الأحداث تتوالى مسرعة..والمتتبع يلهس وراءها..لكن إختطاف الجنود المصريين من سيناء فى الساعات الأولى قبل فجر يوم الخميس 15 مايو الجارى سبقته وتزامنت معه مقدمات واحداث تكشف حقيقة المؤامرة التى ينفذها الإخوان بالتعاون مع الجماعات التابعة لهم على أرض سيناء والتى كانت عملية الخطف جزءاً أساسيا منها .
* فى يوم الثلاثاء 14 مايو الجارى قامت زوجة أحمد ابو شيتة عضو جماعة التوحيد والجهاد المحكوم عليه بالإعدام فى قضية الهجوم على قسم ثان العريش فى يونية 2011 ، بزيارته فى سجن العقرب ، وخرجت لتعلن ان زوجها قد فقد بصره نتيجة للتعذيب ، وانه قد أضرب عن الطعام .
جملة إعتراضية : لماذا أحمد ابوشيته؟!
المسجونين فى قضايا إرهاب عديدون ، غير ان احمد ابوشيته المستهدف إخراجه من السجن يكتسب أهمية خاصة فى ضوء مايلى :
أ- ان حكم الإعدام الصادر ضده هو حكم غيابى ، اقتصرت محاكمته فيه على تهمة الهجوم على قسم شرطة ثانى العريش ، وبالتالى من المقرر إعادة محاكمته حضوريا .
ب- انه وبعد القبض عليه اعترف باستقبال اثنين من اصدقاؤه الفلسطينيين الذين دخلا لمصر عبر الأنفاق يوم 31 اغسطس 2012 وأقاما فى منزله لمدة 6 أيام خططوا خلالها لعملية الهجوم على قواتنا فى رفح ، ثم غادرا صبيحة يوم العملية ، وعادا اليه فى المساء لإبلاغه بنجاحها وأخذ متعلقاتهم قبل ان يعودان لغزة عبر الأنفاق.. وبالتالى فإن استمراره بالسجن يهدد بكشف أسرار عملية إغتيال شهداء رفح الـ17 فى رمضان الماضى..قاتلين ومحرضين!!
ج- ان هناك بعض المعلومات التى تشير الى ان المذكور وأسرته فلسطينى الجنسية ، وانه قد تم زراعته واسرته ضمن عملية مخابراتية تستهدف أمن مصر القومى ومنطقة سيناء .
عودة الى المقال
* وصباح يوم الأربعاء 15 مايو قام محمد خطاب محامى حزب النور بالتقدم بشكوى للنائب العام للتحقيق فيما تعرض له المذكور من تعذيب ، فى الوقت الذى روجت فيه “حركة حازمون” الخبر على نطاق واسع فى حسابها على الفيس بوك مبدية تعاطفاً كبيراً مع المذكور .
* وفى الوقت الذى كانت فيه مجموعات من أهالي السجناء المحكوم عليهم في قضيتي قسم شرطة ثان العريش وتفجيرات طابا فى وقفة إحتجاجية مساء الأربعاء ذاته بميدان الحرية أمام المسجد الرفاعي بمدينة العريش ، كان الإخوانى محمد البلتاجى واسامه رشدى عضو الجماعة الإسلامية وقاتل الدكتور فرج فودة يحصلان على تصريح زيارة لسجن العقرب – حيث يقطن احمد ابوشيته – من النائب العام باعتبارهما ممثلين للمجلس القومى لحقوق الإنسان ، وهى الموافقة التى تمت من خلال إتصالات تليفونية – نظراً لطابع العجلة فى الزيارة – دون ان يحصلا على تصريح كتابى ، وذلك لأول مرة فى تاريخ المجلس.
* وفى الساعات الأولى قبل فجر الخميس 16 مايو تم إختطاف جنودنا السبعة ، وفى الثانية عشرة من ظهر الخميس بدأت زيارة البلتاجى ورشدى لسجن العقرب ، حيث رفضا وجود اى مرافق من ادارة السجن معهما رغم ان وجود مرافق أمر معتاد فى مثل هذه الزيارات لتلقى الملاحظات والشكاوى القابلة للتطبيق ، واجتمعا مع المسجونين فى قضايا الإرهاب كمجموعات او منفردين ، ومن بينهم بالطبع أحمد ابو شيته.
