” جنوب الموصل، عائدات بيع النفط وتهريبه يصل لـ2 مليون دولار/يوم.

 باحتلال «داعش» للموصل سيطرت على مناجم الذهب، نهبت بنكها المركزي ومؤسساتها المالية، واستولت على سبائك بـ430 مليون دولار، احتلت خُمس المساحات المزروعة بالقمح، وإستولت على الصوامع الحكومية بسهل نينوى، ونقلتها للمطاحن، لتبيعها بالأسواق، كما سيطرت على بحيرات الاسماك شمال بابل، وباعت انتاجها، وتبيع الكهرباء والمياه فى المناطق التى تخضع لسيطرتها.. المصادر الغربية تقدر ان ثروة داعش تتجاوز2 مليار دولار.

التسليح

مراسلى صحيفة ‘‘إندبندنت’’ الميدانيين رصدوا إمتلاك «داعش» أسلحة سوفييتية قديمه وبولندية وبلغارية و400 صاروخ مضاد للطائرات محمول على الكتف طرازات مختلفة [ZU-23-2 – Stinger “FIM-92” قصير المدى– MANPADSالصينية التى يصل مداها لـ16 الف قدم -و“SE-24″ معدل للإستخدام الليلى ضد الطائرات وصواريخ كروز] والرشاشات الثقيلة GSHS.

مركز “أرمامنت ريسيرش” بلندن رصد سيطرة «داعش» على كميات كبيرة من رشاشات “إم16” الأمريكية، وصواريخ ‘‘ام79’’ اليوغوسلافية المضادة للدبابات، وحوالى30 دبابة طراز أبرامز الأمريكية، باعت منها 12 لسماسرة أكراد، وعربات ‘‘همر’’، ومدافع متوسطة المدى، كما استعرضت «داعش» بعض المعدات العسكرية التى استولت  عليها من الجيش العراقى ‘‘عربات همفي الأمريكية -طائرات هليكوبتر’’.

القوات الكردية رصدت استخدام «داعش» لقاذفات صواريخ يوغسلافية 90 مم طراز أوسا، وبنادق M16A4 امريكيه، ورشاشات صيني طراز90، وبنادق قنص كرواتيه، وأخرى إسرائيلية حديثة SR-99 مخصصة للكوماندوز، ومسدسات “جلوك”، واسلحة خفيفة سوفيتية الصُنع.

الخارجية العراقية أعلنت ان «داعش» استولت على 40كيلو من مركبات اليورانيوم التى تستخدم في البحث العلمي من مختبرات جامعة الموصل.

الدعم التركى

تركيا تتعامل مع «داعش» باعتبارها أحد أدوات إسقاط النظام السوري، وفتح الطريق لوصول الأخوان للحكم، والضغط على الأكراد المتعاونين مع حزب العمال الكردستاني بزعامة أوجلان.. كما انها أداة للضغط على العراق واضعافة، شريطة عدم تحقيق الطموح الكردى بإنشاء دولة مستقلة.

حزب العدالة والتنمية التركي شكل وحدات سرية لمساعدة «داعش» فى سوريا، وصحيفة ‘‘ادينلك ديلي’’ التركية أكدت تورط الحكومة فى خطة إقامة دولة حكم ذاتي سنية بالعراق، بولند ارينج نائب رئيس الوزراء التركي أكد صحة مانُشر عن تحذير القنصل التركى بالموصل لخارجيتة من اكتساح «داعش» للموصل قبل أيام من الهجوم فى 10يونية الماضى، الخارجية أجابته [«داعش» ليست خصماً لنا]، وبالفعل أفرج عنه قبل مرور24 ساعة، اما باقى الرهائن الـ49 فيعاملون افضل معاملة، وان استمر احتجازهم لإعطاء ذريعة لتركيا لتجنب اتخاذ إجراءات مضادة لـ«داعش».

صحيفة وورلد تربيون الأميركية كشفت تعاون تركيا مع الناتو لنقل الأسلحة لـ«داعش» تحت ساتر ‘‘إمدادات إنسانية’’ لسوريا، عبر معبر ‘‘السلامة’’ الحدودي، وسهلت عبور المقاتلين، وتجاهلت التحاق الأتراك بصفوف «داعش»، بخلاف إستقبالها الجرحى للعلاج، وتقديم ‘‘مؤسسة الإغاثة الإنسانية’’ القريبة من الحكومة معونات للـمقاتلين بالرقة.