* وابتداء من يوم الجمعة 17 مايو بدأت إجتماعات الإخوان مع قيادات السلفية الجهادية بحضور ممثل عن حماس بمقر الحرية والعدالة فى العريش ، وذلك بتكليف من مكتب الإرشاد للإتفاق على تشكيل مجلس إدارة لحل النزاعات القبلية فى سيناء ، على ان يكون هذا المجلس تابعاً لهيئة تنمية سيناء التى يسيطر عليها الإخوان ، وهو الإقتراح الذى سبق ان قدمته السلفية الجهادية ورفضته القوات المسلحة ، نظراً لإستهدافه رفع يدها عن كل مايجرى بسيناء.
* وخلافاً لكل قواعد التعامل مع مثل تلك الأزمات واساليب إدارتها ، خرج علينا الرئيس مرسى باجتماعات مع الإحزاب السياسية ، وسط تذمر الرأى العام من بطء التعامل مع الأزمة دون ان يدرك ان الهدف من تلك الإجتماعات هو تهيئة الأجواء لتمرير مقترح السلفية الجهادية ، ووضع الجيش امام أمر واقع جديد تتوافق عليه تيارات الإسلام السياسى.
* ماتم سرده من احداث – جميعها موثق – تم فى اطار سلسلة مترابطة بعضها البعض لتؤكد ان مايحدث فى سيناء مؤامرة مكتملة الأركان ، ينفذها الإخوان ضد القوات المسلحة المصرية ، باعتبارها العقبة الكأداء امام تمرير مخططاتهم الخاصة بسيناء وقناة السويس ، ولنتذكر فى هذا المجال عدد من الأسباب الرئيسية والمبررات التى دفعت الإخوان لذلك :
1 – ان أهمية تلك العملية تتمثل فى إهانة الفريق السيسى وإشغاله بالدفاع عن شرف العسكرية المصرية بدلاً من تصاعد رصيده السياسى لدى الشعب المصرى.
2 – التمهيد لإلغاء قرار السيسى الصادر فى ديسمبر الماضى بحظر تملك أو حق إنتفاع أو إيجار أوإجراء أى نوع من التصرفات فى الأراضى والعقارات الموجودة بالمناطق الإستراتيجية ذات الأهمية العسكرية ، والمناطق المتاخمة للحدود الشرقية لجمهورية مصر العربية ، بمسافة 5 كيلومتر غربا ، وهو القرار الذى لازال الإخوان فى الخفاء يحثون البدو على معارضته والبحث عن سيناريو ومبرر لإلغاءوه.
3 – تحييد موقف القوات المسلحة الرافض لبدء تنفيذ مشروع تنمية إقليم قناة السويس، فى هذا التوقيت، ومطالبتها بتأجيل أى مشاريع داخل إقليم القناة، لحين دراسة مختلف التفاصيل، بمشاركة كافة مؤسسات الدولة ، وعلى رأسها الأجهزة السيادية ضمانا لسلامة الأمن القومى، والسيادة المصرية.
4 – الشروع فى اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتوطين الفلسطينيين بسيناء ، وهو الإجراء الذى اتفق عليه الإخوان مع حماس بعد تعاونها معهم ابان الثورة والذى بدأت السلطات الفلسطينية فى غزة بالفعل تنفيذه بتسجيل محل الميلاد “غزة وسيناء” فى شهادات الميلاد وبطاقات الهوية ، وذلك باعتبارهما كيان جغرافى وسياسى واحد.
هل عرفتم لماذا رفض الإخوان ماتوصل اليه ياسر برهامى والسلفيين مع قادة السلفية الجهادية من تسليم انفسهم للسلطات شريطة حسن المعامله والمحاكمة العادلة؟! .. لقد وضحت الإجابة وهاهم يستخدمونهم كمخلب قط لتمرير مشاريعهم فى سيناء .
***
لم يكن توجيه مرسى لقائد الجيش بضرورة الحفاظ على أرواح المختطفين أسوة بأرواح جنودنا المخطوفين إلا تاكيداً لحقائق المؤامرة كما وردت صراحة بتسجيل المكالمة التى أذاعها التليفزيون الاسرائيلى مساء أمس الاثنين 20 مايو بين قيادى اخوانى وأحد خاطفى الجنود عن طريق التنصت على تليفون ثريا الذى التقطته إسرائيل (* احنا سامعين كلام ان الجيش هيتدخل/ # متخافوش الجيش ميقدرش يعمل حاجة من غير اذن مرسى/* خدوا بالكم احنا لو جرى لرجالتنا حاجة مش هنسكت/# بقولك متخافش/* قول للريس ان احنا المرة دي مش هنتنازل عن تنفيذ كل طلباتنا زى كل مرة/# هو عارف وبنحاول نحققها كلها متخافوش/* اى تدخل من الجيش هنقلب الدنيا على راس الكل…الخ ولمدة 12 دقيقة)