صحيفة “طرف” التركية كشفت أن الخبراء الأمنيين الأمريكيين الذين فحصوا أسلحة وذخائر قتلى «داعش» فى اشتباكات أربيل وجدوها ممهورة بخاتم ‘‘هيئة المعدات والصناعات الكيميائية التركية’’.

«داعش» تستورد البنزين من تركيا، خصماً من رصيدها ببترول الرقة، الذى تصدره من ميناء جيهان التركى لميناء عسقلان الإسرائيلى، بعد تغيير الناقلات فى عرض البحر، وهى نفس الآلية المتبعة لبيع بترول الأكراد.

الدعم الإيرانى

الناطق الرسمي لـ«داعش» فى رسالته بعنوان «عذرا أمير القاعدة» 11مايو2014، أوضح أنهم «لم يهاجموا إيران تلبية لطلب ‘‘القاعدة’’، حفاظاً على مصالحهما المشتركة»، وبالرغم من ان «داعش» ترى ان الأطماع الإيرانية في العراق لاتختلف عن الأطماع الأميركية، الا ان ايران حرصت على احتوائها، لتقديرها انها تخدم نظام الأسد، بتوفير مبرر لصحة اتهامه للثوار بالإنتماء للقاعدة، كما أن «داعش» تعتبر أداة لضرب الجيش الحر وقوات النصرة أكثر مما هى موجهة للقوات الحكومية وميليشياتها، لأنها تقاتلهم فى الأراضى المحررة.. الجيش الحر عثر لدى قيادات «داعش» على جوازات سفر بتأشيرات دخول لإيران، وكروت تليفون إيرانية، ويتحرك بعض أعضاء التنظيم بجوازات وفرتها ايران.. لكن سيطرة «داعش» على المناطق السنية بالعراق، ومنافذها الحدودية، حولتها لخطر داهم، دفعها للتخلى عن المالكى مقابل شن الغارات الأمريكية.

الدعم العربى

من المثير للدهشة حصول «داعش» على دعم وتسهيلات من دول عربية اسهمت فى وصولها لمرحلة الدولة.. المالكى فتح السجون لهروب 1000سجين ينتمى معظمهم للقاعدة، وأمر بانسحاب70 الف من القوات النظامية ليكتسح 7000مقاتل نينوى وصلاح الدين، لخلق فزاعة تسمح باستمراره رئيساً للحكومة، وتخفف المعارضة الشيعية.. دول الخليج لم تتمكن من السيطرة على تدفق رعاياها للإلتحاق بالتنظيم، ولا على الدعم المادى من الجمعيات والأفراد، فضلاً عن تسرب دعم رسمى نتيجة أخطاء ميدانية دفع الأمير تركى الفيصل مدير المخابرات السعودية السابق منصبه ثمناً لها.. ليبيا تحولت الى قاعدة انطلاق للمتطوعين للإلتحاق بـ«داعش»، ومصدراً لتزويدها بالأسلحة والذخائر.. حتى مصر إبان حكم الإخوان يسرت تدفق المتطوعين، ولازال تدفق الإخوان الهاربين مستمراً، أملاً فى العودة مستقبلاً لإسقاط الدولة.

***

»داعش» أحد أدوات المؤامرة الدولية التى حيكت للمنطقة العربية، كان مقدراً ان يكون مركز انطلاقها سيناء، الا ان ثورة الشعب المصرى 30يونية أجهضتها، فانتقلت للمدخل الشرقى من المنطقة العربية، نجاحها نتاج لتعاون أجهزة مخابرات دولية، وأخطاء وتقصير من حكومات المنطقة، والقضاء عليها ليس رهن بتدخل دولى يسعى لتحقيق أهداف ومصالح حلف الناتو، وانما يتوقف على تعاون الدول العربية فى السيطرة على تنقلات الإرهابيين والأسلحة عبر منافذها من خلال تعاون أمنى فعال، والتخلى عن البعد الطائفى والمذهبى فى بناء السياسات الوطنية، والتحالفات الإقليمية.. الدور المصرى حاسم فى الوصول الى ذلك الهدف، بحكم ثقلها، وحكمة قيادتها.

 
تعليق واحد

Posted by في 2014/10/02 بوصة غير مصنف